أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات / وللترشيق في خلقه شؤون !














المزيد.....

تأملات / وللترشيق في خلقه شؤون !


رضا الظاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3437 - 2011 / 7 / 25 - 19:39
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


... والترشيق يعني، أساساً، التخلص مما هو زائد عن الحاجة، ومنه، مثلاً، تخفيض الوزن عبر التخلص من الشحوم. ورشيق القوام معتدل القامة، ورشيق الكلام لطيفه، ورشيق الخط جميله، ورشيق العمل خفيفه وسريعه، ورشيق العقل راجحه وعميقه، ورشيق القلب حساس ورقيق المشاعر ...
هل تتذكرون (رسالة التربيع والتدوير) التي كتبها الجاحظ في هجاء أحمد بن عبد الوهاب، الكاتب في عهد الخلفة العباسي الواثق ؟ فقد كان أحمد بن عبد الوهاب هذا، حسب وصف الجاحظ، مفرط القصر يدعي أنه مفرط الطول، وكان مُربَعاً جَعِد الأطراف، وهو في ذلك يدعي البساطة والرشاقة. وكان ادعاؤه لأصناف العلم على قدر جهله بها.
غير أن ترشيق حكومتنا يختلف عن كل ترشيق، ليس فقط لأنه عراقي، وبالتالي يجب أن يكون نسيج وحده، ذلك أن العراقيين لا يعجبهم العجب ولا الصيام في رجب، وإنما لأن القائمين عليه نسوا أن يقرأوا آية الكرسي عندما بدأوا النية في الترشيق، إذ شغلتهم كراسيهم، وسيظلون بها في شغل عن مآسي البلاد والعباد !
وفي بعض الأحيان يتحول الترشيق العراقي الى تراشق، كلامي اتهامي، لا بالتصريف اللغوي وانما بتصريف الواقع، وهذا ما نشهده جلياً بين كتل متنفذة تستمر في التصارع على المغانم والامتيازات.
وقد حق لمحللين أن يتساءلوا: أيمكن لحكومة "الشراكة الوطنية" المترهلة أن تتحول الى حكومة رشيقة وقد كان الترهل قرار القوى السياسية المتنفذة ذاتها التي تدعو الآن الى الترشيق ؟ وما هي معايير هذا الترشيق وآفاق وثمار إنجازه ؟ وهل أسبابه الموجبة تنحصر في الحفاظ على المال العام، حيث سيحتفظ المشمولون بعملية الترشيق بامتيازاتهم، أم تتجاوز هذا الهدف ؟ أيمكن للوزارات المرشقة، وهي وزارات دولة وذات ميزانية محدودة أساساً، أن تفلح في خفض إهدار المال العام في دولة هي من بين الأكثر فساداً في العالم ؟
وهؤلاء المحللون يتوقعون أن يؤدي الترشيق، الذي لابد أن يستغرق وقتاً طويلاً حيث لم يتم تحديد سقف زمني لتنفيذ إجراءاته بعد الانتهاء من نقاشها في البرلمان وإقرارها، الى أزمة سياسية جديدة لا الى حل أزمة راهنة. كما أن الكتل المتنفذة المتصارعة لم تخفِ خشيتها من أن تعمق هذه الأزمة الصراعات داخل الكتلة الواحدة حيث يجري، عادة، اعتماد مبدأ الاستحقاق الانتخابي المحاصصاتي والتوافق السياسي في إرضاء القوى والشخوص. وفي هذا السياق كانت هناك مناصب استحدثت بسبب هذا النهج "التوافقي"، وبينها، بالطبع، مجلس السياسات الستراتيجية لاشغاله من قبل رئيس القائمة العراقية، وهو منصب مثير للجدل وموضع صراع متفاقم. ومن غير المستبعد أن يزعج مثل هذا الترشيق البعض لأن أغلب الحقائب الوزارية كانت لأغراض الترضية والتواطؤ في إطار شراء السكوت المتبادل.
ويلفت الانتباه ما ورد في تقارير صحفية بشأن ما سمي بظاهرة بيع الحقائب الوزارية بدفع "سرقفلية" للتمتع بالمنصب الذي يدر أرباحا ويلبي امتيازات. وهي ظاهرة، إن صحت الأنباء الواردة عنها، تكشف عن أن هناك الكثير الذي يمكن شراؤه بالمال في "سوق سرية للحقائب الوزارية" عبر جهات معنية وبأساليب وقواعد راحت وسائل إعلام تفضحها.
ومن المؤكد أن الترشيق الذي يوحي بعض القائمين عليه بأنه وسيلة للتخلص من نهج المحاصصات سيستند الى نهج المحاصصات ذاته، وسيكون تكريساً له وليس سعياً الى التخلص منه. وبالتالي فانه مادامت منهجية المحاصصات قائمة وفاعلة ولا يمكن التخلي عنها فانه لا قيمة كبيرة لأي ترشيق يستند، بالضرورة، الى هذه المنهجية. ومن هنا اعتقاد بعض المحللين بأن إبقاء التشكيلة الحكومية بترهلها وثقلها على الموازنة المالية أفضل من الدخول في متاهات جديدة تلقي مزيداً من الغموض والفوضى على وضع يتسم بالتعقيد جراء أسباب كثيرة بينها التشبث بمنهجية المحاصصات الطائفية والاثنية، والدور المقيت الذي يمارسه "المحررون"، واستمرار الصراع بين المتنفذين على السلطة والمال والنفوذ، وضيق أفقهم في التفكير والممارسات الاستحواذية، واستهانتهم بحقائق الواقع ومعاناة الملايين المريرة.
وفي غضون ذلك تجري أحاديث كثيرة عن لقاءات قادة الكتل السياسية المتنفذة وتطلق تصريحات متناقضة بشأن ما يمكن أن تؤدي اليه من ثمار "منشودة". ومن المثير للأسى حقاً أن تهون المطامح الى حد اعتبار مجرد لقاء قادة هذه الكتل إنجازاً هاماً يستحق التهليل في الاعلام حتى وإن جرى وسط تبادل اتهامات وتهديدات بين الساعين الى "التوافق"، وطمس لحقائق، وضحك على الذقون، واستمرار لتعمق معاناة الناس في سائر ميادين الحياة.
* * *
كأن لسان حال متنعمين يلهج بالدعاء فيقول: أللهم إنا نرغب اليك في حكومة مرشّقة، ترقص على أنغام مموسقة. وهي حكومة تضلل المساكين بانجازات ملفقة، بينما تلقي بهم في أتون محرقة .. حكومة يطرحها التجار للمناقصة، وعمادها الأساس المحاصصة ..
لا ريب أنكم تعلمون أن أسباب الترشيق كثيرة، وحديثه ذو شجون .. وللترشيق في خلقه شؤون !
رشّق الله أجوركم بمصاب حكومة "الشراكة الوطنية" .. وجزاكم خير الجزاء على البلايا النازلة صباحَ مساء ..



#رضا_الظاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات / كم يتشدقون باسمك .. أيتها الحرية !
- تأملات / هل أتاكم حديث المعاقات !؟
- تأملات / قميص -الضحية- في جمهورية موز عراقية !
- تأملات / ليس بتبويس اللحى !
- تأملات / -مبادرات- في حلقة مفرغة !
- تأملات / سيارات الاسعاف المصفحة باطل !
- تأملات / نظرة ترقيعية لأزمة بنيوية
- تأملات / قصة الأيام !
- تأملات / أإلى حتفها تسير هذه البلاد !؟
- تأملات / أميون في بلاد الأبجدية الأولى !
- تأملات / من الفردوس الى التحرير .. الخنوع سجية غيركم !
- تأملات / للاحتجاج ربيعه .. وللمحتجين مشاعلهم !
- تأملات / أديمقراطية وسط انتهاك حقوق الانسان !؟
- تأملات / صوب المرتجى بأناشيد سلم وحرية !
- تأملات / -غيبوبة- مساءلة .. وفساد وترقيع !
- تأملات / الشعب يريد إصلاح النظام !
- تأملات/ يامن يعلّمنَنا السير الى الضفاف !
- رضا الظاهر في حوار مفتوح حول: موقع الحزب الشيوعي العراقي في ...
- تأملات: غضب عادل أضاء نصب الحرية !
- عودي الى ينابيعك يا بلاد الأحزان !


المزيد.....




- فيديو أسلوب استقبال وزير الخارجية الأمريكي في الصين يثير تفا ...
- احتجاجات مستمرة لليوم الثامن.. الحركة المؤيدة للفلسطينيين -ت ...
- -مقابر جماعية-.. مطالب محلية وأممية بتحقيق دولي في جرائم ارت ...
- اقتحامات واشتباكات في الضفة.. مستوطنون يدخلون مقام -قبر يوسف ...
- تركيا .. ثاني أكبر جيش في الناتو ولا يمكن التنبؤ بسلوكها
- اكتشاف إنزيمات تحول فصائل الدم المختلفة إلى الفصيلة الأولى
- غزة.. سرقة أعضاء وتغيير أكفان ودفن طفلة حية في المقابر الجما ...
- -إلبايس-: إسبانيا وافقت على تزويد أوكرانيا بأنظمة -باتريوت- ...
- الجيش الإسرائيلي يقصف بلدتي كفرشوبا وشبعا في جنوب لبنان (صور ...
- القضاء البلغاري يحكم لصالح معارض سعودي مهدد بالترحيل


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - رضا الظاهر - تأملات / وللترشيق في خلقه شؤون !