أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - طاغية وليس مجنونا














المزيد.....

طاغية وليس مجنونا


أحمد الديين

الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 13:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن جنون العقيد معمّر القذافي خطأ فادح، بل لعلّه جزء من تضليل مقصود لتبرير جرائمه النكراء والتهوين من طغيانه المستبد وإخلاء مسؤوليته عن دوره التآمري وعمالته الذليلة.

ويكفينا أن نستذكر تعامله “العقلاني” في ترتيب التسوية المكلفة لتبعات جريمة تفجير طائرة “بان أميركان” فوق قرية “لوكيربي”... وأن نستذكر بعده خضوعه الاستسلامي الذليل للشروط الأميركية لتصفية البرنامج النووي الليبي، لنكتشف أنّ القذافي لم يكن مجنونا، مثلما يوصف، بقدر ما كان همّه الأول، مثلما هو همّ أي طاغية مستبد أن يحافظ على حكمه التسلطي بأي ثمن يمكن أن تدفعه ليبيا ويتحمّله شعبها المغلوب على أمره إلى الأمس القريب والثائر اليوم ضده... وكان الهمّ الآخر لهذا الطاغية المستبد بعد أن امتد به الحكم إلى أكثر من أربعة عقود أن يؤسس سلالة حاكمة جديدة يورّث فيها “معمّر الأول” السلطة إلى ابنه وخليفته وأحفاده من بعده وذلك بدعم من الغرب الإمبريالي وبتواطؤ مع الصهيونية... وكان القذافي يعدّ العدّة جيدا لمشروع حكمه، استقرارا واستمرارا وتأييدا وتأبيدا وفق حسابات دقيقة وترتيبات محددة وصفقات خفيّة ومعلنة لا صلة لها بالجنون ولا بادعاء الجنون.

وعندما نسترجع شريط الأحداث والتطورات بدءا من “ثورة الفاتح” أو بالأحرى انقلاب الأول من سبتمبر من العام 1969، الذي أطاح عرش الملك إدريس السنوسي وأوصل القذافي إلى سدة الحكم، لا يمكن أن نقفز على حقيقة أنّ ذلك الانقلاب العسكري بقيادة النقيب معمّر القذافي قد نجح في الاستيلاء بسهولة على السلطة في ذلك البلد النفطي المترامي الأطراف على الرغم من وجود قواعد عسكرية أميركية وبريطانية في ليبيا، كان يفترض أن توفر الحماية للعرش السنوسي... وهذا ما يثير أكثر من علامة استفهام حول حقيقة علاقة القذافي بالدوائر الاستخبارية الغربية منذ أن تمّ إيفاده إلى بريطانيا في دورة عسكرية عندما كان ضابطا صغيرا مغمورا في الجيش الملكي الليبي؟... والتساؤل كذلك حول ظروف انفراد القذافي بالسلطة وتمكّنه من إقصاء زملائه الآخرين من أعضاء “مجلس قيادة الثورة”؟

ومن معمّر إلى ابنه سيف الإسلام تتكرر مقولة “رحم اللّه الحجاج عن ابنه”... فالابن في خطابه الاستفزازي يوجّه دعوة خارج السياق إلى حوار بين القتلة والضحايا يدور حول خيارين: فإما استمرار السلالة القذافية في مواقع السلطة وشرعنة هيمنتها في إطار دستوري بعلم ونشيد وطني جديدين، وإما حرب أهلية تقسّم ليبيا وتفتتها وتشيع الفوضى فيها وتوسع حمام الدم وجرائم القتل الجماعي حتى آخر طفل. وامرأة... ويا لهما من خيارين.

وأخيرا، لا بد من وقفة قصيرة أمام المقارنة القائلة إنّ ليبيا ليست مصر أو تونس، التي اعتدناها تكرارها من حكامنا العرب وإعلامهم البائس مع تغيير اسم الدولة... نعم ليبيا ليست مصر أو تونس... فليبيا دولة نفطية، ومجتمعها مجتمع قبلي، والقذافي هو عميد الحكام العرب وأقدمهم عهدا في مواقع السلطة... وبالتأكيد فإنّ نجاح الثورة الشعبية الليبية سيكون النجاح الأول لثورة شعبية في دولة نفطية عربية وفي مجتمع قبلي تقليدي لإسقاط عميد المتسلطين... ولهذا دلالاته التي تستحق التفكير والمراجعة، إذ لا عاصم لأحد.



#أحمد_الديين (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأزمة والمخرج في البحرين
- لقاء حول -التيار التقدمي الكويتي-
- مقدمات فتح أبواب التحوّلات
- وطنية ديمقراطية وليست فئوية
- تقييد الحريات خطر داهم
- مؤشر خادع للتضليل الطبقي
- معاناة الطبقات الشعبية !
- إعادة الاعتبار لليسار
- سمعة الكويت... وحبس الجاسم!
- مشروع قانون الخصخصة في الكويت: مغالطات وثغرات
- السيناريوهات الثلاثة... وربما غيرها!
- حول أزمة استحقاقي الإصلاح والتنمية في دول مجلس التعاون.. محا ...
- مسارات الحراك السياسي في الكويت
- نحو مبادرة إصلاحية تقدمية كويتية
- مداخلة أحمد الديين في ندوة -إصلاح المسار السياسي- ديوان الأس ...
- لسنا استثناءً خارج التاريخ!
- هذه بلوانا... ولكن أين السبيل؟!


المزيد.....




- فوردو ونطنز وأصفهان.. الخطاب الكامل لترامب بعد الضربات الأمر ...
- أول حالة معروفة لاستخدام هذه القنبلة.. إليك ما نعلمه عن تفاص ...
- تحديث مباشر.. أمريكا -دمرت تماما- منشآت إيران وطهران ترد بأو ...
- قرب منشأة فوردو الإيرانية.. ناسا تلتقط إشارة حرارية الأحد
- قبل نحو 48 ساعة من ضربة أمريكا.. صور فضائية تكشف تحركات إيرا ...
- -هجوم وحشي-.. إيران تدين الضربات الأمريكية على المواقع النوو ...
- إسرائيل.. -دمار واسع النطاق- بعد هجوم صاروخي إيراني وهذا عدد ...
- 25 ألف طائرة ورقية تزيّن سماء جزيرة فانو الدنماركية
- دمى عملاقة تجوب العالم في رحلة فنيّة ضد تغير المناخ
- ترامب يعلن شن ضربات -دمرت بشكل تام وكامل- مواقع نووية إيراني ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - طاغية وليس مجنونا