هل من شيم الثوار سرقة الكنائس والتمثيل بجثث الجنود وتدمير المرافق العامة ؟؟

خليل خوري

الحوار المتمدن-العدد: 3481 - 2011 / 9 / 9 - 23:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

هل من شيم الثوار
سرقة الكنائس والتمثيل
بجثث الجنود وتدمير
المرافق العامة ؟؟
خليل خوري

في اطار حملتهم الثورية الرامية الى الاطاحة بنظام بشار الاسد والى اقامة نظام ديمقراطي يتبنى التعددية السياسية ويحقق العدالة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في الحقوق والواجبات نفذ " الثوار" على الساحة السورية يوم امس الخميس عددا من العمليات العسكرية التي استهدفت مرتكزات النظام الاستبدادي و بؤر الفساد حيث قامت مجموعة من الثوار بمهاجمة المشفى العسكري في حمص وتمكن الثوار بعد تدمير بوابته الرئيسية بقذائف الاربي جي من اقتحام المشفى . حصيلة المعركة الثورية حسبما افاد مصدر امني سوري بلغت مقتل وجرح اثنا عشر جند يا وشرطيا سوريا عاد على اثرها الثوار الى قواعدهم وهم يهللون ويكبرون ويبشرون بالنصر القريب . في نفس الوقت كانت مجموعة ثورية اخرى تشق طريقها داخل كنيسة مار الياس بعد كسر بوابتها الرئيسية وبعد مناوشة قصيرة مع راعي الكنيسة لاذ "ابونا" بالفرار فيما قام الثوار بمصادرة محتويات صندوق التبرعات ا والمقتنيات الثمينة للكنيسة مثل الصلبان والايقونات الذهبية والفضية ولقد شاهدهم المارة يغادرون الكنيسة ويعودون الى قواعدهم الثورية حاملين معه غنائمهم داخل اكياس من الخيش !! وفي نفس اليوم شيع الجيش السوري جثامين 10 جنود سوريين الى مثواهم الاخير .وكان هؤلاء الجنود قد سقطوا قتلى في كمين نصبه لهم الثوار في احد ضواحي مدينة حمص. وذكر قريب لاحد الجنود القتلى بانه لم يتمكن من التعرف على جثة قريبه بسب ان المشرحة كانت تغص بجثث الجنود المتفحمة او تم التمثيل بها من جانب المسلحين الذين قاموا بتصفيتهم . وفي وقت سابق قام الثوار بتفجير خط انابيب النفط وقطار لنقل الركاب كما قاموا في المدن التي فرضوا سيطرتهم الثورية عليها وبعد تطهيرها من جيش النظام القمعي بتدمير بعض المرافق الحكومية وحرق وثائقها والاستيلاء على موجوداتها الثابتة والمنقولة واظنهم قاموا بذلك لانها بنظرهم غنائم حرب او ربما لكي يستخدموها من اجل تصعيد حملتهم الثورية ضد النظام وللتعجيل برحيله .
يجزم زعماء وقادة يدعمون الثورة السورية بالمال والسلاح والفبركة الاعلامية امثال الشيخ القطري حمد بن خليفة والشيخة موزة وخادم الحرمين والسلطان العثماني اردوجان واوباما وساركوزي وكاميرون والشيخ القرضاوي والصف الاول من الاخوان المسلمين مثل الشقفة وهمام سعيد وفهمي هويدي يجزم هذا الرهط الثوري على تصنيف المظاهرات الطيارة التي تندلع هنا وهناك وتحت مسميات دينية وباشراف مباشر من جماعة الاخوان المسلمين بانها ثورة شعبية عارمة تشارك فيها مختلف اطياف الشعب السوري من يمينها الى يسارها الى وسطها وفي هذا التصنيف لا اخالفهم الراي ولو انني ساضيف الى كلمة ثورة كلمة ثورة مضادة لانها لو كانت ثورة شعبية كما يدعون لكانت مظاهرات حاشدة ومليونية كتلك المظاهرات التي كنا نشهدها ضد نظام مبارك فكيف تكون مظاهرات حاشدة حين لا يشارك فيها الا ثوار المساجد ؟ فلو كانت ثورة شعبية حقيقية ضد الظلم والاستغلال لراينا الثوار الحقيقيين من عمال وطلبة معاهد وجامعات ومنظمات نسائية يشاركون فيها ويرفعون شعارات لا تندد بالنظام وتطالب باسقاطه فحسب بل تندد بالراسمالية الطفيلية وكبار المضاربين الذين يستغلون الكادحين السورين وهم السبب الرئيسي في تدني مستوى معيشته وفقره وتفشي البطالة في صفوفه كما راينا شعارت تطالب بالعدالة الاجتماعية وبسيطرة المجتمع على وسائل الانتاج الاساسية وبالضرب بيد من حديد على طبقة التجار التي تضارب بالمواد الاستهلاكية والخدمات الاساسية كما رايناهم يرفعون شعارات تندد بجرائم الاخوان المسلمين كتلك التي تشهدها الساحة السورية يوميا ويذهب ضحيتها جنود وشرطة ومثقفون ونشطاء سياسيون لا ذنب لهم سوى انهم بنظر الاخوان المسلمين وثوار المساجد خونة لا يشاركون في المظاهرات ولا يرفعون السلاح في وجه النظام ولا يرددون شعاراتهم كذلك لو كانت ثورة شعبية حقيقية لما اشهر الثوار سلاحهم ضد الجنود والشرطة السورية ولما فجروا انابيب النفط او دمروا المرافق العامة بل مارسوا عملهم المسلح ضد الجيش الاسرائيلي الذي يحتل الجولان منذ عام 1967 وضد الجيش العثماني الذي يحتل الاسكندرون وضد رموز الاقطاع والراسمالية المستغلة . ولو كانت ثورة حقيقية فهل كانت ستحظى بتاييد خادم الحرمين والشيخ حمد وزعماء الدول الامبريالية ؟ وهل كان هؤلاء الامبريليون واذنابهم سيدعمونها بالاموال وهل كانوا سيشحنون الراي العام السوري والدولي ضد نظام بشار الاسد ام انهم كان سيصطفون في خندق بشار ويقاتلون معه من اجل تصفية الثورة الشعبية وكما رايناهم يصطفون في خندق دكتاتور التشيلي بينوتشية من اجل القضاء على حكومة اليندي الاشتراكية الثورية ومن اجل تصفية الاف الثوار في الملعب البلدي وفي اماكن اخرى لم اعد اذكرها واظن ان رئيس المجلس الانتقالي للثورة السورية الدكتور برهان غليون يستطيع ان يقدم تفاصيل اوفى منى عنها كما بوسعه كاكاديمي متبحر في تاريخ الثورات والانتفاضات الشعبية ان يزودكم ايضا بتفاصيل معركة الخنازير التى خططت لها ومولتها واشرفت عليها المخابرات المركزية الاميركية ثم اوكلت مهمة تنفيذها لعناصركوبية ارهابية واجزم انه سيقول لكل من سيستمع لتفاصيل هذه المعركة ان الهدف الاساسي لها كان القضاء على الثورة الكوبية وانجازاتها الاجتماعية ولاعادة كوبا لحظيرة الامبريالية الاميركية وليس كما ادعى قادة الثورة المضادة ان الهدف منها كان فقط هو الاطاحة بنظام الدكتاتور كاسترو .. كما ادعوكم بهذه المناسبة ان تسالوه ايضا كيف يقبل على نفسه ان يكون رئيس مجلس انتقالي اكثر من نصف اعضائه من الاخوان المسلمين الذين لا يخفون دورهم القيادي في تدريب وتنظيم وتسليح الجماعات الارهابية المسلحة التي تقوم تقريبا كل يوم بقتل الجنند السوريين والتمثيل بجثثهم وبتدمير المرافق العامة ونهب الكنائس . العجيب ان يتحالف الدكتور برهان وهو يدرك الدكتور ان الاخوان المسلمين لو نجحوا باسقاط بشار الاسد واستلام مقاليد السلطة ان غزوتهم الجهادية لن تقف عند هذا الحد بل ستتجاوزها لتحقيق اهداف جهادية اخرى لا علاقة لها من قريب او بعيد باشاعة الديمقراطية في سورية ولا باقامة دولة مدنية فيها ولا بتداول السلطة التي يتشدقون بها الان في مؤتمرات وندوات المعارضة السورية التي يشاركون فيها من باب التقية ولن يلبثوا ان ينقلبوا عليها بمجرد تربعهم على سدة الحكم بل لها علاقة بتطهير سوريا من رجس العلمانيين والشيوعيين والقوميين والليبيراليين مع قطع الرؤوس الحامية منهم.

#خليل_خوري (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات