أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / تلك كانت هي الأيام !














المزيد.....

تأملات / تلك كانت هي الأيام !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3525 - 2011 / 10 / 24 - 19:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أحياناً يبدو الأمر وكأننا نحن الحالمين بتغيير العالم والساعين الى غد جديد قد نسينا تضامن الأمم والبشر من أجل قضية سامية، حتى لم نعد نتحدث عنه الا نادراً، ربما لأننا غارقون في همومنا المحلية الناجمة عن طغيان مستبدينا وظلام مجتمعاتنا وتعمق أزماتنا التي تدفعنا الى أن نكون أسرى معاناتنا المريرة، وهي تبدو "معزولة" عن معاناة الآخرين من البشر.
أأنستنا المحن التي أثقلت علينا تلك الروح التي تنير فيها قناديل التضامن الأممي ؟ أترانا نسينا درس أولئك الباريسيين الذي وصفهم ماركس بمقتحمي السماء وهو يقيّم الكومونة ؟ أغاب عنا تاريخنا المفعم بأمثلة الاحتجاج والتحدي ؟ أأمسينا بحاجة الى ما يحركنا من أحداث ننتظرها كي تنهض فينا هذه المشاعر فنعود الى ينابيع التضامن الكامنة فينا لنراها وقد تفجرت من جديد متجلية في أصوات احتجاج عادلة ؟
في أواسط الشهر الحالي شهدت نحو ألف مدينة في مختلف أرجاء العالم احتجاجات يوم الغضب العالمي ضد هيمنة رأس المال وعواقبها الوخيمة. ورفع المتظاهرون شعارات كان من بينها "يا شعوب العالم انهضوا" و"أنزلوا الى الشوارع" و"اصنعوا العالم الجديد"
وبعد خمسة أشهر على ميلاد هذه الحركة اختار الغاضبون أماكن تحمل معنى رمزياً في إطار الأزمة الاقتصادية العالمية، وبينها وول ستريت في نيويورك وحي المال في لندن والبنك المركزي الأوروبي في فرانكفورت حيث تجمع ستة آلاف شخص وهم يهتفون "لن نبيع أنفسنا للبنك المركزي الأوروبي". وامتدت هذه الاحتجاجات من الولايات المتحدة وأوروبا لتصل الى اليابان وجنوب شرق أسيا. وكانت، باستثناء ايطاليا الغارقة حكومتها بالديون وفيها تظاهر ما يقرب من ربع مليون، احتجاجات سلمية الطابع.
وتزامناً مع انعقاد مؤتمر وزراء مالية بلدان قمة العشرين بباريس، وفيه ناقشوا أزمة اليورو وتوسيع صندوق النقد الدولي، نددت المظاهرات بسياسات حكومات الدول الرأسمالية العاجزة عن مواجهة الأزمة المالية الطاحنة.
ولم يكن مما يدعو الى الاستغراب والمفاجأة أن تشهد شوارع قلعة الرأسمالية في نيويورك هتافات "الغاضبين" المطالبين باحتلال وول ستريت. ولم تكن هذه الحركة الاحتجاجية دون غايات واضحة، كما حاول كبار الرأسماليين ومأجوروهم من الصحفيين الايحاء، وانما كانت حركة شعبية ولدت من آلام معاناة الملايين، في معركة بين الكادحين المضطهَدين وسلطة رأس المال، وهي معركة ليست جديدة، بل تمتد جذورها الى تلك السنوات البعيدة التي ولد فيها هذا النظام الاستغلالي "الجديد".
هل تتذكرون ذلك الزمن الذي كان فيه شعراء أميركا وكتابها يتحدثون عن "الحلم الأميركي" ؟ بات جلياً اليوم أن ذلك الزمن انتهى الى أزمة عميقة لنظام رأس المال حولت الحلم الى كابوس، حيث يعاني البشر، والشباب والنساء خصوصاً، من عواقب سياسات وول ستريت وسائر قلاع الاستغلال.
ولا ريب أن هذه الحركة الاحتجاجية تجسد إطاراً يجمع ضحايا الحرمان والاضطهاد وعواقب الأزمة الرأسمالية المتفاقمة حيث يواجه شباب العالم خيبة الأمل المتزايدة من امكانية ايجاد مخرج من النفق المظلم.
ومن الطبيعي القول إن الأزمة لا تقف عند حدود المال وإن كان هذا هو تجليها الأبرز راهناً، بل هي أزمة بنيوية، بمعنى أنها أزمة جوهرية شاملة للنظام الرأسمالي تستدعي، من بين أمور أخرى، تحليلاً معمقاً ونقداً اجتماعياً طبقياً.
غير أنه مما يبعث على الأسى أن وسائل الاعلام الأساسية الفاعلة في تشكيل الرأي العام العامي تجاهلت، لأسباب عدة، هذه الاحتجاجات، حيث بعضها أدوات بيد سلطة رأس المال، والبعض الآخر يرى أنها مجرد عاصفة عابرة ستهدأ قريباً وستعود المياه الى مجاريها، فيعود سدنة رأس المال ليناموا، من جديد، رغدا.
ومن نافل القول إن ممثلي رأس المال وثقافته المهيمنة يسعون، بكل ما أوتوا من وسائل، الى تأبيد واقع الاستغلال، ومحاصرة الاحتجاج ومنعه من التعبير عن نفسه، ذلك أن هذا التعبير لابد مفضٍ، عبر تراكمه، الى الاطاحة بنظام الاستثمار الجائر.
* * *
يوم كنت طالباً في جامعة بغداد أدرس الأدب الانجليزي ظهرت في عام 1968 أغنية البريطانية ماري هوبكنز الموسومة (تلك كانت هي الأيام) التي تزامن ظهورها مع ربيع باريس حيث انطلقت شرارة الاحتجات الطلابية والشبابية في ذلك العام المميز .. وكنا نحن أبناء ذلك الجيل ممن شاركوا في الاحتجاجات الطلابية في العراق يومئذ نردد أغاني الأمل والتطلع الى الغد، وبينها أغنية ماري هوبكنز الجميلة التي تقول: "تلك كانت هي الأيام ... وقد بدت بلا نهايات .. كنا نغني ونرقص .. نعيش الحياة التي اخترناها .. نقاتل ولا ننهزم .. لأننا كنا شباباً واثقين من خطانا التي ترشدنا الطريق .. الأحلام في أرواحنا التواقة ماتزال هي نفسها ... "
تلك الأيام كانت ربيعاً ننشد فيه أغنيات التضامن والمثل السامية ونحن نمضي الى الضفاف، وهي أيام تضيء، عبر الاحتجاج، في تواصل حميم .. أما أولئك الذين يتوهمون أن ربيعاً لن يحل في أي زمان ليهز عروشهم فقد كشف التاريخ أوهامهم وقال فيهم كلمته البليغة .



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / أسئلة الخروج من المأزق
- تأملات / ضحية -التحرير- والمحاصصة !
- تأملات / ... وإلى أي المآسي ننتهي !؟
- تأملات / متاهة العراق !
- تأملات / عراق بلا حدود !
- تأملات / وماعلموا أن صوتك حفّار قبرهم !
- تأملات / طور جديد في احتجاج مضيء !
- تأملات / بلاد معيلات وأرامل وأيتام !
- تأملات / قانون لتكبيل الأحزاب !
- تأملات / حماية من !؟
- تأملات / ومن نهب لا يشبعون !
- تأملات / ملهاة التسييس ومأساة -التغليس- !
- تأملات / وللترشيق في خلقه شؤون !
- تأملات / كم يتشدقون باسمك .. أيتها الحرية !
- تأملات / هل أتاكم حديث المعاقات !؟
- تأملات / قميص -الضحية- في جمهورية موز عراقية !
- تأملات / ليس بتبويس اللحى !
- تأملات / -مبادرات- في حلقة مفرغة !
- تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !
- تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية


المزيد.....




- مشاهد تخطف الأنظار لأشجار معمرة على قمة جبلية في سلطنة عُمان ...
- هل وافقت إيران على إنهاء الحرب مع إسرائيل؟
- -بعدما وبخها-.. ترامب: إسرائيل لن تهاجم إيران وطياروها سيلقو ...
- هكذا فاجأ ترامب كبار مسؤوليه بإعلان وقف إطلاق النار بين إيرا ...
- قمة لحلف الناتو لرص صفوف الحلف واسترضاء ترامب
- ترامب -يفجّر مفاجأة- بوقف لإطلاق النار بين إيران وإسرائيل.. ...
- أكثر فعالية وأقل كُلفة من القُبة الحديدية: ما هي منظومة الشّ ...
- إيران: تزايد القمع خلال الحرب تحت غطاء -مطاردة الجواسيس-
- بلدة قصرنبا اللبنانية.. موطن الورد ومائه
- التحول العظيم في العالم ونظرية النهايات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / تلك كانت هي الأيام !