أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - يقظة الأقباط.. والحفاظ على الدولة المدنية















المزيد.....

يقظة الأقباط.. والحفاظ على الدولة المدنية


مجدى خليل

الحوار المتمدن-العدد: 3510 - 2011 / 10 / 8 - 19:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


على مدى أكثر من ستة عقود يتعرض الأقباط لمخطط خبيث تختلف درجته وحدته وفقا لأجندة الرئيس الذى يحكم والظروف التى تسود. بعد سقوط نظام مبارك خرجت عشرات المقالات والبرامج التى تسلط الضوء على لعبة مبارك لإستغلال ملف العلاقة بين المسلمين والأقباط لصالح تثبيت نظام حكمه، والأكثرية من هذه المقالات جاءت من أشقائنا المسلمين، وقد استمعت أيضا وقرأت لعدد كبير من المثقفين والكتاب المسلمين يتهمون العادلى ومبارك والأجهزة بأنهم كانوا وراء ما حدث بكنيسة القديسين. حسنا هذا الكلام ومتفقون عليه وقلناه قبل سقوط مبارك، ولكن علينا أن ننظر إلى الصورة كلها منذ عام 1952 وحتى الآن وليس لنظام مبارك الساقط فقط، وثانيا أن مبارك أو غيره لم يقم بذلك وحده وأنما بالتأكيد عاونه فى ذلك أجهزة أمنية ومؤسسات فى الدولة، وهذه الأجهزة والمؤسسات لم تتبخر بعد سقوط مبارك بل مازالت هى هى بثقافتها وخططها والاعيبها التى تربت عليها بل وبنفس العقيدة الأمنية التى تأسست عليها، ولعل موضوع كنيسة الماريناب بأسوان فتح هذا الملف المؤلم الذى من كثرة تكراره ترك فجوة ضخمة بين عنصرى الأمة.
فى عهد عبد الناصر كانت الخطة هى تهميش الأقباط وافقارهم، وللإنصاف فأن عبد الناصر كان يكره الأغنياء جميعا ولديه افكار مزعجة عنهم، ولهذ اتبع سياسة أفقار الجميع، وهى السياسة المعروفة أقتصاديا ب "سياسة افقار الجار" ولكن تأثيرها كان الأقوى على الأقباط.
بدأ عبد الناصر حكمه وهو يميل إلى أفكار الاخوان المسلمين ثم تحول إلى قومى عربى متشدد وأخيرا إلى شخصية واقعية بعد هزيمة 1967 ولكن بعد أن جرب فى المصريين مراحل تطور شخصيته واكتسب خبرته من التجربة والخطأ فى دول بأهمية مصر، وقد دفع الأقباط ثمن هذه السياسات سواء البعد عن السياسة من جراء الاستبداد والعسكرة وهيكل أجهزة النظام الذى غلب عليه الطابع الإسلامى، أو الفقر نتيجة سياساته الأقتصادية الإقصائية.
فى عصر السادات كانت الخطة مختلفة، فقد كانت أجندة السادات هى أسلمة مصر ، وحاول الضعط على الأقباط بكل الطرق لكى يكونوا جزءا من هذه الأسلمة، وقد نتج عن هذه السياسة التطرف الدينى وولادة التيارات الإسلامية المتشددة وظاهرة الإرهاب الدولى فيما بعد، ولكن مقاومة الأقباط للأسلمة جعلته يفشل فى تطبيق الشريعة فى حين نجح صديقه جعفر النميرى فى تطبيقها فى السودان وصديقه ضياء الحق فى تطبيقها فى باكستان،أى أن الأقباط رغم أنهم دفعوا ثمن هذه الأسلمة من خلال الإعتداءات عليهم إلا أنهم نجحوا فى وقف تطبيق الشريعة، ولولا هذا لتحولت مصر إلى النموذج السودانى أو الباكستانى.
فى عهد مبارك كانت الخطة مختلفة أيضا، كان كل ما يهم مبارك هو أستمرا نظام حكمه وأستمرار فساد شلته، ولكى يدارى على هذا، ولكى ينفس غضب الشعب ضد هذه السياسات كان عليه أن يحول الغضب تجاه التنفيس فى الجار القبطى.. وقد نجح بمهارة طوال ثلاثة عقود فى هذه السياسة ، ولكن من يحفر حفرة يسقط فيها، ولهذا ارتد الغضب عليه فى النهاية وتحولت جبال الكراهية التى صنعها ضد الأقباط إلى صدره.. وقد أعطى مبارك للأجهزة الأمنية صلاحيات واسعة جدا لأستخدامها ضد المصريين وضد الأقباط بدون أى محاسبة مهما إن كانت الجرائم... وللإسف مازالت هذه الصلاحيات مستمرة بعد سقوط مبارك فيما يتعلق بالملف القبطى تحديدا.
فى التحرير من 25 يناير إلى 11 فبراير كان الميدان يشكل لوحة بديعة ومشهد من مشاهد ثورة 1919 الخالدة، ولكن الصورة الجميلة بدأت تتلاشى تدريجيا، وحل محلها صورة أخرى رأيناها فى جمعة قندهار فى 29 يوليو الماضى.
نحن أمام مشهد جديد وخطط جديدة واهداف جديدة ضد الأقباط، كل أجهزة مبارك السابقة باقية كما هى، وخاصة أقسام الأقباط فى هذه الأجهزة الأمنية والمخابراتية تعمل بكامل قوتها. علاوة على أن عناصر جديدة دخلت المشهد: تنويعات مختلفة من القوى الإسلامية أخوان على سلفيين على وهابيين على جماعات إسلامية متنوعة على جهاديين جاءوا من الخارج ومجرمين خرجوا من السجون على فلول النظام السابق الساخطة وحلفاءهم من البلطجية الذين توحشوا وأستخدموا من قبل هذه الفلول ، علاوة على دول أقليمية تغذى هذا المشهد الدينى الفوضوى وتموله.. ونقطة الضعف هى هى..الأقباط.
حاولوا مع السفارة الإسرائيلية وتلقوا رد فعل دولى صارم فعادوا مرة أخرى إلى الحائط المائل: الأقباط. ولكن الأهداف تغيرت هذه المرة بث الرعب فى قلوب الأقباط لكى يطفشوا من البلد أو ينزووا فى منازلهم وترك العملية السياسية لكى يلتهم الإسلاميون وحلفاءهم بسهولة ويسر الكعكة باكملها.ولهذا تأتى موضة هدم الكنائس كجزء من هذا المخطط.. المهم بعد أن كشفنا أبعاد مخططهم هل سيتجاوب الأقباط مع هذا المخطط؟.
أعتقد أن اكبر خطأ تاريخى يمكن أن يقع فيه الأقباط هذه الأيام هو الخوف والتأثر ببعض العمليات الإرهابية ضدهم ويتجهون إلى التقوقع أو الهجرة. الذين يخططون العمليات الإرهابية ضد الأقباط يهدفون إلى جعل الأقباط يهربون من العملية السياسية القادمة فتصبح الساحة متاحة لهم. الأقباط هم العمق الأساسى للدولة المدنية ومسئوليتهم التاريخية كبيرة فى الشهور القادمة، وعليهم أن يكونوا جزءا فاعلا فى العملية السياسية وفى الانتخابات وفى الانضمام للأحزاب السياسية المعتدالة.
وحقا كما قال فرانكلين روزفلت: لا يوجد شئ ينبغى أن نخاف منه غير الخوف.
لقد وضحنا أن صمود الأقباط هو الذى منع تطبيق الشريعة، وصمود الأقباط هذه المرة سيحفظ الدولة المدنية فى مصر، فهل هناك هدف انبل من أن يحافظ الأقباط على الدولة المدنية فى مصر ويكونوا عمقا حقيقيا للتيارات الليبرالية وسندا لدعاة الإصلاح والدولة المدنية والديموقراطية وسيادة القانون.
أعتقد انها مهمة من النبل بحيث تحتم على كل قبطى فى مصر وخارجها أن يشارك فى العملية السياسية والإنتخابية بهمة وجسارة لكى لا يتركوا الفرصة لدعاة الظلام والتظليم لكى يجروا مصر اربعة عشر قرنا إلى الوراء.
قوم يا قبطى مصر دايما بتناديك... قوم يا مصرى مصر دايما بتناديك
أنها الساعة الآن ... اصحوا واستيقظوا يا أقباط مصر وافهموا ما يخطط ضدكم



#مجدى_خليل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحزب القبطى وإستنساخ الفشل
- رحيق الكتب(1)
- دانات فى كل الأتجاهات
- 11 سبتمبر: يوم لا ينسى
- أفرجوا عن مايكل نبيل سند
- سقوط دولة الأكاذيب
- محاولة لإنقاذ الدولة المدنية فى مصر
- تساؤلات حول قانون الكونجرس الأمريكىH.R. 440
- جمعة أسلمة الثورة المصرية فى سطور
- العودة لنقطة الصفر
- هل تغير فعلا الإعلام المصرى؟
- الدستور اولأ.. ومعركة الدولة المدنية
- البرادعى ووثيقة حقوق الإنسان المصرية
- القلق الغربى على الربيع العربى
- مع البشرى فى احدث كتبه
- أمريكا والربيع العربى
- هل اخطأ الدكتور مجدى يعقوب؟
- لا شئ تغير فى ملف الإعتداءات على الأقباط!!!
- هل تغيرت مصر فعلا؟
- الفتنة الطائفية هى المدخل لتخريب مصر


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدى خليل - يقظة الأقباط.. والحفاظ على الدولة المدنية