أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدان عليان - هل أنا علماني ؟














المزيد.....

هل أنا علماني ؟


حمدان عليان

الحوار المتمدن-العدد: 3455 - 2011 / 8 / 13 - 19:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل أنا علماني؟ سؤال لم يخطر على البال قبل فترة قصيرة ، لأنني كنت متصورا نفسي علمانيا بحكم احتكاكي بالمحيط الذي أبادله هموم التنوير الثقافي حيث تنكشف مختلف الأفكار المعبرة عن مختلف التوجهات التي تؤول في معظمها الى- التوجه الاسلاموي بكل أطيافه ، و التوجه التوفيقي أو الوطني و القومي ، و التوجه العلماني .
و كنت دائما بيني و بين نفسي أكثر ميلا للعلمانية ، و كنت في نظر من يعرفني علمانيا ...و بعد اطلاعي على ما يكتب في فضاءات الانترنت خصوصا خصوصا ما يكتب في " الحوار المتمدن" الذي أعجبني أسلوبه و انضباطه و غزارة انتاجه ، وجدت نفسي أمام ألوان أخرى من المدافعين عن العلمانية ....بعض منها أشعرني بالبعد عن الفكر العلماني ، اذ ارتأى بعضهم أن أساس الفكر العلماني هو الالحاد الذي يمارس الانسان بواسطته حياة طبيعية مكتفية بالتفسير العقلاني لظراهر الوجود المادي ...الخ من تفاصيل أطروحات الالحاد .
و أنا مع احترامي لوجاهة هذا التوجه فانني لا أجد في نفسي ميلا لقبوله كاختيار مقنع فيما أتصوره عن الوجود المادي و غير المادي ..و ما يتجلى من قناعتي هو أني مسلم بالتقليد كغيري من المسلمين الذين لم يجدوا أنفسهم في يوم من الأيام في وضعية اختيار بين الاسلام وبقية المعتقدات مثلهم مثل غيرهم من أتباع الديانات الأخرى ..
و كل ما فكرت في مراجعة معتقدي ، أو حاولت اجراء مفاضلة بينه و بين الأديان الأخرى و جدت نفسي تميل الى الى الاكتفاء بالموجود المكتسب بما لاأدري من مؤثرات نفسية تصعب معرفتها و حتى اذا عرفت يصعب التجرد من آثارها .
اجمالا أنا مسلم هكذا مثلما يوجد أي مسلم يشبهني في نفس العوامل المؤثرة في الوجدان و مثل ما هو حال المسيحي و اليهودي الخ
و لما أقول أنا مسلم هكذا أقصد تأكيد حقيقة موجودة في أرض الواقع ( كما يقال ) ، و الواقع حجة وجود قائم يصعب أو يستحيل انكاره .. و رفضه لا يلغي وجوده و لا تداعيات و امتداد تاثيره .. و كل ما بقدرة الرافض له هو محاولة تغييره بما يتناسب مع تجذر و صلابة مكوناته .
أنا أعتبر نفسي مسلما علمانيا و أجد وجودي بهذه الصفة مرفوض من من عدة جهات و كل جهة تسعى الى تغييري ليصير
وجودي مطابقا لوجود مغاير فالاسلاميون يريدونني اسلاميا و التوفيقيون يريدونني توفيقيا و الملحدون يريدونني ملحدا.
و اذا كان رفضي لأطروحات خصوم العلمانية لاعتراضي على ربط السياسة بالمقدسات ، فان خلافي هذه الأيام تحول من نقد خصوم العلمانية الى نقد أنصا رها الجادين في الدفاع عنها .. اذ هم يؤكدون زيف علمانيتي بحجج توجهين بارزين في بعض مقالات "الحوار المتمدن" ...
التوجه الأول يربط بين العلمانية و الالحاد حيث يعتبر الالحاد شرطا أساسيا في الفكر العلماني و قد ناقشت بعض الرافضين لفكرة " علماني مسلم " التي تضعني أمام خيار ؛" اما علماني و اما مسلم " و لا وسط ، و هذا بالضبط الخيار الذي واجهني به الاسلامويون " اما مسلم و اما علماني" و لا وسط..
و حجتي التي كررتها مرارا و للجميع هي أني أجد نفسي على هذا المنوال المركب أنا مسلم لا أدري لماذا ، أنا كذلك علماني لأني اقتنعت بأفكار تتعلق بحياتي مع الغير .
أما التوجه الثاني فيستبعد علمانيتي لأني منحدر من أصول عروبية بدوية مشهورة بمواصفات التوحش ، فلا يمكن أن أكون علمانيا في نظر هدا التوجه لأنني حامل ل"جينات " الاندفاع الانفعالي التخريبي ، الخ من مما يتعارض مع الفكر العلماني النير..
و لأصحاب هذا التوجه أقول ماذا أفعل بوجودي الذي أريده علمانيا حسب تصوري للعلمانية السائدة لدى المتحضرين .؟.
هذا الوجود الذي أجده في نفسي امتدادا للعروبة و الاسلام بشكل من أشكال الوجود الواقعي الذي لا يمكن مسحه من على وجه الأرض بسبب العيوب و النقائص التي عرفت و التي سوف تعرف عن خصوصيات هذا الانتماء العرقي و اللغوي .
صحيح ان واقع العرب و المسلمين يدفع للمفاضلة القيمية على المستوى الحضاري فيستحق وصفه بالكثير من صفات التخلف.
لكن هذا لا يبرر صواب الخطاب العرقي .. فالناس متقاربون في قدرات التفكير و التقييم في كثير من مجالات الوجود الانساني و لا يجوز الحكم على فرد أو جماعة حكما قيميا بالاستناد الى أصول هذا الفرد أو هذه الجماعة ..
اذن باي حق يرفض انتمائي للتوجه العلماني لمجرد كوني عربيا مسلما ؟ .
في الأخير اعيد التساؤل ؛ هل أنا علماني كما أتصور نفسي ويؤكده خصوم العلمانية ؟
أم أنا واهم في تصور العلمانية و بالتالي أنا غير علماني .. و حينئذ اتساءل عن المصطلح المناسب للتوجه الفكري الذي أنتمي اليه مع أمثالي ممن يزعمون ضرورة حصر مفهوم العلمانية في فصل الخصوصيات عن الشأن المشترك الذي ينحصر في عقلانية وعلمنة التعاطي مع كل ما يحقق توافقا بين الناس في سعيهم لتحقيق أكبر قدر من المنافع بأنجع الطرق المشروعة أخلاقيا
و الاحتكام في الخلافيات بينهم لا يكون الا للعقل و الضمير الانساني..



#حمدان_عليان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العلمانية بين ضرورة انتهاجها و خلافيات مراجعها.
- العلمانية و الالحاد


المزيد.....




- “عيد مجيد سعيد” .. موعد عيد القيامة 2024 ومظاهر احتفال المسي ...
- شاهد..المستوطنين يقتحمون الأقصى في ثالث أيام عيد -الفصح اليه ...
- الأردن يدين سماح شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين باقتحام ...
- طلاب يهود بجامعة كولومبيا: مظاهرات دعم فلسطين ليست معادية لل ...
- مصادر فلسطينية: أكثر من 900 مستعمر اقتحموا المسجد الأقصى في ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى تحت حراسة إسرائيلية مش ...
- سيبدأ تطبيقه اليوم.. الإفتاء المصرية تحسم الجدل حول التوقيت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون باحات الأقصى في ثالث أيام عيد الفصح ...
- أوكرانيا: السلطات تتهم رجل دين رفيع المستوى بالتجسس لصالح مو ...
- “خليهم يتعلموا ويغنوا ” نزل تردد قناة طيور الجنة للأطفال وأم ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حمدان عليان - هل أنا علماني ؟