أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ثورة ووحدة -بلاد الشام-















المزيد.....

ثورة ووحدة -بلاد الشام-


شاكر النابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3456 - 2011 / 8 / 14 - 22:14
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


-1-

قبل أن تكون بلاد الشام وحدة جغرافية وتاريخية، كانت وحدة سياسية. ومعنى هذا، أن الفساد والمحسوبية والطغيان والحكم الفردي الدكتاتوري القروسطي كان سائداً في سوريا وشرق الأردن وفلسطين، وبعض الشيء في لبنان، وهي البلدان التي كان يطلق عليها تاريخياً "بلاد الشام" التي خضعت للحكم التركي العثماني طيلة أربعة قرون (1517-1918).

فالحال إذن واحد في هذه البلدان الأربعة، التي تكون بمجموعها "بلاد الشام"، والتي من المفروض أن تتحقق وحدتها السياسية، وتُلغى الحدود والقيود التي فرضها الاستعماران البريطاني (الأردن وفلسطين) والفرنسي (سوريا ولبنان).



-2-

لم يكتفِ الاستعماران البريطاني والفرنسي بتقسيم "بلاد الشام" إلى أربعة أقسام هزيلة، بعد أن كانت وحدة سياسية واحدة في العهد العثماني، وإنما سمحا لأكثر النخب السياسية فساداً، وجهلاً، وتخلفاً، بحكم "بلاد الشام" المُقسّمة، كما هي الآن.

ففي سوريا، ما أن انسحبت فرنسا منها، ونالت استقلالها عام 1946 ،حتى تجشمتها طُغمٌ فاسدة من العسكريين الفاسدين الطغاة، فقام حسني الزعيم (كان مدمناً للخمر، ولعب القمار، وحب الظهور والمغارة بصورة مسرحية. وكان عصبي المزاج ومتهوراً لأصابته بمرض السكر. وكان يُعلِّق في مكتبة صور نابليون وهتلر. ) بأول انقلاب عسكري في سوريا عام 1949 تبعه عدة انقلابات مماثلة قام بها قام بها ضباط مغامرون وقراصنة حتى عام 1970 ، فقام حافظ الأسد بانقلابه الشهير وحكم سوريا بعد ذلك بالحديد والنار. وما شراسة بشّار الحالية في مقاومة الثورة الشعبية السورية إلا جزءاً من شراسة أبيه وقسوته، التي كانت واضحة ومفضوحة في حماة 1982، التي قتل فيها أكثر من عشرين ألف مواطن ومواطنة.



-3-

أما في الأردن الذي بدأ تكوينه السياسي عام 1921 بقيادة الأمير عبد الله بن الحسين، الذي جاء من الحجاز مهزوماً في معركته (معركة تربة) مع السعوديين في الطائف عام 1919. فعطفت بريطانيا على الهاشميين وأرادت أن سترضيهم بعدما وعدتهم بمملكة العرب كلهم بعد الحرب العالمية الأولى ولكنها لم تفِ بالوعد لاعتقادها أن الهاشميين لا يستحقون مملكة على كل العرب. فهم ضعفاء، ولا يملكوا القوة، والحنكة، والمقدرة السياسية اللازمة، لحكم العالم العربي كله. والدليل أنهم فشلوا في حكم الحجاز، وطُردوا منه نهائياً شر طردة عام 1924/1925، وجاءوا هاربين مهرولين إلى "بلاد الشام" (فيصل الأول في دمشق وعبد الله الأول في عمّان) .

-4-



وقام الكيان الأردني بالترقيع من سياسيين سوريين ولبنانيين وعراقيين. فكان أول رئيس وزراء في الأردن عام 1921 رشيد طليع (لبناني درزي) ثم مظهر أرسلان (لبناني درزي) ثم علي الرضا الركابي (سوري) ثم حسن خالد أبو الهدى ( فلسطيني) وعبد الله السرّاج (سوري) توفيق أبو الهدى (فلسطيني) ثم سمير الرفاعي (لبناني).. الخ. وهو ما يعني عدم وجود شخصية أردنية تصلح لرئاسة الوزراء في ذلك الوقت، إلى أن هاجر الفلسطينيون إلى الأردن 1948 ، وبدأوا بتكوين الشخصيات والنُخب السياسية والحزبية، وتعمَّق هذا الأمر واتسع، بعد ضم الضفة الغربية إلى الأردن عام 1950. وهو ما يعني أن الأردن السياسي كان "شامياً" برؤساء وزرائه. والملوك الهاشميون وحدهم هم الحجازيون الذين جاءوا من جزيرة العرب. أما الأردنيون فقد كانوا في المعارضة فقط، بزعامة الشاعر مصطفى وهبي التل (عرار) وصبحي أبو غنيمة. وكان "عرار" من خلال ديوانه "عشيات وادي اليابس"، شاعر المعارضة الأردنية الأشهر، كما يقول أحمد أبو مطر في كتابه (عرار: الشاعر اللامنتمي، 1977)

-5-

إذن، مظاهر الوحدة الجغرافية والتاريخية والسياسية بين بلدان الشام الأربعة (سوريا ولبنان والأردن وفلسطين) ظاهرة وواضحة خاصة فيما يتعلق بسوريا مع لبنان، والأردن مع فلسطين.

كما أن مظاهر الفساد والدكتاتورية القروسطية، كانت واضحة من خلال حكم العسكر وحزب البعث وملوك الطوائف في سوريا ولبنان، ومن خلال حكم الهاشميين في الأردن، الذي قال عنه الشاعر "عرار"، الذي سجن ونفي إلى بيروت ثم إلى جدة عام 1927 لمعارضته للحكم، وفضحه للفساد والنهب المال العام، في قصيدة قال فيها:

فالعزل والنفيّ ، حبا بالقيام به أسمى بعينيّ من نصبي وتعييني
يا شرّ من منيت هذي البلاد بهم ايذاؤكم فقــراء الناس يؤذيني

-6-

المصائب والكوارث التي مُنيت بها سوريا منذ الاستقلال إلى اليوم، والتي يثور من أجلها الشعب السوري الآن، هي نفسها المصائب والكوارث التي مُني بها الأردن منذ عام 1921 إلى الآن.

فالفساد واحد

والظلم واحد

والدكتاتورية القروسطية واحدة، سواء كانت جمهورية، أم ملكية.

ومطالب المعارضة هنا وهناك واحدة.

ولكن جواب السؤال الذي يقول:

لماذا انتفض وثار الشعب السوري كالطوفان الكاسح على هذا النحو، ولم يثر الشعب الأردني مثله؟

ولماذا الملايين الثائرة في شوارع سوريا الآن، والآلاف بل المئات فقط، في شوارع الأردن؟

لنعلم، أن سوريا منذ الاستقلال حتى الآن كانت "بيضة قبّان" السياسة في "بلاد الشام"، ثم في العالم العربي، في فترات مختلفة.

ولنعلم، أن "حزب البعث" تأسس وقام في سوريا عام 1947، وحكم عام 1963 ثم 1970 وإلى الآن. وهو أقوى حزب سياسي قومي عَلْماني في العالم العربي، وفي "بلاد الشام" خاصة. كما كان الحزب الشيوعي السوري من أقدم الأحزاب الشيوعية العربية. وفي الثلاثينيات من القرن الماضي أسس الطلبة في سوريا "جماعة الإخوان المسلمين". وكانت جماعة ناشطة سياسياً بشكل ملفت. وتم ذبحها في مذبحة حماة 1982.

والخلاصة، أن سوريا كانت حاضنة معظم الأحزاب العربية المؤثرة والفاعلة في العالم العربي، ما عدا "جماعة الإخوان المسلمين"، التي تأسست في مصر 1928.

وهذا جعل سوريا في مقدمة الحراك السياسي في "بلاد الشام"، وتقود هذا الحراك في الماضي والحاضر.



-7-

لتكن الثورة في بلاد الشام واحدة وعامة.

ففساد الأنظمة سواء الجمهورية أو الملكية واحد.

ولا شرعية لهذه الأنظمة رغم ارتدائها "طاقية إخفاء" الممانعة والمقاومة (سوريا)، والنسب لآل البيت (الأردن) وإقامة الدولة الفلسطينية (فتح وحماس)، وحماية الطائفية الدينية (لبنان).

فهذه الأنظمة صنعها الاستعمار البريطاني (الأردن وفلسطين ) والاستعمار الفرنسي (سوريا ولبنان).

وزوالها يعني زوال الكثير من الكوارث ودرءاً لمزيد من النازلات الماحقات.



#شاكر_النابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل هناك ديمقراطية ذات صناعة أمريكية؟
- ما تحتاجه مصر وثورتها الآن!
- (شو) معنى انضمام الأردن لمجلس التعاون الخليجي؟
- هل أصبحت الثورات العربية في مأزق حرج؟
- دور الأصولية في دعم الدكتاتورية القروسطية
- انجازات الهاشميين بعد تسعين عاماً!
- ضرورة الانتقال من الثورة الى الدولة
- هل أصبح الهاشميون في مهب الريح؟
- العرب بين أنظمة قروسطية وشعوب الألفية الثالثة!
- هل نهاية الدكتاتوريات القروسطية مسألة وقت فقط؟
- مصر بعد ثورة 25 يناير
- شرعية الدكتاتوريين الزائفة!
- من أوهام وأحلام الثورات
- هل يقود -الأزهر الجديد- مصر الى الحداثة؟!
- الأزهريون يكتبون دستور -مصر الجديدة-!
- الأردن والملكية المُكْلِفَة
- لماذا لم يبدأ المستقبل في مصر حتى الآن؟
- لماذا لم تجد مصر مرشحها للرئاسة حتى الآن؟
- التحليل النفسي للدكتاتورية العربية
- يا أدونيس: لا حياة لمن تنادي!


المزيد.....




- مصدر يوضح لـCNN موقف إسرائيل بشأن الرد الإيراني المحتمل
- من 7 دولارات إلى قبعة موقّعة.. حرب الرسائل النصية تستعر بين ...
- بلينكن يتحدث عن تقدم في كيفية تنفيذ القرار 1701
- بيان مصري ثالث للرد على مزاعم التعاون مع الجيش الإسرائيلي.. ...
- داعية مصري يتحدث حول فريضة يعتقد أنها غائبة عن معظم المسلمين ...
- الهجوم السابع.. -المقاومة في العراق- تعلن ضرب هدف حيوي جنوب ...
- استنفار واسع بعد حريق هائل في كسب السورية (فيديو)
- لامي: ما يحدث في غزة ليس إبادة جماعية
- روسيا تطور طائرة مسيّرة حاملة للدرونات
- -حزب الله- يكشف خسائر الجيش الإسرائيلي منذ بداية -المناورة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - شاكر النابلسي - ثورة ووحدة -بلاد الشام-