أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد تركي - وطن بين احتلالين!!














المزيد.....

وطن بين احتلالين!!


سعد تركي

الحوار المتمدن-العدد: 3500 - 2011 / 9 / 28 - 15:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يُروى عن نوري السعيد، رئيس وزراء العراق الأبرز إبّان العهد الملكي، أنه طلب ذات مرّة من وزير ماليته أن يسمح بصرف راتبه قبل الموعد المقرّر للإنفاق على سفر اضطرّ له خارج العراق، فامتنع الوزير معللاً رفضه بوجوب أن يتساوى رئيس الحكومة مع أي موظف حكومي آخر فيتسلم راتبه أسوة بسائر العاملين في الدولة. ويروى عن الوصيّ عبدالإله أنه رفض أن يسدّد من أموال الدولة ثمن طبع ديوان كتبه الملك الشاب فيصل الثاني، لأن أموال الدولة ينبغي أن تُصرف لما فيه منفعةٌ عامةٌ للبلد، وشعرُ الملك شأنٌ شخصيٌّ على كاتبه أن يسدّد أجور طبعه من مُرّتبه. لم يكن طيلة سنوات من حكم الملكية التي نصّبها الاحتلال أيّ مسؤول خُصصت له أموال عامّة تحت بند ـ بِدعة ـ المنافع الاجتماعيّة.
منذ أيام أكدّت مصادر حكومية أن وزارة المالية الاتحادية صرفت لرئيس الجمهورية أكثر من مليوني دولار لتغطية نفقات سفرة إلى مقر الجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى على منصتها خطاباً تناسى فيه تماماً أنه يمثل العراق من شماله إلى جنوبه.. خطاباً تركز جلّه على المنجزات الكبيرة التي تحققت في إقليم كردستان الذي يهدّدنا قادته ـ ومنهم فخامة الرئيس ـ بالانفصال يومياً!!
ليست هذه هي المرّة الأولى التي يخرق فيها مام جلال الدستور الذي أقسم على حمايته والسهر على تطبيق مواده وبنوده، فقد سبق للرئيس أن تجاوزه حين وصف ـ من دون مراعاة لمشاعر العراقيين ـ أن كركوك هي قدس الأقداس بالنسبة للكرد.. وأهانه بتلويحه في مناسبات عديدة بالانفصال عن العراق الديمقراطي الفيدرالي الموحّد.. وسخر منه كلّ يوم عبر منعه أن تكون للمركز أي سلطة على (حرس الإقليم) ودعوته المستمرّة أن تُسدّد رواتب البيشمركة من الموازنة العامة لبلد لا يملك قائده العام صلاحية نقل جندي صغير من مكان إلى آخر!! قيل لنا أن منصب الرئيس فخريّ، فهو من دون صلاحيات تذكر. وبرغم ذلك فالرئيس الذي جاءت به حكومة الشراكة الوطنية يمسك خيوطاً كثيرة يشدّها ويرخيها بحسب مصالح كتلته وطموحاتها، وينكأ بها جراحنا ويدوس على آلامنا وأوجاعنا بتعطيل أحكامٍ قضائية بحقّ الذين أوغلوا في دمائنا.
نعلم أن هناك حربَ وثائق بين أقطاب حكومة الشراكة الوطنية، وأن ما يتسرّب هنا وهناك من فضائح تزكم الأنوف ليس الهدف منها كشف حجم الفساد الذي (فرهد) ثروة الوطن، إنما هو استعراض يراد من خلاله إحراج الخصوم.. ندرك أن المليوني دولار ـ في عرف سياسيينا الحاليين ـ رقم تافه حقير قياساً بما لم يتمّ الكشف عنه من مليارات تحاصصَ أو (تشاركَ) فيها الساسة.
نعي أننا سائرون إلى ظلام أشدّ حلكةً إن لم يتوقف مَن أمّناهم على الوطن عن النظر إلى كروشهم المتخمة ويفكرون ـ ولو قليلاً ـ أن التاريخ سيلعنهم بما آذونا كما لعنَ السابقين.



#سعد_تركي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ديك منتصف الليل!!
- لوبي كويتي!!
- الأوطان للنحل لا للأرانب!!
- السلام عليكم!!*
- صفقة خاسرة!!
- احترم تُحترم!!
- حذار من الخرنكعية!!
- فوتو شوب!!
- لا مبالاة!!
- جا متردلي!!
- خمر حلال!!
- حنين!!
- بكى لوريا!!
- بين برلمانين
- خسارتهم ربح!!
- بركات السجون!!
- افتضحوا.. وتبرأنا!!
- أسرع.. أسرع!!
- لن يأتوا اليوم.. سيأتون غداً!
- مزوّرو الشهادات.. يتظاهرون!!


المزيد.....




- قبل زفافهما المُرتقب.. من هي لورين سانشيز خطيبة جيف بيزوس؟
- رأي.. بشار جرار يكتب عن اعتداء كنيسة مار الياس الإرهابي: -لا ...
- -نصرٌ عظيمٌ للجميع-.. شاهد كيف علق ترامب على قصف منشآت إيران ...
- من هو زهران ممداني، المسلم المرشح لعمدة نيويورك؟
- الناتو يستجيب لمطلب ترامب بزيادة الإنفاق الدفاعي، والأخير يُ ...
- ما أبرز ما جاء من تصريحات عن إيران في لقاء ترامب وروته؟
- أضرار أم تدمير لمنشآت إيران النووية.. هل تستأنف إسرائيل الحر ...
- دول الحلف الأطلسي تؤكد تمسكها -الراسخ- بالدفاع المشترك وتتعه ...
- تعرف من خلال الخريطة التفاعلية على كمين القسام ضد جنود إسرائ ...
- هل يصمد وقف إطلاق النار الهشّ بين إسرائيل وإيران؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سعد تركي - وطن بين احتلالين!!