أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الدولة الرشيدة والوحدة الوطنية














المزيد.....

الدولة الرشيدة والوحدة الوطنية


صاحب الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 3492 - 2011 / 9 / 20 - 20:55
المحور: المجتمع المدني
    


تعدّ الدولة أباً روحياً لمكوناتها الاجتماعية باختلاف ثقافتهم وديانتهم وعرقهم ومذهبهم الديني والفكري فمن دون أن تبتكر أساليب فعالة لضمان حرية ممارسة كل مكون اجتماعي شعيرته الدينية والثقافية والمذهبية لن يكون في مقدروها الحفاظ على الوحدة الوطنية وضمان ولاؤهم والتزامهم بالواجبات.
يفترض بالدولة الرشيدة نبذ استخدام العنف لقسر مكوناتها الاجتماعية الانصياع إلى توجهاتها السياسية، لأن ما تحققه من مكاسب سياسية آنية يضعف وحدتها الوطنية في المستقبل لشعور أحد مكوناتها الاجتماعية تخفيض مرتبة مواطنته خاصة إن جرى معاقبته على نحو جماعي بجريرة توجهات نخبه السياسية المعادية لتوجهات الدولة.
كما يجب أن لا تمارس الدولة التمييز بين مكوناتها الاجتماعية والدينية والمذهبية وتكفل لهم حرية التعبير عن توجهاتهم الفكرية على نحو سلمي، وتكف عن محاولة صهرهم في بوتقة ثقافية أو فكرية واحدة لتدعي تمثيلها شعب متجانس ثقافياً وفكرياً ما يشعرهم بالاغتراب عن الوطن وبعدائية ضد الدولة فيفضلون الانفصال على الوحدة الوطنية.
يعتقد (( بيخو باريخ )) " أن الدولة مفهوم عام لمجتمع متجانس ثقافياً أو مستعداً لأن يكون كذلك، لكن لا يجوز قسر المجتمعات المتباينة بمكوناتها الأثنية والعرقية وبطبيعتها وسلطاتها وأهدافها وتاريخها وحاجاتها بالعنف على التجانس الثقافي بعدّ الدولة ليست أداةً للظلم والقمع ما يشجع على عدم الاستقرار والمطالبة بالانفصال ".
لا تنمو نعرات الانفصال ومعاداة الدولة من فراغ، فهي تعبيراً عن عدم الولاء إلى وطن لا يعترف بحقوق المواطنة ودولة تعتمد خيار العنف لفرض توجهاتها وتفرق بين مواطنيها في الحقوق والواجبات. الدولة الرشيدة تجعل الموطن يفخر بإنتمائه إلى وطن موحد ومتنوع بمكوناته الاجتماعية وثقافته وتاريخه الحضاري، فالوطن يمثل هوية المواطن في الأسرة الدولية وكلما كان كبيراً بمساحته وثقله السكاني وعمقه الحضاري ومتانة اقتصاده وثقافته الحاضرة عظم شأن الدولة ودورها الدولي ما يعظم شأن مواطنيها على خلافه يتقزم شأن الدولة ودورها الدولي ومن ثم شأن مواطنيها.
يقول (( أحمد أوغلو )) : " إن كل انقسام جيوسياسي وجيواقتصادي وجيوثقافي للوحدات الكبيرة إلى وحدات أصغر، يضعف موقع الدولة الحيوي ويقلل أهميتها في البنى السياسية الدولية الكبرى ويعيقها عن تحقيق مسؤولياتها التاريخية ".
إن النخب السياسية الفاسدة المرتبطة بأجندة اقليمية دولية تسعى جاهدةً تجزأة الوحدات السياسية الكبيرة إلى وحدات أصغر وافتعال العداء بين المكونات الاجتماعية لتكون مهيئة الارتباط بمشاريع إقليمية ودولية. إن تعاظم مشكلات الدولة السياسية على الصعيد الداخلي يخل باستقرارها الأمني والاقتصادي والسياسي ما يقلل أهمية خططها الستراتيجية للنهوض بواقعها التنموي والاقتصادي ما يتناسب وثقلها الاقليمي.
إن إخفاق الدولة المزاوجة بين خياراتها الستراتيجية وخياراتها التكتيكية يعطل مسارات التنمية والخدمات ويحجمها إلى مسارات ثانوية تتقدم عليها المسارات الأمنية، لفرض الوحدة الوطنية والتصدي إلى أعمال العنف التي تمارسها الحركات الانفصالية ضد الدولة.
يعتقد (( أحمد أوغلو )) " أن عدم وضوح سياسات الدولة العامة والتردد بتحديد أولوية خياراتها التنموية أو الأمنية يربك خطواتها في كلا المسارين ".
إن خيار الدولة الرشيدة الأمثل في معالجة مشكلاتها العرقية والأثنية يتمثل بالحوار ونبذ العنف والالتزام بالثوابت الوطنية ووحدة التراب الوطني، والإقرار بالحقوق المتساوية لكل المواطنين وإلزامهم بالواجبات اتجاه الدولة والمجتمع.
الموقع الشخصي للكاتب : http://www.watersexpert.se/



#صاحب_الربيعي (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تعزيز الوحدة الوطنية في النظام الفيدرالي أو تفككها
- النظام الفيدرالي وتسوية المشكلات بين المكونات الاجتماعية
- النظام الفيدرالي والنهج القمعي في المركز والولايات
- النظام الفيدرالي وخلاف الصلاحيات بين المركز والولايات
- حقوق المواطن في النظام الفيدرالي
- النظام الفيدرالي والضمانات الدستورية
- النظام الفيدرالي وتوزيع الصلاحيات
- معيار نجاح الدولة أو فشلها
- فشل أنظمة الاستبداد في إدارة الدولة والمجتمع
- التماهي بسلطة الاستبداد
- الممارسات العنفية لسطة الاستبداد ضد المجتمع
- سلطة الاستبداد وحزبها الفاشي
- السلطة المستبدة وأزمتها السياسية
- تحدي سلطة الاستبداد
- خيار سلطة الاستبداد استخدام العنف
- تقويض شرعية سلطة الاستبداد
- تحديات السلطة والمعارضة
- لغة الحوار السياسي
- انتهازيو أزلام سلطة الاستبداد
- سلوك سلطة الاستبداد مع المعارضين


المزيد.....




- معتقل محروس من التماسيح : ألكاتراز يفتح أبوابه الثلاثاء أمام ...
- إيران تطالب الأمم المتحدة بمحاسبة إسرائيل والولايات المتحدة ...
- حصار المهاجرين في عقر ديارهم آخر تكتيكات أوروبا لمكافحة الهج ...
- اعتقال عميل للموساد في مترو طهران
- رايتس ووتش: قانون جديد بالإكوادور يُعرّض الأطفال للخطر
- اعتقال عميل للموساد في مترو طهران
- الأونروا: إدخال الوقود إلى غزة مسألة حياة أو موت
- اعتقلوني بعدما أعدموا جدي أمامي
- روبيو ينتقد دعوة صحيفة إيرانية لإعدام المدير العام للوكالة ا ...
- اعتقال أكثر من 60 شخصا.. الشاباك يزعم إحباط خلية لحماس في ال ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - صاحب الربيعي - الدولة الرشيدة والوحدة الوطنية