أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة














المزيد.....

الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة


سعاد خيري

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 14:24
المحور: العولمة وتطورات العالم المعاصر
    



تختلف وسائل و نتائج الانتفاضات الشعبية المعاصر عن نتائج ووسائل الثورات والانتفاضات السابقة وتختلف التقييمات والاستنتاجات عنها اذ كانت الانتفاضات والثورات السابقة تجري عبر الكفاح المسلح الذي يفرضه اقطاب النظام الراسمالي وادواته. و تتراوح نتائجها بين الانتصار على النظام السابق وطبقته المهيمنة واقامة النظام الجديد في ظل سيادة علاقات الانتاج الراسمالية عالميا وتبعاتها محليا, واعادة خلق طبقة مهيمنة جديدة, وبين الفشل وحتى الارتداد. ففي ارقى واعظم ثورات القرن الماضي ثورة اكتوبر الاشتراكية العظمى وانتصار طليعة الطبقة العاملة الحزب الشيوعي السوفيتي وتشكيل دكتاتوريتها التي لم تلبث ان تحولت الى طبقة مهيمنة تستغل الطبقة العاملة والجماهير تحت ىشعارات مضللة لاتلبث بدورها ان واجهت ثورة الطبقات المستغلة والجماهير بعد ان انهت مهمتها في تطوير البشرية وتجاربها. في حين لم تطمح طلائع الانتفاضات الحالية الى السلطة والهيمنة بل الى التحرر والتمتع بمنجزات البشرية وتطويرها. ويجري باستمرار انسلاخ بعض عناصرها المترددة واغتنائها بعناصر جديدة. ويحتاج التوصل الى افاق ووسائل واساليب جديدة لتعميق ثورتها وتحقيق هدفها الرئيس ,تحرير شعبها والمساهمة في تحرير البشرية والتوصل الى الحلقة المركزية الجديدة للمرحلة المقبلة الى بعض الوقت. وتتحول ساحات الكفاح الى ميادين للتطور العلمي والتكنولوجي في وسائل الاتصال ونقل المعلومات وتسجيل الاحداث وتطوير الادب والفن في تسجيل الاحداث وتطوير شعاراتها والتعبير عن محتواها فقد انتجت خلال التحرك الجماهيري المعاصر الاف الافلام والاف الكتب وعرضت ملايين الرسوم والفت الاف القصائد في زمن قياسي. لقد احدث هذا التحرك الجماهيري ثورة في طاقات البشر وفي توجهها ومحتواها وتحققت انجازات لايمكن تحقيقها خلال عقود من سيادة النظام المتهاوي ويمكن مشاهدة ذلك حتى على شاشات تلفزيزن الهيمنة الراسمالية العالمية وهي تهدف لعرض عنف المعارك لبث الرعب . فترى شباب الانتفاضات الشعبية مليئون بالحيوية والثقة رغم كل التضحيات واستمرار الانتفاضة لعدة شهور وصعوبة المشاكل وتعقدها ويحملون انوع من الاجهز الالكترونية المتطورة . ويعزز ثقتهم بانفسهم وبقضيتهم, دعم الجماهير الشعبية المحلية والعالمية وتاثيرهم الايجابي على التحركات الجماهيرية في عموم المنطقة بل وفي جميع انحاء العالم الامر الذي يجعل من المستحيل الفشل او العودة الى الوراء رغم تعاظم شراسة قوى الماضي في الدفاع عن مواقعها واستنفارها كل طاقاتها وادواتها وهي مثقلة بازماتها ومشاكلها وعجزها عن مواجهة متطلبات كل ذلك . فعمدت الى استثمار كل لحظة من التريث في مسيرة التحرك الجماهيري كما يجري في اوضح صوره في مصر بعد نجاح التحرك في اسقاط مبارك والاعداد لاسقاط النظام .حيث اطلقت كل ادواتها من اجهزة السلطة ووسائل واساليب الارهاب وكل اشكال ووسائل تمزيق وحدة الشعوب واثارة الحروب الاهلية وتعطيل الحياة لاصابة الجماهير بخيبة الامل والياس من التغيير ليس في مصر فقط بل وتقديمه مثلا للشعوب المنتفضة الاخرى. فتهول من حقيقة المشاكل التي يعاني منها الشعب المصري الناجمة عما تراكم من استغلال وهيمنة عبر القرون وكانها نتيجة للتغيير الجديد والترحم على الماضي . وتستثمر جمود التحليلات المستندة على نظريات عصرالامبريالية اعلى مراحل الراسمالية التي انتهى دورها بافول عصر الراسمالية وتطور الصراع الطبقي الى صراع البشرية ضد اقطاب الراسمالية وادواتهم وتحرير البشرية يستوجب حمايتها وحماية منجزاتها من الابادة والتدمير الشامل الذي لا تتوانى اقطاب الراسمالية عن استخدامه بحجة الكفاح المسلح للجماهير. حيث ينبري العديد منهم في نقد الاسلوب السلمي للانتفاضات الجماهيرية ويدعون الى الكفاح المسلح ويحبطون الامال في احراز اي نصر ويستهينون بما تحقق لانه لم يتحقق عبر الصراع الطبقي والكفاح المسلح.
ان الطابع السلمي للانتفاضات الشعبية المعاصرة ناجم عن ثقة الجماهير بقدرتها على تحقيق اهدافها في تطوير مجتمعاتها عبر تحفيز طاقاتها الابداعية في ساحات الكفاح الجماهيرية وفي جميع ميادين العلم والتكنواوجيا ويعري وحشية وجرائم النظام الراسمالي واقطابه وادواتهم غير المبررة بعنف الجماهير بل ويستثير القيم الانسانية حتى بين صفوفهم وتفتيت وحدتهم ووحدة ادواتهم. كما يجري في هذه الايام في سوريا حيث تنحاز فئات واسعة من الجيش واجهزة الدولة الى صفوف الجماهير .
لقد ادركت الجماهير مخاطر الكفاح المسلح الذي يتيح للانطمة الراسمالية وادواتها التفوق والابادة وتهديم المنجزات التي حققتها البشرية عبر الاجيال . فاختارت الكفاح السلمي رغم كل ما يكلفها ذلك من تضحيات. ويبقى الهدف الرئيس لعموم البشرية التحرر من جميع اشكال الاستغلال وبناء المجتمع الانساني الحقيقي بافاقه الرحبة التي لاتعرف الحدود يمر عبر حماية البشرية ومنجزاتها من الابادة والدمار



#سعاد_خيري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دماء الشهداء تؤجج الحراك الجماهيري وتطور اهدافه
- التحرك الجماهيري العراقي يوطد ديناميكيته بالتظافر مع تحرك عم ...
- البشرية تغذ السير نحو تحررها باسقاط الانظمة الموغلة بالتخلف ...
- ثورة 14/تموز رائدة الثورات التحررية المعاصرة ومحكمة الشعب من ...
- لماذا يموت الشعب الصومالي جوعا والسبيل الوحيد لانقاذه
- العامل الحاسم في اجتياز البشرية المرحلة الانتقالية لتحررها و ...
- من صعوبات مرحلة الانتقال التي تمر بها البشرية استماتتة قوى ا ...
- ثلاثة ايام للغضب والتحدي والامل في بغداد عاصمة الكون ومصدر ا ...
- تطور مقاومة الشعب العراقي للاحتلال افقد المحتلين وادواتهم اع ...
- وتبقى ساحات الاعتصام والتظاهرات الميدان الرئيس لتحقيق الاهدا ...
- اخر واصعب المراحل الانتقالية في تاريخ البشرية لانجاز تحررها ...
- انهاء الاحتلال وادواته الهدف الرئيس والموحدلجميع مكونات الشع ...
- متطلبات العصر تخترق اقدم حصون الراسمالية الجماهير الاسبانية ...
- رحلة عبر مراحل التاريخ بين ايار عام 1948- 2011
- عبثا يجهد القطب الاكبر للراسمال العالمي استثمار تحرك الشعوب ...
- تصاعد جرائم الاحتلال وادواته ضد الشعب العراقي والطبقة العامل ...
- سجل يوم العمال العالمي فجر عصر تحرر البشرية من جميع اشكال ال ...
- الثورة من اجل الحرية تعم العالم وتحتدم في اشد المناطق تبعية
- النضال الجماهيري اسرع قاطرات التاريخ وساحات الاعتصام اعظم جا ...
- حقق الشعب العراقي في ثماني سنوات من الكفاح ضد الاحتلال الامر ...


المزيد.....




- مصر.. بدء تطبيق التوقيت الشتوي.. وبرلمانية: طالبنا الحكومة ب ...
- نتنياهو يهدد.. لن تملك إيران سلاحا نوويا
- سقوط مسيرة -مجهولة- في الأردن.. ومصدر عسكري يعلق
- الهند تضيء ملايين المصابيح الطينية في احتفالات -ديوالي- المق ...
- المغرب يعتقل الناشط الحقوقي فؤاد عبد المومني
- استطلاع: أغلبية الألمان يرغبون في إجراء انتخابات مبكرة
- المنفي: الاستفتاء الشعبي على قوانين الانتخابات يكسر الجمود و ...
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- الحرس الثوري الإيراني: رد طهران على العدوان الإسرائيلي حتمي ...
- الخارجية الإيرانية تستدعي القائم بالأعمال الألماني بسبب إغلا ...


المزيد.....

- النتائج الايتيقية والجمالية لما بعد الحداثة أو نزيف الخطاب ف ... / زهير الخويلدي
- قضايا جيوستراتيجية / مرزوق الحلالي
- ثلاثة صيغ للنظرية الجديدة ( مخطوطات ) ....تنتظر دار النشر ال ... / حسين عجيب
- الكتاب السادس _ المخطوط الكامل ( جاهز للنشر ) / حسين عجيب
- التآكل الخفي لهيمنة الدولار: عوامل التنويع النشطة وصعود احتي ... / محمود الصباغ
- هل الانسان الحالي ذكي أم غبي ؟ _ النص الكامل / حسين عجيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المثقف السياسي بين تصفية السلطة و حاجة الواقع / عادل عبدالله
- الخطوط العريضة لعلم المستقبل للبشرية / زهير الخويلدي
- ما المقصود بفلسفة الذهن؟ / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العولمة وتطورات العالم المعاصر - سعاد خيري - الانتفاضات والاعتصامات المعاصرة ميادين اعداد الاجيال الصاعدة