أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - على المدى المنظور كيف ستحل مشاكل العراق المائية؟















المزيد.....

على المدى المنظور كيف ستحل مشاكل العراق المائية؟


مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب

(Moustafa M. Gharib)


الحوار المتمدن-العدد: 3352 - 2011 / 5 / 1 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


سؤال طرح منذ فترة غير قصيرة بعدما شهد العراق انحساراً كبيراً في مياه الأنهار لا بل انقطاع البعض منها بعد تحويلها من قبل الدول المجاورة مما أدى إلى أضرار متعددة في مجالات عدة في مقدمتها توسع تصحر الأراضي وانحسار المساحات الزراعية والأضرار التي لحقت بالثروة الحيوانية والسمكية وزيادة العواصف الترابية والتأثير الواضح على الاستعمالات البشرية إضافة إلى زيادة ملوحة الأراضي بسبب عدم وجود مشاريع لمعالجة المياه مما أدى النقص الحاد في بساتين النخيل فضلاً عن نتائج غير مرئية في الوقت الحاضر منها استمرار ارتفاع ملوحة شط العرب وتأثيراته على المدن المستفيدة منه مثل الفاو والسيبة.. الخ، هذا الانحسار الذي يشهده العراق ليس وليد الساعة بل إنه نتيجة لسياسة الحكومات المتعاقبة على البلاد وإهمالها لهذا الجانب المهم الذي يرتبط بحياة الشعب العراقي ومستقبله، ولم تكن هناك خطط ملموسة درست فيها ليس الحلول الجزئية والآنية في تلك الفترات فحسب بل استشراف المستقبل الذي كان يؤكد أن قضية المياه ستكون ذات أهمية كبيرة قد تقرر مصير بلدان أو ما يسمى أن الحرب القادمة هي حرب المياه وتكون أهميتها بالتأكيد أهم بكثير من النفط الذي قد ينفذ في وقت من الأوقات بينما سيبقى الماء أساس الحياة على الأرض وله التأثير الكبير على جوانب متعددة في تطور البلاد وتقدمها، ومن أهم تقصير الحكومات العراقية المتعاقبة عدم عقد اتفاقيات بين العراق والدول التي تشاركه المياه وهي تركيا وإيران وسوريا وقد تركت هذه القضية الحيوية للزمن وتوجهت أكثرية الحكومات العراقية باضطهاد الشعب وحجب الحريات والتجاوز على حقوقه في الديمقراطية وحرية التنظيم وقد فاق نظام البعثصدامي وحكوماته جميع الحكومات الأخرى في تغييب الديمقراطية وشن الحروب الداخلية ضد الشعب والخارجية ضد دول الجوار، وجرى تناسي مشكلة إيجاد خطط موضوعية وعملية ذات استراتيجية بعيدة المدى بخصوص المياه ومنع التجاوز على حقوقه المائية والذي أصبح أمراً واقعاً في الوقت الحاضر وبخاصة سياسة الاستئثار من قبل دول الجوار، فها هي الجارة المسلمة جداً إيران قد حولت الكثير من الأنهار والجداول التي كانت تصب في العراق ومنها مياه نهر الكرمل ونهر كارون والكرخه والأخيرين كانا يصبان مياههما في شط العرب متحججة باتفاقية الجزائر التي وقعها نظام الشاه مع نظلم البعث العراقي، هذه الاتفاقية التي أضاعت نصف شط العرب وتنازل فبها النظام السابق عن أراضي عراقية، فضلاً على أن تركيا المسلمة الأخرى أقامت " مشروع كاب " باتجاه بناء ( 22 ) سداً داخل تركيا على نهري دجلة والفرات، "وأكدت منظمة اليونيسيف في تقريرها أن نهر دجلة سيجف بعد سنوات عدة" وبناء السدود سيؤدي إلى انحسار الكثير من المياه التي هي من حق العراق، وعلى الرغم من توقيع اتفاقية مع سوريا عام 2002 لكن الاتفاقية بقت حبراً على الورق ولم تُفَعّل لحد الآن وبالامكان أحياؤها من خلال إجراء لقاءات مع الجانب السوري وتفعيل عملية التعاون لصالح البلدين ثم طرح قضية المشروع المزمع إنشائه وبواسطته سيجري سحب مياه نهر دجلة الذي لا يمر في الأراضي السورية إلا لمسافات محددة وهذا ما يخالف الأعراف والقوانين الدولية حول قيام مشاريع كالسدود أو خزانات مائية بدون الاتفاقيات المسبقة لتأمين حصص المياه إلى البلدان المستفيدة من الأنهار، وكان الجانب السوري قد أكد ان المشروع المذكور الذي سوف يسقي حوالي ( 200 ) ألف هكتار في منطقة الحسكة بالتعاون مع شركات كويتية هو اتفاق أولي مع النظام العراقي السابق في زمن صدام حسين، وعلى العموم أن عقد اجتماعات مع سوريا وتركيا شيء ايجابي وممكن الوصول إلى حلول منطقية تحفظ حق العراق من المياه وبخاصة أن العلاقات التجارية تنامت بشكل كبير وواسع وهي ذات منفعة مشتركة قد تساعد لإيجاد الحل السليم لقضية المياه في المستقبل، كما ان إجراء لقاءات مع الجانب الإيراني وحثهم على توقيع اتفاقيات حول المياه عامل مساعد لتحريك هذا الموضوع وإثارة قضية تسريب مياه المبازل المالحة إلى الأراضي العراقية أو أية نفايات تضر المناطق والأراضي المتاخمة للحدود الإيرانية.
إن قضية الموارد المائية وتأمين الحصص العادلة والثابتة مع دول الجوار إذا لم تجر معالجتها بشكل صريح وقانوني وتحديد مسؤولية كل طرف من الأطراف ومعرفة كمية المياه التي يجب ان يتمتع بها كل طرف على حدة ستكون محفوفة بالمخاطر، ولهذا سيكون العراق المتضرر الوحيد من بين تلك الدول، وقد يكون الأمن المائي من الأوليات التي يجب أن تراعيها حكومات دول الجوار المعنية وعلى الحكومة العراقية أن تسعى بشكل جاد وسريع لإيجاد حلول واقعية لهذه الأزمة الجديدة التي سوف تدمر البلاد ومنها إنشاء خزانات للمياه التي توفر الاحتياط اللازم أثناء فترات الصيف وانخفاض المياه في دجلة والفرات أو الروافد الأخرى، وان قضية الأمن المائي تجعل الدول على أهبة الاستعداد لأي طارئ يستجد ويؤثر على أمن البلاد، والكثير من الدول التي تشترك بالموارد المائية لديها اتفاقية ملزمة للجميع وأية محاولة للإخلال بها قد تعرض الدول إلى شن حتى الحروب إذا استعصى وجود حلول سلمية عبر المفاوضات لان الإخلال بالاتفاقيات أو تحويل مجاري المياه أو التجاوز على الحصة المائية التي حددتها القوانين والأعراف الدولية يعني تدمير واسع للتنمية البشرية والصناعية والزراعية والتجارية وهذا ما يجعل البلاد على حافة الحروب الأهلية والتي يدفع الشعب ثمنها الباهظ، ومن هذا المفهوم نجد ان الأضرار التي لحقت بحصة العراق المائية كثيرة ولا سيما في الفترات السابقة بسبب انشغال النظام الدكتاتوري بالحروب وخلق الأزمات مع دول الجوار ثم احتلال البلاد من قبل القوات الأمريكية والبريطانية بحجة أسلحة الدمار واستمرار هذه الحالة مما أدى إلى اتساعها منذ 2003 حيث أصبحت ذات إبعاد كارثية لقضايا التنمية وإذا ظلت على هذه الحالة وهذا الإهمال فان عواقبها ستزداد وقد تصل الأمور إلى زيادة في معدلات التصحر ودمار الأراضي الزراعية واتساع مشاكل الثروة الحيوانية والتأثير على الثروة السمكية وزيادة العواصف الترابية فضلاً عن ما يلحق الجوانب الحياتية الأخرى وفي مقدمتها الاستعمالات البشرية المتنوعة .. ويقع على عاتق الوفد العراقي الذي سوف يشارك بأعمال الدورة الثالثة للمجلس الوزاري العربي للمياه والذي سيعقد في مقر الأمانة العامة للجامعة العربية في القاهرة مسؤولية طرح جميع العقبات التي تواجه البلاد في مجال استحقاقها الطبيعي والقانوني من الموارد المائية وإيجاد حلول ليست وقتية فحسب بل مستقبلية لتأمين الحصص المائية العادلة والثابتة وتعتمد على استراتيجية تظهر مصالح البلاد من المياه وبخاصة تلك الأنهار التي تنبع من دول الجوار وتمر عبر الأراضي العراقية منذ آلاف السنين مثل نهري دجلة والفرات وغيرهما من الأنهار التي تصب في دجلة كنهري الكارون وديالى.
إن مساندة الوفد العراقي الذي سيشارك في دورة المجلس الوزاري العربي للمياه الذي سيعقد الأربعاء والخميس كما أعلن عنه ستكون دعماً معنوياً لتثبيت مواقفه ودفاعه عن حق العراق وحصته المائية وهو ليس منّة من احد يمن عليه بل حق طبيعي يجب الالتزام به ويحتاج إلى تضافر جميع القوى الوطنية التي تعرف مدى خطورة هذا الوضع وبخاصة انحسار المياه وهو تحدي من اجل حياة الشعب وبقاء الأراضي العراقية بعيدة عن التصحر وعودة مياه الاهوار التي جُففت في عهد حكم صدام حسين.



#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)       Moustafa_M._Gharib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيار الرمز الوطني والطبقي الإنساني
- القمة العربية وأسباب التأجيل
- هكذا أجهضوا مشروع المعارضة البحرانية
- حقوق الشعب الاحوازي وحق تقرير المصير
- تداعيات انعقاد القمة العربية في بغداد
- ظاهرة تزوير الشهادات والوثائق جزء من الفساد
- حكومة الأغلبية السياسية أو حكومة شراكة وطنية على الهواء
- ماكنَة الإرهاب ماكثة للقتل وماكينَة المؤسسات الأمنية..!
- 77 عاماً من النضال الوطني والطبقي وما زال الطريق طويلاً
- إقرار قانون الأحزاب الجديد ضرورة ملحة
- حديقة بغداد الضبابية
- الشعارات الطائفية أضرت التضامن مع الشعب البحريني
- مرض الرشوة فساد الذمم وتشويه لأخلاقية الإنسان
- لائحة حقوق الإنسان والاعتقال والتعذيب في العراق
- لا مفاجئة ففقدان المسار بداية التعثر والنكوص
- الرفيق فيدل كاسترو ومحنة الرؤيا
- مازالت قوانين مجلس قيادة الثورة المنحل تفعل فعلها
- اعتداءات وتجاوزات ضد الصحافيين ووسائل الإعلام في العراق
- مواقف غير سليمة مواقف متناقضة مضرة
- حتمية المظاهرات والاحتجاجات ضد الفساد والفاسدين


المزيد.....




- أحد قاطنيه خرج زحفًا بين الحطام.. شاهد ما حدث لمنزل انفجر بع ...
- فيديو يظهر لحظة الاصطدام المميتة في الجو بين مروحيتين بتدريب ...
- بسبب محتوى منصة -إكس-.. رئيس وزراء أستراليا لإيلون ماسك: ملي ...
- شاهد: مواطنون ينجحون بمساعدة رجل حاصرته النيران داخل سيارته ...
- علماء: الحرارة تتفاقم في أوروبا لدرجة أن جسم الإنسان لا يستط ...
- -تيك توك- تلوح باللجوء إلى القانون ضد الحكومة الأمريكية
- -ملياردير متعجرف-.. حرب كلامية بين رئيس وزراء أستراليا وماسك ...
- روسيا تخطط لإطلاق مجموعة أقمار جديدة للأرصاد الجوية
- -نتائج مثيرة للقلق-.. دراسة تكشف عن خطر يسمم مدينة بيروت
- الجيش الإسرائيلي يعلن استهداف أهداف لحزب الله في جنوب لبنان ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مصطفى محمد غريب - على المدى المنظور كيف ستحل مشاكل العراق المائية؟