أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - خفّة دم الانتفاضة السورية تزعجُ الأستاذ الخازن














المزيد.....

خفّة دم الانتفاضة السورية تزعجُ الأستاذ الخازن


محمد الحاج صالح

الحوار المتمدن-العدد: 3476 - 2011 / 9 / 3 - 01:57
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


كتب الأستاذ جهاد الخازن في "الحياة" مقالاً في ربيع 1998 يحتجّ فيه على تسمية "نتنياهو" بالـ "نتن ياهو" من النّتانة. وقد انتشرتْ آنها مقالات ضحلة المعنى تركّز على المعنى العربي لتفتيت اسم نتنياهو. وقتها أعجبتني جرأة الأستاذ وأيّدته.
كان يمكن أخذ المقال المذكور على محمل غيرة الخازن على العرب وتمنّيه في أن يتمدّنوا ويتحضّروا ويتعرفوا على التخاطب الحضاري مع الآخر بما فيه العدوّ، وكان من الممكن أن يعجب المرءُ برهافة حسّ الأستاذ بعدم قبوله حتى شتم العدوّ.
إذن ما بال الأستاذ يشتم ويستهين بدماء شهداء الانتفاضة السورية؟ ما باله يهين المعارضة السورية؟ أين اختفت رهافة الحس؟ ولماذا تعطلت لغة الكلام؟
يكتب الأستاذ بوجدان مرتاح:
"رسائل المعارضين السوريين بينها الذكي وبينها المهذب ثم هناك الغالبية. القاسم المشترك بين رسائل الغالبية هو ثقل الدم (بعض الرسائل من معارضين في البحرين ينافسهم إلا أنها ليوم آخر)، وهذا يظهر عندما أقارنها بما قرأنا حول ثورة الغضب المصرية واللافتات في ميدان التحرير من نوع (ارحل، ايدي تعبت) أو (لو كان عفريت كان طلع ) لا شيء من هذا بين المعارضين السوريين (وأكرر أنني أتحدث عن الغالبية لا عن الجميع)، وإنما نماذج منها واحد متكرر يتحدث عن القتلى والجرحى والأطفال والتدمير ويريدني أن أبكي معه (كذا!). شخصياً أعرف أن الرصاص يقتل ولم أسمع يوماً أن البكاء رد ميتاً. ويبدو أنه اختار البكاء بدل أن يتجنب الرصاص". انتهى الاقتباس.
بسهول ويسر يغفل الأستاذ الخازن عن دربته المعتادة في التخلّص والتدبير مُدوّر الزوايل، ويغفل عن مسالك منهته الصحفية؛ وهو الصفي الجدّ في الصحافة العربية. يقرر الأستاذ أن رسائل المعارضة السورية ثقيلة الدم، ثم يقارنُها مع اللافتات الظريفة التي رفعها المصريون في ميدان التحرير. من يقرأ المقال كاملاً يدرك أن الأستاذ يقارن رسائل واردة إليه عبر البريد العادي أو الالكتروني بلافتات رُفعت في مظاهرات وأمام عدسات التلفزيون. في الحالة الأولى، أي الرسائل، لا شيئاً ملموساً يظهرُ لنا نحن القراء سوى ثقتنا بالأستاذ الخازن وقوله. على الأخص من أنه يستشهد بمقاطع "ثقيلة الدم!" مما ورده وورد "الحياة" تحتوي كلمات من صياغة الخازن نفسهو فيها تهجم شخصي، يردّ عليها الخازن بتحدٍّ شبابي واثق:
"نموذج آخر ينقل الى الناس ما فيه، وعندي تجربة شهر مع قارئ بدأ بإرسال رسالة إلكترونية لطيفة عنوانها (جبان) والكلمة تتكرر مرات في الرسالة حتى لا تفوتني مع تهمة أنني من كتّاب السلاطين وقد خنت الشعوب. وهكذا فأنا أكتب باسمي وعنواني معروف في لندن وبيروت ودمشق والقاهرة، ثم يتهمني بالجبن قارئ لم يكتب اسمه، وعنوانه مرة (سورية حرة) ومرة (نور القمر) وغير ذلك".
يمكن أن يحزر المرءُ بسهولة أن ما أغضب الأستاذ هو وصفه بالجبان و بكاتب السلاطين. والحقيقة لا يمكن للمرء أن يتصور ثقل دم كالذي يبديه صحافيون وكتابٌ في مداهنة الحكام الطغاة وفي استهانتهم واحتقارهم للشعوب المظلومة. والحال أن الأستاذ كتب العديد والعديد من المقالات عن سورية وحكامها من "أبو سليمان" أو "أبو باسل" إلى "أبو جمال" إلى الحزب ومؤتمراته. وما كان لأي قارئ أن يفهم من تلك المقالات إلا ممالأةً وتمسيح جوخ بكلمات وجمل أنيقة ذات دربة بالطبع، وأظن أن الأستاذ لا ينكر هذا. ولو (!) فالأستاذ أستاذ حقاً في كتابة المقال. وباعتبار أن "أبو حافظ" ورث سورية من أبيه "ابو سليمان" فإن مقالات الأستاذ التي تناولت سورية من قريب أو بعيد هي الأخرى ورثت مقالاته الأسبق، ففي التغيير مشقّة. ولا أظن أننا أو الأستاذ بحاجة إلى العودة إليى تلك المقالات.
أمّا عن "خفّة الدم" يا لثقل الدم! سيكون الأستاذ أكثر إنصافاً لو أنه قارن لافتات بلافتات أو هتافات بهتافات أو أغاني بأغاني. أما أن يقارن رسائل لجريدة بما يكتبه الناس في الشوارع وما ينطقون به. فإنه محض تصيّد. كي يثبت نظريته عن "ثقل الدم" يا لخفّة الدم!
إن أي منصف يراقب الحراك اليومي للشارع السوري على شاشات التلفزيون، أو على صفحات الفيس بوك والتويتر سيلحظ على الفور خفّة دم سورية غير مسبوقة. أصلاً... نحسّ نحن السوريين أننا نفاجئ أنفسنا بالظرافة والطرفة. على الرغم من المجازر والعنف الهمجي والاعتقال والتصفيات، على الرغم من كل هذا يجدُ الشباب السوري وقتاً للمزاح وللضحك وللتهكّم والسّخرية من النظام. ألم يشاهد الأستاذ الصواريخ العابرة للقارات التي عرضها أهل حمص على أنها من أسلحة "العصابات"؟ ألم يرى جهاز الرادار الذي حمله السفير الأمريكي في شنطته وأهداه لثوار حمص. وهو جهاز متطور جداً يستطيع كشف المركبات بين المجرات، ويتألف من قاعدة غسالة قديمة مازال محورها يتحرك وشبك مرتجل موصول يدور كما تدور الردارات من اليسار إلى اليمين. ولعل الأستاذ لم ير قاذفات الصواريخ الباذنجانية أو الكوسوية المتقدمة. ولعله أيضاً لم ير القاذف: "بوري الصوبة" المحمول على الكتف. ولم ير المدفع الجبار الذي اخترعه أهل حماة وصرفوا عليه "دم ضحكهم وظرافتهم" ...ولعله... لعله لم يتابع النكت التي تملأ صفحات الفيس بوك. لعله لم يسمع بآخر نكتة عن الطابع البريدي الذي لا يلصق.
النكتة والسخرية والتهكم كانت سلاحاً حقيقياً ضد آلة السلطة الإعلامية وصحفييها الكَذبة. الكلّ يعرف هذا سوى الأستاذ الخازن، أو أنه يتجاهل.
وقالْ ثقل دم قالْ!
محمد الحاج صالح



#محمد_الحاج_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قائد فصيل المُهارفة ابراهيم الأمين يتمنى
- الحزب الشيوعي اللبناني يسكت دهراً وينطق ستالينية
- أُبيّ حسن في فينكس الناطق الرسميّ باسم العلويين الغاضبين
- هذه المرّة الشعبُ السوري أكثر تحضراً وتمدّناً من النظام بما ...
- العار في صحيفة العار صحيفة رامي مخلوف
- الثورة السورية أعظم الثورات العربية
- إعلان دمشق في الخارج يُبَيّن البَيّن
- الصنفُ الآيل للسقوط من المثقفين السوريين
- ليس أرخص من نظام يدفع نحو الطائفية
- -كرمال- الكرسيّ ترخصُ دماءُ السّوريين
- أخبار الرقة. خبرات ونضج سياسي
- الشعب السوري أكثر تحضراً من النظام
- المستشارة بثينة شعبان وكرامة السوريين
- هل يدخلُ العربُ التاريخَ مرّة أخرى؟
- في مُقابلة الرئيسِ بشار للوول ستريت جورنال
- بيان. الشبابُ السوريُّ قادمٌ
- خطاب الحرب الأهلية في -المنار-
- البوسطة
- أشعريّةُ الشيخ البوطي ومأزقُ الإصلاح الديني
- استعادة يسار الطوائف والأقلّيات


المزيد.....




- مصدردبلوماسي إسرائيلي: أين بايدن؟ لماذا هو هادئ بينما من ال ...
- هاشتاغ -الغرب يدعم الشذوذ- يتصدر منصة -إكس- في العراق بعد بي ...
- رواية -قناع بلون السماء- لأسير فلسطيني تفوز بالجائزة العالمي ...
- رواية لسجين فلسطيني لدى إسرائيل تفوز بجائزة -بوكر- العربية
- الدوري الألماني: هبوط دارمشتات وشبح الهبوط يلاحق كولن وماينز ...
- الشرطة الأمريكية تعتقل المرشحة الرئاسية جيل ستاين في احتجاجا ...
- البيت الأبيض يكشف موقف بايدن من الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين ف ...
- السياسيون الفرنسيون ينتقدون تصريحات ماكرون حول استخدام الأسل ...
- هل ينجح نتنياهو بمنع صدور مذكرة للجنائية الدولية باعتقاله؟
- أنقرة: روسيا أنقذت تركيا من أزمة الطاقة التي عصفت بالغرب


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الحاج صالح - خفّة دم الانتفاضة السورية تزعجُ الأستاذ الخازن