أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - تزييف استباقي لتاريخ ثورة المصريين














المزيد.....

تزييف استباقي لتاريخ ثورة المصريين


محمود عبد الرحيم

الحوار المتمدن-العدد: 3508 - 2011 / 10 / 6 - 21:56
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان
    


تزييف استباقي لتاريخ ثورة المصريين

محمود عبد الرحيم:
في الوقت الذي يتم فيه تقويض ثورة يناير الشعبية، وتهيئة المشهد لتحويل حلم المصريين بالتغيير الديمقراطي والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية إلى كابوس مفزع يمتد مفعوله ربما لعقود مقبلة، تسارع قوى في الداخل والخارج إلى تزييف الحقائق واختلاق وقائع وخلق أدوار مصطنعة وبطولات وهمية، وكتابة تاريخ حدث لم ينته بعد، بشكل استباقي يحمل كل معاني التزوير، أو بالاحرى جريمته المفضوحة.
وإن كنت في مقال أخير قد أشرت إلى الدور الأمريكي في إحتواء الثورات العربية واجهاضها، خاصة الثورة المصرية، فإنني هنا ألفت إلى محاولة الدفع بشخصيات لا وزن سياسي لها، معظمها مجهول بالفعل، إلى صدارة المشهد، وصناعة هالة حولهم عبر وسائل الاعلام المحلية والدولية، لخلق جماعات مصالح جديدة من الجيل الجديد الذي اكتشف الأمريكان وحلفاؤهم الاوروبيون قبل الثورة بوقت مبكر أن لديهم استعدادا للعب أدوار تخدم المصالح الغربية حاليا ومستقبلا، عبر اجتيازهم اختبار الانتهازية، والدخول في دورات تدريبية لجهات أمريكية وأوروبية عليها ألف علامة استفهام، وقبول التمويل الأجنبي، لجهة التوغل بين الجماهير.
وبالتأكيد هذا التعميد لهؤلاء الذي يطلق على بعضهم باحث سياسي وآخر ناشط أو مدون، جرى بتنسيق مع أجهزة الأمن المصرية وُصنعوا علي عينه، وساهم إعلام نظامه البوليسي، الذي لم يسقط بعد بجناحيه الحكومي والخاص، في صناعة وجودهم الملفت، تارة بالهجوم المصطنع، وتارة أخرى بالإحتفاء المبالغ فيه، وتارة بالجوائز الدولية والتكريمات التى تنسب فضلا ليس لهم.
وحين يطل أسم سعد الدين إبراهيم ويكتب من فوق انقاض الثورة، ويتغني بوائل غنيم ويصفه ب"قائد الثورة المصرية"، ثم يطلق دعوة للسفر إلى النرويج ليروي من شارك في الثورة تجربته.. علينا أن نتوقف وننظر بتوجس لتسويقه التلفيق، ولمثل هذه المبادرات المثيرة للريبة من شخصية معروف صلتها بواشنطن ودوائر صنع القرار بها.
وحين تضع مجلة "تايم" الأمريكية وائل غنيم ضمن قائمة المائة الاكثر تأثيرا في العالم، بإعتباره "مفجر ثورة يناير" وتفرد موسوعة"ويكيبديا" مساحة للتعريف بإنجازاته، ثم يحصل على جائزة "جون كينيدي للسلام"، وأخيرا يتم ترشيحه، إلى جانب إسراء عبد الفتاح وحركة 6 ابريل، لجائزة "نوبل"، فعلينا أن نفضح هذا التزييف للتاريخ الذي لم يكتب بعد، و نواجه محاولة نسبة الثورة الشعبية التى جرى تقويضها لغياب القيادة عنها، إلى أسماء وحركات عليها علامات استفهام لا أول لها ولا أخر.
فحملات التسويق لهؤلاء بإعتبارهم ابطال وفاتحين دون غيرهم ممن لعبوا ادوارا حقيقيية على مدى سنوات، تثير الشكوك والتوجس.
وفي مقدمتهم وائل غنيم "غاندي مصر" المزعوم، رغم أنه لا دور سياسي له قبل ولا بعد الثورة التى أتت كتراكم نضالات ممتد من السبعينات، ووصول الغضب الشعبي إلى حافة الانفجار، بعد سنوات من القمع والاحباط، علاوة على أخطاء إدارة الأزمة من قبل نظام فاشل، وليس من صفحة الكترونية مشكوك أصلا في كون غنيم المدير لها أو من جماعة لا حضور جماهيري لها.
إلى جانب أن الظهور المفاجئ والاختفاء المفاجئ لغنيم بعد لقاءات تليفزيونية في برامج جماهيرية كان يديرها جهاز أمن الدولة، ومخاطبة الجماهير باللعب على الوتر العاطفي على نحو ممنهج ، ثم حملات تسويقه على الفور كقائد للثورة، فمطالبته بالتفاوض مع عمر سليمان في ذروة الاحتجاجات الشعبية، فسفره للخارج مع زوجته الأمريكية، وسط المد الثوري، وما تبع ذلك من تكريمات، كلها معطيات تكشف أنه صنيعة استخباراتية شارك فيها الأمريكان بقوة مع رجال مبارك، وقُصد منها خلق قيادة لثورة بلا قيادة، وحين فشل المخطط أبتعد غنيم عن المشهد، لكن من وقت لآخر يُطرح أسمه، وإن كان في المرة الأخيرة يشاركه وجوه من نفس الفصيل يجرى تسليط الأضواء عليها في سياق تزييف الوعي وتزوير حقائق الثورة التى لعبت واشنطن الدور الأكبر في إجهاضها بمعاونة بقايا نظام مبارك.
ونريد أن نذكر بشكل عابر بمن هي "حركة6 ابريل"، وكيف تمت صناعتها في ذروة صعود حركة "كفاية" ومواجهتها الشرسة ل"مشروع التوريث والتمديد" المباركي، ككيان شبابي منافس يعمل على السحب من قوة هذه الحركة الوطنية المقاومة"كفاية"، فيما إسراء عبد الفتاح لايزال الارشيف الصحفي والتليفزيوني يحتفظ بتوسلاتها هي وأمها لأجهزة الأمن ولزوجة مبارك ليطلقوا سراحها، ثم توجيه الشكر للجميع، لأنه لم يتم ايذاؤها، فهمها الأساس وقتئذ كفتاة ريفية لا علاقة لها بالسياسة ولا بالنضال والثورية ومقتضياتهم وتضحياتهم المطلوبة، كان عدم مس شرفها، والتبرأ من فعل لم تقدر تبعاته حسب قولها.
وكلنا يعرف قصة التوظيف الأمني في مصر، وصناعة نشطاء، والدور الذي عليهم أن يلعبوه ولصالح من، وكذبة البطولة التى يتم نفخها حتى تصير قابلة للتصديق في مجتمع غالبيته أمي ابجديا و سياسيا.

*كاتب صحفي مصري
Email:[email protected]



#محمود_عبد_الرحيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المشير ليس عبد الناصر قائد الثورة المصرية
- امريكا والسعودية والخريف العربي الطويل
- مصر بين جدل ثورة الشعب والانقلاب العسكري
- ثوار مصر واسقاط نموذج الحاكم الآله
- الفلسطينيون والكفر بالثورة المصرية
- تفجير انبوب غاز ام تفجير لتطبيع مرفوض شعبيا؟
- -زنزانة 211-.. السجان حين يكون سجينا
- العربي ورابطة عمرو موسى للجوار
- الذاكرة الفلسطينية في مملكة النساء وعلى بعد خمس دقائق من بيت ...
- فتح معبر رفح والضربة المصرية الجديدة للكيان الصهيوني
- عنف عسكر ووعي ثوري ونضال مفتوح
- الجامعة العربية ورياح التغيير
- لوبي الديكتاتور مبارك وسيناريو هدم المعبد
- الحركات الاسلامية بين استغلال الديمقراطية ونسف الدولة المدني ...
- المثقف السوري واختبار ثورة الشعب
- اعادة سيناء الى حضن مصر الجديدة
- جمعة محاكمة المفسدين وسبت عقاب الثوار
- ثوار سوريا واليمن وليبيا والواجب الاخلاقي
- عودة الروح الثورية وفضيحة الاخوان السياسية
- جنرالات الاخوان والتآمر على الثورة


المزيد.....




- علماء يستخدمون الذكاء الاصطناعي لحل مشكلة اختفاء -غابات بحري ...
- خبيرة توضح لـCNN إن كانت إسرائيل قادرة على دخول حرب واسعة ال ...
- فيضانات دبي الجمعة.. كيف يبدو الأمر بعد 3 أيام على الأمطار ا ...
- السعودية ومصر والأردن تعلق على فشل مجلس الأمن و-الفيتو- الأم ...
- قبل بدء موسم الحج.. تحذير للمصريين المتجهين إلى السعودية
- قائد الجيش الإيراني: الكيان الصهيوني اختبر سابقا ردة فعلنا ع ...
- الولايات المتحدة لا تزال غير مقتنعة بالخطط الإسرائيلية بشأن ...
- مسؤول أوروبي: الاتحاد الأوروبي يحضر الحزمة الرابعة عشرة من ا ...
- إصابة 3 أشخاص في هجوم انتحاري استهدف حافلة تقل عمالًا ياباني ...
- إعلام ونشطاء: هجوم صاروخي إسرائيلي جنوبي سوريا


المزيد.....

- كراسات التحالف الشعبي الاشتراكي (11) التعليم بين مطرقة التسل ... / حزب التحالف الشعبي الاشتراكي
- ثورات منسية.. الصورة الأخرى لتاريخ السودان / سيد صديق
- تساؤلات حول فلسفة العلم و دوره في ثورة الوعي - السودان أنموذ ... / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- المثقف العضوي و الثورة / عبد الله ميرغني محمد أحمد
- الناصرية فى الثورة المضادة / عادل العمري
- العوامل المباشرة لهزيمة مصر في 1967 / عادل العمري
- المراكز التجارية، الثقافة الاستهلاكية وإعادة صياغة الفضاء ال ... / منى أباظة
- لماذا لم تسقط بعد؟ مراجعة لدروس الثورة السودانية / مزن النّيل
- عن أصول الوضع الراهن وآفاق الحراك الثوري في مصر / مجموعة النداء بالتغيير
- قرار رفع أسعار الكهرباء في مصر ( 2 ) ابحث عن الديون وشروط ال ... / إلهامي الميرغني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان - محمود عبد الرحيم - تزييف استباقي لتاريخ ثورة المصريين