أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مارغريت خشويان - مسيحيو الشرق الى أين؟














المزيد.....

مسيحيو الشرق الى أين؟


مارغريت خشويان

الحوار المتمدن-العدد: 3447 - 2011 / 8 / 4 - 17:54
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


مسيحيو الشرق الى أين؟
المسيحيون في العراق، عراقيون اصلاء عاشوا على هذه الارض منذ آلاف السنين متآخين متحابين مع الطوائف والأجناس الأخرى ليس خوفاً وإنما إيماناً منهم بالوطن والإخلاص لتربته.
ما حدث فجر امس من انفجار سيارة مفخخة أمام كنيسة العائلة المقدسة للسريان الكاثوليك في كركوك، شمال العراق، وأدى إلى إصابة 15 شخصاً بجروح، من بينهم ثلاثة من عناصر الشرطة. هو وحشي يدل على كره وحقد للطائفة المسيحية المسالمة التي لا تريد سوى ان تعيش في وطنها الام بسلام والاسلام بريء من هذه الاعمال الاجرامية فالذي يقوم بها هو خارج عن القيم الانسانية في الدين الاسلامي.
تعود بنا الذاكرة الى كنيسة سيدة النجاة للسريان الكاثوليك في بغداد فقد تعرضت لهجوم في 31 تشرين الأول 2010 أدى إلى مقتل 44 مصلياً معظمهم من النساء والأطفال وكاهنين، تبنته "دولة العراق الإسلامية"، الفرع العراقي لتنظيم القاعدة وها هي اليوم تنفذ جريمة اخرى ومعظم الجرحى من النساء والاطفال كأن الزمن يعود الى الوراء والاحداث تتكرر ولا أحد يحرك ساكنا" .

ان هذا العنف والارهاب ضد المسيحيين لايمكن ان يبرر تحت اي اجتهاد ديني او مذهبي بل يجب على الدولة وعلى المؤسسات الدينية في العراق التصدي له وبشكل حازم وفاعل.
أن ما حدث ويحدث ضد المسيحيين فى العراق ،منذ عام 2003 وحتى الآن، من قتل وترويع وتفجير لدور العبادة وتهجير قسرى وإغتصاب للسيدات وتدمير ونهب للممتلكات ،يشكل سلسلة من الجرائم الموثقة بموجب القانون الدولي والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، وقد أدت هذه الجرائم المستمرة منذ عدة سنوات إلى تهجير وتشريد أكثر من 600 الف شخص من مسيحيي العراق ،وهو ما يقارب 60% من تعدادهم،إلى خارج البلاد. عندما نقرأ هذه الاحصاءات المخيفة عن احتمال وجود شرق بلا مسيحيين كأنك تقول ارض بلا خيرات.
ان المسيحيين ملح الارض، ولا يقع عبء حمايتهم والعمل على تكريس حريتهم الدستورية على الحكومة العراقية وحدها، بل على المجتمع الدولي بأكمله حتى يستكمل بهاء وجوده وألوان مجتمعه الزاهية، وحتى يبرهن ويعكس إيمانه بالمساواة والحرية والأمن والكرامة الطريق الكفيل لتأسيس نظام ديمقراطي يضمن للفرد حرية الفكر والعقيدة والضمير، وهي مهمة يقع جزء كبير منها على الأحزاب السياسية وعلى منظمات المجتمع المدني، وأن يأخذ القضاء دوره في معاقبة من يرتكب بحقهم تلك الجرائم الإرهابية بظروف مشددة ليكون عبرة لغيره ممن تسول له نفسه ارتكابها.
الى متى؟ الى متى ستهرق الدماء الا يكفي ما حصل في كنيسة سيدة النجاة واليوم كنيسة العائلة المقدسة ؟ الى متى سنبقى متفرجين، صامتين؟
ان تردي وضع المسيحيين فى العراق وصل إلى ما هو اسوأ من نقص الحماية ليصل إلى التطهير العرقي والديني والتهجير القسري وترويع وتدمير مقومات الحياة والبقاء لأقلية مسالمة . نحن بحاجة الى عدالة دولية لان الحكومة العراقية لا تحرك ساكناً.
فالذي ينظر الى الاحصاءات والتقارير وخاصة بعثة الامم المتحدة لمساعدة العراق يرى ان 44 الى 50 في المئة من العراقيين يطلبون اللجوء الى الدول الغربية وخاصة السويد واوستراليا وتركيا واميركا وكندا، فهذا الامر يشكل هجرة واسعة للمسحييين العراقيين. وايضا يشكل خطورة عبر زوال المسيحية من العراق وبالتالي الشرق الاوسط.
ان المسيحيين الموجودين في العالم العربي والذين يبلغ عددهم حسب إحصاءات غير رسمية نحو 15 مليون نسمة موزعين بشكل أساسي في مصر، حيث تعدادهم نحو 10% من إجمالي السكان، وفي العراق ونسبتهم 3%، وفي لبنان ونسبتهم 39%، وفي سورية ونسبتهم 16% إضافة إلى فلسطين والأردن ودول مجلس التعاون ودول المغرب العربي والسودان.
وكما في زمن الأزمات الكبرى كالتي يعبرها العالم عموماً والعالم العربي خصوصًا اليوم، لا بد من وقفة للمراجعة مع أسباب هذه الهجرة القاتلة للنسيج العربي.
لقد شكَّل العرب المسيحيون إحدى ركائز البناء العربي القديم والحديث على السواء. ففي فجر الإسلام كانوا ركناً ثقافيًا وسياسياً وعسكرياً من الدولة العربية التي توسعت شرقاً حتى بلاد السند وغرباً حتى إسبانيا وكانوا أحد عناصر القوة الدافعة التي حملت الإسلام إلى خارج جزيرة العرب وبلاد الشام والتي شكلت أحد العناصر الحاسمة في توسع هذه الدولة ونموها وسيادتها على معظم العالم القديم.
عندما نتحدث عن وجود المسيحيين في العالم العربي نعني بقاءهم فيه. فهم من عناصر التكوين الأولى التي يمنع بقاؤها قيام بيئة تفترش التعصب والتطرف وبالتالي العنف المؤدي إلى كوارث تاريخية. بقاؤهم ترسيخ للدولة العصرية المتعددة العنصر والمتنوعة في وحدتها ونفي قاطع لعنصرية الدولة.
باختصار، إن هجرة العرب المسيحيين في حال استمرارها هو ضربة عميقة توجه إلى صميم مستقبلنا.
مهمتنا العاجلة منع هذه الهجرة، ترسيخ بقاء هذه الفئة العربية في شرقنا الواحد، والتطلع إلى هجرة معاكسة إذا أمكن."



مارغريت خشويان
مديرة موقع طيباين الصادر عن الرابطة السريانية



#مارغريت_خشويان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الألم
- فلسفة الوجود
- الكنيسة المشرقية في ايران
- السعادة بين الوهم والحقيقة
- تجدد الظلمة لا يعتم النور


المزيد.....




- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...
- حادث مروع يودي بحياة 3 ممرضات في سلطنة عمان (فيديوهات)
- تركيا.. تأجيل انطلاق -أسطول الحرية 2- إلى قطاع غزة بسبب تأخر ...
- مصر.. النيابة العامة تكشف تفاصيل جديدة ومفاجآت مدوية عن جريم ...
- البنتاغون: أوكرانيا ستتمكن من مهاجمة شبه جزيرة القرم بصواريخ ...
- مصادر: مصر تستأنف جهود الوساطة للتوصل إلى هدنة في غزة
- عالم الآثار الشهير زاهي حواس: لا توجد أي برديات تتحدث عن بني ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مارغريت خشويان - مسيحيو الشرق الى أين؟