أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد عدنان - لويس عوض الناقد















المزيد.....



لويس عوض الناقد


سعيد عدنان
كاتب

(Saeed Adnan)


الحوار المتمدن-العدد: 3452 - 2011 / 8 / 10 - 13:57
المحور: الادب والفن
    


1-
كان النقد الأدبي قبل طه حسين يدور في أفق ضيق، ينظر في اللفظ ومدى انطباقه على المعنى، وينظر في المعنى أهو مستقيم صحيح أم مختل، وعدته في ذلك بضاعة ضئيلة من النقد الأدبي العربي القديم يزاوله شرّاح الشعر وهم يدرّسونه تلاميذهم الشداة، فأذا استقام لهم الشعر القديم لم يلتفتوا إلى النقد الأدبي، فليس للنقد الأدبي كيان ثقافي، حتى اذا جاء طه حسين أخذ به النقد آفاقاً واسعة وشرع يتصل بصميم الحياة الثقافية، وعدة طه حسين في ذلك طبع مواتٍ وثقافة عريضة رصينة، ملاكها كلاسيك الآداب اليونانية واللاتينية وعيون الأدب العربي القديم، فلم يعد النقد لديه نقد ألفاظ أو نقد معاني مستقيمة أو غير مستقيمة وإنما صار موقفاً كلياً من قديم الأدب ومن حديثه بل انه موقف كلي من الثقافة كلها، لقد أشاع طه حسين مفهوم النقد هذا ومكن له في الثقافة حتى صار مهوى أفئدة الناشئين من الأدباء الذين يسعون نحو الانطلاق من أسر الماضي وتأسيس ثقافة المستقبل وقد كان لويس عوض من ألمع هؤلاء الذين تشربوا مفهوم النقد الأدبي هذا.
2-
ولد لويس عوض في ألمنيا في سنة 1914م(1) وتوفي سنة 1990م، ويوم ولد كان التقليد يضرب بجرانه على مناحي الثقافة، وليس لنوازع التجديد غير بوارق ضئيلة الضوء، لا يكاد يلمع بارق منها حتى يدهمه الظلام.
وقد شبّ الفتى يحب المعرفة ويروم الاستزادة، وفي نفسه تطلع إلى أفق جديد يبدو له غائماً غير واضح القسمات.
وكان له أن يركن إلى السائد المألوف شأن الآلاف ممن ولدوا معه، أو ولدوا قبله، لكن شيئاً في نفسه لم يدرك كنهه يدفعه إلى الانفلات من أسر السائد المألوف، ويدعوه أن يغذ الخطى من أجل أن يرتاد ويكتشف، وليس للارتياد والاكتشاف ميدان بعينه، إنه يريد أن يرتاد مجاهل كل الميادين، لقد خلب لبه العقاد في كتاباته السياسية لجرأته ولأنه وفدي يناصر سعد زغلول زعيم الأمة ويتأثر خطاه(1).
لقد بدت مواقف العقاد السياسية جديدة عليه وهو طالب في الثانوية فأخذ بها، وصار يعد نفسه ((عقّاديا)).
وفتن بسلامة موسى وبمنحاه العلمي وبما كان يعرض من نظرية التطور، ومن شؤون علم النفس في الشعور واللاشعور، ولقد كانت لغة سلامة موسى جديدة على أساليب الكتاب في مطلع القرن العشرين، كانت لغة إشارية مقتصدة تريد أن تطابق اللفظة معناها وأن تؤدي المعنى المراد، ولا تحفل بما سوى ذلك، شغف الفتى لويس عوض بمنحى سلامة موسى هذا ورآه عونا على زحزحة رواسب التقليد في نفسه، بيد أن سلامة موسى لم يزوده شيئا ثريا في ما يتصل بالأدب، حتى إذا أختتم لويس عوض المدرسة الثانوية وألتحق بالجامعة وبقسم اللغة الإنكليزية من كلية الآداب انفتحت له آفاق ثقافية واسعة، صار يدرس الأدب الإنكليزي والنقد الأدبي دراسة منظمة مستوعبة.
لقد وصلت كلية الآداب بينه وبين طه حسين. كان طه حسين يوم ألتحق لويس عوض بكلية الآداب في مطلع الثلاثينيات أستاذاُ عميداً ملء السمع والبصر يحمل راية التجديد ويدعو إليه وسبيله إلى ذلك استيعاب كلاسيك الثقافة استيعاباً نقدياً، والتواصل مع ثقافة العصر.
لقد وجد لويس عوض لدى طه حسين ما لم يجده عند غيره فأحب كتبه ومقالاته، وأحب محاضراته، يقول:
((فقد كنت أختلف إلى محاضراته في قسم اللغة العربية في آناء متباعدة لأتعلم شيئاً عن النقد العربي أو عن الشعر العربي))(3).
لقد وجه طه حسين نظر لويس عوض إلى جدوى الآداب اليونانية واللاتينية لمن يريد أن يكون ناقداً وجعله على طريق درس هذه الآداب. حتى إذا استكمل أدوات الدرس وآن للشجرة أن تؤتي ثمرها ترجم ((فن الشعر)) لهوراس من اللاتينية إلى العربية، وجعل إهداءه إلى الدكتور طه حسين على هذا النحو:
((سيدي الأستاذ الدكتور هذا الكتاب منك، لأنك مثلت لي وراء كل سطر من سطوره وما كان منك فليعد إليك، لا أهديكه اعترافاً بغذاء الروح الذي أمددتني به منذ صباي، فأن أدبك العالي لا يكون تقديره بإهداء كتاب هزيل ولدته مناسبة، إنما أفعل هذا لأنك إمام الثائرين والراشدين معاً، لأنك الأمين على الأدب العربي واللغة العربية في الجامعة، ولأنك صاحب الحق عدو الجهالة والتعصب. أخذت عنك الثورة فمتى آخذ عنك الرشد))(4). وكلمات الإهداء تعلن صريحة منزلة طه حسين في تكوين لويس عوض الثقافي.
أتم دراسته الجامعية الأولية وانتوى الرحلة إلى أوربا للأستزادة والتخصص الدقيق بالأدب الانكليزي فدرس في جامعة كمبردج ((وبعدها في برنستون بأمريكا وترجم من أوسكاروايلد وشلي واستهوته أسطورة بروميثيوس))(5).
ولقد درس هذه الأسطورة لدى الشعراء الإنكليز، ومضى يستقصي آثارها في الآداب الأوربية، وليس من غير معنى أن يُعنى لويس عوض ببروميثيوس، بل إن ذلك تجلٍ لنزعة أصيلة في نفسه هي حبّ المعرفة والإستزادة.
وقد جعلت الأسطورة اليونانية من بروميثيوس سارق النار من الآلهة وواهبها إلى البشر، وقد جعلت الآداب منه رمزاً للإستنارة ومحاربة الظلام.
فكأن لويس عوض إذ يدرس موضوعة بروميثيوس في الأدبين الإنكليزي والفرنسي يريد أن يؤكد معنى المعرفة السامي في حياة الإنسان، ويبتغي أن يعلن أن الأدب ذو رسالة إنسانية رفيعة.
كان يدرس الآداب الأوربية الحديثة، لكنه لم يغفل الآداب القديمة فترجم عن اللاتينية قصيدة هوراس التعليمية ووضع لها مقدمة أبان فيها عن أفكار الناقد القديم الجمالية وانزلها منزلتها في تأريخ النقد الأدبي الأوربي، وشرح في تعليقاته على الترجمة ما غمض عن عبارات هوراس.
وقد كانت عنايته بنقد هوراس سبيلاً إلى أن يعنى فيما بعد بالنقد اليوناني فيضع كتابه ((نصوص النقد الأدبي عند اليونان)).
وكل ذلك من أصداء دعوة طه حسين أن يتزود الناقد بالآداب الكلاسيكية اليونانية واللاتينية.
لم يكن لويس عوض دارساً ناقداً وحسب، بل كان إلى جوار ذلك شاعراً مبدعاً سعى أن يرتاد حداثة الشعر، فنظم من سنة 1938 إلى 1940 وهو بكامبردج مجموعة من القصائد أصدرها في ديوان وسمه بـــ((بلوتولاند وقصائد أخرى)) ودعاه من شعر الخاصة(6)، اعلاناً عن خصيصته في الاختلاف عن الشعر السائد المألوف ووصلاً بما استقر في أعماقه من سعي نحو الجديد.
ولم يستنفذ الشعر كل ما يريد أن يقول، ورأى أن لديه أشياء لا تؤديها إلا الرواية فشرع يكتب: ((العنقاء أو تأريخ حسن مفتاح)) وقد نزع فيها منزعاً واقعياً.
لقد كان ناقداً وأديباً مبدعاً في آن واحد، وكان في نقده يتجه إلى الأدب الأوربي ويتجه إلى الأدب العربي القديم فضلاً عن توجهه إلى الأدب العربي الحديث.
وهو إذ يكتب عن الأدب الأوربي يكتب شارحاً مستخلصاً قيم الحداثة.
وهو إذ يكتب عن الأدب العربي القديم فإنما ينظر فيه بمنظار العصر ويحتكم إلى قيمه، ولكن جوهر النقد الأدبي عنده يتجلى في تناوله نصوص الأدب العربي الحديث شعراً ونثراً.
عمل – وعملهُ موصول بأدبهِ ونقده – في قسم اللغة الإنكليزية في كلية الآداب بجامعة القاهرة، وكان الحوار متصلاً بين تدريسه الأدب الإنكليزي وكتابتهِ الأدبية والنقدية.
وقد يتخذ من بعض ما يدرس مادة للكتابة الأدبية.
بقي في عملهِ أستاذا في قسم اللغة الإنكليزية حتى أيلول سنة 1954(7) إذ أُقصي من الجامعة في من أُقصي منها، ولم يعد إليها.
نشر آثاره أولا في الصحافة اليومية والأسبوعية قبل أن يجمعها في كتب وكان في ذلك على سنة أدباء الجيل الأول في مصر إذ يلقون الصحافة الأدبية بآثارهم وينشرونها فيها قبل أن تنشر في كتب.
هكذا كان يصنع طه حسين والعقاد والمازني ومحمد حسين هيكل وغيرهم من أدباء ذلك الجيل ومن دلالة ذلك أن الأدب نشأ موصولاً بالصحافة وأنها رعتهُ في خطواته الأولى وهيأت له أن يبلغ جمهوراً واسعاً وأن يسير في الناس ما سارت الصحيفة اليومية، ولقد كان لويس عوض على صلة وثيقة بصحيفتي ((الجمهورية)) و((الأهرام))، وكان كاتباً ناقداً له جمهور.
3-
كانت إتجاهات النقد الأدبي في مصر في النصف الأول من القرن العشرين تتأثر إتجاهات النقد الغربي وتسعى نحو النظر في الأدبي العربي شعراً ونثراً بمنظار تلك الاتجاهات، فلقد اتخذ طه حسين من التأريخ والمجتمع إطاراً يفسر به الأدب ويحكم بمقتضاه عليه وجعل العقاد يعالج الشعر من خلال علم النفس ومثل صنيعه صنع محمد النويهي وكلاهما اتخذ من شعر أبي نؤاس ميدانا للتطبيق واستضاء المازني بأصول عامة من علم النفس، وأراد محمد مندور أن ينطلق من منهج لانسون نحو الأدب العربي وبهدي من هذا المنهج ألقى ضوءًا جديداً على عبد القاهر الجرجاني ودعا منهجه المنهج الفقهي ورآه خير المناهج في درس الأدب العربي لأنه مشتق من صميم اللغة وهي المادة التي يصاغ منها الأدب.
ولم يطبق هؤلاء النقاد هذه الاتجاهات تطبيقاً حرفياً على الأدب بل كان لكل منهم ميسم خاص وهو يدرس الأدب وينقدهُ حتى إذا اشرف النصف الأول من القرن على نهايته شرع إتجاه نقدي يأخذ مداه في النظر إلى الأدب وبيان مكانته في الحياة، هذا الاتجاه هو الاتجاه الواقعي وقد صار له أنصار ودعاة.
أفاد لويس عوض عن هذه الاتجاهات، ومن غيرها وأراد أن ينتفع منها كلها من أجل زيادة الفهم واتساع المعرفة وسبر أغوار النصوص الأدبية، فلم يتعصب لاتجاه ولم يجعل من نفسه داعية، إنما كان ناقداً عقلانياً مستنيراً، ولعنصر التنوير مكان بيّن في تكوينه الثقافي، وخصيصة التنوير أنهُ يعلي من شأن العقل ولا يجعل فوقه سلطاناً فهو المرجع الذي يحتكم إليه في كل شؤون الحياة.
ولقد تمثلت آثار لويس عوض خصيصة التنوير هذه(8). فمنذ أولى مقالاته وهو يسعى إلى إشاعة حكم العقل والى تبديد الظلام ومحاربة الخرافة والجهل، والأدب لديه نشاط هادف إلى خير الإنسان ساع إلى بناء حياتهِ على نحو متسم بالكمال، ولقد بقيت هذه الحقيقة مدار حياته الأدبية وقد أكدها في مقابلة من أواخر المقابلات معه إذ قال: إضاءة الشموع كلها هو أسلوبي في الرد على الظلام(9).
ولم يكن هذا النزوع نحو التنوير ليمر على لويس عوض بسلام لأن قوى الظلام لم تفتأ تحارب الضياء، وقوى الجهل لا تخشى شيئاً كما تخشى القوى العقلانية.
ولقد لقي ما لقي لكنه بقى يحمل رسالة التنوير، ومن أجل أن يظل مخلصاً لهذه الرسالة اتجه نحو المنحى التفسيري في النقد الأدبي(10). أي النقد الذي يسعى إلى بيان مغزى الأثر الأدبي ويفسر صياغتهُ، ويصل ما بينه وما بين الآثار السابقة حتى يستقيم المعنى وتتضح المقاصد، ولا تخفى مكانة النقد التفسيري على من يريد أن يزداد فهماً للنصوص وبصيرة بها، وليس من الصواب أن يعالج الناقد النصوص بالحكم لاسيما النصوص العميقة الملتبسة الدلالة فلا غرو أن أخذ النقد التفسيري مدى واسعاً ((إن النقد التفسيري ضروري نظراً إلى طبيعة الفن ذاته. فالأعمال الفنية التي تستحق الكلام عنها تكاد كلها تكون شديدة التعقيد وكثيراً ما يكون بناؤها الشكلي عميقاً مركباً، وهي في عمومها غنية بارتباطاتها التعبيرية. وعندما نتعلم تذوق العمل، ندرك أن له قدراً كبيراً من الوضوح ويكون تأثيره فينا مباشراً..... . ويرى الناقد المشهور بلاكمير أن النقد التفسيري ضروري بوجه خاص في عصرنا هذا.))(11).
ولكي يتم النقد التفسيري على وجهه الصحيح لا بد أن يكون زاد الناقد من الثقافة وافراً، فقد كان لويس عوض غزير الثقافة يستقيها من منابع شتى ويحسن تمثلها والافادة منها وهو يزاول النقد الأدبي.
لقد كان التنوير والتفسير معلمين واضحين في مسيرة لويس عوض الأدبية الثقافية، بل هو في كل ما كتب فيما يتصل بالنصوص الأدبية، مفسر يسعى إلى التنوير. وقد تجلى ذلك فيما تجلى بوقفته من المسرح المصري القديم إذ عرفت مصر القديمة المسرح قبل اليونان ولكن المسرح المصري القديم ظل سجين المعبد والكهنة فلم يرتق على حين أن الإغريق الذين أفادوا من المسرح المصري لم يقيدوا المسرح بمعبد ودين وكهانة فارتقى لديهم(12).
وكأنه يريد أن يستخلص من ذلك أن الأدب والفن والإبداع بعامة مرهون بالحرية والإنسانية وأن الإبداع لا يكون إلا بسيادة العقل الإنساني، ولا بد أن يفضي موقف كهذا إلى رعاية التجديد والدعوة إليه وجعله قيمة عالية في الأدب والفن، بيد أن التجديد لديه مرهون بجدواه وحاجة الحياة إليه فإذا كان لعباً فارغاً من المحتوى أنكره وعدهُ مما يضر بالإنسان وثقافته.
شرط الجديد عنده أيضا أن يكون مبدعاً فكم من هذا الذي يرتدي ثوب الجديد جديد بحق.
يقول في مقابلة من أواخر ما اجري معه من مقابلات:
((إن ما ينشر في الصحافة اليومية بالغ الرداءة، ونموذجه السيئ هو ما ينشر في ((الأهرام)).
ولا تكمن عيوبه بأنه شعر عمودي، ولكنه ليس شعراً إنه نظم عاجز عن أن يكون شعراً.
والصفحة الأدبية في جريدة يومية كبرى هي، كما نفترض، مرآة الحركة الشعرية.
واقرأ أحيانا في مجلة ((إبداع)) تجارب غامضة، وأخرى كسيحة، والقليل النادر من الشعر. لا أعرف ماذا حدث أو ماذا يحدث. إنني من أنصار التجديد، بل من المحرضين عليه. ولكنني أرى نفسي محاصراً بالزيف العمودي من جانب، والتفعيلة المزيفة من جانب آخر))(13).
وإنه موقف متوازن عقلاني من التجديد والجديد فليس كل هذا الذي يكتب على أنه شعر جديد جديداً مبدعاً وما أكثر أصحابه بذوي رؤية أصيلة مبدعة.
نظر لويس عوض في آثار أدبية كثيرة، وتابع ما صدر من شعر ورواية ومسرحية، وعلق عليه شارحاً مفسراً واصلاً بين الأثر والمجتمع مبيناً ما رمى إليه من مغزى.
وسأتخذ كتابهُ ((الحرية ونقد الحرية)) أنموذجا لنقده الأدبي لأنه وقف فيه على آثار من الشعر والرواية والمسرحية وقفة بيّنتْ منهجه التفسيري على نحو مكتمل.
4-
إن ((الحرية ونقد الحرية)) مقالات نشرت في الصحافة الأدبية أولاً ثم جمعت في كتاب شأن أكثر مؤلفات لويس عوض الأخرى، ولقد تناولت هذه المقالات الرواية والمسرحية والشعر إلى جوار شؤون ثقافية أخرى. وسأقف عند نقده رواية ((عودة الروح)) لتوفيق الحكيم، ومسرحية ((براكسا)) للحكيم أيضا، ومسرحية صلاح عبد الصبور الشعرية ((مسافر ليل)) و((الغسق)) شعر حسين عفيف، مبيناً طريقته في مزاولة النقد الأدبي.
كانت ((عودة الروح)) من أوليات الروايات العربية التي توجه إليها القراء والنقاد معاً، وحققت مكانة لدى الدارسين، وقد عرف بعد ثورة يوليو 1952، أنها من الآثار الأدبية التي قرأها زعيم الثورة جمال عبد الناصر، وأنها كانت مصدر إلهام له، ولعل من أجل هذه الرواية كانت لتوفيق الحكيم منزلة لدى عبد الناصر فأهدى إليه نسخة من كتابه ((فلسفة الثورة)) قائلاً:
((إلى باعث الأدب الأستاذ توفيق الحكيم مطالباً بعودة الروح مرة أخرى بعد الثورة))(13).
يبدأ لويس عوض حديثهُ عن ((عودة الروح)) ببيان أثر الرواية لدى عبد الناصر، وبمكانة الحكيم عنده، ويتساءل عن سر انجذاب عبد الناصر إلى ((عودة الروح)) ويمضي يشرح أحداث الرواية ويفسرها، ويربط حاضر مصر بماضيها، والرواية إنما هي تدور على بعث الأمة وبعث الروح فيها بعدما ركدت مياهها قروناً.
ولا يصدر الناقد حكما على شيء مما يشرح ويفسر وإنما هو يسعى إلى إعطاء كل شيء حقه حتى يأخذ مداه فتكتمل الصورة وتزداد العناصر كلها وضوحاً، وتتضح شخصية الكاتب في ما يريد أن يقول وتتضح خصيصة الزعيم في ما يبتغي من الأدب والمجتمع.
لقد بنى الكاتب فكرة روايته على أن من خصيصة المصري أنه يتوحد بالكل مجتمعاً وطبيعة وكونا، وأنه قادر على أن يصبح نغمة في نشيد جماعي واحد، وأنه عندئذ لا يشعر بألم مهما لقي مما يؤلم.
يستخلص الناقد فكرة الرواية هذه ويسلط عليها الضوء لكنه لا يتناولها بالحكم لأنه يريد أن يفهم الأشياء كما هي، ويريد أن يُفهمها الآخرين، وليس معنياً، على سياق منهجه، بأن يطلق الأحكام.
فسر الناقد الرواية وسعى أن يجد ما حببّها إلى جمال عبد الناصر، فرأى أن مصر في الرواية تبحث عن معبود إذا وجدته انقادت له وأتبعته وحققت معه ما يريد منها، ولعل عبد الناصر، إذ قرأ الرواية وهو فتى، أراد أن يكون ذلك المعبود، فأحب الرواية وأحب كاتبها وعدها بشارة به وبالثورة التي قادها.
فسر الناقد الرواية هذا التفسير ولم يخط بعده خطوة نحو بيان مدى صحة هذه الفكرة، وما جذورها لدى الكاتب، وما جدواها على مستقبل الأمة، وكان حرياً به أن يضعها في الميزان ويبين خطرها، لكنه آثر أن يجلو ما أضمرته الرواية وأن يكتفي به مستغنياً بالتلميح عن التصريح، لمكان التصريح من الخطر يومئذ. ومما يدعو النظر في نقده أنه لم يقل كلمة واحدة عن بناء الرواية، وعن تصوير شخصياتها، أي انه لم يعن بالشكل وقصر عنايته على تفسير المضمون، وكأن الشكل أمر مفروغ منه، ثم إن ما حمل من رسالة تنويرية يجعل همه منصرفاً إلى المضمون.
أراد الناقد أن يتبين موقف الحكيم من الأنظمة السياسية، فبدأ بالوقفة عند رواية ((عودة الروح)) فأستخلص جانباً من هذا الموقف، ثم راح يتقصاه في آثار الحكيم الأخرى كما يتقصاه في مقالاته التي تناول بها الشأن السياسي تناولاً مباشراً.
ولم يغفل صدى النظام البرلمان القائم قبل الثورة لدى توفيق الحكيم، فبأثر من مساوئه تشكك الحكيم بالتجربة البرلمانية، وصار يعبر عن شكه مرة بالمقابلة الصريحة، ومرة بالأثر الأدبي الذي يتخذ من الرمز سبيلاً.
وإذا كانت التجربة البرلمانية موضع ريب فأي أنظمة الحكم أجدى على الإنسان؟ ، ولكي يعالج الحكيم هذه القضية على نحو أدبي مسرحي، يشرع يختار لها إطاراً قديماً فيرجع بإحداثها إلى زمن ماضٍ من العصر اليوناني، ويكتب ((براكسا أو مشكلة الحكم)).
ولا يلقي الناقد بالمسرحية على القارئ إلقاء ولا يجبهه بفكرتها مباشرة ، وإنما يدير حديثه شارحاً مفسراً الوقائع السياسية في مصر منذ مطلع القرن العشرين إلى أوان كتابة المسرحية حتى تتجلى أفكارها في سياقها التاريخي والاجتماعي.
وفكرة المسرحية في مدار: إذا اعتور التجربة الديمقراطية ما يعكرها، فان الأنظمة الأخرى لا تسلم مما يشينها، ولعل الأصلح من الأنظمة لدى الحكيم هو ما تلتقي فيه الحرية والقوة والفكر ((وهذا لا يتأتى إلا إذا ظهرت يد تحرك هذه المبادئ الثلاثة بحيث لا تتصادم، كما يحرك الحاوي التفاحات الثلاث، وهكذا يعود بنا توفيق الحكيم إلى انتظار المعجزة، معجزة ظهور الزعيم العظيم، الذي حدثنا عنه توفيق الحكيم في ((مشكلة الحكم)) قائلاً إن جوهره لا بد أن يكون من جوهر الأنبياء))(14).
يُعنى الناقد عناية شديدة بفكر الكاتب، في أدق عناصره، في الذي يغلب عليه العقل فيلتقي مع منزع التنوير، وفي الذي يغيب عنه العقل ويتولاه الظلام وتسوده قوى طاغية.
ولكن فكر توفيق الحكيم في محصلته الأخيرة فكر عقلاني لا يقر بسيادة الظلام، ولولا أن أدب الحكيم مصدر من مصادر التنوير لما وقف عنده لويس عوض، ولما عني به وهو الذي يريد للأدب أن يكون ذا رسالة تزيد في بصيرة الناس.
لقد كان هاجس الأدب الرسالي ذي النزوع التنويري يوجه الناقد لويس عوض نحو نصوص أدبية دون غيرها، ويجعله يقف عند الآثار التي تنطوي على قيمة نقدية عقلية وتتخذ من التنوير هدفاً لها، ومن هذه الآثار مسرحية صلاح عبد الصبور الشعرية ((مسافر الليل))(15)، إنها مسرحية تتخذ من إليه من هتك حجب الطغاة في التاريخ كله، تدور أحداثها في قطار بين شخصين اثنين هما ((الراكب)) و((عامل التذاكر))، وما يزال ((عامل التذاكر)) يدّعي على ((الراكب)) الدعوى تلو الأخرى، حتى يصاب بالرعب ولا يجد ملاذاً من فكرة أو أحد ينقذه من ((عامل التذاكر)).
ومنهج الناقد هو أن يفسر المسرحية فالقطار هو الزمن وهو مجرى الحياة، و((الراكب)) هو الإنسان، و((عامل التذاكر)) هو الطاغية الذي يتعسف طريق الحكم.
يفسر الناقد فكرة المسرحية حتى يجعلها واضحة لدى القراء جميعاً، فإذا بدا شكل المسرحية غامضاً لما جاء عليه من مفارقة وغرابة، فان الناقد جلا ذلك الغموض وهيأ الأذهان أن تحسن تلقي المسرحية، وأن ينفذ ما ترمي إليه إلى وعي القارئ والمشاهد.
إن قضية ((الحكم))، وعلى إي نحو يكون قضية رئيسة في فكر الناقد لويس عوض, ينتخب من الآثار الأدبية ما يعالج هذه القضية ويفسره حتى يزيد القضية وضوحاً، ولا يخفى أن أصحاب التنوير في كل العصور يجعلون من مشكلة ((الحكم)) هدف نقدهم، حتى يستطيع الإنسان أن يكون حراً دون طغيان.
كان لويس عوض في صدر شبابه شاعراً طليعياً يهوى التجارب الجديدة ويسعى أن يعبّر عنها غير أنه لم يقل بعد ((بلوتولاند)) شعراً، لكن جديد الشعر ظل يأخذ بلبه فيقف عنده متذوقاً ومعلقاً ومفسراً. فلقد وقف عند ((الغسق)) لحسين عفيف، وهو ديوان من الشعر الذي توفر على خصائص الشعر، ماعدا الوزن العروضي، فجاء محققاً الخيال المتوثب، والتصوير الأخاذ، والنغم الناعم المنسرب بين الحروف، والعاطفة القوية الدافقة، لكنه لم يجرِ على ما عرف من نمط شعري يتقيد بالوزن والقافية، أو يكتفي بالوزن وحده، بل أهمل هذين العنصرين معاً.
ولم يُعنَ الناقد لويس عوض بفقدان الوزن والقافية في ((الغسق)) ونظر إليه على أنه شعر مكتمل الأداة، وشرع يربط بين النصوص ويفسرها ويرجع بها إلى أصول قديمة تلتقي معها في الروح الواحد المهيمن. إن موقفه من الديوان موقف الناقد الذي يسعى إلى استنباط ما انطوت عليه النصوص من قيم جمالية، وليس موقف الناقد الذي يفرض على النصوص ما ليس فيها، ويريد منها ما لا تنطوي عليه، إنه أمين لمبدأ الناقد المفسر الذي يحاول أن يجد المعنى العام الذي ينتظم النصوص كلها، يقول الناقد: (وحين تقرأ في هذا الديوان دعاء الشاعر: ((الهي لم وعدتني بنعيم في الخلد، وأجلت خلودي))، تحسب أن حسين عفيف يستبطئ الليل أو يستعجل الموت، لكن الحقيقة إن هذا الشاعر يحب الحياة ويتمنى أن يتشبث بها لولا علمه أن الزوال قدر على كل الأحياء، وهذه آية من آيات صدقة وشجاعته أمام الليل الأدهم، وهو لا يفتعل قبول المصير على غرار ما يفعل الناس كلما اقتربوا من غسق الحياة، بل هو يلتمس العزاء بالأمل في تناسخ الأرواح وتجدد الحياة في أثواب جديدة متعاقبة: ((الهي إن امتني فابعثني، وأوقد مرة أخرى شموعي، وردني حيث زهري، وغناء طيرها يشجيني، وحبيب باهر الحسن بخمر الهوى يسقيني، هذه الحياة لست أملها، فأحييني عقب كل موت))(16).
إن الناقد هنا يعلق ويشرح ويفسر من أجل المزيد من التذوق والفهم، وهو إذ يقف عند ديوان حسين عفيف ((الغسق)) فلكي يستجلي فيه القيم الفكرية والجمالية معاً، ولا يستطيع الناقد أن يُعنى بنص مضطرب الفكر، مختل الرؤيا، ضعيف الأداة، إنه يقف عند الجيد من النصوص ذي المرامي الإنسانية حتى يتيح أوسع مدى لمنحاه التفسيري.
لعل من مزايا الناقد لويس عوض أنه يوازن بين ((الذات)) و((الواقع)) موازنة ناجحة فلا يعلي من شأن الذات بحيث يجعلها المبدأ والمعاد، ولا يعلي من شأن ((الواقع))، بحيث تمحي معالم ((الذات))، ولقد تفرع عن هذه الموازنة موازنة أخرى بين الواقعية والرومانتيكية، فلما ساد الاتجاه الواقعي الأدب العربي في خمسينات القرن العشرين وطغى، وصار الأدب إما أن يكون واقعياً- بمفهوم ضيق للواقعية- أو لا يكون. دعا لويس عوض إلى منحى رومانتيكي يعرب عن ((الذات)) في فرحها وحزنها وأملها وخيبتها من اجل أن يعتدل الميزان وتصح الرؤيا(17).
وراح يلتمس آثار المنحى الرومانتيكي في شعر صلاح عبد الصبور وشعر احمد عبد المعطي حجازي وقصص يوسف الشاروني، وفي ترجمة د. ثروت عكاشة نثر جبران خليل جبران المكتوب بالإنكليزية.
يفسر لويس عوض الأدب ويفسر الواقع الذي كان مصدرا لهذا الأدب ويصل بين هذا و ذاك على نحو دقيق لبق وغايته القصوى أن يزداد الإنسان تبصراً وتفهماً لنفسه ولما هو فيه. وقضية التنوير ركن ركين في بنائه الفكري، فإذا رأى مذهباً في الأدب يقصر عنايته على الشكل كما لدى البنيوية عده هرباً من ساحة الرأي ونصرة للشر بالسكوت عنه(18).
يقول في البنيوية وما يتصل بها ((إنها محاولة مستحيلة للانعطاف بالنقد عن مساره منذ أرسطو إلى اليوم، لقد عرف النقد ثورات عظيمة سواء في فلسفة الفن وعلم الجمال أو في التطبيق، ولكن هذه الثورات لا علاقة لها من قريب أو من بعيد،بهذا الذي يحاوله بعضهم باسم الحداثة للأسف..........
عرفنا النقد اللغوي والعروضي، وكلاهما ليس نقداً حداثياً أو حديثاً، ولكنني لم أعرف في مذاهب النقد الكبرى وأدواته ما يزيد الشعر الغامض غموضا. أو ما يحيل القصيدة إلى معادلات ((انثروبولوجية)).
هناك قياسات رياضية لذبذبات الصوت،ولكن هذه دراسة في الإيقاع وليست نقداً أدبيا.
الذوق لا يتناقض مع العلم،والعلم ليس إحصاء للتكرار أو المتشابهات أو المتناقضات، هذه كلها في خدمة العلم، وهو في النقد دراسة الأدب والعصر والمجتمع وكل العناصر التي شاركت في خلق العمل الأدبي.
التأريخ الأدبي مهم للمقارنة، والبلاغة مهمة للتحليل اللغوي، والفلسفة وعلم النفس وعلم الاجتماع هذا هو النقد الذي يضئ القصيدة أو الرواية أو المسرحية وهو يختلف عن النقد الذي يضيف إلى الغموض غموضاً))(19).
إن هذا الموقف المتوازن هو ثمرة الثقافة العريضة الرصينة والعقل النقدي.
ولقد كان حظ لويس عوض من كل ذلك وافرا.
5-
بقي لويس عوض مدة حياته ناقداً مثابرا يتابع آثار الأدباء ويكتب عنها متوخياً قيم الأصالة والحداثة والعقلانية.

































الحواشي:

(1) تنظر مجلة الهلال مارس 1990: 64.
(2) ينظر الحرية ونقد الحرية، لويس عوض: 6.
(3) الحرية ونقد الحرية: 17.
(4) فن الشعر، هوراس، ترجمة: د.لويس عوض:4.
(5) البحث عن معنى: 93.
(6) ينظر بلوتولاند وقصائد أخرى.
(7) تنظر مجلة الهلال أبريل 1990: 173.
(8) تنظر مجلة الهلال أبريل 1990: 175.
(9) تنظر مجلة العربي يوليو 1990: 98.
(10) ينظر النقد والنقاد المعاصرون: 152.
(11) النقد الفني، دراسة جمالية وفلسفية: 667- 668.
(12) ينظر المسرح المصري: 48.
(13) مجلة العربي يوليو 1990: 104.
(14) الحرية ونقد الحرية: 57.
(15) الحرية ونقد الحرية: 96.
(16) ينظر الحرية ونقد الحرية: 111.
(17) الحرية ونقد الحرية: 133، 134.
(18) ينظر له: الاشتراكية والأدب، في أكثر من موضع.
(19) مجلة العربي يوليو 1990: 99.



#سعيد_عدنان (هاشتاغ)       Saeed_Adnan#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أحمد أمين
- محمد حسين الأعرجي
- عبد العزيز المقالح
- عبد الرزاق محيي الدين
- زكي نجيب محمود... الناقد
- في معنى ألأسطورة
- التقاليد الجامعية
- الشيخ محمود محمد شاكر واللغة الانكليزية
- الثقافتان
- جميل سعيد 1916-1990
- عبد الباقي الشواي
- عبد الحميد الراضي
- مرتضى فرج الله
- عبد الإله أحمد
- عبد الأمير الورد
- مهدي المخزومي 1917-1993
- محمد يونس
- صلاح خالص
- عناد غزوان في موقف له
- رشدي العامل(1934-1990) ودربه الحجري


المزيد.....




- -الماتريكس 5-.. حكاية المصفوفة التي قلبت موازين سينما الخيال ...
- -باهبل مكة-.. سيرة مكة روائيا في حكايات عائلة السردار
- فنان خليجي شهير يتعرض لجلطة في الدماغ
- مقدّمة في فلسفة البلاغة عند العرب
- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سعيد عدنان - لويس عوض الناقد