أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - هذه بلوانا... ولكن أين السبيل؟!














المزيد.....

هذه بلوانا... ولكن أين السبيل؟!


أحمد الديين

الحوار المتمدن-العدد: 609 - 2003 / 10 / 2 - 04:31
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


 

لعل المشكلة الأساسية، التي تعانيها بلداننا العربية قاطبة تتمثل في أن القوى الحاكمة، وهي في الغالب أقليات حاكمة  أو متحكمة، تخلت تماماً عن مشروع بناء الدولة الوطنية الحديثة، وهي ليست في وارد قيادة بلدانها على طريق التقدم والنهوض، وليست في صدد تبني أي مشروع للتنمية، وإنما هي مكتفية بمشروع وحيد هو مشروع الحكم وضمان استمرارها على سدته، عبر الاستئثار بالسلطة والانفراد بالقرار السياسي!
وفي سبيل تكريس مشروع الحكم فإن "الأقليات المتحكمة"، بغض النظر عن غطائها الملكي أو الجمهوري، عمدت إلى تهميش القوى الحيّة في مجتمعاتنا العربية، وقوّت عناصر الفساد وقوى التخلف واستقوت بها، كما عمدت إلى تعزيز النعرات الطائفية والقبلية والمناطقية والفئوية وفقاً لمبدأ أسلافها في السلطة من المستعمرين، وحرصت على أن تمر قنوات التواصل في المجتمعات عبرها رأسياً وحدها رافضة أي تواصل أفقي بين فئات المجتمع وقطاعاته... وحولت أجهزة الإعلام إلى "أبواق دعاية" فجة تمجد الحاكمين وتضلل المحكومين... وسنت عشرات القوانين المقيدة للحريات، بدءاً من قوانين الطوارئ، مروراً بقوانين العيب، وانتهاءً بقوانين تقديس الحكام...وهيمنت على المؤسسات النيابية وحولتها إلى هيئات شكلية، أو في أفضل الأحول جعلتها هيئات ملحقة بالحكومة، وتعدّت على سلطة القضاء وحولتها في بلدان كثيرة إلى أجهزة حكومية تتلقى الأوامر وتنفذ التعلميات...وفرضت وصايتها على مؤسسات المجتمع المدني!
وفي الحالات، التي أضطرت فيها "الأقليات الحاكمة" إلى الاستجابة للمطالب الديموقراطية، وخصوصاً في فترات الأزمات الوطنية، أو تحت الضغط الخارجي، فإنها قدمت صوراً شوهاء للديموقراطية... فخففت سطوة القمع بعض الشيء، وأطلقت معتقلاً هنا ومعتقلاً هناك، وأصدرت دساتير تثبت شرعيتها، وأجازت تأسيس أحزاب شكلية لنخب معزولة عن الجماهير، وأوجدت نظماً انتخابية مخترقة وفاسدة، وربما وسعت بعضاً من هامش الانفراج النسبي، ولكنها بالتأكيد لم تستجب للاستحقاق الديموقراطي، ويكفي أنه ليس هنالك تداول ديموقراطي حقيقي للسلطة في أي بلد عربي، وهذا هو المعيار الأول لأي نظام يدعي أنه ديموقراطي!
هذه حالنا في غالب الدول العربية بل جميعها، إذ "كلنا في الهم شرق"!
ولكن هذه الحال الشاذة، التي تنحصر الآن تقريباً في بلدان منطقتنا العربية، لايمكن أن تكون  قدرنا المحتوم كشعوب ومجتمعات وبشر من دون سائر الشعوب والمجتمعات والبشر!
فهل ننتظر الخلاص والتغيير ليأتينا من فوق، ونكتفي بالمناشدات الحيية؛ ونأمل خيراً مما يمكن أن تطلقه السلطات تفضلاً من مبادرات محدودة؟ أم أنه لابدَّ مما ليس منه بدُّ: تحركٌ، وضغطٌ، وصراعُ، وتضحيات، إلى أن تتبدل موازين القوى وتتغير الأحوال؟... أم لعل هنالك سبيلاً آخر أسلم وأرشد؟!



#أحمد_الديين (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295





- لا إقامة دائمة قبل 20 عامًا.. بريطانيا تُعلن عن -أهم- تغيير ...
- حصريا لـCNN.. مسؤول إيراني: -البرنامج النووي قائم- رغم ما دم ...
- مصر.. سيدتان مسيحيتان تفوزان بجائزة عمرة.. وهذا ما فعلته وزي ...
- بركان ساكوراجيما في اليابان يثور مُطلِقاً أعمدة رماد كثيفة ف ...
- وزير الخارجية الفرنسية: صنصال سيعود إلى باريس قريبا
- هل تحطمت 3 طائرات للقوات الجوية الهندية في يوم واحد؟
- لماذا أقدمت الدانمارك على التجنيد الإجباري للفتيات؟
- تأخرت 10 دقائق.. تلميذة تفارق الحياة إثر -عقوبة- بدنية في مد ...
- الأول خارج أميركا.. -سيكس فلاغز- تعلن موعد افتتاح منتزهها ال ...
- رسائل إبستين تُسلط الضوء على العلاقات بين الصحفيين والمصادر ...


المزيد.....

- رواية / رانية مرجية
- ثوبها الأسود ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- شيوعيون على مر الزمان ...الجزء الأول شيوعيون على مر الزمان ... / غيفارا معو
- حكمة الشاعر عندما يصير حوذي الريح دراسات في شعر محمود درويش / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- التاريخ يكتبنا بسبابته / د. خالد زغريت
- جسد الطوائف / رانية مرجية
- الحجز الإلكتروني المسبق لموسم الحنطة المحلية للعام 2025 / كمال الموسوي
- الأرملة السوداء على شفا سوريا الجديدة / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - أحمد الديين - هذه بلوانا... ولكن أين السبيل؟!