أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - بين الأزمة العميقة ولعبة تقطيع الوقت!














المزيد.....

بين الأزمة العميقة ولعبة تقطيع الوقت!


أحمد الديين

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 21:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لم يسبق أن اتضحت مظاهر الأزمة العميقة للنهج السلطوي المعرقل لمشروع بناء الدولة الكويتية الحديثة والمعيق للتطور الديمقراطي مثلما هي عليه الآن... بدءا من احتكار القرار بالتزامن مع احتدام التنافس بين الأطراف السلطوية ذاتها، مرورا بالتخبّط والعجز والقصور وعدم الكفاءة وسوء الإدارة السياسية للدولة، وصولا إلى افتضاح نهج الإفساد والفساد، وما كشفته فضيحة الرشاوى المقدّمة للنواب من انحطاط أخلاقي غير مسبوق، وما أدى إليه ذلك كله من تدهور لصدقية السلطة وتنامٍ لمشاعر الإحباط العام وفقدان للثقة في سلامة وضع المنظومة المؤسسية للدولة ونزاهة القائمين عليها.

وأصبح الوضع مقرفا بكل ما يعنيه الوصف من معانٍ ودلالات، بحيث لم يعد هناك مجال للتبريرات المتهافتة والتصريحات المتحذلقة والوعود الفارغة المعتادة، بل لعلّه قد لا يفيد حتى حلّ مجلس الأمة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وإن كان هذا مطلبا مطروحا، ولن يكفي تغيير الحكومة، حتى وإن طال التغيير شخوصها الرئيسية مثلما هي المناداة بمطلب الحكومة الجديدة بالرئيس الجديد، لأنّ هناك شعورا عاما متناميا يرى الآن أنّ الخلل أصبح خللا هيكليا في البنية الأساسية للدولة وفي منظومتها السياسية، وليس مثلما كان الانطباع السائد سابقا بأنّه خلل إجرائي وقصور ذاتي في الأداء وسلبية في الممارسة!

ولعلّ هذا ما يفسر اتساع حجم اصطفاف القوى والأطراف الشبابية والسياسية والنيابية المعترضة على هذا الوضع البائس، وهذا ما يفسر ارتفاع نبرة الخطاب السياسي المعارض والشعارات المرفوعة من شاكلة “الإمارة الدستورية” وذلك بغض النظر عن دقّة محتوى هذا الشعار أو المطلب أو ذاك وما إذا كان محل توافق وطني حوله، هذا بالإضافة إلى تنوع أشكال الاحتجاج والتحرك، حتى وإن افتقد بعضها التنسيق المفترض وبدت تحركات متضاربة.

ويمكننا أن نلحظ أنّ النواب كانوا خلال الشهرين الأخيرين من العام الماضي هم مركز الحراك السياسي بعد تشكيل كتلة “إلا الدستور” وإقامة الندوتين المشهودتين في ديوانيتي النائبين أحمد السعدون والدكتور جمعان الحربش وما صاحبهما من أعمال استفزازية وإجراءات قمعية... وفي النصف الأول من هذا العام حدث تحوّل ملحوظ حيث أصبحت المجموعات الشبابية، بغض النظر عن تسمياتها واتفاقها أو اختلافها ونجاحاتها وإخفاقاتها، هي مركز الحركة الاحتجاجية... والجديد الآن أنّ جبهة الحراك السياسي والحركة الاحتجاجية اتسعت وأصبحت تضم نوابا معترضين لا يزالون أقلية ضمن هذا المجلس سيئ الذكر، ومجموعات شبابية محتجة متعددة الأسماء، وقوى سياسية قائمة قررت الانخراط المباشر في التحرك على مستويات مختلفة وبدرجات متفاوتة.

ومثل هذا الاصطفاف الواسع للقوى النيابية والشبابية والسياسية في ظل تعمّق أزمة النهج السلطوي من شأنه أن يزيد عزلة هذا النهج... وفي الغالب فإنّه لن يكون أمام الطرف السلطوي الرئيسي من مخرج من هذا الوضع المأزوم إلا إعادة خلط الأوراق مجددا ومحاولة اللعب على عنصر الوقت، وذلك باللجوء إلى خيار حلّ مجلس الأمة وإجراء انتخابات نيابية مبكرة، وهنا قد يتم خلط المزيد من الأوراق عبر محاولة فرض تقسيم جديد للدوائر الانتخابية، مثلما يتردد، وهذا ما سيؤدي إلى انشغال الأطراف النيابية والسياسية عبر مرشحيها، بل ربما حتى بعض الأطراف الشبابية، بلعبة الانتخابات فترة من الوقت، ينصرف خلالها التركيز على أزمة النهج السلطوي؛ وتتشتت فيها جهود الأطراف المحتجة على التنافس الانتخابي، وتتوقف خلالها التحركات والاحتجاجات وتتحوّل إلى ندوات للمرشحين وعملية تجميع أصوات للناخبين... وبعد ذلك يأتي تشكيل الحكومة الجديدة، وقد يشمل هذا تغيير الرئاسة في إطار لعبة بورصة الأسماء السلطوية، التي لن يختلف المقبل منها عن الحالي، وفي هذه الحالة يعود بقوة الحديث المكرر عن منح الحكومة الجديدة والمجلس الجديد فرصة من الوقت ضمن لعبة تقطيع الوقت المملة... ولأنّ الأساس الموضوعي للنهج السلطوي المأزوم سيبقى على ما هو عليه من دون تغيير، فإنّه من الطبيعي أن نعود مجددا إلى ما نحن عليه الآن، ولكن بأسماء جديدة!



#أحمد_الديين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد الديين احد قيادات التيار التقدمي الكويتي في حوار مفتوح ...
- مبادرة كويتية لحلّ أزمة البحرين
- الفساد الاستفزازي
- إصلاح دستوري مستحق (1 من 3)
- طاغية وليس مجنونا
- الأزمة والمخرج في البحرين
- لقاء حول -التيار التقدمي الكويتي-
- مقدمات فتح أبواب التحوّلات
- وطنية ديمقراطية وليست فئوية
- تقييد الحريات خطر داهم
- مؤشر خادع للتضليل الطبقي
- معاناة الطبقات الشعبية !
- إعادة الاعتبار لليسار
- سمعة الكويت... وحبس الجاسم!
- مشروع قانون الخصخصة في الكويت: مغالطات وثغرات
- السيناريوهات الثلاثة... وربما غيرها!
- حول أزمة استحقاقي الإصلاح والتنمية في دول مجلس التعاون.. محا ...
- مسارات الحراك السياسي في الكويت
- نحو مبادرة إصلاحية تقدمية كويتية
- مداخلة أحمد الديين في ندوة -إصلاح المسار السياسي- ديوان الأس ...


المزيد.....




- نائبة رئيس الوزراء الأوكراني تكشف بنود اتفاق المعادن المبرم ...
- تونس.. إيداع -تيك توكر- معروف السجن بتهم -ذات صبغة إرهابية- ...
- الكتب أم الشاشات؟.. دراسة تكشف الفرق في نشاط دماغ الطفل بين ...
- خطر كامن في البلاستيك يفاقم أمراض القلب عالميا
- طبيب نفسي يحدد الأسباب الحقيقية للغيرة
- دراسة صادمة.. أطعمة شائعة الاستهلاك تهدد الحياة أكثر من أحد ...
- طبيب يكشف عن فوائد صحية غير متوقعة للنوم عاريا
- رغم فوائدها العديدة.. دراسة تكشف عن تأثير خطير للقرفة على ال ...
- غزة.. أعلى معدل لمبتوري الأطراف عالميا
- المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني: إيران لن تتنازل عن حقها ...


المزيد.....

- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - بين الأزمة العميقة ولعبة تقطيع الوقت!