الاعلام الامريكي وتعامله مع مصائب العراقيين

نوري جاسم المياحي

الحوار المتمدن-العدد: 3512 - 2011 / 10 / 10 - 11:43
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    

اتدرون ان العراقي اليوم احوج ما يكون الى اعلام يسلط الضوء على ما يعانيه من مصائب ونكبات ؟؟؟؟...ومن يتابع الاعلام المحلي (العراقي اسما وعنوانا وعلنا والمسخر من الباطن ) والموجه للمواطنين تراه اما سلطوي حكومي يمجد ليلا ونهارا بالرئاسات الثلاث ومن يرئسها ويدفع الشر عنهم ويلمع صورهم وانجازاتهم الوهمية ووفي الكثير من المناسبات يشوه الحقائق لمصلحة الحاكم ... علما ان اجور هذا الاعلام يدفعها المواطن المحروم من لقمة عيش اطفاله ... اما الاعلام الثاني ...فهو الاعلام الحزبي ... وهذا يمول من دول الجوار وولاءه لمن يدفع أموال التمويل ...وعادة هذا الاعلام يخدم سياسة الاحزاب المشرفة عليه ويخدم مصالح الممول ...بالنتيجة النوعين من الاعلام لاتشفي غليل المواطن المحروم والمستغل ... لان الجميع يضلله ولايكشف الحقيقة بمصداقية الخبر ...فنجد المواطن حائر وتائه ولا يدري من يصدق منهما ...الى ان وصل الى درجة الاحباط والملل وحتى الاحتقار لقناعته بان لا احد يهتم بمشاعره ومعاناته والكل يضلله ويخدعه ...
وقد والغريب واللافت للنظر أنني لاحظت ان اعلام المحتل الامريكي في كثير من الاحيان اكثر مصداقية من الاعلام العراقي ...بالرغم من انني متأكد انه يخدم اغراض واهداف ومصالح الاحتلال الامريكي في نهاية المطاف ... وبما انني مراقب لما يبث في الاعلام ...استشعر من خلال ما يركز عليه الاعلام يخدم هوى الادارة الامريكية ...عمن ترضى وعمن لاترضى عنه وتريد ابتزازه وعمن تقدم له الخدمة وعمن تحرق اوراقه وتريد تبديله ...اي بكلمات ادق يمكن اعتبارها كباروميترلحظوظ السياسي العراقي او كتلته و لمواقف امريكا ...
في الاونة الاخيرة ...تأكد للامريكان اجماع الشعب العراقي على رفض بقاء قواتهم ...وبالتأكيد انهم ليسوا اغبياء ويدركوا جيدا انهم فشلوا فشلا ذريعا في كسب احترام ومحبة الشعب العراقي ...ولكي تحسن صورتها والضغط على اصدقاءها وعملاءها في الحكومة لتحسين اداءهم والتقليل من سرقاتهم ...لاحظت مؤخرا ان فضائية الحرة الامريكية توجه انتقادات عنيفة ونقد حاد الى مفاصل لايتطرق اليها الاعلام العراقي ...وهذا شيء رائع من وجهة نظري بل ضروري جدا...المهم ان يعرف العراقي الحقيقة حتى لو كان على لسان المحتل الامريكي ...
وكمثل على ذلك ...صحيفة امريكية تعلن للعالم ان الشعب العراقي خسر مليون ونصف عراقي منذ عام 2003 وحتى يومنا هذا ... ويخرج احد النواب العراقيين وبلا خجل يكذب ويدعي ان عدد قتلى الشعب العراقي منذ الغزو لايتجاوز 70 الف قتيل ...لاحظ عزيزي القاريء الفرق بين الرقمين .. حتى لوكان هذا الرقم يعني عدد رؤوس بصل وليس بشر ...
لاحظت ان فضائية الحرة الامريكية يوميا تناقش قضية حساسة تهم المواطن وبشكل انتقادي حر كانتقاد الدستور والخدمات ومجلس النواب واداء الوزارات والاداء الامني وغيرها ...انا لا أدعي انهم نزيهين وليست لهم غايات معينة ولكن اعتقد انهم بهذه الطريقة يحاولون التقرب الى المواطن وتلميع صورة الامريكي بعيون العراقيين ...وهذا ليس عيبا ..
و مثل اخر على هذا الدور الذكي والمطلوب عراقيا والذي تلعبه الحرة ...بالامس بثت تقرير مصور عن معدات ومكائن لتوليد الكهرباء ...استوردتها وزارة الكهرباء قبل اكثر من اربع سنوات ورميت في مخازن خورالزبير بالبصرة تحت المطر ...ويقال ان توربينات التوليد هذه والتي كلفت الشعب مليارات الدولارات بامكانها انتاج اكثر من 4 ا لاف ميكا واط وهذه الكمية تحل 80% من مشكلة النقص في الطاقة الكهربائية...والغريب عندما تتصل الحرة بالناطق الرسمي للحكومة للاستفسار عن اسباب هذا الاهمال والتقصير ...نسمع من الوزير الهمام المقدام والذي لايلام ...اجابات سخيفة وتثير الاشمئزاز بالنفس ...تراه يلف ويدور وبيتمنطق بمنطق مفلوج ( ولو كنت امتلك الصلاحية لاعدته الى الدولة التي اتى منها )...حيث ان امثاله اذا استمروا بالحكم فلن تقوم لنا قائمة...فنقرأ على احتمالية اصلاح العراق الفاتحة ... ولكي لا اظلم الرجل والوزير ...سألتهه المذيعة ...اليس من الغريب ان تترك هذه المعدات الثمينة لسنوات تحت المطر ؟؟؟ أتدرون ما كانت اجابته وبالنص ؟؟؟ هاي مو خضرة حتى تتلف ...بربكم هذا منطق وزير عراقي في حكومة المالكي ...حريص على مصلحة شعبه ؟؟؟
ان اعتقد ان العراقي لايهمه من يدافع عن حقوقه ..حتى لو كان امريكيا ...فما دمنا ضعفاء (ولنعترف بالحقيقة المرة) ...فنحن بحاجة ماسة للاقوياء للدفاع عنا .. ظاهرة اهمال الكهرباء انا واثق انها مؤامرة ضد الشعب العراقي مقصودة ومتعمدة لاذلاله وتدميره والحيلولة دون استعادة قدرته على اعمار الوطن .. أما من وراء هذا الاجرام الكهربائي ؟؟؟...فهم عراقيون خونة ينفذون اجندات اجنبية لدول الجوارلابقاء العراق ضعيفا ...فاقليم كردستان عمليا لايعاني من مشكلة الكهرباء كالوسط والجنوب ... ولكن الشعب سيدرك هذه الحقيقة وسيحاسب المسؤولين عنها ...وعلينا ان نشكر فضائية الاحتلال على ما توضيح ما كنا نجهله ...وعلى فضح الفاشلين والفاسدين والمتأمرين...اكرر واقول طوق نجاتنا في تطبيق الديمقراطية الحقيقية لاقامة الحكم المدني الدستوري العادل والنزيه وحكم القانون.. وكنس وتبديل كل من شارك في نكبتنا ومصيبتنا الحالية ...حيث لايعقل ما يحدث ولايقبل به عاقل ...
ولا تزعلوا ياسادة فانني سابقى ادافع عن الحق والحقيقة حتى لو اتهمني البعض منكم بانني امدح الامريكان ..ويطلبون مني ان اسب واشتم الامريكان ليلا ونهارا ..علما ان الموضوعية والتجرد من التعصب تقتضي ان تقول الحق حتى لو كان في صالح عدوك ...وهل من اخلاقنا ان ننسى دور الي بي اس في فضح جريمة وفضيحة الامريكان في سجن ابوغريب؟؟؟؟
اللهم احفظ العراق واهله اينما حلوا او ارتحلوا

#نوري_جاسم_المياحي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل