-قول على قول)) ح6 - المساجد

حميد الحريزي
اديب
(Hameed Alhorazy)

الحوار المتمدن-العدد: 3460 - 2011 / 8 / 18 - 11:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

قال رسول الله محمد (ص):«سيأتي زمان على أمتي لا يبقى من القرآن إلا رسمه،و لا من الإسلام إلا اسمه يسمون به،و هم أبعد الناس منه،مساجدهم عامرة،وهي خراب من الهدى،فقهاء ذلك الزمان شر فقهاء تحت ظل السماء،منهم خرجت الفتنة،و إليهم تعود»‏
في سنواته الأخيرة أي في خريف حكمه، توجه الرئيس العراقي السابق الى المباشرة بإنشاء الجوامع والمساجد ، مساحات شاسعة تقدر بآلاف الأمتار المربعة ، وبمواصفات باذخة ، مزينة بأرقى الأثاث والثريات.. مرصوفة بالمرمر الايطالي مفروشة بالسجاد الإيراني الفاخر... قاعات تسع للاف المصلين... بعد ان بنى لوالده ولوالدته وللقائد المؤسس وبقية الأتباع أضخم الأضرحة والمساجد.. ناهيك عن قصوره ومنتجعاته وأماكن خلواته، خمائل ، ورياض ، ويخوت وعربات ذهبية ووووو في وقت كان أبناء العراق بين رهبن زنزاناته وسجونه ، وبين مشرد هائم في بلدان الغربة في كل قارات العالم.... ومن أكلتهم ضواري البر واسماك القرش هربا من جحيم الاستبداد وقهر الجوع والحرمان... ومن آلاف المشردين في الشوارع يحلمون بسقف يؤويهم او ستر يحميهم فلا يجدون غير الثرى فراش وغر فضلات المزابل معاش.... والمصيبة الأدهى والأمر الا نكى ان تتكرر هذه الأفعال في عصر ((الديمقراطية)) وعلى يد من ملأ الدنيا صراخا واحتجاجا لأفعال الطاغية وزيف إيمانه وادعائه... وإلا كيف ينام عيال الله الفقراء في العراء وتبنى له وهو في غنى عنهم وعن بيوتهم أفخم البيوت...
بعد السقوط مليارات الدنانير تنفق باسم تجديد وبناء الجديد من المساجد والجوامع وبشكل باذخ يغضب الله وعياله الفقراء...
فقد ذكرت بعض المصادر المطلعة ان ميزانية الوقف السني والشيعي بلغت أرقاما هائلة غير مسبوقة ووفي وقت تعيش الملايين من ألعوائل العراقية بلا بيوت سكن تليق بكرامتهم ويرفع عنهم عذاب التشرد والضياع تحت لهيب سياط أصحاب العقارات التي لا ترحم....
وكذا هي توجهات أصحاب الثروة والمال من أغنياء المسلمين ومن كل الطوائف ، اخذوا يتبارون في بناء الجوامع والمساجد ، بأموال معتصرة ومبتسرة من عرق وكدح أبناء دينهم ووطنهم وطوائفهم، في زمن تبلغ درجات الفقر والحرمان اعلي مستوياته في عراق الثروة والثراء... وان احد الاسباب الذي أثارت شهية هذه الفئة التسهيلات الكبيرة والدعم اللا محدود المقدم من الدولة وأوقافها لإشادة المساجد والجوامع والحسينيات وبما يفوق حاجتها الفعلية عشرات المرات، في حين ان البلاد بحاجة الى ((5000)) مدرسة أعلنت الجهات المختصة إنها غير قادرة الا على بناء ((1000)) مدرسة فقط ، علما ان هناك من البنيات المدرسية مبنية من الطين وبعضها آيل للسقوط في أي وقت...ز
ان بعض هؤلاء تمكنوا من الاستئثار بآلاف الأمتار المربعة من الأراضي بذريعة بناء المساجد ((بيوت الله))، وبعضهم أحاطوها بالدكاكين للاستدرار الربح والفائدة الغير قليلة بالاضافة الى ما يحصلون عليه من إقامة الفواتح والمآتم وما تحتاجه من مستلزمات وباجرة طبعا ... هذا بالاضافة الى ما يحصلون عليه من رأس مال رمزي قد لا يستحقه الكثير منهم لأنهم مغروفين بالجشع والطمع واللانزاهة ،وكان رسول الله (ص) يصف أهل زماننا الآن حيث يقول:-
« يأتي على الناس زمان بطونهم آلهتهم ونساؤهم قبلتهم، ودنانيرهم دينهم، وشرفهم متاعهم، لا يبقى من الإيمان إلا اسمه، ومن الإسلام إلا رسمه، ولا من القرآن إلا درسه، مساجدهم معمورة، وقلوبهم خراب من الهدى، علماؤهم أشر خلق الله على وجه الأرض. حينئذ ابتلاهم الله بأربع خصال : جور من السلطان ، وقحط من الزمان ، وظلم من الولاة والحكام ، فتعجب الصحابة وقالوا : يا رسول الله أيعبدون الأصنام ؟ قال : نعم ، كل درهم عندهم صنم » .‏
• مع شديد احترامنا للعالم الجليل الكرملي الكبير ، فنحن لا يدانيه في قدرة الصياغة ، ولا نماثله من حيث ما رمينا إليه من سلسلة مقالاتنا هذه((قول على قول)).

#حميد_الحريزي (هاشتاغ)       Hameed_Alhorazy#          

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل