أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرياد إبراهيم - حِوار بين بُثينة ثعبان وأرنَب الجّولان














المزيد.....

حِوار بين بُثينة ثعبان وأرنَب الجّولان


فرياد إبراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 3454 - 2011 / 8 / 12 - 20:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


استفاق مذعورا من نومته. استدعى من يذهب في طلب بثينة بعد منتصف الليل.
جاءت تعدو كالسُلّيك بن سَلكة.
بشار: بثينة لقد حلمت حلما مزعجا. رأيت في منامي (حَمزة الخَطيب ) يلفّ حبل المشنقة حول رقبتي قبالة المسجد العمري في درعا. اريدك ان تفكري معي في معالجة الأزمة المزمنة.
بثينة : جربنا كل أصناف العلاج.
بشار : أسّر لك سرا. واطلب منك ان لا يتعداك.
فضمنت له ستره فاعلمها: ان الشعب كفايروس الانفلونزا لم تعد المضادات الحيوية كفيلة بالقضاء عليه . تكونت له مناعة ضد كل أشكال الانتيبايوتيك. فقد تصدت لأقواها فاعلية والتي كانت من نوع التفرقة الطائفية الصفراء.
بثينة : لست بحكيم عيون لكنني حكيم ارواح ، أنا اعتقد انه لا يزال هناك دواء آخر فعال .
انتفض بشار من على كرسيه كعصفور بلله القطر وهتف وهو ينتف ريشه حتى طخ رأسه بصورة ابيه العبوس فوقعت على رأس المستشارة وهتف في وجهها : هاتها ، فكلي لك آذان صاغية.
بثينة : نرسل بعض الجنود بملابس مدنية الى هضبة الجولان للتظاهر، أي نحن نتظاهر، فكلنا نتظاهر حكومة وشعبا احتجاجا على إحتلال الجولان ، ونعلن على الملأعبر المذياع : ان الشعب خرج عن بكرة أبيه لتجديد البيعة للسيد القائد المناضل ابن المناضل ، وللتظاهر والاحتجاج ضد " إخواننا" الصهاينة المحتلين الذين سيطلقون الرصاص المطاطي على صدورهم ، ونحن نكلف شبيحتنا اطلاق الرصاص الحي على ظهورهم ونلقي التهمة على الطرف الآخر.
بشار وهو يفرك يديه متحمسا للفكرة: وحينها نتمكن من تبرير قمعنا وقتلنا بتهمة ان هؤلاء المنتفضين من الداخل عملاء مأجورين للصهاينة. خونة ، نحن امام عدو غاشم ، وهؤلاء الخارجون عن القانون ، مرتزقة موشي دايان يطعنوننا من الخلف، هؤلاء الغوغاء يغدرون بنا يلهوننا عن قضيتنا المصيرية كي يستمكن منّا عدونا !
بثينة تصفر بفيها عجبا: مليون عميل دفعة واحدة؟!
بشار : هبها نصف العدد ( ما خسرانين شى).
و أردف بشار : ومن ثم نجني من وراء ذلك فائدة أخرى : نتخلص من كم آخر من الجيش فقد ترهلوا من الجلوس كل هذه السنين والكسل ، فليس لهم ما يعملون ، واطنانا من الدنانير يقبضون ، ألا ساء ما يعملون ، سنسمُهم على الخرطوم.
بثينة مهتاجة : والرواتب تعود لخزينة ابن خالكم النزيه رامي .
بشار : ولا تنسي ان نصفهم مصاب بداء ( فوبيا ) الخوف المرضي الجديد :داء الشبيحة.
بثينة: ولماذا لا نعلنها حربا شاملة ثم نعرض عليهم الصلح :انتم اخواننا .على قول الشاعر:
عفونا عن بني ذهل وقلنا القوم إخوان
عسى الأيام أن يرجعن قوما كالذي كانوا.
بشار يتدارك : بعدما يكون أخوكم ماهر قد صفى حسابه مع الشعب .
ثم يبتسم بشاركاشفا عن أسنان كلها أنياب : والله انت يهودية الدهاء!
بشار بعد صمت قصير : افكر بإرسال نصف القوات المسلحة الى مرتفعات الجولان . ماذا ترين؟
بثينة ، وهي تصكك فكيها من الجذل : نعم الرأي ، وبملابس مدنية يا سيادة الرئيس.
بشار : و بلا اسلحة ، اي أنهم أناس عزل خرجوا في مظاهرة سلمية.
بثينة : ثم نعلنها للعالم انها مجزرة مجزرة ، آلالف المدنيين ضحايا قذائف اسرائيل. لكنني اعلم كما تعلمون يا سيادة الرئيس أن اسرائيل لا تطلق رصاصة واحدة على أناس عزل من السلاح فإنهم أرسوا دعائم الديمقراطية منذ عقود من الزمن.
بشار : لا يخفى عليك أن ورائهم الشبيحة . شبيحة الجولان بملابس عسكرية يطلقون القذائف والصواريخ القريبة والبعيدة المدى على الجيش الأسرائيلي ويرد هذا بكل ما لديها من وسائل على عساكرنا المدنيين.
ساد الصمت لثواني في الجو المكهرب. في انتظار كلمة الفصل .
ورفع رأسه أخيرا الرئيس المدلل وفرك عينيه قليلا ثم سألها: كم يكون حظ هذه الخطة من النجاح بتقديرك يا بثينة ؟ اريدها نسبة مئوية.
بثينة : ثمانين بالمائة . وأنت يا سيادة الرئيس فكم تعطيها؟
بشّار : ففثي ففثي..
بثينة : كم قلتم سيدي الرئيس؟
بشّار : فيفثي .. فيفثي !
فرياد إبراهيم



#فرياد_إبراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لو كُنتُ رَئيسَا...
- مُحَاكمة حَرَم الرّئيس تطبِيق لِمبدأ المُساواة
- أفسَد مِن آل أسَد
- لا مستقبل لمصر مع الطنطاوي
- حقيقة الأنجيل والقرآن
- اليوم إنتهى القذافي وبداية النهاية لبشّار
- كُردُستَان سَفينَة بِلا قِبطان
- ( ألفاتِعَة ) لأمّي
- ألفاتِعَة
- أمريكا تدعَم السُنّة بِسَبَب إيرَان
- من يقف مع بشّار؟
- وَوَلج العَاشِقُ فِي سُمّ الخِياطِ
- الأنكليز والأمريكان يداعبان الإخوان
- عُقد بَشّار قَاطِع الخَصَاوي
- ألكُرد بَينَ نَزعَة التَمَرّد والطّرَافَة
- الثورات وصمامات الأمان الامريكية
- الكِلابُ فِي نَعِيم وَالبَشَرُ فِي جَحِيم
- إنعتاق الكرد من عبودية الأسلام -تعليق ورد
- حِلف النيتو وإطالة عُمر القذافِي
- تحرر الكرد يتم بتحرره من الأسلام


المزيد.....




- لعلها -المرة الأولى بالتاريخ-.. فيديو رفع أذان المغرب بمنزل ...
- مصدر سوري: غارات إسرائيلية على حلب تسفر عن سقوط ضحايا عسكريي ...
- المرصد: ارتفاع حصيلة -الضربات الإسرائيلية- على سوريا إلى 42 ...
- سقوط قتلى وجرحى جرّاء الغارات الجوية الإسرائيلية بالقرب من م ...
- خبراء ألمان: نشر أحادي لقوات في أوكرانيا لن يجعل الناتو طرفا ...
- خبراء روس ينشرون مشاهد لمكونات صاروخ -ستورم شادو- بريطاني فر ...
- كم تستغرق وتكلف إعادة بناء الجسر المنهار في بالتيمور؟
- -بكرة هموت-.. 30 ثانية تشعل السوشيال ميديا وتنتهي بجثة -رحاب ...
- الهنود الحمر ووحش بحيرة شامبلين الغامض!
- مسلمو روسيا يقيمون الصلاة أمام مجمع -كروكوس- على أرواح ضحايا ...


المزيد.....

- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل
- شئ ما عن ألأخلاق / علي عبد الواحد محمد
- تحرير المرأة من منظور علم الثورة البروليتاريّة العالميّة : ا ... / شادي الشماوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فرياد إبراهيم - حِوار بين بُثينة ثعبان وأرنَب الجّولان