أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ذياب مهدي محسن - انتفاضة الوصفاء الاحرار















المزيد.....



انتفاضة الوصفاء الاحرار


ذياب مهدي محسن

الحوار المتمدن-العدد: 1037 - 2004 / 12 / 4 - 09:57
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


من الانتفاضات الثورية في الإسلام
انتفاضة الوصفاء الأحرار
ذيـاب مـهدي آل غلام
[email protected]

مقدمة :-

لقد أفدت في هذه الدراسة من المادية التاريخية كمنهج يمنح الصراع بين القوى المنتجة التأثير الأكبر في حركة التاريخ، مع الوضع في الاعتبار أهمية العوامل البيئية والحضارية والتي انتبه إليها ماركس في رصده لأسباب اختلاف تطور أنماط الإنتاج في الشرق عن الغرب :- " إن كل نمط إنتاج قابل لأن يتطور في اتجاهات متباينة تبعاً للظروف الخارجية وتبعاً للوسط التاريخي الذي تواجد فيه "، ويشير إلى أن " البنية الداخلية لكل نمط إنتاج بما ينطوي عليه من تعارضات تتطور تبعاً للظروف في اتجاهات وأشكال وسرعات متباينة "، وهو بالتالي المنهج الأكثر صلاحية للتعامل مع هذا الكم من النصوص والآراء المتضاربة التي احتوتها كتب علم الرجال والفرق، والتي لا يمكن التعامل معها باطمئنان إلا في إطار البحث عن بعض أحوال الشخصيات الفاعلة، كالانتماء الاجتماعي والسياسي، وربما كان ما تحويه هذه المصادر من مرويات متضاربة تدليل على أنها تخضع في أحكامها لانتماءات المؤلفين الاجتماعية والسياسية والعقائدية.

تمهيــد : أوضاع الشيعة عقب فشل ثورة المختار بن أبي عبيد الثقفي :

كانت النتيجة الأكثر أهمية لثورة المُختار هي بروز تيارات متباينة العقائد والرؤى السياسية والتنظيمية داخل الصف الشيعي، وعلى الرغم من أن هذه التيارات كانت جميعها تدين بالولاء للأئمة من نسل الحسين كما تتفق في المعتقدات الدينية والسياسية الرئيسية، إلا أن الخلافات نشبت بينها في تفاصيل هذه المعتقدات وألقت بظلالها على الأوضاع التنظيمية والتي اختلفت بالأساس في موضوع كيفية قيادة ثورة كبرى تعيد للأئمة حقوقهم المسلوبة.
إن مكمن هذا التفتت التنظيمي الذي أصاب الشيعة تمثل في الخلاف العقائدي حول " طبيعة الأئمة "، والذي يبدو أنه أثير على مستوى واسع أثناء وعقب ثورة المختار بن أبي عبيد، خاصة أن البيت الإمامي عقب ثورة الحُسين إضطُر للانقطاع لفترة عن ممارسة دوره التقليدي في الأوساط العلمية بسبب خضوعة للرقابة الشديدة من قبل مخالفيه، ومن الممكن ملاحظة أن التيارات الشيعية انقسمت حول هذا الخلاف ما بين يمين ووسط ويسار، وقد ضمت خارطة اليمين العناصر البورجوازية والإقطاعية المُنضمة إلى التشيُع وعلى الرغم من تأثرها بالروح التقليدية للتشيع والتي تنحاز إلى الطبقات الكادحة إلا أن انتمائها الطبقي كان مؤثراً بوضوح في عقائدها فقد رفضت بعض شرائح هذا التيار الإيمان بعصمة الأئمة واكتفت بالإيمان بطهارتهم عن الرجس كما نصت الآية القرآنية والواقع أن دوافع معظم المنتمين لهذا التيار كانت مرتبطة بقرابة العلويين للنبي(ص) أكثر من أي شيء آخر، كما اقتصرت برامجهم السياسية على المطالبة بحق الأئمة في الحكم، وبالتالي فقد كان رفض المنتمون لهذه التيارات اليمينية المشاركة في الثورات والانتفاضات الشيعية التي لم تخضع للقيادة المباشرة للأئمة أو على الأقل لقيادة علوية تنوب عن الأئمة يمثل انحيازاً للانتماء القبلي لهؤلاء الأئمة أكثر من الإيمان بالمبادئ والعقائد التي يدعون لها.
أما بالنسبة لتيار الوسط العقائدي فقد ضم أكثرية من التجار والحرفيين، وقد حظت شخصيات الأئمة بقدر أكبر من القدسية في عقائد هذا التيار كالإيمان بعصمتهم الكاملة وعلمهم التام بأحكام الشريعة والاعتقاد بالبداء والرجعة، وعلى الرغم من تميز هذا التيار من الناحية العقائدية إلا أن قيادته لم تشكل تنظيماً سياسياً مستقلاً ومن الممكن أن يكون المنتمون له قد شاركوا في بعض الانتفاضات الشيعية بمختلف اتجاهاتها العقائدية، مما يجعلنا نرجح أنه كان منتشراً فقط في أوساط مجموعة من المثقفين والمنظرين ولعل ما يؤيد هذا التصور هو أن الشخصيات الكبرى المؤثرة في هذا التيار كلها من المناظرين والمتكلمين والذين تخصصوا في الرد على الشبهات التي يثيرها أتباع الفرق الأخرى ضد التشيع، كأبو جعفر الأحول، وهشام بن الحكم، وتشير المصادر التاريخية أن بعضهم كان من العاملين في البلاط العباسي، وربما كان ذلك من أسباب عدم وجود حركة سياسية منظمة لهم.
و أما اليسار الشيعي فقد حظي بتأييد كبير بين قطاعات الكادحين والموالي، وضمت قيادته (السياسية والفكرية) خليط من العرب – اليمنيين على وجه الخصوص – والقوميات الأخرى المنتمية للإسلام كالفرس والترك والبربر، وقد اهتم مثقفوا هذا التيار بدراسة الآراء والفلسفات اليونانية والشرقية – والتي كان لها تواجد قوي في العراق – واستعانوا ببعض هذه الفلسفات في صياغة عقائدهم أو في تفسير القرآن وأقوال الرسول(ص) والأئمة، والواقع أن استعانتهم بهذه الفلسفات إرتبطت بعدم تعارضها – الظاهري على الأقل - مع تفسيرهم لآيات القرآن وأقوال النبي والأئمة، فقد اعتقدوا بعدة عقائد اعتبرها قطاع كبير من اليمين متطرفة كالبداء والرجعة، وعلم الإمام بالغيب عن طريق علمه بأسرار القرآن الكريم، أو وراثته من الرسول (ص)، وعصمة الأئمة الكاملة عن الخطأ والسهو في كل أمور الحياة، وكونهم الأعلم بكل اللغات والعلوم والصنائع، كما تبنوا الاعتقاد الشهير بأن لكل نص في القرآن ظاهر وباطن، وهو الاعتقاد الذي اكتسب أهمية كبيرة فيما بعد لدى الإسماعيلية.
لقد حاول الأئمة العلويين تفادي التنازع ما بين التيارات الشيعية وخاصة بعد أن تبادلت الاتهامات بالغلو والتقصير، عن طريق وضع قاعدة للتفريق ما بين الاعتدال والغلو، فتروي المصادر الشيعية عن جعفر الصادق : " إجعلونا عبيداً مربوبين وقولوا بفضلنا ما شئتم فلن تدركوه "، وتوضح هذه المقولة حقيقة أن الغلو الحقيقي يرتبط بتأليه الأئمة، الأمر الذي يفهم منه أن أي مقولة حول قدرات الأئمة لا تصل بهم إلى الألوهية لا تعد غلواً في جوهرها، وهنا من الواضح أن الأئمة العلويين فرقوا ما بين المبالغة في العاطفة تجاههم وبين الغلو العقائدي الذي يؤدي إلى إيجاد تحريف في الدين الإسلامي ذاته.
لقد خضعت معظم تنظيمات اليسار الشيعي لقيادة محمد بن علي بن أبي طالب المباشرة في عهد الإمام علي بن الحسين بسبب حرص هذه التنظيمات على عدم كشف حقيقة علاقتها بالأئمة عقب استشهاد الحسين بن علي في كربلاء وخشيتها من تعرض أبناؤه لنفس المصير خاصة بعد أن أدركت مدى ضعف الوعي الديني والطبقي لدى الشعوب الإسلامية والذي استطاع الأمويون استغلاله في تنفيذ سياساتهم الدينية والطبقية.
على أن فترة إمامة محمد بن علي الباقر شهدت تراجع هذا الحذر، فرغم خضوع التنظيمات الشيعية اليسارية لقيادة أبو هاشم بن محمد بن علي المباشرة تذكر المرويات أن بعض هذه التنظيمات كانت ترسل مندوبين عنها إلى الباقر في موسم الحج، ويبدو أن وفاة أبو هاشم مسموماً جعلت الإمام الباقر وقادة هذه التنظيمات يدركون أن الأمويين قد اكتشفوا هذا الأسلوب وهو ما أدى فيما بعد لنشأة وظيفة " الباب " والذي يمثل الشخصية التنظيمية الأهم بعد الإمام، وارتبطت بالقادة الذين يجمعون ما بين القدرات السياسية والعلمية في آن واحد، وقد شهدت فترة إمامة جعفر بن محمد الصادق تصاعد أهمية وظيفة الباب بالنسبة للتنظيمات السياسية الشيعية ربما بسبب تطرف الأمويين والعباسيين في التعامل مع البيت العلوي.
لقد أجبرت ثورة المختار الثقفي الثوريين الشيعة على إعادة صياغة تنظيماتهم السياسية والابتعاد بها عن اليمين الشيعي والذي اتخذ من الثورة موقفاً غير متفاعل رغم مساندته لها في مراحلها الأولى، إلا أن ذلك لم يؤد إلى الانفصال التام بين الاتجاهين بسبب خضوعهما لقيادة واحدة متمثلة في الأئمة العلويين، والذين حاولوا التنسيق بين التنظيمين في حركتهما السياسية.
إن التميز الحقيقي لليسار الشيعي تمثل في تبني تنظيماته السياسية لبرامج اجتماعية مرتبطة بفترة حكم علي بن أبي طالب، في حين اقتصرت برامج اليمين على الدعوة لحق الأئمة العلويين في الحكم.
ويبدو إن هذه الخلافات ما بين التيارات الشيعية لم تكن واضحة بالنسبة للسلطات الأموية والتي واجهتهم بالعديد من قرارات الاضطهاد والتنكيل، فبالإضافة إلى سياسة سب علي بن أبي طالب والتي مارسها الأمويون منذ تولي معاوية للخلافة، وتصفية أتباعه وأنصاره والاستيلاء على ممتلكاتهم وتعرضهم للاعتقال، فقد جرى – في عهد هشام بن عبد الملك - حرمان الشيعة من العطاء، وحبس بني هاشم في المدينة وتشير المرويات أن الخليفة أوصى واليه على المدينة خالد بن عبد الملك بتعمد إهانة الهاشميين(35)، الأمر الذي قد يشير إلى وجود تحركات سياسية للشيعة في تلك الفترة وخاصة في الكوفة، فقد كان بعض هذه التيارات - الشيعية، وغير الشيعية - على علاقة بزيد بن علي شقيق الإمام الباقر، بينما كان اليسار الشيعي على الرغم من تعاونه مع زيد يرفض العمل المشترك مع غير الشيعة بسبب الاختلافات الموجودة حول طرق الحكم والحقوق، وخضوع بعض هذه التيارات لمؤثرات عصبية ومنحازة تجاه الموالي.

1 – مقدمات الانتفاضة (التطورات الاقتصادية والاجتماعية).

واصل الفرع المرواني من الأسرة الأموية السياسات الإقطاعية التي بدأت في عهد الخليفة الأموي الأول معاوية بن أبي سفيان، فقد لعبت أراض السهول الفيضية في مصر والعراق والشام والأندلس الدور الأكبر في الاقتصاد الإسلامي، حيث حافظت حرفة الزراعة على صدارتها، وهو ما أدى إلى تأصيل المشاريع الإقطاعية للأمويين، الذين قاموا بسن بعض القوانين لربط الإقطاع بالدولة ومن الواضح أن السلطة الأموية تطرفت كثيراً في إجراءاتها لتحقيق هذا الهدف لضمان ولاء الإقطاع لسلطتهم الأمر الذي دفع الإقطاع الكوفي إلى التحالف مع بعض الثورات في مواجهة الأمويين، ثم القيام بانتفاضة كبرى ضدهم في سنة 81 هـ.
كانت ملكية الأراضي في الدولة الإسلامية قد تحولت نهائياً إلى الإقطاعية بعد أن ظلت في حالة من التردد في عهد الخلفاء الثلاثة الأوائل، في حين اتسم عهد الخليفة الرابع بالعداء الصريح للإقطاع، وتشير المرويات إلى الوسائل التي استخدمتها الدولة الأموية لترسيخ هذا الأسلوب، فمن أهمها الاستيلاء على الأراضي المملوكة لصغار الملاك الموالين للأحزاب المعارضة (الخوارج – الشيعة)، وتحويل أراضي الصوافي والتي كانت موقوفة على بيت المال إلى إقطاعات لأفراد الأسرة الحاكمة وأتباعها من الولاة والعمال والقواد، وقد لجأ الأمويين في العهد المرواني إلى سياسة تكوين الإقطاعات بالقوة حيث تذكر المرويات أن عبد الملك بن مروان أرسل إلى واليه ابن هبيرة يطلب منه تكوين قطائع له في البصرة، والملاحظ أن ملكية الأرض الزراعية كانت تؤول إلى الملاك الجدد بمن عليها من مزارعين وطواحين ومتاع، وفي خلافة عبد الملك بن مروان أفرد ديوان خاص للإشراف على إدارتها عرف بديوان " المستغلات ".
من ناحية أخرى وفي إطار سياسة ربط الإقطاع بالدولة فقد حرص الأمويون على القيام بعمليات التوسع العسكري وضم أراض جديدة للدولة، وكانت أهداف هذه التوسعات استغلالية في الأساس وبعيداً عن فكرة نشر الإسلام في مناطق وثنية حيث ساهمت في زيادة موارد اللإقطاعية الحاكمة بما كانت تحمله من مغانم وأفياء، كما هدفت إلى إشغال العالم الإسلامي في العديد من المعارك الخارجية لتحجيم قدرة الطبقتين الإقطاعية والتجارية على القيام بانتفاضات جديدة، خاصة بعد أن أدركت السلطة الأموية عدم قدرة التيار الشيعي على القيام بثورة مستقلة عقب القضاء على ثورة المُختار بن أبي عبيد في الكوفة واضطرار زعامة هذا التيار إلى اللجوء للهدوء مؤقتاً.
أما صغار الملاك والفلاحين فقد ووجهوا بالعديد من مظاهر الاضطهاد، بالنسبة لصغار الملاك فقد أدت حالة النزاع السياسي التي سببتها أحزاب المعارضة في مواجهة الدولة الأموية، وعسف العمال الأمويين في جباية الضرائب، إلى اضطرارهم للدخول في حماية الإقطاعيين، عن طريق نظام " الإلجاء " فسجلوا حيازاتهم في الديوان ضمن اقطاعات الخلفاء والولاة، ومن ثم تحولوا إلى مجرد مشرفين على زراعة الأرض لصالح " الحماة "، كما أدت فداحة الضرائب المفروضة على هذه الطبقة إلى ظهور نظام " الإيغار " ويعني، أن يقنع مالك الأرض بملكية شكلية في حين يؤدي معظم ما تنتجه الأرض إلى رجال الدولة الذين ينوبون عنه في دفع الضرائب، كما خضعت بعض الملكيات لنظام "الالتزام " أو " القبالة " حيث يتولى أحد رجال الدولة دفع الخراج عن إقليم معين، ثم يقوم بجمعه من المزارعين مضاعفاً، وقد دعمت الدولة الأموية هذا النظام عن طريق مضاعفة الضرائب المفروضة على الأراضي الخارجة عن نفوذ الملتزم.
بالنسبة للفلاحين والمعدمين فقد رحل الأحرار منهم إلى المدن وامتهن الأعمال الحرفية هرباً من الإقطاع، وهو ما أدى إلى انتشار البطالة في هذه القطاعات بسبب كثافة العاملين بها إضافة إلى الضرائب التي فرضتها الدولة الأموية على الحرفيين، كما أدى لإهمال الأراضي الزراعية، وخوفاً من ضعف خراج الأرض الزراعية فقد لجأت السلطات الأموية لعلاج هذا الموقف إلى طريقتين، الأولى جلب أعداد كبيرة من العبيد للعمل في الأراضي، وقد حرص الأمويون على أن يكون هؤلاء العبيد غير مرتبطين بحضارة أو ثقافة أو عنصر تؤهلهم للقيام بأي حركات سياسية أو الإرتباط بأي حزب مذهبي، فتم جلب عناصر الزنج من شرق إفريقيا وعناصر الزط من الهند، الوسيلة الثانية اعتمدت على منع هجرات الفلاحين إلى المدن بالقوة وإلزامهم بالجزية حتى لو اعتنقوا الإسلام ويبدو أن الإجراء الأخير كان خاصاً بالموالي الذين تعرضوا للعديد من مظاهر التمييز العنصري، خاصة على يد الوالي الأموي الحجاج بن يوسف الثقفي، بل أن المرويات التاريخية تذكر أن أصدر قراراً بمنعهم عن إمامة الصلاة وتولي القضاء، أما غير الأحرار من العبيد والأقنان فقد تم تجنيدهم عن طريق السخرة لفلاحة الأرض وإصلاح الأراضي البور في المناطق المُملحة جنوب العراق.
وقد كانت تولية الخليفة الأموي للحجاج بن يوسف الثقفي على العراق إشارة واضحة على عدم ثقته في ولاء الإقطاعيين الكوفيين، وخلال الفترة الأولى من ولاية الحجاج بدا واضحاً إصرار الأمويين على ربط الإقطاع الكوفي بالسلطة الأموية وتقييد حركته عن طريق استغلال القادرين على القتال من الشباب العراقي في معارك مفتعلة انتهت بعضها بهزائم كارثية مما أدى إلى قيام العراقيين بثورة كبرى في سنة (81 هـ) ضد الحكم الأموي استمرت سنتين تقريباً، ورغم نجاح الأمويين في القضاء على الثورة بقيادة الحجاج وقتلهم لمعظم قياداتها بل واجتذابهم لبعض العلماء المشهورين فيها إلى درجة عملهم فيما بعد في البلاط الأموي كعامر الشعبي على سبيل المثال فقد أكدت هذه الثورة شكوك الأمويين في ولاء العراقيين لهم، وأمام هذه الحقيقة اضطر الأمويين لمواصلة الفتوحات العسكرية في الشرق والغرب من الدولة الإسلامية في محاولة لاستهلاك القادرين على القتال في مثل هذه المعارك، والاستفادة من السيطرة على طرق التجارة العالمية والأراضي الخصبة، على أن وفاة الحجاج الغامضة سنة 95 هـ أدت لإضعاف الدولة الأموية والتي رغم مواصلتها لسياستها في العراق إلا أنها أضطرت إلى التخفيف منها عقب وفاة الخليفة الوليد بن عبد الملك (96 هـ)، وبدا أن الأسرة الأموية قد ضعفت في مواجهة العديد من الثورات والانتفاضات الداخلية خاصة في العراق والشرق والتي قادتها القيادات الإقطاعية والتجارية للتخلص من حرص الأمويين على ربط الإقطاع بالدولة، وكان نشوب الصراع بين اليمنيين والنزاريين داخل الجيش الأموي دليلاً على هذا الضعف.
إن المرويات التاريخية لا تذكر الكثير من الأحداث في العراق في فترة حكم خالد بن عبد الله القسري له بداية من 106 هـ وحتى قيام انتفاضة الوصفاء (119 هـ) بما يعني التزام التيارات الشيعية في الكوفة السكون في تلك الفترة، وربما بسبب ما أصابها من خسائر بشرية كنتيجة لاشتراك بعض عناصرها في ثورة ابن الأشعث بالكوفة، ومع ذلك فمن الملاحظ تعرض الإمام الخامس محمد الباقر للمراقبة من قبل السلطات الأموية وإن أشارت المرويات إلى تجنب الخلفاء الصدام به، وربما كان ذلك بسبب هدوء التحركات الشيعية بالكوفة وغيرها من مدن العالم الإسلامي، وتشير المرويات إلى أن الإمام الباقر أهتم أكثر بالمجالس العلمية والفقهية والتي سمحت له بنشر التشيع على نطاق واسع كما استطاع تكوين قاعدة جماهيرية كبيرة وهي القاعدة التي ورثها خليفته جعفر الصادق.

1 – تنظيم الأحرار الوصفاء في الكوفة (119هـ) :

مثل تنظيم الأحرار الوصفاء في الكوفة امتداداً سياسياً وعقائدياً واجتماعياً لنفس المجموعة التي أعلنت الثورة على الأمويين بقيادة المختار بن أبي عبيد، وقد تكونت قيادات هذا التنظيم من عناصر خليطه من العرب التميميين واليمنيين والموالي، ومن الواضح أن معظم قيادات هذا التنظيم تلقت علومها على يد الإمام محمد الباقر (114 هـ) أو على يد أبو هاشم بم محمد بن الحنفية (98 هـ)، وتوحي المرويات أن نشأة هذا التنظيم تمت في عهد الإمام علي السجاد (ت/95 هـ) وربما كانت في الفترة الأخيرة من حياته، إلا أن مرحلة الإمام الباقر مثلت المرحلة الأكثر فاعلية في نشاط التنظيم والذي اجتذب إلى صفوفه العديد من العناصر سواء الشيعية أو التي استطاع ضمها إلى التشيع.
لقد كانت جماهير الشيعة في الكوفة عموماً مكونة من الموالي بالإضافة إلى العرب بأنواعهم وخاصة المنتمين لقبائل اليمن وقبائل عبد القيس، إلى أن شعبية التشيع كانت أكثر كثافة في أوساط الموالي، ويرجع ذلك إلى فترة حكم علي بن أبي طالب والتي أجرى فيها بعض الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية كالمساواة في العطاء، وتحسين أحوال المزارعين، ومنح بعضهم إعانات للقيام بمشروعات حرفية وتجارية صغيرة، بالإضافة إلى السياسة الاجتماعية التي تبناها علي حول تحرير العبيد من بيت المال، الأمر الذي ساعد على بروز العديد من الموالي الذين حظوا بثقة علي بن أبي طالب واعتبروا من المقربين له، كميثم التمار، كما تذكر المرويات أن أحد أحد أبناء السواد من غير العرب أو المسلمين كان من الجلساء الدائمين لعلي بن أبي طالب كممثل عن غير العرب من فلاحي السواد.
وقد واصل الأئمة العلويين عقب استشهاد علي هذه السياسة وخاصة في عهد الإمام علي السجاد، والذي توسع في تحرير العبيد، وتشير بعض المرويات إلى أنه حرر 50 ألف من الموالي بكافة قومياتهم، كما تشير إلى أن عملية التحرير لم تكن هي نهاية المطاف حيث قام بقيادة جلسات تعليمية وتثقيفية وتفقيهية لهؤلاء الموالي في مختلف العلوم الدينية والدنيوية، ومن الممكن تفهم الأسباب التي دعت الأئمة العلويين إلى السكون عقب فشل ثورة المختار، حيث انصب اهتمامهم على رعاية العديد من الكوادر الجديدة سواء من العرب أو الموالي، وقد نجحت هذه السياسة بالفعل في تكوين شعبية جارفة للأئمة العلويين في كل أرجاء العالم الإسلامي خاصة الشرق الإسلامي وقد وصلت هذه الشعبية إلى أعلى درجاتها في عهد الإمام جعفر بن محمد الصادق والذي لجأ إلى إرسال هؤلاء الدعاة من الموالي إلى مناطق أخرى للدعوة إليه كقم وخراسان وبخاري، ويبدو أن بعض زعامات هذا التنظيم كانوا من ضمن الموالي الذين تم تحريرهم بواسطة أحد الأئمة السابقين على علي السجاد، ومن المرجح أن يكون بعضهم قد اشترك بالفعل في ثورة المختار بن أبي عبيد في الكوفة.
ويبدو من إسم التنظيم " الوصفاء الأحرار" إلى أن هذه المجموعة لم تكن مجرد مجموعة سياسية، بل كانت لها خصوصيتها العقائدية والفكرية.
إن استعراض أسماء الصف الأول من قيادات هذه الانتفاضة ربما يزيل بعض الغموض المرتبط بالانتفاضة، وقد تكونت بصفة أساسية من :
المغيرة بن سعيد البجلي / حمزة بن عمارة البربري / بُنان بن سمعان النهدي التبان / جابر بن يزيد الجعفي (ت/128 هـ) / عمرو بن أبي عفيف / صائد النهدي / أبو منصور العجلي / مالك بن أعين الجهني / بزيع بن موسى الحائك / الحارث الشامي / عبد الله بن عمرو بن الحارث / ميمون القداح المكي / بكر الهجري القتات / عبد الله بن المغيرة بن سعيد.
إن هذه الشخصيات لا تمثل بالتأكيد سوى القيادات، ويستفاد من بعض المرويات الشيعية أن الصف الثاني من هذا التنظيم كانت تمثله شخصيات كان لها دوراً لاحقاً كعبد الله بن معاوية الجعفري، وأبو الخطاب الأسدي والمفضل بن عمر الجعفي، وعبد الله بن ميمون القداح، وقد قامت هذه الشخصيات بأدوار ثورية في مرحلة لاحقة عقب فشل ثورة زيد بن علي وابنه يحيى بن زيد.
ومن الملاحظ أن كتب الفرق تنسب إلى بعض هذه الشخصيات فرق منفصلة وآراء دينية متعددة رغم خضوعهم لقيادة دينية وسياسية واحدة، فهناك فرقة منسوبة للمغيرة بن سعيد، كما توجد فرقة أخرى لبنان بن سمعان، وفرقة لأبي منصور العجلي، بل أنها تنسب هذه الشخصيات إلى طوائف شيعية مختلفة، مما قد يشير إلى محاولة هذه المصادر التعتيم – كعادتها - على هذه الانتفاضة الشعبية وأحداثها.

إن قيام هذه الانتفاضة باسم الإمام جعفر الصادق ربما كان الرد الأكثر وضوحاً على هذه العقائد الملفقة، فمرويـة أبو الفرج الأصفهانـي تصف الثوار باسم " الجعفرية " الأمر الذي يشير إلى إدراك الرواة المعاصرون لها تبعية هؤلاء الثوار لجعفر الصادق وليس لأي شخصية علوية أخرى.
لقد اتهم المغيرة بن سعيد في المرويات السنية والشيعية بالسحر، وقد أورد الكشي رواية تذكر أن المغيرة كان يتعلم السحر عند عجوز يهودية بالكوفة، كما تشير مروية أخرى إلى اتصال المغيرة بالشياطين، كما أورد مرويتين تفيدان وجود ذات الاتصال بين حمزة بن عمارة البربري وبين الشياطين، إن هذه المرويات – مع وضوح اختلاقها - تحاول تبرير مدى شعبية الوصفاء في الكوفة والتي اعترف بها ابن حزم على مضض حيث تعزيها إلى استخدامهم لأساليب غير تقليدية بالإضافة إلى باقي الوصفاء – كانوا مخلصين كشيعة وكموالين للإمام جعفر الصادق، ولعل رد المغيرة بن سعيد على عامر الشعبي يمثل الدليل الأوضح على هذه الحقيقة، فيذكر ابن حجر العسقلاني أن الشعبي سأل المغيرة : ما فعل حب علي ؟ قال : في العظم والعصب والعروق.

2 - الانتفاضة :

يبدو من المصادر التاريخية أن الكوفة كانت تشهد بعض التحركات للقيام بمواجهة مع الأمويين مستغلة إندفاع الوالي الأموي خالد بن عبد الله القسري وراء الفتوحات في الشرق، فاليمين الشيعي وبعض التيارات الأخرى – غير الشيعية – حاولت إقناع زيد بن علي للقيام بثورة ضد الأمويين، كان زيد بن علي بالنسبة لليمين الشيعي يمثل القائد المفوض من البيت العلوي، أما التيارات الأخرى فقد كان معظمها يرغب في عودة الكوفة كعاصمة للدولة مرة أخرى في حال استولى العلويون على الحكم، والواقع أن هذا الولاء لم يكن مخلصاً تماماً سواء لعلي أو للكوفة، وقد كانت كل أغراض الطبقات التجارية المنتمية لهذه التيارات أن لا يخرج ما تجمعه الدولة من ضرائب كالخراج والفيئ عن الكوفة، في حين بدا أن نشاط الوصفاء كان أكبر في أوساط الموالي والذين كانوا يمثلون الأغلبية العظمى من طبقات الفلاحين والحرفيين، وتشير المرويات إلى وجود صراع خفي ما بين التيارين رغم انتماؤهما لمعتقد واحد، لكن يبدو أن هذا الصراع كان مبنياً على اختلاف الانتماءات الطبقية.
لقد استطاع الوصفاء تكوين قدر لا بأس به من الشعبية في الكوفة عن طريق الترويج لنفس المشروعات التي بدأها علي بن أبي طالب في فترة خلافتة، وقد أثبتت ثورة الكسائية " الخشبية " بقيادة المختار بن أبي عبيد مدى فاعلية هذه الدعاية وخاصة في أوساط الموالي، والغريب أن الأمويين لم ينتبهوا إلى تحركات الوصفاء أبداً، ويبدو أنهم كانوا معنيين أكثر بمراقبة تحركات زيد بن علي السجاد الذي كان يتنقل في تلك الفترة ما بين الكوفة والمدينة، وقد حاول الوصفاء استغلال وجود العديد من الاضطرابات في سنة 119 هـ، وغضب الأهالي وخاصة الفلاحين من ممارسات الوالي الذي تعمد عدم السماح ببيع منتجات الأراضي الزراعية قبل أن تباع منتجات أراضي الخليفة أولاً، ثم منتجات ضياعه وهو ما أدى لارتفاع الأسعار، وتذكر المرويات أن قيمة ما انتجته أراضي خالد القسري بلغت 13 مليون درهم، كما كان السعي الأموي الدائم للفتوحات يمثل مشكلة بالنسبة للكوفيين الذين كانوا هم الضحية الأولى لهذه الأطماع حيث أن معظم الجيوش الموجهة للشرق كانت تتكون منهم رغم أن معظمهم كانت ينتمي إلى التشيع أو على الأقل لديه ولاء لعلي بن أبي طالب وأبناؤه، وقد زاد الأمر سوءاً قرار هشام بن عبد الملك بمنع الشيعة من العطاء والذي كان يمثل الراتب السنوي التي تعتمد عليه الأسر والقبائل العربية في الكوفة، ومن الممكن استنتاج أن النسبة الأكبر من الكوفيين قد أصبحت مع كل هذه الممارسات تعاني من الفقر، وعلى الأخص الموالي.
تذكر مروية الطبري وأبو الفرج الأصفهاني، أن الوصفاء بدأوا انتفاضتهم من التبانين وهم ينادون "لبيك جعفر"، وتشير إلى أن الوالي الأموي كان يخطب بالمسجد في هذا التوقيت وقد فوجيء بهذا التحرك الغير متوقع لديه، فطلب من حراسه بعض الماء، ويبدو أن عدد الثوار كان ضخماً وهو ما يبرر هذا الفزع الذي أصاب والياً مخضرماً كخالد القسري، إلا أن المرويات تحاول الإيحاء أن الوالي الأموي استطاع السيطرة على الموقف بسرعة والقضاء على التحرك، والواقع أن إحدى هذه المرويات تشير إلى أن إعدام المغيرة قد تم في سنة 120 هـ، في حين بدأ التحرك في سنة 119 هـ، مما يعني أن الوصفاء استطاعوا الصمود لفترة قبل أن يتمكن الوالي الأموي من القضاء على تحركهم.
لقد قام الوصفاء أثناء الانتفاضة بإشعال النار في بعض الممتلكات والضياع التابعة للخليفة ورجال الحكم وهو ما أدى إلى التفاف الفلاحين حولهم ومساندتهم لهم، ولعل هذا التصرف هو ما جعل الوالي الأموي يستنفر قواته للقضاء على الانتفاضة بأسرع وقت ممكن، خوفاً من التفاف باقي الجماهير في الكوفة حولها، وتفيد إحدى المرويات أن الوالي الأموي أضطر – في مرحلة متأخرة من الصراع - إلى وضع حراسة على نهر الفرات لمنع الثوار من الوصول إلى الماء في أثناء محاصرته لهم، ويبدو أن ذلك تم بعد مقاومة كبيرة من الثوار.
وقد تمكنت كل عناصر الصف الثاني لهذا التنظيم من الهرب، ولم يستطع الوالي الأموي الاستدلال عليها، ومن الغريب أن المرويات التاريخية لا تشير إلى سعي السلطات الأموية للتحرش بجعفر الصادق بقدر زائد عما هو معتاد، وربما كانت التحركات المستمرة وغير الواضحة لزيد بن علي هي التي دفعت الأمويين للتركيز على تحركاته، خاصة أن جعفر الصادق في تلك الفترة لم يكن قد تجاوز الـ 39، وربما كانت هذه السن الصغيرة من دوافع عدم قيام الأمويين بتحرك ضده، وعموماً كانت الدولة الأموية في تلك الفترة في مرحلة ضعف لم تكن تؤهلها للقيام بتحرش تجاه أحد الأئمة العلويين.
لقد قام الوالي الأموي باستخدام وسائل وحشية في معاقبته للثوار تتلائم مع كم الفزع الذي سببوه له، حيث يذكر الطبري أنه كان يأمر كل منهم باحتضان أحد أطنان القصب، ثم يصب عليه النفط ويتم إشعال النار فيهما معاً، ويبدو أن استخدامه لهذه الوسيلة كانت محاولة لرد اعتباره بعد أن كشفت هذه الانتفاضة عجز جهازه الأمني عن اكتشاف تحركات الشيعة ومواجهتها، كما كشفت عجزه شخصياً عن مواجهة الانتفاضات الشعبية، ومن الممكن اعتبار أن هذه الانتفاضة أحد أهم أسباب عزل خالد بن عبد الله القسري عن العراق في سنة 120 هـ، وتولية يوسف بن عمر الثقفي في محاولة لإنقاذ الوضع في الكوفة من الانفلات، وتحسباً من انتفاضة شيعية أخرى كانت السلطة الأموية تتحسب لها بقيادة زيد بن علي بن الحسين.
من غير الواضح الأسباب التي أدت لفشل الانتفاضة، ولكن أعتقد أنه يرجع في المقام الأول لتخاذل اليمين الشيعي عن المشاركة مما تسبب في إحجام قطاع من الشيعة العرب والموالي عن التفاعل مع اللانتفاضة، خاصة أنه كان يضم العديد من الشخصيات العلمية المؤثرة، كسليمان بن مهران الأعمش، وأبو الجارود زياد بن المنذر، وأبو المقدام ثابت بن هرمز، السبب الثاني يرتبط بطبيعة جماهير الثورة المكونة – في غالبيتها - من الموالي، الذين شكلوا الجزء الأكبر من طبقتي الحرفيين وأجراء الفلاحين، ومن الملاحظ أن انتفاضات الموالي في العصر الأموي كانت تنتهي بالفشل عقب اشتعالها بفترة قصيرة نسبياً مقارنة بالانتفاضات العربية التي تميزت بقدرتها على البقاء وتحقيق بعض الانتصارات، وربما يرجع ذلك لافتقاد هذه العناصر للقدرة القتالية والسلاح الكافي، وهذه الميزات كانت حكراً على القبائل العربية بسبب مشاركتها الدائمة في الجيش الأموي.
إن فشل الانتفاضة بقيادة المغيرة بن سعيد لم يؤد إلى انتهاء تنظيم الوصفاء، فيذكر الشهرستاني والبغدادي أن أبو منصور العجلي قام بانتفاضة أخرى سنة 121 هـ مستعيناً بالشيعة المنتمين لقبائل كندة، وبالتأكيد استعان أيضاً بقبيلته " عبد القيس " المشهورة بالتشيع وبمن بقي من زعامات تنظيم الوصفاء، ونجح في تدبير بعض عمليات الاغتيال ضد المعادين للتنظيم والموالين للأمويين، إلى أن هذا التحرك فشل في النهاية وتمكن الوالي الأموي من القاء القبض على أبو منصور العجلي وبعض أبتاعه، والواقع أن هذا التحرك بقيادة أبو منصور يشير إلى أن جابر بن يزيد رغم توليه لزعامة التنظيم إلا أنه لم يشترك في هذه الانتفاضة بسبب التشديدات الأمنية التي اتخذها الوالي الأموي يوسف بن عمر تحسباً لقيام انتفاضة شيعية بقيادة زيد بن علي.
وتشير المرويات إلى مشاركة الوصفاء في انتفاضة عبد الله بن معاوية الجعفري سنة 127 هـ، ولا تذكر من أسماء المشاركين سوى عبد الله بن الحارث، وعمارة بن حمزة، ومطيع بن أياس ، وأعتقد أن بكر الهجري ربما يكون من الذين اشتركوا في الانتفاضة تحت قيادة عبد الله بن معاوية وقتل في بدايتها، ورغم ضخامة انتفاضة عبد الله بن معاوية فقد فشلت في النهاية عقب قتله على يد أبو مسلم الخراساني بعد أن لجأ إليه، ويبدو من لجوء عبد الله بن معاوية إلى أبو مسلم أن كلا الانتفاضتين كانتا تحت قيادة عبد الله بن معاوية وتدعوان إلى إمام علوي، إلا أن قتل أبو مسلم لعبد الله بن معاوية ربما يعد دليلاً أن العباسيين لم يكن لهم تنظيم مستقل وإنما قاموا بركوب قيادة هذه الانتفاضة التي قادها عبد الله بن معاوية.

من المصادر التي اعتمدتها :
1. سوسيولوجيا الفكر الإسلامي / محمود أسماعيل عبد الرزاق .
2. المهمشون في التاريخ الإسلامي ، = = = = .
3. أوائل المقالات وتصحيح الاعتقاد /للشيخ المفيد.
4. أصول الكافي ج1/محمد بن يعقوب الكليني.
5. الرجال للكشي وكذلك للنوبختي.
6. الملل والنحل للشهر ستاني .
7. مقاتل الطالبيين والأغاني ج17 / لأبو فرج الاصفهاني .
8. الشيعة والحاكمون /محمد جواد مغنية.
9. ثورة الأحرار على الحجاج /مجلة المنهاج/حسن الامين .
10. تاريخ الرسل والملوك /محمد بن جرير الطبري .
11. الغلاة والفرق المغالية في الإسلام / د. عبد الله سلوم السامرائي.

شكر وتقدير
للباحث الأستاذ أحمد صبري السيد علي – مركز الفجر- مصر- الذي ساعدني واستفدت من دراسته وبحثه القيم الموسوم (( ثورة الوصفاء )) فله الفضل الكثير في هذه الدراسة .



#ذياب_مهدي_محسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التناسق بين الاسلام والماركسيه
- تحـــت ظـــلال العولـمة إرهــــــاب ورأســــمالـيـة جـشــــع ...
- وحدي
- موضوعان خرافات .......والانسان
- صباح الخير يا حلوه
- النــص و التـنـاص ونـعال أبــو تــحسـين
- جريمة البخاري على حرائر الباري
- سبعة ايام من عمري لذكرى ميلادك كفاح
- حبيبتي ثورة وعيد ميلادها14تموز
- زفرات حب
- تجيئين....شعلة وجلنار
- لأننا مخيرين مما هو متاحٌ لنا ....
- العقل هو الطريق
- عَوْ
- تعالوا نصحوا تعالوا للسلام يا عبد المنعم يا بن الفراتين
- هكذا تتأكد دكتاتورية النص
- فكرة الثورة واسـتقامة الحكم عند الغزالي
- بطاقة حب للمرأة
- من أجل بناء دولة ديموقراطية فدرالية عراق جديد
- عـبـد الـكـريــم كــل القـلـوب تـهـواك في الذكرى 41 على استش ...


المزيد.....




- -باسم يوسف- يهاجم -إيلون ماسك- بشراسة ..ما السبب؟
- إسرائيل تغتال قياديا بارزا في -الجماعة الإسلامية- بلبنان
- -بعد استعمال الإسلام انكشف قناع جديد-.. مقتدى الصدر يعلق على ...
- ماما جابت بيبي.. تردد قناة طيور الجنة الجديد الحديث على القم ...
- معظم الفلسطينيين واليهود يريدون السلام، أما النرجسيون فيعرقل ...
- معركة اليرموك.. فاتحة الإسلام في الشام وكبرى هزائم الروم
- مصر.. شهادة -صادمة- لجيران قاتل -طفل شبرا-: متدين يؤدي الصلو ...
- السعودية.. عائض القرني يثر ضجة بتعداد 10 -أخطاء قاتلة غير مع ...
- كاهن الأبرشية الكاثوليكية الوحيد في قطاع غزة يدعو إلى وقف إط ...
- العراق.. المقاومة الإسلامية تستهدف هدفاً حيوياً في حيفا


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ذياب مهدي محسن - انتفاضة الوصفاء الاحرار