أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - التدخين مسموح في الحب














المزيد.....

التدخين مسموح في الحب


سرمد السرمدي

الحوار المتمدن-العدد: 3526 - 2011 / 10 / 25 - 22:31
المحور: الادب والفن
    


سيكارة حبيبتي؟, ارتكبت أخطاء كثيرة في حياتي التي لم تبدأ بعد, من هذه الأخطاء تلك الغير مبررة, وكأن هنالك أخطاء مبررة !, نعم لحسن الحظ يوجد, ذاك النوع من الأخطاء التي لا يمكن أن نندم بعدها لأنها نتيجة طبيعية لتحالف ظروف غير طبيعية, فنبحث كثيرا فيها أثناء استرجاع الذاكرة لمجريات الخطأ, فنجد أنفسنا براء مما حدث بالفعل, هكذا فقط يبدوا الخطأ صواب, حينما نتخلص من تهمة المشاركة فيه ونخرج منه كالشعرة من العجين, لكن هل نرتاح؟.

كلمات كالدخان, أنا جليد وهي الشمس، أما وجود بلا حب، أو حب بلا وجود، أذوب أم أموت ؟...هكذا تبدأ عملية البحث في الماضي دائما, لماذا حدث هذا وذاك من الحوادث التي تعد أخطاء, البحث عن راحة البال أو عن طمأنينة مزيفة بكوننا فعلنا كل ما كنا نستطيع, ولما نستطيع أن نفعل أكثر نتذكر ونتمنى أن يعود تسلسل الحوادث للحظة التي اتخذنا فيها القرار, فكل القرارات تفصل بين الموت والحياة مادامت الحياة بعدها لن تكون على سابق عهدها, وليتها تتوقف عند هذا الحد, عملية التفكير المضنية, رحلة البحث عن الأنا والأنت ودور كل منا بالتحديد فيما حدث, ليتها فعلا تتوقف عقارب الساعة عند لحظة القرار مع منحنا ولو ثانية للتفكير في نتائج ما قررنا, ومع كل هذا الندم الضمني, نعلن إننا براء مما حدث, لكن هذه البراءة لن تخلصنا أبدا من اتهامنا المستمر لأنفسنا بأننا السبب, وستثقب القلب تلك الحسرات يوما بعد يوم ونبضة بعد نبضة إلى أن يتوقف, حينها فقط لن يفرق شيء معنا.

روح تحترق بالجمر كالتبغ, لعل كل الذي يمر بك أثناء كتاب حياتك رغما عنك هو خارج عن سيطرتك الفعلية التي تحاسب عليها من قبلك قبل وأثناء وبعد النوم بل ولحظات حلم أو كابوس اليقظة, إلا أن الغريب بالفعل هو التجاهل الحاصل من قبلك وقبلنا لهذه الحقيقة التي لن ينفع معها لا الندم ولا الشكوى من الألم, أن ليس هنالك من خطأ واحد في سطور حياتك لن يكتب ما يليه من صفحات بشكل مختلف عما تريد أن يكون عليه الحال, وليس هذا يعني انك تريد كل ما هو سبب في راحتك, والا لماذا تختار العذاب في الحب والشوق والغيرة وغيرها من الحالات التي يمكن لك ولغيرك أن يتجنبها حينا بعد حين إلى أن يتعود على عقلانية النظرة لهذه الدقيقة الخالصة من المشاعر, انا لم افهم لحد الآن كيف يتجرا احدهم ليصف دواء لمرض يسبب من المضاعفات والأعراض الجانبية ما ينافس به المرض بحد ذاته, أن ما تكتبه في سطور حياتك لن يؤثر فقط في حياتك , بل في حياة كل من تمر ويمرون بك, والمهم هنا كيف تحدد ما تريد في الوقت الذي لا تعلم بالضبط ما يريده الآخرون, من قال لك انك ستعلم حتى لو فكرت بالنيابة عنهم, حتى لو كانوا من اقرب المقربين لك, فهل تستطيع أن تفكر بعقل الطفل الذي كنت عليه أنت يوما ما, لو كان ذلك بمقدورك بالفعل لتوقفت حياتك عند ذاك الحد وكنت ميتا يقرأ هذه السطور.

في اخر نفس من سيكاري, أن قلبي يقفز حزنا كلما نظرت في المرآة, كوني امرأة تترك خلفها العالم لأنني عالمها, لا اعلم أن كنت استحق هكذا حب لكني اعلم أن هذا الحب يستحق أن أحب ! , حين أسمع لعقلي أكون مستلقيا أبحر بعيناي مستقبلا سمائي أحاول عد النجوم فيستوقف حسابي نيزك هي الحبيبة, حساب جديد لكل لحظة, دفىء دم جديد يدخل قلبي في كل نبضة, يمرض عقلي, مرض الحب لايعالج إلا بالحب, في اللحظة التي تغيب عني الحبيبة لم اعد على قيد السعادة, فالحياة لحظة مبتسمة, بعد الحبيبة لن اكون أنا بل شيء قريب من اللاشيء, وأجمل ما فيه أن لا تعرف لماذا تحب, وأسوأ ما فيه أن تعرف ولا تجد الوصف, ولماذا هي بالذات, لماذا هي الذات, ذاك القرار, أن تختار إنسانة, لم يختارها القدر, لم تسقط في يدك المفتوحة ليلة مطر, لم تولد وتجدها, بل ستوجدها, ولكي تجدك لا بد أن تجد نفسك, اسمع لقلبك., اطفي السيكارة حبيبتي ؟

:)

الكاتب
سرمد السرمدي



#سرمد_السرمدي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماهية المسرح العراقي المعاصر
- مفهوم الأدب في نظريات النقد المعاصر
- ميتشل فوكو في التحليل النقدي للتاريخ الإنساني
- جاك دريدا في التحليل النقدي للكتابة عن تجربة
- مدخل النظرية النقدية في الفكر المعاصر
- مسرح الصورة ليس للمخرج صلاح القصب
- جامعة بابل العراقية وخطوة نحو العالمية
- العبث والإنسان في مسرح البير كامي
- سارترية الموجد في مسرح جان بول سارتر
- ملامح المسرح العراقي المعاصر
- تفكيك الفلسفة الوجودية في الأدب المسرحي العالمي
- نظرية الواقعة في الإخراج المسرحي المعاصر
- نظرية الإخراج في مسرح الواقعة المعاصر
- أول عرض مسرحي عن جريمة المقابر الجماعية
- أول عرض مسرحي في العراق عن جريمة المقابر الجماعية
- أول مسرحية تعرض بعد احتلال العراق
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال جبرائيل مارسيل
- تفكيك المسرح الوجودي من خلال سورين كيركجارد
- فرقة الراقص طلعت السماوي وأولاده مجاور المسرح الوطني العراقي
- مونودراما تسبب النعاس للجمهور بين سامي عبد الحميد وسامي آخر


المزيد.....




- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-
- كيف يبدو واقع السينما ومنصات البث في روسيا تحت سيف العقوبات؟ ...
- الممثل عادل درويش ضيف حكايتي مع السويد
- صاحب موسيقى فيلم -مهمة مستحيلة- لالو شيفرين : جسد يغيب وإبدا ...
- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سرمد السرمدي - التدخين مسموح في الحب