أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ضرورات الثورة ومحاذير الفوضي














المزيد.....

ضرورات الثورة ومحاذير الفوضي


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 21:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لاشك أننا أمام مشهد مأزوم وأمة حائرة في لحظة فارقة في تاريخ الوطن، لابد لها من قراءة رشيدة تضع النقاط فوق حروفها، تمسك بخناق الواقع ولاتحلق في تهاويم الوعود والتسويف والخيال فتهدر ملامح الثورة النبيلة وتفسح طريقاً لسيناريوهات الفوضي ومحاذيرها.

حيرة الأمة بادية لا في نخبتها وحدها وإنما هي آخذة بناصية الجميع، سلطة حاكمة مترددة وحكومة تبدو عاجزة وجماهير تتسرب مطالب ثورتها منها وتسرق أحلامها، يتاجر الجميع عليها وتدفع وحدها الثمن ولاتستطيع رهاناً إلا علي إصرارها وعزم رجالها وقوة دفع ثورتها حتي ولو أوقعها العناد في أحابيل التصعيد المغامر جراء مرارات الإلتفاف والترصد والتآمر. ولقد حذرنا من هذه اللحظة وتحسبنا لها في عدد من المقالات عن الثورة الشابة والحكومة العاجزة وتخوفات حول مسارات ومطالب الثورة وملاحظات علي انتهازية وكلاء الثورة ومن يحاولون اختطافها وعن الاستقطاب الحاد لجماهير الثورة بما كاد يمزق جسدها من شد وجذب قوي اليمين الطامع والمتعجل والمنتهز وكتبنا عن "مومنتم" الحكومة البطئ الذي حتماً يسلمنا لصدام بدواعي فارق التوقيت والطموح مابين نزق الثورة وفورتها وسرعتها وبين تحفظ السلطة وترددها ورخاوتها وأحيانا حساباتها الخاطئة وقصر مدي رؤيتها.

كتبنا عن تخوفات حول مسارات الثورة وغموض قرارات السلطة وحذرنا من الوصول إلي لحظة الانفجار التي لن يستطيع أحداً السيطرة عليها والتحكم فيها لنفاد صبر الناس الذين لم تدخل من نتائج الثورة إلي بيوتهم إلا أعباؤها، فكان لزاماً أن تأتي موجة الثورة الثانية عفية قاهرة متشددة. وعلينا أن نتفهم جيداً أن مابعد 8 يوليو أبداً لن يعود كسابقه، وعلي السلطة والنخبة أن يدفعوا نصيبهم مما يقتضيه الظرف ومهما ارتفع سقف المطالب والثمن.

عندما نكتب ولايقرأ أحد ولا يعبأ أو يرد أحد وعندما نخرج للميادين فتلتف علي مطالبنا السلطة ويمارس علينا الجميع لعبة "مرآة الكف" وتشتيت الإنتباه مابين شرف الذي قدمته الثورة ثائراً ليحكم فإذا به يرتد علينا مهيض الجناح محكوماً بعجز حكومته وشتاتها، يلقي بكل إخفاقه علي عاتق المجلس العسكري تلميحاً لاتصريحاً بينما المجلس يعلن أنه يدير ولايحكم وكأنه يعلق الجرس في رقبة شرف وحكومته، وشرف لسان حاله يومئ أنه لايدير ولايحكم ولايستطيع أو يملك. وهنا مكمن الخطر، إنها بشارات سيناريوهات التواطؤ والفوضي الحكومية ربما بدواعي عدم الكفاءة وقصر النظر وربما بتداخل الحسابات مع قوي داخلية تتعجل القفز علي السلطة وهي بطبيعتها لم تتعود العمل في النور والعلن، تجيد التآمر والوقيعة وخلق الفوضي لانتهاز الفرص، ولقد ساعدت حكومة شرف بعجزها وغياب رؤيتها علي كل ذلك، ولم يحسم المجلس العسكري خياراته، إما بإعطاء الحكومة كافة صلاحياتها وإما بإعفائها من كافة مسئولياتها وإقالتها ولا حل وسط يمكن أن يقوم بديلاً للخروج بسلام من الأزمة.

إما إطلاق يد شرف في اختيار وزرائه وتبني خيارات حكومته التي هي بالأساس تحقيق مطالب الثورة وضروراتها واستحقاقاتها، ذلك حتي يمكن للشعب محاسبتها، إذ لامسئولية دون تفويض وصلاحيات، هذا أو يتولي الجنرالات مسئوليتهم كاملة في مصارحة ووضوح يمكننا تفهمه بعيداً عن رمادية المواقف التي يمر بها الوطن، فيختاروا الحكومة التي تحافظ علي الثورة وتعمل علي تحقيق كل مطالبها وطموحاتها وتقوم بتحديث آليات العمل التقني والإداري في الوزارات وتحقيق الانضباط وتمهيد المرحلة الانتقالية لتأسيس الدولة المدنية العصرية الحديثة. لابد من فك الاشتباك بين المجلس العسكري والحكومة لأنه السبيل الوحيد لدرء محاذير الالتباس والتخبط والتباطؤ الحكومي والفوضي.

ولماذا لاتحكم الثورة وتقدم رجالاتها ممن يعرفهم الجميع ويشهدون برفيع قدراتهم وكفاءتهم من خيرة كفاءات مصر ورجالاتها من القوي الوطنية والنشطاء والعلماء والمتخصصين. في هذه الحالة يمكن تكليف شخصية مثل الدكتور البرادعي لرئاسة الحكومة ويكلف بإعادة هيكلة وتحديث وتطوير مؤسسات وهيئات الدولة التي نريدها ديمقراطية عصرية ناهضة، وخصوصاً أنه الوحيد في المطروحين الذي تحدث بوضوح عن إنحيازه للإشتراكية الديمقراطية، وهي سبيل أكثر توفيقاً لتحقيق العدالة الاجتماعية من ناحية وضبط إيقاع انتظام دولاب العمل في الدولة بما يحقق الشفافية وضرب الفساد ويؤسس لأجندة التغيير الحقيقية التي كان أول من تقدم بها الصفوف في مواجهة النظام المخلوع، ولدينا من الكفاءات غيره كثيرون يمتازون بالرؤية والثورية والعلمية والحسم، وفي كل الحالات علينا أن نقدم شخصيات لها قدرها العلمي ومساهماتها العامة وخبراتها السياسية، لأن مايطرح عن تكنوقراط متخصصون لاسابقة أعمال سياسية لهم أمر يوجع القلب ويعيدنا لمواصفات الفشل الذريع في حكومات عاطف عبيد وأحمد نظيف ووزرائهم وغلمانهم المتنفذين.

لماذا طرحت البرادعي تحديداً؟ لأنه مخرج وسطي متوازن يمكن أن يعادل استقطاب اليمين للمجتمع الذي لانريده أن يتخلص من يمين الحزب الوطني المتوحش ليقع فريسة ليمين آخر إما مغامر أو رجعي أو متآمر أو متخاذل.

إن التداعيات الخطيرة التي تواجه الوطن جراء عدم تحقيق مطالب الثورة أو التباطؤ في الوفاء بضروراتها حتماً ستسلمنا لحبائل ومكائد مايحاك لنا من سيناريوهات الفوضي التي تتمناها قوي إقليمية مترصدة وعالمية متواطئة وداخلية متوثبة، ولاحل إلا بحكومة قوية مؤهلة صاحبة رؤية ومشروع، ونتوقع أن يصدر عن المجلس العسكري مايشير إلي تجديد إلتزاماته بحماية الثورة وتحقيق مطالبها المشروعة العادلة وتهيئة المناخ السياسي في البلاد لدولة دستورية مدنية ديمقراطية حديثة تحقق العدالة وسيادة القانون والتقدم والنهضة



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكومبرادور يحاول إغتيال الثوره
- إستراتيچيات المشروع العلمي للثورة
- الزمن ما بين نيوتن وجويدة
- عن الثورة وجمال عبد الناصر
- من الثورة إلى النهضة..كيف؟
- إنتروبيا العلم والسياسة
- التعليم واقتصاد المعرفة
- العلم شفرة النهضة ورهانها
- براءة الثورة ودهاء السياسة - المجلس العسكري والثورة مابين مط ...
- ثورة تبحث عن مؤلف .. (علي المجلس العسكري أن يتحمل مسئولياته ...
- -جمعة كشف المستور والبث التجريبي لدولة الخلافة‮-..  ...


المزيد.....




- Xiaomi تروّج لساعتها الجديدة
- خبير مصري يفجر مفاجأة عن حصة مصر المحجوزة في سد النهضة بعد ت ...
- رئيس مجلس النواب الليبي يرحب بتجديد مهمة البعثة الأممية ويشد ...
- مصر.. حقيقة إلغاء شرط الحج لمن سبق له أداء الفريضة
- عبد الملك الحوثي يعلق على -خطة الجنرالات- الإسرائيلية في غزة ...
- وزير الخارجية الأوكراني يكشف ما طلبه الغرب من زيلينسكي قبل ب ...
- مخاطر تقلبات الضغط الجوي
- -حزب الله- اللبناني ينشر ملخصا ميدانيا وتفصيلا دقيقا للوضع ف ...
- محكمة تونسية تقضي بالسجن أربع سنوات ونصف على صانعة محتوى بته ...
- -شبهات فساد وتهرب ضريبي وعسكرة-.. النفط العراقي تحت هيمنة ا ...


المزيد.....

- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .
- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - ضرورات الثورة ومحاذير الفوضي