أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - مايكل نبيل سند - الموت جوعاً من أجل الحرية














المزيد.....

الموت جوعاً من أجل الحرية


مايكل نبيل سند

الحوار المتمدن-العدد: 3489 - 2011 / 9 / 17 - 22:02
المحور: حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
    


من أوائل الكتب التى قرأتها هنا فى السجن، كان كتاب ”طبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد“ للشيخ عبد الرحمن الكواكبى... أعجبنى الكتاب جداً، وفوجئت أن هناك رجل دين مسلم بهذه الاستنارة والانفتاح والحداثة. وحينما كان يتحدث الشيخ عبد الرحمن عن الحرية، كان يمتدح الحيوانات البرية التى إذا ما اصطادها الإنسان، ترفض تناول الطعام، مُفضلة الموت جوعاً عن حياة الأسر... ومن حينها وأنا أسأل نفسى: هل معقول أن أكون أقل من الحيوانات؟ وحينما قررت أنا أيضاً أن أرفض الطعام فى الأسر، فالموت جوعاً أفضل من فقدان الحرية.
كلام عبد الرحمن الكواكبى ذكرنى بكلام فرانسيس فوكوياما عن السيد والعبد فى كتابه الرائع ”نهاية التاريخ وخاتم البشر“... فوكوياما كان يقول أن السيد هو الذى يقاتل من أجل حريته، فإما يموت أو ينتصر ويعيش حراً، أما العبد هو الذى يخاف من الموت فيقبل حياة العبودية بدلاً من القتال من أجل حريته... وهكذا قررت أمام نفسى، سأقاتل من أجل حريتى، ولأنى سيد ولست عبداً، فلن أستسلم حتى الموت أو حتى استرداد حريتى.
من بين الكتب التى قرأتها فى السجن أيضاً، كتاب ”البحث عن الذات“ للرئيس الراحل محمد أنور السادات. السادات روى قصة أُشيعت عن ناپوليون بوناپرت لفتت انتباهى. القصة تقول أن ناپوليون حينما وقع فى الأسر، أراد سجانوه إذلاله، فجعلوا بوابة الزنزانة منخفضة حتى يضطر أن يحنى رأسه كلما أراد الدخول أو الخروج من الزنزانة. إلا أن ناپوليون كان يرفض أن يحنى رأسه، وكان يجلس على الأرض ويدخل جالساً لكى لا يحنى رأسه. ذكرتنى هذه القصة بمقولة أمل دنقل فى قصيدة ”كلمات سپارتاكوس الأخيرة“ حينما قال ”مُعلق أنا على المشنقة ورأسى محنية، لأنى لم أحنها حية“... وهكذا قررت أنى لن أحنى رأسى أمام أعدائى ما دمت حياً، حتى لو أدى هذا إلى أن تُحنى رأسى على المشنقة.

فى كتاب السادات أيضاً، يروى عن أحداث سجنه، ويروى أنه فى إحدى السجون كان هناك كونت مسجون، وكان هذا الكونت لا يتصرف كمسجون أبداً، وإنما كان يتصرف كأنه ما زال كونت. كان المساجين يضحكون عليه باستمرار لأنه لا يعيش واقعه، بينما كانت كرامته تأبى عليه أن ينتقص من تقديره لذاته... هنا فى السجن يريدون تحطيم قوة شخصيتى باستمرار، ويقولون لى دائماً ”أنت مسجون، أنت مذنب، أنت مدان، أنت محكوم عليك بالسجن ثلاث سنوات“. أما أنا فلازلت أرى نفسى المدون والناشط السياسى الشهير الذى يهتم عشرات الألوف بآرائه. لن أسمح للسجن أن يكسرنى أبداً.

رغم كراهتى الشديدة لهيتلر، ، إلا أنى لا أستطيع أن أمنع نفسى من الإعجاب الشديد بانتحاره حينما هُزم فى المعركة... هيتلر كان لديه شعور كبير بالكرامة والعظمة، ولم يقبل أن تُوضع الكلابشات فى يديه أو يتعرض للإهانة على يد جيوش أعدائه، ففضل الموت عن أن تهان كرامته... أنا أيضاً كرامتى تأبى علىّ أن أقبل إهانة العسكر، وأرفض الحياة فى ظل هذه المحاولات المستمرة لكسر كبريائى.
لست أول من يدخل فى إضراب عن الطعام اعتراضاً على سجنه... السادات فعلها قبلى... غاندى فعلها أيضاً، وحينما خرج الشعب الهندى بعنف ليحرر غاندى خوفاً من موته، بسبب الإضراب، أمرهم غاندى بالرجوع، لأنه يرفض أن يتم تحريره بالعنف.
حينما أشعر أنى قد أموت بسبب الإضراب، أتذكر محمد البوعزيزى... محمد البوعزيزى هو أكبر مصدر قوة وتشجيع لى فى إضرابى... موت محمد البوعزيزى كان السبب فى بداية الربيع العربى وتغيير تاريخ البشرية... هكذا أقول لنفسى: لا بأس من أن أموت، إذا كان موتى سيفيد ملايين البشر بعدى.
اعتاد إرنستو تشى جيڤارا أن يقول ”أفضل أن أموت واقفا عن أن أحيا راكعاً“. يقولون أن وقت إعدامه، جعلوه يركع، ثم أطلقوا الرصاص على رأسه. كان أعداؤه يتمنون رؤيته راكعاً... حسناً، لا يعنينى الرجل، وإنما تعنينى مقولته الرائعة. لن أركع أمام الظلم، وسأموت بكرامتى، وهذا أشرف لى من حياة بلا كرامة.
تذكر الكتب المقدسة لدى اليهود قصة السبى البابلى، حينما كان شعب إسرائيل أسرى فى بابل يعيشون حياة العبودية. حينها كان الشعب اليهودى يدعون إلههم أن يحررهم من تناول خبز العبودية (الخبز الردىء الذى يُعطى كغذاء للعبيد). لكنى قررت ألا أنتظر من أى أحد أن يحررنى، أنا سيد وأرفض أن أتناول خبر العبودية، ولن أتناول طعاماً قط ما دمت فى السجن حتى أنال وأسترد حريتى.
قد أموت نتيجة لإضرابى عن الطعام، ولكن هذا سيفيد ألوف المساجين بعدى. بعدها لن تتجاهل السلطات أى إضراب عن الطعام. لا بد من بعض التضحيات حتى تنمو مساحة حقوق الإنسان فى أى وطن.
لو كنت حراً هذه الأيام، لكنت نظمت إضراب عام عن الطعام لكل المحكوم عليهم عسكريا... يقولون أنه تم الحكم، على 12 ألف شخص، عسكرياً خلال الشهور الماضية. لو أضرب منهم ألف مسجون فقط مطالبين بمحاكمتهم مدنيا، فإن هذا كافى لزلزلة أى نظام فى الكون.

الحرية لها ثمن، ولابد أن ندفعه

مايكل نبيل سند
سجن المرج العمومى
القسم الداخلى – مستشفى السجن
2011/9/11 بعد 20 يوم إضراب عن الطعام



#مايكل_نبيل_سند (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة من مايكل يوم 14-9 من سجن المرج
- رسالة من سجن المرج
- قصاقيص، اتجننت فى سجن المرج – 6
- نعم للسلام من أجل مصر
- العسكريون بين العمل الوطنى والعمل السياسى
- قصاقيص، إتجننت فى سجن المرج - 5
- قصاقيص، إتجننت فى سجن المرج – 4
- بيان من مايكل نبيل .. إعلان إضراب عن الطعام
- أنا الثور الأبيض
- لماذا لا نكون سلميين مع إسرائيل أيضا؟
- جواب من مايكل نبيل إلى الفريق سامى عنان
- السجين 862
- قصاقيص، إتجننت فى سجن المرج – 3
- القضاء العسكرى... ورقصنى يا جدع
- القضاء العسكرى... كتيبة إعدام
- قصاقيص، إتجننت فى سجن المرج – 2
- عن سوء النية أتحدث
- كيف تستطيع أن تساعد مايكل نبيل فى سجن المرج؟
- رسالة لأعضاء المجلس الأعلى للقوات المسلحة
- رسالة للرئيس الأمريكى باراك أوباما


المزيد.....




- نتنياهو يأذن لمديري الموساد والشاباك بالعودة إلى مفاوضات الد ...
- رئيس وزراء بولندا يكشف عن -جدال مثير- أشعله نظيره الإسباني ف ...
- دراسة رسمية تكشف أهم المجالات التي ينتشر فيها الفساد بالمغرب ...
- تشابي ألونسو يستعد لإعلان قرار حاسم بشأن مستقبله مع نادي ليف ...
- الجيش الروسي يكشف تفاصيل دقيقة عن ضربات قوية وجهها للقوات ال ...
- مصر.. إعادة افتتاح أشهر وأقدم مساجد البلاد بعد شهرين من إغلا ...
- قائد القوات الأوكرانية: تحولنا إلى وضع الدفاع وهدفنا وقف خسا ...
- مقتل شخص وإصابة اثنين إثر سقوط مسيّرة أوكرانية على مبنى سكني ...
- استطلاع يظهر تحولا ملحوظا في الرأي العام الأمريكي بحرب غزة
- معتمر -عملاق- في الحرم المكي يثير تفاعلا كبيرا على السوشيال ...


المزيد.....

- حملة دولية للنشر والتعميم :أوقفوا التسوية الجزئية لقضية الاي ... / أحمد سليمان
- ائتلاف السلم والحرية : يستعد لمحاججة النظام الليبي عبر وثيقة ... / أحمد سليمان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير - مايكل نبيل سند - الموت جوعاً من أجل الحرية