أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع















المزيد.....

الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3413 - 2011 / 7 / 1 - 13:37
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


جاء كما هو معروف أن الترشيق من الرشاقة ولهذا يستعمل الترشيق للتخلص من البدانة، والترشيق عبارة عن طريقة للتخلص من الترهل والشحوم الزائدة التي قد تغلق الشرايين والأوردة في جسم الإنسان وعلى أثرها يتوقف القلب عن عمله، أما في لغة السياسيين فالترشيق يعني التخلص من الترهل في المجال الحكومي بعد استفحال الأزمات الاقتصادية أو السياسية والعجز في الميزانية وغير ذلك، و في تاريخ العراق الحديث سمعت بالترشيق مرتين الأولى على لسان صدام حسين لجماعته والثانية على لسان رئيس الوزراء نوري المالكي وبمن يحيط به، ويدل " هكذا الظاهر" على أن هناك أزمة سياسية تمر بها حكومة الشراكة الوطنية !! ( وكأن الأمر كان سراً ) وبمجرد سماع الآخرين بالترشيق هب البعض مطالبين بالترشيق، وقالوا الترشيق خير من البدانة المفرطة في عدد الوزراء حيث أن حوالي النصف منهم جاء مترنحاً ومنتشياً بتوافقات الكتل السياسية صاحبة القرار التي هللت وزغردت للشراكة الوطنية، بينما النصف من هؤلاء الوزراء وبخاصة وزراء بلا وزارات أي وزراء الدولة الذين يكلفون الدولة والخزينة المسكينة ملايين وملايين وملايين... الخ بدون أن يقدموا لها أي شيء، ولم يتأخر التحالف الوطني العراقي بجميع مكوناته من الموافقة على الترشيق من (42 ) وزيراً إلى ( 25 ) كبداية لان ذلك سيخدم الميزانية المثقلة بهموم الصرف المحسوس وغير المحسوس، ولن يبقى الترشيق محدداً بالوزراء بل سيشمل وكلاء الوزارات والمدراء العامين ومناصب استحدثتها توافقاتهم السياسية وفق مصلحة كل تكتل أو حزب، ويبدو أن البعض في العراقية وغيرها نادى به ولكن على أساس عدم استغلاله سياسياً .
عندما قال الخيرون من العراقيين عجباً أن الصين لها حوالي ( 40 ) وزيراً مقارنة مع عدد وزراء حكومة الشراكة الوطنية العراقية وشعبها حوالي ( مليار وأربعمائة مليون نسمة) وبحدود ( 56 ) قومية ومساحتها ( 9.6) مليون كيلو متر مربع، فكيف للعراق أن يزيد عنها بالوزراء وغير الوزراء؟ زعل وغضب البعض من هذه الأسئلة والتحريات والاستفسارات
ـــ وقالوا العراق بحكومته العظيمة لا يمكن أن يتجاوز محنته وأزمته ومشاكله وتحقيق عدالته وقانونه إلا ب ( 3 ) نواب لرئيس الجمهورية ووزراء أكثر من وزراء حكومة الصين الشعبية ومناصب استحدثت من اجل سواد عيون البعض كي لا يزعلوا.
إذن ترشيق الحكومة سوف يرفع الثقل عن الميزانية والقوى والكتل السياسية الثقيلة في الميزان!! بين خجل مؤيد لكنه رافض لان أضرار الترشيق تصيبه أكثر من الآخرين وبين لا خجل مؤيد لأنه كما قيل " لا زاد حنون في الإسلام خردلةً ـــ ولا النصارى لهم شغل بحنون " وكثر القول بعد أن دب اليأس في النفوس، بأنه الحل الشافي لعلاج هذا الوضع السياسي المترهل والمتشنج، وأموال البلاد التي تصرف بشكل غير مسؤول وبينما الفساد من أخمص القدمين إلى أعلى شعرة في الرأس، يركض البعض باحثاً عن ( 17 ) مليار دولار التي تبخرت مع القوات الأمريكية أو من تعاون معها بشكل حرامي أو شريك تحت " العباية " وهم يتغاضون عن المليارات والملايين التي تسرق أو تنهب من المال العام، لكن الغريب في الترشيق أيضا قول النجيفي الذي أنظم إلى جوقة التقسيم بأنه " سيدعم الترشيق شرط أن يكون ضمن التوافقات السياسية "وهذا يعني بصريح المصلاوي والنجيفي يعرفه لا بل رضعه منذ الصغر " تيتي تيتي مثل ما رحتي جيتي " أليس انه زمن أغبر؟ فبعدما تُخمنا بالتوافقات الانتهازية والمصلحة وتململ فينا الأمل بالترشيق فإذا النجيفي وغيره يذكروننا أن الترشيق سيخضع للأسلوب النفعي نفسه " التوافقات السياسية" وضاع علينا رأس الشليلة الذي وعد به رئيس الوزراء بما يسمى " 100 " يوم وقد غضب حينها البعض من الإخوة عليّ وراسلوني بشكل وآخر عندما أقسمت قائلاً " لا يمكن إيجاد الحل لا ولا بمئة عام بل ولا حتى بمليون سنة إذا بقيت الأمور على حالها " ونعود للقسم هذه المرة حول الترشيق فنقول " اقطع يدي من الكتف " إذا نجح " الترارة الترشيق " في حل المشكلة ما دامت الشروط التي بعثرت حكومة الشراكة الوطنية قائمة وباقية والكتل ترتب أوضاعها وفق المصالح الضيقة الفئوية وعلى أساس التوافقات السياسية، وهنا يضحك كل الذين يعرفون الحقيقة ـــ عن أي ترشيق يجري الحديث ؟ ومن يقبل أن ترشق بدانته السياسية والوظيفية والجيبية لمصلحة الوطن؟ ومن يضحي بالمنصب العالي والراتب والمخصص الأعلى من اجل الميزانية؟.
إن مسؤولية ما جرى بعد الانتخابات الأخيرة من مآسي وآلام وعدم اكتمال تشكيل الوزارة وبقاء الوزارات الأمنية بدون حل نهائي لها واتساع ظاهرة التفجيرات والاغتيالات وتجذر الفساد والمفسدين والاختراقات للقوات الأمنية من الجيش والشرطة والصراع على المناصب والكراسي يجب أن يتحمل أوزارها أولاً وآخراً الكتلتين الكبيرتين التحالف الوطني العراقي، وائتلاف العراقية فهاتين الكتلتين هما أس البلاء والصراع والتربص، وإذا ما نفذ ما يقال عنه الترشيق فسوف يكون بتوافقاتهما السياسية أيضاً وقد يطول الترشيق إلى الانتخابات القادمة والشعب يجلس على المقلاة ذات الحراراة 100% وفي دوامة ما بين ترشيقكم للوزراء والوزارات وغيرهم متذكراً ترشيق صدام حسين لأعضاء مجلس قيادته وحزبه ومن يريد التخلص منه بسبب ما حتى لو كان غير معارض أو ممتعض ويقدم له الولاء والطاعة فقال لهم اركضوا كي تتراشقوا!
إن الأغرب في هذه القضية هو السؤال الذي يدور في ذهن الشرفاء الوطنيين من العراقيين وهم يرون أن المناسبات الدينية تكاد أن تشمل أكثرية أيام السنة حيث تتعطل الوزارات والدوائر والمعاهد والجامعات والمدارس لأيام وتغلق الشوارع والطرقات وتعزل المدن والأحياء ويشغل الجيش والشرطة والأجهزة الأمنية التي تحمي المسيرات الشعبية التي تجابه الحر والبرد والأمراض والتعب والتفجيرات المجرمة وما يصيب الاقتصاد من شلل وخسارة خلالها
ـــ هل جاءت أحزاب الإسلام السياسي وحسب إعلانها من أجل البناء والتعمير وإقامة الديمقراطية والحريات بعد ظلام من الدكتاتورية وتحسين أوضاع المواطنين امنياً وصحياً وتعليمياً وخدمياً أم من اجل أن يلطم المواطنون ويضربون رؤوسهم بالقامات ويزحفون على ركابهم ويقضوا الساعات الطويلة في مسيرات متعبة ومضنية لكي ينسوا هموم وثقل الحياة المعيشية أو ينسوا ما وعدتم به من جنات عدن لهم؟
ـــ هل جئتم لكي تتصارعوا على المناصب وعلى الكراسي وبلغة طائفية مسخة ليس لها في الوجدان الوطني أي احترام بل العكس من ذلك؟
ـــ لعلمكم أيها السادة أن تفاقم ظاهرة الإدمان على المخدرات أصبح شاملاً وعاماً تقريباً، وان الأجهزة الأمنية في البصرة لوحدها ضبطت منذ أواسط 2008 حتى 2011 أكثر من ( طن وستمائة ) كغم من مختلف أنواع المخدرات قدرت قيمتها بـ ( بستة مليارات دينار ) والحبل على الجرار لو كشفت كم ضبطت في كل العراق!
أجيبوا ثم رشقوا لكي نقتنع بالترشيق، أم أن وشم العقول القديمة أعيد وشمه في العقول الجديدة على أسس جديدة!!...



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- شبح الاقتتال الطائفي بمباركة الولاءات الطائفية
- مهزلة مكافأة الغائبين في مجلس النواب
- أهازيج قلبي الشجية
- الدعوة للانتخابات بين الحذر والتحذير
- بلطجية بغداد الجدد بين تصادم المصالح والتجاوز على الحقوق
- دولة القانون بالضد من منظمات المجتمع المدني!
- حرية الصحافة والصحافيون ما بين الاعتقال والتصريح في العراق
- خصوصية الرجل في المقهى المظلم
- مَنْ سيوقف القصف الإيراني والتركي للقرى العراقية؟
- الانتخابات هي الحل اللازم للتردي الأمني والخلافات السياسية
- قانون عفو لمزوري الشهادات والوثائق الدراسية.....!
- قراءات حول الانسحاب الأمريكي وعدم توقيع الاتفاقية
- مقاييس ترفض تسمية نساء عراقيات للوزارات الأمنية
- هل حقاً أن المنطقة مُلْكٌ لإيران ؟
- على المدى المنظور كيف ستحل مشاكل العراق المائية؟
- أيار الرمز الوطني والطبقي الإنساني
- القمة العربية وأسباب التأجيل
- هكذا أجهضوا مشروع المعارضة البحرانية
- حقوق الشعب الاحوازي وحق تقرير المصير
- تداعيات انعقاد القمة العربية في بغداد


المزيد.....




- لم يسعفها صراخها وبكاؤها.. شاهد لحظة اختطاف رجل لفتاة من أما ...
- الملك عبدالله الثاني يمنح أمير الكويت قلادة الحسين بن علي أر ...
- مصر: خلاف تجاري يتسبب في نقص لبن الأطفال.. ومسؤولان يكشفان ل ...
- مأساة تهز إيطاليا.. رضيع عمره سنة يلقى حتفه على يد كلبين بين ...
- تعويضات بالملايين لرياضيات ضحايا اعتداء جنسي بأمريكا
- البيت الأبيض: تطورات الأوضاع الميدانية ليست لصالح أوكرانيا
- مدفيديف: مواجهة العدوان الخارجي أولوية لروسيا
- أولى من نوعها.. مدمن يشكو تاجر مخدرات أمام الشرطة الكويتية
- أوكرانيا: مساعدة واشنطن وتأهب موسكو
- مجلس الشيوخ الأمريكي يوافق على حزمة من مشاريع القوانين لتقدي ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - الترشيق بين وشم العقول والبدعة والواقع