أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ربيعة العربي - هجرة القاصرين : قراءة في المواثيق و المعاهدات الدولية















المزيد.....

هجرة القاصرين : قراءة في المواثيق و المعاهدات الدولية


ربيعة العربي

الحوار المتمدن-العدد: 3470 - 2011 / 8 / 28 - 20:31
المحور: حقوق الاطفال والشبيبة
    


تندرج قضية المهاجرين غير المصحوبين في إطار قضية عامة لها ارتباط وثيق بالهجرة السرية. إن هذه القضية قد أصبحت محط اهتمام دولي في ظل التطورات المتلاحقة اتي عرفها النظام العالمي الجديد و انعكاساتها السلبية العديدة على جميع الجوانب، سواء تعلق الأمر بالجانب الاجتماعي أو الاقتصادي أو السياسي أو الأمني . من هنا نفهم سعي الدول إلى محاولة الوقوف عند هذه الظاهرة و الحد من المد الذي تعرفه، و من هنا نفهم أيضا السياسة المتشددة التي سلكها الاتحاد الأوروبي بخصوص الهجرة السرية بوجه عام و هجرة القاصرين غير المصحوبين بوجه خاص و البرامج التي يحاول تسطيرها لتجاوزها. إن التعامل مع هذه الظاهرة ينبغي أن يتم في إطار استراتيجية عامة تحاول البحث في أسبابها و تجهد في تقديم حلول لها، وفقا لمقتضيات المواثيق و المعاهدات الدولية، مع محاولة استحضار مقاربة يؤطرها البعد الإنساني أكثر من البعد الأمني.
إن نظرة تاريخية مقتضبة تبين لنا أن هجرة القاصرين غير المصحوبين يمكن إرجاعها عموما إلى التسعينات(1) و هي وليدة اتحولات البنيوية و الهيكلية التي عرفتها اقتصاديات بلدان العالم الثالث و من بينها المغرب، و قد زاد من حدتها النشاط المتزايد للمافيا الدولية التي ما فتئت تعمل على تهريب اليد العاملة إلى السوق السوداء في الضفة الأخرى، و هذا ما قاد إلى أن تضحى هجرة القاصرين في حدود عقد من الزمن ظاهرة تستوجب الالتفات إليها(2).
إن التفرعات العديدة التي تعرفها هجرة القاصرين غير المصحوبين و الأهمية الخاصة التي تحظى بها من قبل المجتمع الدولي تضعنا أمام ضرورة الوقوف عند الأبعاد الاجتماعية و الاقتصادية من جهة و مساءلة الإطار القانوني و الحقوقي الذي من خلاله تناقش هجرة القاصرين، من جهة أخرى، خاصة و أن الاتحاد الأوروبي يسعى إلى أن يسن قوانين محددة و يضع ضوابط خاصة للتعامل مع هذه الظاهرة.
إن الخطاطة المبنينة لهذه الدراسة هي تقديم مقاربة قانونية تحاول حصر الموضوع في أبعاده المتشعبة، لذلك سنقف عند محاولة ضبط مجمل المفاهيم الموظفة للإحالة على هذه الظاهرة، كما سننظر في الإحصاءات المقدمة، لنقف بعد ذلك عند الاتفاقيات و المعاهدات التي صيغت بهذا الخصوص، مع محاولة تقديم قراءة تقويمية و البحث في الآليات التي تم تحديدها لتطبيقها و البرامج التي وضعت للتعامل معها، و ذلك انطلاقا من مجموعة من البحوث و الدراسات كالدراسات التي قدمتها المنظمات غير الحكومية، و الدراسات التي قدمها بعض المشتغلين في هذا المجال. و كذلك من خلال ما قدم من مداخلات في المؤتمرات الدولية التي تمحورت حول البحث في هذا الإشكال.

1 - تحديد المفهوم
في إطار دراسة مقارنة ينبغي أن نأخذ بعين الاعتبار إشكالين أساسيين:
- إشكال التسمية.
- إشكال التحديد.

1-2- إشكال التسمية
بخصوص هذا الإشكال نلاحظ اللجوء إلى استعمال تسميات مختلفة باختلاف التقاليد السياسية التي انطلاقا منها تتصور الدول الأوروبية تحركات الساكنة (3).يمكن حصر هذه التسميات الموظفة للإحالة على الهجرة السرية في أربعة مفاهيم هي:
- مفهوم القاصرين غير المصحوبين طالبي اللجوءmineurs non accompagnés demandeurs d asile أو القاصرين غير المصحوبين اللاجئين mineurs non accompagnés refugiés ، نجد هذه التسمية متداولة مثلا في النمسا و البرتغال.
- تسمية القاصرين الأجانب غير المصحوبين mineurs etrangers non accompagnés و هي تسمية متداولة في البلدان الواقعة جنوب أوروبا التي لم تشهد الهجرة إلا حديثا، من نحو إسبانيا و ايطاليا. تننظر هذه البلدان إلى هذه الظاهرة نظرة تقليدية مرتبطة في مجملها بأسباب اقتصادية، و بالتالي تعتبر القاصرين مهاجرين اقتصاديين. تؤثر هذه النظرة التقليدية في منظورها للكيفية التي تتناول بها هذه الظاهرة، و التي تزاوج بين تطبيق قوانين خاصة تندرج في إطار تشريع يتعلق بالأجانب و قوانين عامة تتعلق بحماية الأطفال في وضعية صعبة.
- تسمية القاصرين الأجانب المعزولين mineurs etrangers isolés و هي تسمية متداولة في فرنسا. تكشف هذه التسمية عن نظرة قانونية صورية للظاهرة و التي بموجبها يعتبر القاصر المعزول قاصرا بدون ممثل قانوني و لا يهم في هذا الإطار أن يكون مصحوبا أو غير مصحوب ببالغ يتكفل به أو على العكس من ذلك يقوم باستغلاله (4).
- تسمية القاصرين المنفصلينsepared children و هي تسمية متداولة في المملكة المتحدة التي تستعملها بشكل مخالف لتسمية القاصرين غير المصحوبين.

1-2- إشكال التحديد
إن الاختلاف في التسمية ليس محايدا، لذلك فهو يضعنا مباشرة أمام ضرورة المقارنة بين مختلف التحديدات المقدمة . تكمن أهمية هذه المقارنة - كما أشار إلى ذلك بريييو 2004- في أنها تمكننا من ضبط نوع الحماية التي ينبغي أن يستفيد منها القاصر غير المصحوب.
إن تسمية القاصرين غير المصحوبين أو القاصرين الأجانب غير المصحوبين كانت متداولة بكثرة في التسعينات، و قد استعملتها مختلف الوسائل القانونية للاتحاد الأوروبي في مواطن كثيرة، و ذلك انطلاقا من تبني التحديد الذي يقدمه مجلس الاتحاد الأوروبي في الفصل 1 من قرار 26 يونيو 1997 لهذا المفهوم، و الذي بموجبه يكون القاصرون الأجانب غير المصحوبين هم:

" كل مواطني الدول الأجنبية الذين يدخلون أراضي الدول الأعضاء بدون أن يصحبهم بالغ يكون مسؤولا عنهم بفعل القانون أو الواقع."

إذا عدنا إلى توجيهات المجلس 2005| 85|CE لفاتح دجنبر و 2004 - 2005|83|CE و 2004 |81|CE بتاريخ 29 أبريل 2004 و 2003|9|CE بتاريخ 27 يناير 2003 و2001|55|CE بتاريخ 20 يونيو 2001 ، سنلاحظ أن التعريفات التي تقدمها لمفهوم "القاصر غير المصحوب" كلها تأتي موازية للتعريف الموجود في الفصل 1 من قرار المجلس 26 يونيو 1997 (03-C221-97- و الذي يشكل إلى حد اليوم الأداة الحقوقية الجماعية المخصصة لهذه الظاهرة التي تهم الأطفال الأقل من 18 سنة غير المصحوبين ببالغ " و هو نفسه التحديد الذي يتردد عند مرنيف و بريشو 2002 في ضبط تسمية قاصر غير مصحوب الذي يدخل إلى التراب البلجيكي، على النحو التالي:

" كل شخص تابع لدولة غير عضو في المحيط الاقتصادي الأوروبي ، لم يبلغ بعد سن 18 و يدخل إلى التراب البلجيكي و يقيم دون أن يكون مصحوبا بأبيه أو أمه أو وصيه الشرعي أو المرافق له."(5)

و هو تحديد، كما نلاحظ، لا يتقيد بالسن و إنما يتقيد بمبدأ أساسي و هو التعرض للاضطهاد الموجب للحماية، و ذلك تبعا للفصل 2 من القانون 1952 ، هذا الوجوب الذي سيتكرر في معاهدات أخرى تلزم توفير الحماية للقاصرين طالبي اللجوء، نذكر منها معاهذ لاهاي 5 أكتوبر 1961 و الفصل الثاني من معاهدة نيويورك 26 يناير 1990 المرتبطة بحقوق الطفل، بالإضافة إلى منشور وزارة الداخلية الصادر في فرنسا بتاريخ 22 أبريل 2005 الذي يحدد منح المستفيد من اللجوء بطاقة إقامة لمدة عشر سنوات (5).
الجدير بالذكر أن بعض المنظمات الإنسانية تستعمل تسمية لاجئ للإشارة إلى القاصرين الذين تركوا بلدانهم لأسباب اقتصادية (6). و الواقع أن هذه التسمية تحتاج إلى شيء من التدقيق، لأن القاصر قد يكون مصحوبا بأحد من أفراد عائلته و يترك بعد وصوله لوحده أو قد يكون مصحوبا بشخص بالغ، غير أن هذا الشخص لا يعد ممثله القانوني، لذلك نلاحظ اليوم ميلا إلى استعمال قاصر معزول (7) أو طفل معزول، كما هو الشأن عند المفوضية العليا للاجئين التي تفضل استعمال هذه التسمية عوض تسمية قاصر معزول أجنبي و ذلك وفق التحديد التالي:

" طفل لا يتجاوز 18 سنة ، و يوجد خارج بلده الأصلي و معزول عن أبويه و وصيه السابق/المعتاد."

يتعالق هذا التحديد مع ما ورد في دليل سياسات و برامج المواطنة في كندا (CIC) -حسب إشارة إلجرسما
2007- فالطفل المعزول أو القاصر غير المصحوب هو:

" ما دون 18 سنة و غير مصحوب بقريب أو بالغ يتحمل مسؤوليته القانونية."

و هو ما يشكل جوهر المضمون الذي يمكن استخلاصه من التخديد الذي قدم لمفهوم الأطفال المفصولين، إذ هم:

" الأطفال الأقل من 18 سنة الذين يوجدون خارج بلدانهم الأصلية و هم مفصولون عن آبائهم أو أوليائهم السابقين- الشرعيين المانحين الأساسيين للرعاية."(8).

خلاصة الأمر إن مجمل هذه التعريفات المقدمة تركز على معيار محدد يتمثل في غياب شخص مسؤول، لأنه كما يشير إلى ذلك المرصد العام رقم 6 للجنة حقوق الطفل بتاريخ 1 شتنبر 2006 في الفقرتين 7 و 8 ، قد يكون القاصرون غير المصحوبين غير المرافقين بآبائهم أو أوصيائهم الشرعيين، و لكن يمكن أن يرافقوا بأعضاء آخرين من العائلة أو أفراد بالغين أو آخرين، إذن يمكن أن يظهروا كما لو أنهم مصحوبين، لكن البالغين المصاحبين لهم ليسوا ملائمين لتحمل مسؤولياتهم، لذلك تم التدقيق في صفة مصحوبين و تبعا لهذا التدقيق يعتبر هؤلاء الاطفال معزولين، و يمكنهم بالتالي طلب اللجوء نظرا للخوف من الاضطهاد أو غياب الحماية الناجم عن خرق حقوق الإنسان أو النزاع المسلح أو التوترات في بلدانهم الأصلية، و نظرا لاحتمال ان يكونوا عرضة للتهريب أو للاستغلال الجنسي أو غير ذلك، كما يمكن أن يكون توافدهم على أوروبا رغبة في الهروب من وضعية الحرمان التي يعيشونها في بلدانهم الأصلية.(9)
عموما نخلص إلى القول إن هذه التعريفات المقدمة لا تخرج عن الشروط الثلاثة التي حددتها منظمة الاتحاد العالمي لمساعدة الأطفال و المفوضية العليا لغوت و هي:
- السن: ينبغي ألا يتجاوز القاصر 18 سنة، كما هو مصرح به في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.
- المعطى الجغرافي: يشمل الوافدين من دول العالم الثالث نحو الدول الأوروبية و لا يشمل القاصرين المنتمين إلى هذه الدول.
- عدم المصاحبة بالبالغين القادرين على تحمل مسؤؤولياتهم، و هذا معطى أساسي يخول لهم حق الحماية القانونية.
تعكس هذه الشروط المحددة عموما الوضعية الصعبة التي يعيشها القاصرون غير المصحوبين، فغياب مسؤول عنهم هو مؤشر على افتقارهم للحماية الضرورية لهم، و بالتالي كونهم في حالة خطر. هؤلاء القاصرون- و إن تعددت التسميات التي تحيل عليهم- تجمعهم الوضعية الصعبة نفسها، غير أن التسمية محددة هنا لاستراتيجية الاستقبال و إجراء الحماية. تشير بريييو (2004) إلى أن تسمية القاصرين المعزولين هي تسمية دقيقة تعكس الواقع الذي يعيشه هؤلاء. إنهم معزولون عن آبائهم و عن محيطهم و عن بلدانهم الأصلية و يعانون نفسيا و اجتماعيا و ماديا.

2 - الإحصائيات
ترجع أهمية الإحصائيات إلى كونها تقدم لنا مؤشرات هامة عن هذه الظاهرة، لذلك سنحاول في هذه الدراسة إنجاز قراءة للإحصائيات التي تقدمها مختلف المصادر في هذا المجال، على أن نسلك في ذلك سبيل المقارنة بين الأرقام المقدمة بهدف معرفة المنحى الذي تسلكه هجرة القاصرين غير المصحوبين في تطورها.

2-1- نسبة القاصرين غير المصحوبين
ازدادت حدة الهجرة في العقد الأخير من القرن الماضي بفعل التسهيلات القانونية التي كان قد وضعها الاتحاد الأوروبي، و التي بموجبها توفر الحماية للقاصرين غير المصحوبين، فحسب المفوضية العليا للاجئين، تقدم 12.800 قاصر أجنبي بطلب اللجوء في 28 دولة صناعية سنة 2003 على رأسها المملكة المتحدة (2800) و النمسا (2050) و سويسرا(1330) و هولاندا(1220) و ألمانيا(1220) و النرويج(920) .تشكل هذه الدول نسبة 73 % من طلبات اللجوء التي يتقدم بها القاصرون غير المصحوبين . يمكن تتبع تطورات هذه الظاهرة من خلال الدراسة التي قام بها سينوفيلا إرنونديز (2006) و التي توخى منها المقارنة بين ست دول أوروبية و هي ألمانيا وبلجيكا و إسبانيا و ايطاليا و فرنسا و المملكة المتحدة، و ذلك وفق الشكل التالي:

الحالات الأولى تفاقم الظاهرة التوجه الحالي
ألمانيا نهاية السبعينات النصف الثاني من التمانينات متناقص
و بداية التسعينات
بلجيكا النصف الأول من التسعينات بداية 2000 قار
إسبانيا أواسط التسعينات نهاية التسعينات و بداية 2000 قار
فرنسا النصف الأول من التسعينات نهاية التسعينات قار- متناقص
(برامج الاستقبال منذ الثمانينات)
إيطاليا بداية التسعينات نهاية التسعينات قار- متناقص
المملكة المتحدة النصف الأول من الثمانينات النصف الثاني من التسعينات قار
(برامج الاستقبال منذ 1950)

حيث يتبين من خلال هذا الجدول بداية ظهور هجرة القاصرين غير المصحوبين في كل بلد على حدة و تطورها. تم ضبط هذه المعطيات في أرقام و ذلك في بيان يراعي تطور هذه الظاهرة ما بين 2001 إلى 2005 .
إذا كانت هذه الدراسة تشير إلى استقرار الارقام أو تناقصها، فهناك إحصائيات تشير إلى العكس من ذلك، نذكر منها ما ورد عند برييو (2004) التي تحيل على الإحصاء الذي قدمته المفوضية العليا للاجئين، التي اعتبرت أن هناك 50.000 قاصر معزول أجنبي في أوروبا الغربية و الشرقية و بالنسبة للقاصرين طالبي اللجوء بلغ العدد سنة 2009 حسب تقديرات أوروستات eurostat ما مبلغه 10.960 و هو ما يشكل زيادة 13% بالمقارنة مع سنة 2008 ، مع الإشارة إلى وجود تفاوت في التوزيع. فإذا عدنا مثلا غلى الإحصائيات الخاصة بهجرة القاصرين في إيطاليا، نجد أن العدد قد بلغ سنة 2006- حسب إشارة ريزي(2008) - حوالي 6551 أغلبهم ما بين 15 و 17 سنة. شكل المغاربة 22% منهم، أما سنة 2010 فقد وصل إلى إيطاليا ما حدد في 7000 مهاجر بينهم أطفال غير مصحوبين . أما في بلجيكا فقد سجل سنة 2001 وجود 1427 قاصر غير مصحوب طلب 927 منهم اللجوء، في حين أن 500 يقيمون بطريقة غير قانونية(10). بالنسبة لفرنسا، انتقل عدد القاصرين غير المصحوبين الذين ينتظرون عند الحدود في مطار رواسيي من 847 سنة 1999 إلى 14000 سنة 2001 و هذا الإحصاء لا يحتسب القاصرين الذين أتوا برا.أما كندا، فقد ضمت ما بين 2000-2004 - حسب إلجرسما (2007) - 1087 قاصر غير مصحوب.
أما بخصوص إسبانيا، فنجد أن العدد - حسب إشارة جواكان إركنن - كان حوالي 6300 من مختلف الجنسيات يقيمون بمراكز الايواء في إسبانيا. في سنة 2002 قفز هذا الرقم إلى 10.000(11). يعيش 1000 منهم في شوارع مدريد ، و قد أوردت جمعية إيمانا (12) أن أغلب هؤلاء القاصرين غير المصحوبين هم من المغرب و الجزائر و رومانيا و أفريقيا. فبالنسبة للهجرة من شمال المغرب وحده إلى إسبانيا، نسجل أنها ارتفعت من 400 قاصر سنة 1998 إلى 1200 قاصر سنة 2000 ، أي أن العدد تضاعف في ظرف سنتين فقط، و يمكن أن نلاحظ أنه في تزايد مستمر .إذا عدنا إلى ما أشار إليه كريم السراج في لاغازيت دو ماروك الملحق العربي من أن العدد قد وصل سنة 2003 إلى 5000 قاصر مغربي شكلوا سنة 2004 نسبة 49 % من مجموع القاصرين غير المصحوبين ، غير أن هذا العدد بدأ يعرف في السنوات الأخيرة انخفاضا ملموسا و هذا ما يمكن أن نستشفه من خلال ما أوردته ماريا كونسويلو روميا في فبراير 2010 التي أشارت إلى أن عدد الأجانب غير المصحوبين القادمين من المغرب قد انخفض بنسبة 80% في سنة 2008 في مجموع التراب الإسباني و بنسبة 50% في الأندلس.
تجدر الإشارة إلى أن هذه الإحصائيات تقريبية ، و بالتالي فهي ليست تمثيلية، على اعتبار أنها لا تعكس الحجم الحقيقي الذي تأخذه الظاهرة، ففي إسبانيا على سبيل المثال لا تمثل الأرقام الواقع، نظرا لأنه يمكن تسجيل قاصر واحد عدة مرات أو تسجيله بهويات مختلفة . في إيطاليا يمكن القول إن العكس هو الحاصل، بحيث أن هناك منظمة واحدة و هي تابعة لوزارة الشغل و السياسات الاجتماعية هي التي تقوم بالإحصاء و عدد القاصرين غير المصحوبين هو أكثر مما سجل عندها، على اعتبار أن من بينهم من يفر من الإحصاء .أما في فرنسا ، فليس هناك رقم رسمي، إذ ليست هناك أي منظمة تقوم بالإحصاء، فالسياسة المهيمنة تنزع نحو إدماج القاصر الأجنبي غير المصحوب في إطار حماية الحق العام و ليس من الممكن الإعلان عن أرقام تقوم بالتمييز بين الأطفال المنتمين إلى الوطن و الأطفال الذين يتم استقبالهم. إذن الأرقام هنا هي تقريبية و مأخوذة من منظمات مختلفة تشتغل في إطار حماية الطفولة. لكن رغم ذلك يمكن القول - تبعا لإرنونديز 2008- إنه من الناحية الكمية تبقى الارقام المقدمة متواضعة بالمقارنة مع هجرة الكبار و يبقى التعامل رهين معطيين متناقضين : من جهة القوانين الدولية و المعاهدات التي وقعت عليها دول الاتحاد الأوروبي، و التي توجب حماية الطفولة و من جهة أخرى رغبة الاتحاد في الحد من الهجرة السرية .
نخلص ،إجمالا، إلى أن الأرقام المقدمة موسومة بالتضارب و عدم الدقة، إذ ما يلاحظ هو غياب إحصائيات دقيقة و مضبوطة ، و يعتبر هذا المعطى من بين الإشكالات التي تعيق تقديم دراسة وافية لهذه الظاهرة من شأنها أن تحصر الموضوع في أبعاده المتشعبة.
يتبع


هوامش
1 - بابا نعيمة 2006.
2- سينوفيلا إرنونديز 2007.
3- ن.م.
4- ماسون 2008
5- موقع http://www.infomie.
6- separed children in europe programme assess_ germany
7- http://www.infomie
8- جيوتي كنكس
9 - ن.م.
10- إلزابيث مارنييف و كوليت بريشو 2002.
11-le matin .Ma 2010
12-رشيد بداوي 2008.



#ربيعة_العربي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الخطاب الإسلامي و تحديات العولمة (2)
- الخطاب الإسلامي و تحديات العولمة
- لحم يستباح
- حريق أينع
- أنا في جنة الخلد قصة قصيرة
- سقط القناع
- أبي و الشجرة قصة قصيرة
- رحل الربيع قصة قصيرة
- زغرودة- قصة قصيرة
- قصة قصيرة
- الصورة النمطية للمرأة المسلمة في الغرب


المزيد.....




- ميدل إيست آي: يجب توثيق تعذيب الفلسطينيين من أجل محاسبة الاح ...
- بعد اتهامه بالتخلي عنهم.. أهالي الجنود الأسرى في قطاع غزة يل ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمركز الوطني لحقوق الإنسان حول اس ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة لمركز عدالة لدراسات حقوق الإنسان ح ...
- الوحدة الشعبية يوجه رسالة للمنظمة العربية لحقوق الإنسان حول ...
- هايتي: الأمم المتحدة تدعو إلى تطبيق حظر الأسلحة بشكل أكثر فا ...
- قبيل لقائهم نتنياهو.. أهالي الجنود الإسرائيليين الأسرى: تعرض ...
- هيومن رايتس ووتش تتهم تركيا بالترحيل غير القانوني إلى شمال س ...
- بسبب المجاعة.. وفاة طفل بمستشفى كمال عدوان يرفع حصيلة ضحايا ...
- الأمم المتحدة تحذر: الوقت ينفد ولا بديل عن إغاثة غزة برا


المزيد.....

- نحو استراتيجية للاستثمار في حقل تعليم الطفولة المبكرة / اسراء حميد عبد الشهيد
- حقوق الطفل في التشريع الدستوري العربي - تحليل قانوني مقارن ب ... / قائد محمد طربوش ردمان
- أطفال الشوارع في اليمن / محمد النعماني
- الطفل والتسلط التربوي في الاسرة والمدرسة / شمخي جبر
- أوضاع الأطفال الفلسطينيين في المعتقلات والسجون الإسرائيلية / دنيا الأمل إسماعيل
- دور منظمات المجتمع المدني في الحد من أسوأ أشكال عمل الاطفال / محمد الفاتح عبد الوهاب العتيبي
- ماذا يجب أن نقول للأطفال؟ أطفالنا بين الحاخامات والقساوسة وا ... / غازي مسعود
- بحث في بعض إشكاليات الشباب / معتز حيسو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الاطفال والشبيبة - ربيعة العربي - هجرة القاصرين : قراءة في المواثيق و المعاهدات الدولية