أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الكومبرادور يحاول إغتيال الثوره















المزيد.....

الكومبرادور يحاول إغتيال الثوره


محمد السعدنى

الحوار المتمدن-العدد: 3453 - 2011 / 8 / 11 - 20:44
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ربما لم يدرك الكومبرادور بعد أنها معركته الأخيرة وقد خسرها وآن له أن يسلم بانتصار الثورة وأن عهداً جديداً ماعادت له فيه الصدارة قد بدأت بشائره.

لقد قام النظام السابق علي تحالف وكلاء الشركات الأجنبية "الكومبرادور" والسماسرة مع السلطة حيث أسس تحالف الفساد والقمع والاستبداد لحاكمية الرأسمالية المتوحشة ووهم الازدهار الاقتصادي ووعود التنمية التي لم تتحقق بل أدت سياساته الخرقاء إلي تكريس الاستغلال والتفاوت الطبقي وتوسيع دوائر الفقر والعوز وانتشار البطالة وانسداد أفق المستقبل خاصة أمام الشباب واستبداد سياسي عمد إلي تطويع الأحزاب والنقابات وتفريغ الحياة العامة من مضامينها، اللهم إلا القدرة علي إعادة إنتاج وتدوير الوهم في مفارقة شاهدها الأول فخامة صياغات الخطاب السياسي وتناقضات الواقع الموغل في الفقر الاجتماعي والسياسي والثقافي والفشل الإداري، ما أدي إلي ظهور طغمة مالية قوية تعمل علي تنمية الطابع الطفيلي للاقتصاد الوطني عن طريق المضاربات العقارية ونهب أراضي الدولة وتصفية المؤسسات الوطنية والشركات الصناعية.

لقد أدت هذه السياسات إلي اتساع دائرة التراكم الرأسمالي الكومبرادوري المرتبط عضوياً بالرأسمالية العالمية المستغلة، ولم يتصور هذا التحالف أن يفقد مواقعه إلي الأبد وأفقدته الثورة سيطرته علي تصرفاته وبدا متخبطاً يجترح الغباء والمؤامرة تلو الأخري في محاولة يائسة لإستهداف الثورة تارة بإبطاء حركة التغيير الثوري عن طريق أعوانه من الصف الثاني في الهيئات العامة والمؤسسات ومساعدي الوزراء الفاسدين من حكومة نظيف الذين بقوا علي رأس العمل متحكمين في الوزارات، ولطالما حذرنا د.عصام شرف وحكومته منهم، وتارة أخري بمحاولات التشكيك في توجهات وولاءات المجلس العسكري، أو بالوقيعة بين الشعب والجيش الوطني الذي أعلن انحيازه للشعب منذ 2 فبراير في بيانه الأول، ورفض قمع المتظاهرين وقام بحماية الثورة.

عندما طلب الشعب من الجيش تولي قيادة المرحلة الانتقالية لم يكن ذلك من قبيل الحلول الوسط ، بل جاء بإرادة الجيش واختياره حين انحاز بشجاعة ووطنية للشعب وحمي ثورته، الأمر الذي أفقد الكومبرادور صوابه فبدأ مؤامراته، وهو يعلم أن نجاح الثورة لايلغي امتيازاته فحسب بل يهدد وجوده الذي ارتبط بالرأسمالية العالمية المستغلة. نجاح الثورة يعني تحقيق الديمقراطية وإطلاق طاقات الشعب لتحقيق التنمية والتقدم، مايعني تداول السلطة والقضاء علي الفساد واستغلال النفوذ وتحقيق إستقلال القرار الوطني والخروج من دوائر التبعية للغرب وإطلاق طاقات الانتاج بعيداً عن سياسات وتحالفات الكومبرادور داخلياً وخارجياً والتي سعت لسنوات طويلة لاستغلال المصريين محلياً ودولياً وتحويل مصر من دولة منتجة إلي دولة مستهلكة ومستودعاً لفضلات وملوثات صناعات الغرب في توكيلات صناعات الحديد والصلب والسيراميك والأسمنت والكيماويات والالكترونيات والسيارات والأجهزة المنزلية والسلع المعمرة والملابس والمفروشات والأدوية والصناعات الغذائية، ناهيك عن تجارة السلاح وتهريب المخدرات والفياجرا. لقد انتفض الكومبرادور يحذر ويتوعد ويصرخ أن الثورة عطلت الإنتاج وأوقفت المصانع وهي تهدد الاقتصاد والسياحة والتبادل التجاري والاستيراد وحركة قناة السويس، وارتفعت صيحاتهم "أننا نأكل من لحم الحيا" كما أعلن الفريق شفيق وأن مخزون القمح يتناقص ويصعب تعويضه، ولم يكن ذلك صحيحاً علي إطلاقه إنما كان رأس جسر لتخويف الثورة وتعويق تقدمها وتشتيت ولاءات الناس حولها وإيمانهم بها. إنه نفس السيناريو الذي عصف بثورة اليسار والجبهة الشعبية في شيلي بقيادة سلفادور أليندي في سبتمبر 1973 حيث تآمر عليه أقرب جنرالاته "أوجستو بينوشيه" ربيب تحالفات الكومبرادور في سانتياجو والمخابرات المركزية الأمريكية ورجال الأعمال والتجارة.

وليس أمام الثورة المصرية من ضمانة لنجاحها واستمرارها إلا صمود الشعب ودعم الجيش لنصل بالثورة إلي أهدافها نحو مجتمع ديمقراطي حداثي يكفل الحرية ويؤسس للتقدم والنهضة ويعيد صياغة أسئلة الوجود وحماية الحدود وتحقيق العدالة الاجتماعية وشروط المواطنة والتحول من مجتمع الكفاف إلي مجتمع الكفاية، والقضاء علي الفساد والتبعية والخروج بالوطن والمواطن من دوائر الهزيمة والانكسار واستعادة مصر لدورها المحوري إقليمياً وعالمياً.

بعد قرابة ستين يوماً علي سقوط الرئيس السابق ونجاح الموجة الأولي للثورة يمكننا التفاؤل أننا قادرون علي بدء مرحلة جديدة للبناء والتقدم، ذلك أننا قمنا فجر السبت الماضي وماتلته من أيام باجتياز أكبر اختبار مصيري مرت به الثورة، إذ خسرت القوي المضادة معركتها للوقيعة بين الشعب وجيشه الوطني والتي حاولتها مرات عديدة، بداية من موقعة الجمل ومرورا بإطلاق الرصاص علي المتظاهرين بعدها من فوق كوبري أكتوبر، ثم إمطارهم بعبوات المولوتوف لإحراج الجيش، ثم افتعال معركة بين بلطجية احتلوا ميدان التحرير والشرطة العسكرية تلتها محاولة من رموز جامعية مرفوضة لتوريط الشرطة العسكرية أيضاً مع طلاب كلية الإعلام وأساتذتها، إلي حادثة إستاد القاهرة، إضافة إلي فيديوهات مصورة تناقلتها مواقع مشبوهة علي الفيس بوك واليوتيوب تدعي كذباً عمليات احتجاز وتعذيب واغتصاب تقوم بها قوات من الجيش، ثم جاء المشهد الأخير في سلسلة تجليات الغباء والمؤامرة في أحداث ميدان التحرير فجر السبت الماضي فكان هدية للثورة من حيث أرادوها فتنة قاتلة، إذ تأكدت قواتنا المسلحة وكما أعلنت أن فلول الحزب الوطني وبقايا كارتلات النظام الفاسد لاتزال تحاول الوقيعة والتحريض علي الجيش وتستهدف الثورة، وهنا تعاقبت الإجراءات الرادعة بداية بالقبض علي الكومبرادور الموتور إبراهيم كامل وأعوانه وتلاه حبس أحمد نظيف وصفوت الشريف وماجد الشربيني، والبقية تأتي.
وعلي الرأسمالية الوطنية أن تضطلع بدورها في التنمية الجادة، وقناعتي أنها براء مما ترتكبه عصابات النظام السابق الذين جاءهم خطاب مبارك من فضائية العربية بمثابة شحن لبطاريات التآمر والخداع والإلتفاف علي الثورة واستهداف الجيش الذي ندافع عن مواقفه اليوم بضمير وطني لايقبل المزايدة، وهو نفسه ما دفعنا من قبل لنقد بطء المجلس العسكري الذي جاءت استجابته وتقبله لمطالب الشعب دليلاً علي انحيازه إلي معركة الثورة ضد تحالفات الكومبرادور الذي يحاول اغتيالها.



#محمد_السعدنى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إستراتيچيات المشروع العلمي للثورة
- الزمن ما بين نيوتن وجويدة
- عن الثورة وجمال عبد الناصر
- من الثورة إلى النهضة..كيف؟
- إنتروبيا العلم والسياسة
- التعليم واقتصاد المعرفة
- العلم شفرة النهضة ورهانها
- براءة الثورة ودهاء السياسة - المجلس العسكري والثورة مابين مط ...
- ثورة تبحث عن مؤلف .. (علي المجلس العسكري أن يتحمل مسئولياته ...
- -جمعة كشف المستور والبث التجريبي لدولة الخلافة‮-..  ...


المزيد.....




- صديق المهدي في بلا قيود: لا توجد حكومة ذات مرجعية في السودان ...
- ما هي تكاليف أول حج من سوريا منذ 12 عاما؟
- مسؤول أوروبي يحذر من موجة هجرة جديدة نحو أوروبا ويصف لبنان - ...
- روسيا تعتقل صحفيًا يعمل في مجلة فوربس بتهمة نشر معلومات كاذب ...
- في عين العاصفة ـ فضيحة تجسس تزرع الشك بين الحلفاء الأوروبيين ...
- عملية طرد منسقة لعشرات الدبلوماسيين الروس من دول أوروبية بشب ...
- هل اخترق -بيغاسوس- هواتف مسؤولين بالمفوضية الأوروبية؟
- بعد سلسلة فضائح .. الاتحاد الأوروبي أمام مهمة محاربة التجسس ...
- نقل الوزير الإسرائيلي المتطرف إيتمار بن غفير للمستشفى بعد تع ...
- لابيد مطالبا نتنياهو بالاستقالة: الجيش الإسرائيلي لم يعد لدي ...


المزيد.....

- في يوم العمَّال العالمي! / ادم عربي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد السعدنى - الكومبرادور يحاول إغتيال الثوره