أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - قبل أن يحترق السودان ... بقلم: الدكتور نائل اليعقوبابي














المزيد.....

قبل أن يحترق السودان ... بقلم: الدكتور نائل اليعقوبابي


ايليا أرومي كوكو

الحوار المتمدن-العدد: 3474 - 2011 / 9 / 1 - 10:24
المحور: الادب والفن
    


قبل أن يحترق السودان ...
بقلم:الدكتور نائل اليعقوبابي

دكتور نايل
دعني استعير من كلماتك مرهماً و بلسماً لجروحي
أني احترق .احترق أثر الحريق في روحي في رسمي
فحريق الوطن التهمني و شوه كل عضو في كياني
محترق الوجه و الفؤاد . انا طائر مقصوصة أجنحتي

ايليا أرومي كوكو

*(كل ما في الأمر أننا نحن الذين ولدنا مثل المطر،

رفضنا منذ البداية أن نموت مثل الحجارة!

- الشاعر الغجري نيكولاي تشيكو-



.. صديقي الذي يرفع قبعته بهدوء مريب، للذين يقفون بثبات في وجه الزلازل والبراكين والرياح والعواصف الهوجاء.. ويلاحق بثقة خطوات الأنهار الصغيرة. من أجل أن يعرف مصيرها. قبل أن تبتلعها البحار في جوفها لتمارس معها فنون التهتك والمجون.. ويكتب فوق سبورة الوقت بطباشير من نور حكمة الزمن.. ويهمس في أذن قراصنة الشهوات العابرة كلمات تجعلهم يذوبون خجلاً وحياء من تصرفاتهم الرعناء حين يبصرون ذوات القدود المياسة وهن يتهادين في الشوارع غير مكترثات بالمارين.

صديقي.. الذي ابتكر. ذات ليلة حافلة بالأسى. عشقاً وهموماً وعذاباً حار في فهم كنهها الفلاسفة وعلماء الجمال وجهابذة اللغة، ورفض بكل ما يملك من عفة وشرف أن يمنح الخطيئة حرية التسكع فوق أرصفة المدينة الآثمة حين اكتشف أن النساء. (أوعية الرذيلة). غير قادرات على حفظ أنفسهن من الرجال الجوف، في ظل دولة المشروع الحضاري.

صديقي.. الذي تقاسمت معه الشعر والغضب والدموع الحارقة، وتشاجرت معه من أجل قطعة حزن صغيرة تركها تسقط في قلبي. دون سابق إنذار. حين رأيته يمارس قهراً وجوراً وظلماً على عباد الله الطيبين، ثم لم ألبث أن طبعت على خده قبلة حب واعتذار حين أوضح لي أنه كان يتلقى أوامر من أرباب السلطة وأصحاب النفوذ.

صديقي الذي أحبه.. قال حين رأي جبال النوبة وجنوب كردفان تحترق.. والدماء تنزف في الشوارع.. والأطفال يشوهون.. والجثث مكدسة في مقابر جماعية: إنها مؤامرة.. مؤامرة هائلة، باسم الدين والعفة ويؤكدون لنا حماية الوطن من متمردي عبد العزيز الحلو!! يريدون قتل الإنسان السوداني، وعلينا أن نتكاتف من أجل حماية الوطن والأطفال والنساء من عصابة الكيزان الماكرة، ثم أطلق آهة جارحة تركها تتدحرج فوق أوردة الوطن الذبيح. وقال أيضاً: انظروا.. انظروا.. الأشجار تركض عارية.. الخيانة تخرج من كهف عزلتها بكل حيوية ونشاط لتمارس بكل ما تملك من قبح وبشاعة رذائلها.. والعروش قد بدأت تتساقط.. والأبراج العاجية تتهاوى.. وسيناريوهات القتل والتدمير والخراب وتفتيت وتقسيم الوطن لتحقيق مثلث حمدي المشؤوم من دنقلا إلى سنار قد أعدت ببراعة حين تمكن المخرج من إيجاد ممثلين محترفين مازالوا يؤدون أدوارهم بخبث ومكر ودهاء.

صديقي الذي أحبه.. وقف ذات مساء عند ناصية الحكاية فرأى الطرقات تتطاير، والشرفات تتطاير، والأساطير تتطاير، والمشاريع الخلبية تتطاير، والغيوم تتطاير، والهياكل العظمية تتطاير.

حينذاك أخرج دفتره.. كتب قصيدة عشق للتي يهواها.. وترك الوطن عن حافة الهذيان.. ومضى.

قرأت لك:

يقول مصطفى كامل:

الوطنية شعور ينمو ويزداد كلما كبرت هموم الوطن وعظمت مصائبه.

[email protected]



#ايليا_أرومي_كوكو (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كيف نصنع مأزقنا : هل كان المشير جعفر محمد نميري (الرجل و الت ...
- السودان في مؤشر و مفهوم العالم للدول الفاشلة للعام 2011 م
- القذافي ملك ملوك افريقيا في زنقته الاخيرة ...!
- مارتن مارتن لوثر كنج الرؤية الملهمه .. (عندي حلم)
- (المصارعة ) جانب من ثقافة جبال النوبة
- دانيال كودي: الجنرال في متاهته ...
- دانيال كودي انجلو : الكلام الغلط في المكان و الوقت الخطأ ... ...
- الملكية العمرية ...
- تابيتا بطرس شوكأي:هل تخوض في الوحل فبكلامنا نلعن و نبارك
- همساتي الي كالو كدلو : ما هذا الكلام الغلط في المكان و الوقت ...
- الختان نوع أخر من العنف ضد المرأة ..!!
- تنامي ظاهرة اغتصاب الاطفال في المجتمعات .. !
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ......!!! ( 11 )
- أحمد محمد شاموق: باقان.. ما كان وما يكون ..!
- بتوقيع الوثيقة -النهائية- :هل نجحت قطر في صنع سلام دار فور؟
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 10 )
- رسالة شعب جبال النوبة الي لرئيس عمر حسن احمد البشير
- بعض من كلماتي أهمس بها لنفسي ...! ( 9 )
- عشية الانفصال : لكم سودانكم و لي وطن ...!
- التحدي


المزيد.....




- لا خلاص للبنان الا بدولة وثقافة موحدة قائمة على المواطنة
- مهرجان الفيلم الدولي بمراكش يكشف عن قائمة السينمائيين المشار ...
- جائزة الغونكور الفرنسية: كيف تصنع عشرة يوروهات مجدا أدبيا وم ...
- شاهد.. أول روبوت روسي يسقط على المسرح بعد الكشف عنه
- في مثل هذا اليوم بدأت بي بي سي بثّها الإذاعي من غرفة صغيرة ف ...
- معالم الكويت.. صروح تمزج روح الحداثة وعبق التاريخ
- أبرز إطلالات المشاهير في حفل افتتاح مهرجان القاهرة السينمائي ...
- أسماء جلال تتألّق بفستان طوني ورد في عرض فيلم -السلّم والثعب ...
- BBC تقدم اعتذرا لترامب بشأن تعديل خطابه في الفيلم الوثائقي
- مغني الـ-راب- الذي صار عمدة نيويورك.. كيف صنعت الموسيقى نجاح ...


المزيد.....

- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - ايليا أرومي كوكو - قبل أن يحترق السودان ... بقلم: الدكتور نائل اليعقوبابي