وفاء الربيعي
الحوار المتمدن-العدد: 3488 - 2011 / 9 / 16 - 01:55
المحور:
الادب والفن
القصيدة مهداة لهادي المهدي ولكل من سار في
نفس الطريق
بغداد
حينما اتصفح المدن
لا تستهويني غير بغداد
زهرة يفوح منها عطر الياسمين
اتذكرها واللهب
يلتهم اليابس فيها
اشاركها والاخضر التشبث بالارض
تحت غيمة تنتظر ايعازا
بأن
امطري
مئات المدن والساحات
كان لها رغبة ان تلبسني رداءها
لكنها اشاحت بوجهها عني لانها
لم تجد فيّ حيزا تملاءه
رغم الظلمة
رغم الموت الذي ياخذنا بلمحة
رغم حدود الحقيقة التي اضعنا
طريق الوصول اليها
الا انها بغداد
بشاعريتها تستغني عن الضوء
صار للمسابح فعل الكهرباء
حين تحتك براحةِ ايديهم
تتقدُ نيران وتنطفيء اخرى
بغداد
التناقضات والتالف بينها
صفقة خاسرة
الكل يلهج بأنه سيخيط رداءك الازرق
وسيكون الهاً لا يحبه الشيطان
بغداد
الشعراء فيك
تحيطهم هالة صفراء
يمزحون ويسخرون تارة
يموتون تحت ضوء شمعة
وجدران تفوح منها رائحة العفونة
وليل قالوا له انجل
لكنه بفعل فاعل لم ينجل
بغداد
العاشق فيك
يفقد النطق
حين تهمس له الحبيبة
بان متى يجمعنا عش فضي كان او نحاسي
يتشقق الكلام
وتصير حروفه غامضة
بين اخبار الشاة المذبوحة ليلة امس
والتي ستذبح هذه الليلة
وذاك الطفل المولود برأسين
والاخر باربعة ارجل
وتلك الشمس التي تستأذن الغيوم
بأن تفك الحصار عن ساحة التحرير
نعم يتشقق الكلام
فهو غدا هناك
وقد لايعود
بغداد
امنحيني عشقا
يحتويني
انا المبعثرة
بين المدن والتواريخ
فمازالت في ذاكرتي
تلك الفراشات تزين حدائقنا
وذاك العشب المتعطش للندى
ومازال قلبي ينبض بحروفك
وبحبي الاول
#وفاء_الربيعي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟