أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !














المزيد.....

تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3388 - 2011 / 6 / 6 - 15:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


وسط تفاقم للأزمة الاجتماعية العميقة التي تعصف بالبلاد واستعصاء في المعضلات الشاملة وتعاظم لمعاناة الملايين وتواصل لنهج المحاصصات الطائفية والاثنية وصراع الامتيازات بين الكتل المتنفذة ومسلك "تسييس" يمارسه "الخصوم" السياسيون، يلجأ الحكام الى استخدام مختلف السبل لكسر شوكة المحتجين وترهيب المشاركين في التظاهرات واستباق تصاعد واتساع الأصوات الشعبية، حيث شنت قوات الأمن حملتها الأخيرة في اعتقال الشباب والاعتداء عليهم يوم الجمعة الثامن والعشرين من الشهر الماضي، في أعقاب تهديدات معلنة ومستورة وملاحقة لهم وتحرٍ عن أماكنهم. ولسنا بحاجة الى سرد ما جرى من انتهاكات وحشية باتت معروفة للقاصي والداني.
وقد كان من الطبيعي أن يؤدي هذا الانتهاك الفظ لحق كفله الدستور الى موجة من الاحتجاج ضد الاجراءات التعسفية واتساع لحركة التضامن داخل الوطن وخارجه مع المعتقلين ومطالبة باطلاق سراحهم. وفي محاولة للتراجع وحفظ ماء الوجه وعدت الجهات المعنية باطلاق سراح الشباب الأربعة لكنها ماطلت كعادتها وعلى نحو مغرض. وسواء أطلق سراحهم الآن (حتى ساعة كتابة هذا العمود صباح أمس الاثنين) أم لا فان المسألة الجوهرية تبقى قائمة، ونعني بها أسباب ودلالات الاعتقال التعسفي.
فقد سعى الحكام الى توجيه رسالة الى سائر المحتجين بغرض إحباط حركتهم وثنيهم عن الاستمرار في التعبير عن حقهم المشروع حتى يتوقفوا عن إقلاق الحكام وتهديد امتيازاتهم.
لقد كشف متابعون معنيون ومدافعون عن حقوق الانسان عن حقيقة أن عمليات الكرخ التي احتجزت الشباب الأربعة التقطت صوراً لهم لتركيبها على وثائق مزورة لاسناد تهمة جنائية لهم وبالتالي تبرير اعتقالهم والتغطية على السبب الحقيقي للاعتقال المتمثل في مشاركتهم النشيطة في احتجاجات ساحة التحرير. وليس هذا الأسلوب جديداً على قوات أمن لا يندر أن نجد في صفوفها أنصاراً للنظام المقبور نزعوا جلودهم بعد "التحرير" وارتدوا أخرى في ظل التخبط السائد في الأوضاع وبمباركة من بعض الحكام الجدد ممن كانوا يوماً ما ضحايا لهؤلاء الجلادين المتلونين كحرباء.
ولعل من بين الدروس المستقاة من هذا الحدث التناقض في مواقف وتصريحات الحكومة والناطقين باسمها وباسم أجهزتها الأمنية، وهو تناقض يشكل جزءاً من ثقافة سائدة وعقل يفتقر الى المصداقية. وبات التخبط الذي تغرق جهات حكومية في مستنقعه مفضوحاً ليقدم، مرة أخرى، دليلاً على وهم "الديمقراطية".
وتختلط الفضائح بالانتهاكات في ظل صراع المتنفذين وسط إعادة انتاج الاستبداد بصيغ جديدة في توليفة لا نجدها إلا في نظام محاصصات يخشى أصوات الشباب الغاضبة المحتجة على الباطل والمطالبة بالحق العادل، ويتشبث بـ "المحررين" محتمياً بحرابهم ومستسلماً لعواقب مثل هذه الحماية.
والحق إن هذا يذكّرنا، مرة أخرى، بأساليب الدكتاتورية الفاشية وعمليات الاعتقال العشوائي وتغييب الناس في الزنازين ومنع أهاليهم من اللقاء بهم أو التعرف على مصائرهم.
ويحق لمحللين أن يتساءلوا: هل سيعتذر من ارتكبوا هذا الانتهاك الوحشي للمعتقلين وعوائلهم بل وللشعب العراقي ؟ هل سيحاسب المسؤولون عن هذا الانتهاك وسواه، ومن الذي سيحاسبهم ووفق أية معايير ؟ وهل ستكف أجهزة أمن دولة العدالة والقانون المزعومة عن عمليات تشويه الحقائق وإلصاق التهم الباطلة بالمحتجين الأبرياء والمختلفين في الرأي ؟ وهل سيتوقفون عن الاستهانة بآلام الناس وبذكائهم ؟ أم أن المتنفذين لن يبالوا بأصوات الحق وسيوغلون في إجراءات القمع لينشروا المزيد من ثقافة التخويف والخنوع !؟
* * *
إذن فقد عاد شبح سيارات الاسعاف المصفحة والسيارات المظلّلة ليعلن عن تصاعد احتمالات عودة الاستبداد التي تتخذ هذه المرة شكل اعتقال شباب محتجين سلمياً ومطالبين باصلاح النظام بتهم انتقلت، عبر تناقضات فاضحة، من التحريض على العنف والتعرض الى مسؤولين "كبار" في الدولة الى تزوير وثائق شخصية !
أليس مما يثير السخرية أن سيارات الاسعاف المصفحة وكل ترسانة العسف تتجاهل المزورين الحقيقيين "الكبار" وبينهم مسؤولون في الدولة أو ما يسمى بالدولة ؟
ومن شر البلية أن النظام يطالب بكفيل للشباب ليطلق سراحهم حتى يثبت أنه متمسك بالاجراءات القانونية ومعايير "الديمقراطية". غير أن كل من يتمتع ببصر وبصيرة يدرك أن من ينبغي أن يبحث عن كفيل له هو النظام نفسه، وأن الشباب، المفعمين بالأمل والاصرار والخبرات الجديدة، هم، لا غيرهم، من يمكن أن يسمحوا له بالبحث عن مثل هذا الكفيل. ومن نافل القول إن الشعب المكتوي بنيران المعاناة لا يصلح أن يكون كفيلاً لمثل هذا النظام.
واهم من يتخيل أن جدران الاستبداد قد انهارت تماماً. فهذه الجدران قائمة في ثقافة سائدة يرسخها سدنتها، وهم أنفسهم أو ممثلوهم من وجهوا سيارات الاسعاف المصفحة، وهي مجسِّدة للباطل، لتعتقل هاتفين أرعبت أصواتهم العادلة مذعورين خائفين على امتيازاتهم.
وواهم أيضاً من يتخيل أن المتنفذين و"رجال" حكومة "شراكة الفحول الوطنية" قادرون على إسكات أصوات المحتجين ومنع شرارات السخط من أن تجعل لهيب الغضب الشعبي يندلع فيلقن أهل العسف، ممن لا يتعظون من خبر الحياة والتاريخ، درساً بليغاً ينتهي بهم وبعسفهم الى حيث يستحقون.



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية
- تأملات / قصة الأيام !
- تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟
- تأملات / أميون في بلاد الأبجدية الأولى !
- تأملات / من الفردوس الى التحرير .. الخنوع سجية غيركم !
- تأملات / للاحتجاج ربيعه .. وللمحتجين مشاعلهم !
- تأملات / أديمقراطية وسط انتهاك حقوق الانسان !؟
- تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !
- تأملات / -غيبوبة- مساءلة .. وفساد وترقيع !
- تأملات / الشعب يريد إصلاح النظام !
- تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !
- تأملات: لن نصمت .. وبغداد ليست قندهار !
- في بلاغات النساء (2)
- تأملات - شراكة الفحول !
- أمقدمة لاستبداد جديد !؟
- ... ولنا مقام الاحتجاج والأمل !
- تأملات - شبح طلفاح يجول في بغداد !


المزيد.....




- العراق.. السيستاني يشعل تفاعلا ببيان عن استمرار استهداف إيرا ...
- هل ما يحدث في طهران استهداف لتغيير أو تدمير النظام؟.. شاهد ر ...
- أضرار جسيمة داخل مستشفى سوروكا ببئر السبع إثر قصف إيراني واس ...
- إيران تمدد إغلاق مجالها الجوي حتى يوم غد
- جنرال العقوبات والقبضة الحديدية.. من هو محمد كرمي قائد القوا ...
- ياسين بونو.. أسطورة مغربية تتألق في أكبر البطولات العالمية
- الجيش الإسرائيلي يبث مشاهد لاستهدافه مفاعل آراك (فيديو)
- الخارجية الإيرانية: عراقجي سيترأس الوفد الإيراني إلى مفاوضات ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يهدد باغتيال خامنئي (فيديو)
- روسيا تطالب إسرائيل بوقف ضرباتها للمواقع النووية الإيرانية ف ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - رضا الظاهر - تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !