حزب اليسار الأوربي يدعو الى تأسيس جديد للاتحاد الأوربي

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3444 - 2011 / 8 / 1 - 01:50
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

بمناسبة انعقاد الجامعة الصيفية لحزب اليسار الأوربي، في دورتها السادسة، في مدينة تريفي الايطالية و ضيافة الحزب الشيوعي الايطالي- أعادة التأسيس، التقت قيادة حزب اليسار الأوربي للتشاور حول التطورات الدراماتيكية الجديدة، في الاتحاد الأوربي، المرتبطة باتساع أزمة الديون. بعد أن عصفت دوامتها باليونان و ايرلندا و البرتغال، وتصيب اليوم إيطاليا و اسبانيا و بلدانا أخرى، وتضع وجود منطقة اليورو بأكملها محط تساؤل.
أكد بيار لوران سكرتير الحزب الشيوعي الفرنسي و سكرتير حزب اليسار الأوربي، على تطور الأزمة بشكل سريع و "هي اليوم تتقدمنا و لا تقف خلفنا" و إن السياسة المتبعة لا تلبي الحاجة المتزايدة للتغيير، و لكن المقاومة تزداد هي الأخرى و خصوصا حركة "الغاضبون"، ولهذا من الضروري طرح البدائل السياسية التي تمنح المناضلين الرؤية السياسية المطلوبة.
عرض ويلي ماير ممثل اليسار الاسباني المتحد، الكيفية التي يجري فيها انقلاب صامت من خلال "أتفاق اليورو" و " الحكومة الأوربية الاقتصادية" تـُحول فيه سلطة الدولة الوطنية إلى الاتحاد ألأوربي، وتـُقضم بموجبه الحقوق الاجتماعية و الديمقراطية، و لا يجوز إلقاء اللوم على البنك المركزي الأوربي و صندوق النقد الدولي، ولكن "الأمر يتعلق بالقرارات التي تتخذها الحكومات و المحافظون و الليبراليون أو الديمقراطيون الاجتماعيون" على حد تعبيره.
قدم الكسيس تسبيراس سكرتير حزب اليسار اليوناني تقريرا عن الأوضاع في بلده، مشيرا إلى أن الحكومة و بعد أن مررت برنامج التقشف في البرلمان لتجنب إفلاس البلد، تتحدث الآن عن " خسارة منتقاة". إن الهدف الوحيد لهذه " الخسارة المنتقاة" هو إنقاذ البنوك وثروة الأغنياء على حساب سكان أوربا. لقد تحول المواطنون اليونانيون إلى حقل لتجربة تقوم بها الليبرالية الجديدة التي وصلت إلى طريق مسدود، و أصبح الأمر متأخرا تقريبا ويقف المواطنون الآن ضد تمرير أعباء ألأزمة. و الدرس الذي يجب ان يتعلمه الايطاليون و ألأسبان و البرتغاليون هو أن ينتفضوا الآن قبل أن يفوت الأوان. لقد حان الوقت لتعزيز التضامن و للمطالبة بتأسيس جديد للاتحاد الأوربي، و قد تضمنت الوثيقة السياسية، التي ناقشتها قيادة الحزب، تحديد الأسس المطلوبة لتأسيس جديد للاتحاد الأوربي، على أرضية توزيع جذري للثروة و ديمقراطية حقيقية، و مصارف عامة و إخضاع الاقتصاد إلى رقابة ديمقراطية.
طالبت الوثيقة كذلك ضمن أمور أخرى بالإطفاء الفوري لجزء كبير من الديون العامة، و إخضاع نظام المصارف و القطاع المالي إلى رقابة ديمقراطية مع احتمال تأميم المصارف في المستقبل، وفرض الضرائب على رأس المال الكبير و التعاملات المالية، وبتغير جذري لطبيعة البنك المركزي الأوربي ليتحول إلى بنك يمنح القروض لتنفيذ برامج اجتماعية ولتمويل التنمية المستدامة للاتحاد ، ولتجاوز الاختلال بين البلدان الأساسية وبلدان الأزمة والأعضاء الآخرين في الاتحاد الأوربي. و تقول الوثيقة :" القروض و الاستثمارات و التعاملات المالية يجب أن لا توظف للمضاربات، بل لخدمة المشاريع الاجتماعية التي توفر فرص عمل، وتحمي الخدمة العامة، وتجعلها مستدامة بيئيا، و أن وجود مؤسسة تسليف خاضعة للملكية العامة وتقدم القروض تعتبر وسيلة رئيسة لتحقيق هذا الهدف "
حذر حزب اليسار الأوربي باستمرار من الكوارث الاجتماعية لسياسة التقشف التي تتبعها حكومات الليبرالية الجديدة و الترويكا ( صندوق النقد الدولي و البنك المركزي الأوربي و الاتحاد الأوربي ) التي بدأت مرحلة جديدة كما تقول الوثيقة " مرحلة يقدم فيها الرأسماليون على فعل كل شيء يحمي مصالحهم و لا يدفعون ثمن أزمتهم إلى الحد الذي تهدد به الديمقراطية ويجري فيه تقييد شعوب بأكملها". تهدف اتفاقية اليورو و " الحكومة الاقتصادية الجديدة" الى توسيع الهجوم على جميع بلدان الاتحاد الأوربي لتدمير بقايا دولة الرفاه الاجتماعي و الخدمات العامة.
بعد مناقشة مستفيضة لأوضاع البلدان المختلفة استنتج المجتمعون ان الوقت ملائم للقيام بنضالات جماهيرية واسعة في خضم الصراعات الطبقية الجارية في أوربا و التي لا مثيل لها، و لتحقيق ذلك تبرز اليوم أهمية تكوين أوسع تحالف بين القوى الاجتماعية و السياسية الأوربية ، لمواجهة القوى و الهياكل الاستبدادية و اللا ديمقراطية السائدة في الاتحاد الأوربي، و للنضال من اجل إعادة صياغة جذرية لأوربا تقوم على التضامن و المشاركة و الديمقراطية الحقيقية، وبهذا الخصوص تشير الوثيقة إلى أن " يعمل حزب اليسار الأوربي لبناء جبهات مقاومة ضد سياسات التقشف ولفرض أولوية إلى ما يحتاجه الناس و ليس ما يطالب به عالم المال" . و تضيف الوثيقة " لقد حان وقت التضامن و المطالبة بإعادة تأسيس الاتحاد الأوربي، فأما أن يكون ديمقراطيا اجتماعيا تضامنيا أو لا يكون"، وبهذا الخصوص سيوظف الحزب مبادرة مواطني أوربا " للحوار مع مواطني الاتحاد الأوربي و اقتراح أنشاء صندوق أوربي للتضامن و التطور الاجتماعي، على النقيض من صناديق الإقراض الأوربية التي ينبغي أن تمول المشاريع على أساس المعايير الاجتماعية و البيئية، وبتمويل ميزانية الاتحاد الأوربي من البنك المركزي الأوربي و من واردات الضرائب المفروضة على التعامل المالي ، وسيتم تحرير الاستثمارات من الأسواق المالية و يجري نزع سلاح المضاربين "
ناقشت قيادة الحزب تقارير مجاميع العمل المختلفة ( شبكة بلدان البلقان، الخدمة العامة، الاقتصاد الزراعي، شبكة العمل النقابي و شبكة المرأة)، كما تم تبادل المعلومات حول نشاطات الحزب بضمنها ( المشاركة في منتدى سان باولو في العاصمة النيكاراغوية ماناغوا)، والمساهمة في مناقشة التطورات في الوضع العالمي ( في قبرص و تركيا و فلندا)، بالإضافة إلى النقاش الدائر حول تأسيس شبكة للمنظمات الشبابية المرتبطة بالأحزاب العاملة في حزب اليسار الأوربي.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات