أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - الصحافة الشيوعية العراقية ودورها في تطور الوعي الاجتماعي والوطني














المزيد.....

الصحافة الشيوعية العراقية ودورها في تطور الوعي الاجتماعي والوطني


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3445 - 2011 / 8 / 2 - 13:44
المحور: الصحافة والاعلام
    


قبل أيام مرت الذكرى ( 76 ) لعيد الصحافة الشيوعية في العراق مما يذكّر كل صحافي عراقي وطني بمغزى هذا التذكير وتأسيس أول صحيفة شيوعية ملتزمة استطاعت أن ترسم توجهاتها وأهدافها لتكون أكثر موضوعية فيما تناولته من مواضيع وأخبار تخص الشغيلة العراقية وجميع الطبقات والفئات الاجتماعية التي تتعرض للاستغلال والنهب كما اعتبرت القضية الوطنية من القضايا المهمة التي كانت تسعى إليها لاستقلال البلاد وتحررها من الهيمنة الاستعمارية، ولهذا فان الاحتفال والاحتفاء بهذه الذكرى يمنح معناً لوعي العمل الصحفي الملتزم بقضايا الشعب، ويؤكد أن للصحافة الشيوعية في العراق دور كبير في تطور الوعي الاجتماعي والسياسي والثقافي، ولعبت هذه الصحافة منذ بدايات قيام الدولة العراقية دوراً رائداً في ترسيخ مفاهيم العمل الصحفي الحر والملتزم وساهمت مساهمة واعية في تطوير الإعلام الصحافي بشكل عام مما جعل تأثيراتها تمتد لاحقاً على مجمل العمل الصحافي بشكل عام وعلى تطوره وظهور إمكانيات صحفية لا باس بها في ظروف تكاد أن تكون وسائل الإعلام ضعيفة ومحدودة، ومنذ أن صدرت أول جريدة في ( 18 / 12/1924 ) تحت اسم " الصحيفة " حيث صدر العدد الأول منها بدأت رحلة الصحافة الماركسية لتساهم بعد ذلك في وضع الأسس التقدمية الوطنية والاشتراكية إلا أن بداية رحلة الصحافة الشيوعية الحقيقية هو صدور جريدة ( كفاح الشعب ) الناطقة باسم الحزب الشيوعي العراقي في ( 30/7/1935 ) والتي رفع شعار " يا عمال العالم اتحدوا " وهي دلالة على المشروع الاممي الذي أصبح يمثل الطبقة العاملة في العالم، وقد قامت هذه الجريدة بدور فعال في نشر أهداف الحزب والتزامها بنشر الوعي الطبقي فضلاً عن قضايا عديدة أقلقت في حينها الحكومة التي شكلها ياسين الهاشمي والتي أخذت تتوجس خوفاً من وجود حزب شيوعي عراقي وجريدة شيوعية ونظمت هجمة شرسة ضدهما مما أدى إلى إغلاق الجريدة وتوقفها عن الصدور في كانون الأول عام ( 1935) ولم تكن تلك إلا بداية لظهور جريدة الشرارة الناطقة باسم الحزب في كانون الأول من عام ( 1940) إلا أن الهجمات البوليسية الحكومية استمرت ضد الحزب الشيوعي وتنظيماته وصحفه ، كما أن الانشقاق الذي حصل واستيلاء المنشقون على الجريدة مما دفع إلى صدور جريدة القاعدة في كانون الثاني ( 1943) ، ومما يذكر أن الحزب الشيوعي أصدر صحيفتين علنيتين هما العصبة عام ( 1946 ) التي كانت تنطق باسم " عصبة مكافحة الصهيونية " وصحيفة الأساس في آذار ( 1948) ، ولقد استمر الحزب الشيوعي في إصدار العديد من الصحف منها العلنية ومنها السرية مثل اتحاد الشعب التي صدرت بعد توحيد الحزب، وطريق الشعب الحالية التي صدرت وتراوحت بين العلنية ثم السرية بعد أن قام النظام البعثصدامي بحملته المسعورة بالضد من الحزب الشيوعي وصحافته العلنية وغيرهما من الصحف والمجلات مثل الثقافة الجديدة التي ساهمت في نشر الوعي السياسي الوطني والطبقي والثقافي بين الشعب العراقي.
لقد كتب الكثيرون حول أسماء الصحف وعملها وتواريخ صدورها وإغلاقها بسبب السياسات القمعية التي كانت تنتهجها الحكومات العراقية المتعاقبة وتوجهها إلى السرية ثم عودتها للعلنية ، ولهذا فقد اكتفينا بما ذكرناه لكي نستطيع أن نوضح تأثيرات الصحافة الشيوعية على المجتمع العراقي سياسياً واجتماعياً وثقافياً...الخ حيث لعبت تلك الصحف وما زال الباقي منها يلعب دوراً رائداً في مجالات كثيرة وطنياً واممياً ، لقد ساهمت صحف الحزب الشيوعي العراقي أيضاً في توسيع العمل التنظيمي من خلال استقطاب العناصر الشابة التي رأت فيه حزباً ثورياً يناضل من اجل المطالب العادلة للشعب العراقي فضلاً عن نضاله من اجل حقوق الشغيلة ومن اجل الحقوق القومية المشروعة للقوميات وحقوق المرأة وحقوق الإنسان والدفاع عن التنظيم النقابي وحرية الصحافة والحريات المدنية وغيرها من القضايا المهمة، كما أنها ساهمت بتطوير العمل الصحافي بشكل عام وبما نشرته من مقالات ودراسات من مفاهيم وطنية وديمقراطية، وعلى ضوء ذلك تأسست صحف وطنية تتمتع باحترام القراء بما تمثله من أفكار وطنية وديمقراطية، وكان لتأثير الصحافة الشيوعية على مجمل الصحافة التقدمية والديموقراطية والوطنية والقومية واضحاً بما مثلته من حرص وصدق والالتزام بالموضوعية وبالثوابت الوطنية وحرصاً على مصالح شغيلة اليد والفكر وعموم الشعب العراقي.
واليوم وبعد التغيرات التي حصلت على الساحة السياسية وما افرزه الاحتلال والمحاصصة من تداعيات يحتاج الشعب العراقي إلى صحافة ملتزمة وواضحة تخدم مصالحه الأساسية وتعتبر الصحافة الشيوعية بما تمثله من مفاهيم تقدمية ركناً أساسيا في الصحافة العراقية الحرة التي تناضل من اجل قيام دولة القانون والمواطنة، إن عيد الصحافة الشيوعية هو بالتأكيد عيد للصحافة الوطنية الديمقراطية التي قامت على معايير تقدمية، ولا ينسى المرء تلك الكوكبة من الصحافيين الشيوعيين الذين استشهدوا دفاعاً عن الكلمة الحرة وعن حقوق شعبنا بجميع قومياته وأديانه وأعراقه، لقد كان ومازال نضال الصحف الشيوعية والصحافيين الشيوعيين نبراساً ساطعاً في سماء الوطن وفي وجدان الشعب العراقي وستبقى هذه الصحافة على ثوابتها التي تأسست من اجلها ولن تحيد عنها حتى تتحقق العدالة الاجتماعية ويصبح العراق حرا مستقلاً ويتم بناء الدولة المدنية الديمقراطية التعددية التي تحقق المواطنة لجميع العراقيين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شعرة ما بين التطرف الديني والتطرف السياسي
- التطرف اليميني المغلف بالأصولية المسيحية ومأساة النرويج
- أين أمسى قانون الأحزاب الشبح يا مجلس النواب ...؟
- أدستور وفيدرالية أم ضحك على ذقون الشعب!
- يونس دخيل الرحلة في بطن الحوت
- استمرار الاعتداءات المسلحة الإيرانية على القرى العراقية
- تعمق الخلافات بين أقطاب السلطة الإيرانية
- الحقوق المدنية وتجاوزات قوى الأمن على المواطنين
- عندما يعيد الديوس انتشاره التاريخي
- الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع
- شبح الاقتتال الطائفي بمباركة الولاءات الطائفية
- مهزلة مكافأة الغائبين في مجلس النواب
- أهازيج قلبي الشجية
- الدعوة للانتخابات بين الحذر والتحذير
- بلطجية بغداد الجدد بين تصادم المصالح والتجاوز على الحقوق
- دولة القانون بالضد من منظمات المجتمع المدني!
- حرية الصحافة والصحافيون ما بين الاعتقال والتصريح في العراق
- خصوصية الرجل في المقهى المظلم
- مَنْ سيوقف القصف الإيراني والتركي للقرى العراقية؟
- الانتخابات هي الحل اللازم للتردي الأمني والخلافات السياسية


المزيد.....




- اتصال جديد بين وزير دفاع أمريكا ونظيره الإسرائيلي لبحث -فرص ...
- وزير الخارجية العماني يدعو القوى الغربية لإجبار إسرائيل على ...
- يوميات الأراضي الفلسطينية تحت النيران الإسرائيلية/ 1.11.2024 ...
- المركز الإفريقي لمكافحة الأوبئة يحذر: -جدري القردة- خرج عن ا ...
- جنرال أمريكي: الدول الغربية لا تملك خطة بديلة لأوكرانيا بعد ...
- الهجمات الإسرائيلية على لبنان وجهود التسوية / 1.11.2024
- أوستن وغالانت يبحثان فرص الحل الدبلوماسي ووقف الحرب في غزة و ...
- زلزال بقوة 5 درجات يضرب جزر الكوريل الجنوبية
- حسين فهمي يتعرض لانتقادات لاذعة بسبب صورة وحفل عشاء مع وفد ص ...
- ارتفاع إصابات جدري القردة في أفريقيا بنسبة 500% وتحذيرات من ...


المزيد.....

- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان
- الإعلام و الوساطة : أدوار و معايير و فخ تمثيل الجماهير / مريم الحسن


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - مصطفى محمد غريب - الصحافة الشيوعية العراقية ودورها في تطور الوعي الاجتماعي والوطني