المؤتمر الثالث لحزب اليسار الأوربي ينهي أعماله....أقرار برنامج للنشاط السياسي و انتخاب سكرتير جديد للحزب

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3211 - 2010 / 12 / 10 - 23:59
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

المؤتمر الثالث لحزب اليسار الأوربي ينهي أعماله
أقرار برنامج للنشاط السياسي و انتخاب سكرتير جديد للحزب

رشيد غويلب
انتهت في العاصمة الفرنسية باريس في الفترة 3 – 5 من الشهر الحالي، أعمال المؤتمر الثالث لحزب اليسار الأوربي بانتخاب السكرتير العام للحزب الشيوعي الفرنسي "بير لوريه" رئيسا جديدا للحزب خلفا لرئيس الحزب السابق ، القيادي في حزب اليسار الألماني، "لوثر بسكي"، وتم للمرة الأولى انتخاب أربعة نواب للرئيس، للوصول إلى تمثيل أفضل للمناطق الأوربية في قيادة الحزب بعد ان أقر المندوبون تغييرا في النظام الداخلي اشترط التمثيل الجغرافي، ووفقا لذلك توزع نواب الرئيس على حزب اليسار اليوناني وكتلة اليسار البرتغالية والحزب الشيوعي الاسباني و الحزب الشيوعي في مولدوفيا.
ضم حزب اليسار الأوربي، عند تأسيسه قبل ست سنوات احد عشر حزبا، ويضم الآن 37 حزبا تتوزع بين أحزاب كاملة العضوية وأخرى بصفة مراقب، و يتمتع الجميع بتمثيل متساو في قوام المؤتمر وكذلك بنفس الوقت المتاح للمتحدثين أثناء جلسات المؤتمر. قدم المندوبون وعلى مدى ثلاثة أيام عرضا للأوضاع السياسية في بلدانهم متناولين الفرص المتاحة و المشاكل التي تواجه عمل أحزابهم و طالب الجميع بضرورة زيادة التركيز على تنظيم النشاطات المشتركة وعلى أساس المساواة التامة.
اقر المؤتمر برنامجا للنشاط السياسي المشترك بعنوان " أجندة من اجل أوربا اجتماعية" وقد أكد البرنامج على " يتوجه حزب اليسار الأوربي بهذا المقترح نحو سكان القارة الأوربية رجالا و نساء بغض النظر عن ديانتهم ومناطق سكناهم و عقائدهم وبغض النظر أيضا إن كانوا قد ولدوا داخل أو خارج بلدان الاتحاد الأوربي. إن التفاقم الهائل للازمة الاقتصادية – الاجتماعية – البيئية يتطلب إجراءات فورية و جذرية ، فنحن نريد أن تصبح أوربا والعالم اجمع مكانا لعيش أفضل ولكن هذا يتطلب حمايتها من المخاطر. نحن لا نستطيع تطوير العالم إلا بالحفاظ عليه، ولكننا نستطيع الحفاظ عليه عندما نطوره. يتبنى اليسار الأوربي رؤية جذرية لعالم آخر هو عالم الديمقراطية و الاشتراكية. اليسار الأوربي مفتوح لجميع الذين يريدون دعم هذه الأجندة. نحن نسعى لعالم تسوده الحرية و العدل و المساواة، عالم خال من الانتقام و الاستغلال و الجوع و المشقة، ونحن نريد لهذا المشروع أن يصبح حقيقة"، بالإضافة إلى ذلك نشير إلى أهم ما تضمنته الوثيقة الأساسية التي طرحتها قيادة الحزب على المؤتمر:
*- ينعقد المؤتمر في وقت يطلب من الناس تحمل املاءات لا تطاق، ففي غالبية البلدان الأوربية يجري تنفيذ برامج تؤدي الى تحجيم الإنفاق العام جراء خطط التقشف الحاد وخصخصة الخدمات العامة وتدمير سوق العمل. نرفض كيسار متعدد، من خلال سلسلة من الاتفاقات والطلبات (في البرلمان الأوربي)، نرفض كيسار متعدد سياسة الليبرالية الجديدة والهيكل التي تنتجها.
*- الأزمة هي أيضا أزمة للديمقراطية ففي كثير من الأحيان تم اتخاذ قرارات هامة بعيدا عن الناس. نحن نناضل من اجل إعادة تأسيس ديمقراطية لأوربا و الاتحاد الأوربي.
*- يلتزم اليسار بطرح المبادرات من اجل سياسة ديمقراطية و من اجل تغير الأوضاع على جميع المستويات المحلية و الوطنية و الأوربية و العالمية من خلال البحث الدائم عن شركاء بين القوى السياسية و النقابات والحركات الاجتماعية وكل الذين يعتقدون إن أوربا أخرى ممكنة. نحن نريد مواجهة الليبرالية الجديدة سياسيا واجتماعيا على الصعيد الوطني و الأوربي. نحن نريد أن نكسب الأغلبية لهذه الأهداف.
*- قدمت حكومات القوى المهيمنة خلال السنتين الأخيرتين مبالغ هائلة من الأموال العامة لإبقاء النظام المالي على قيد الحياة ، في الوقت الذي لم تحرك فيه ساكنا لمواجهة الفقر المتنامي. إن أسوأ أزمة مالية - اقتصادية خلال العقد الحالي لم تنته بعد والحكومات لم تضع السيطرة على الأسواق المالية العالمية أو النظام الاقتصادي العالمي في سؤال.

*- دون نشاط مباشر سوف لن يكون هناك تغير في الإجراءات المتخذة لمناهضة الأزمة، فالسياسات المستدامة للتغير يجب أن تربط بين الأنشطة السياسية البديلة وخطة أوربية للنشاط لمناهض للفقر. سوية مع النقابات سننظم حملة من اجل إضافة فقرة تخص الواقع الاجتماعي في الدستور الأوربي تؤكد عدم الاستغناء عن الربط الثابت بين الاتحاد الاقتصادي والنقدي والسياسة الاجتماعية و البيئية.
ينظر اليسار إلى النضال ضد الفقر باعتباره تحديا سياسيا و اجتماعيا، فنحن نحتاج إلى تنمية تضع الإنسان في المقام الأول.النضال ضد الفقر سيكون ناجحا عندما يصبح هذا الهدف عنصرا أساسيا في سياسات الاتحاد الأوربي والبلدان المكونة له كل على حده.

يدرس حزب اليسار الأوربي حاليا إمكانية الاستفادة من عمليات الاستفتاء الشعبي المنصوص عليها في " معاهدة لشبونة" التي سيصبح ممكنا في كانون الثاني 2011، وهناك قلق متزايد أن تؤدي الاستفادة من بعض فقرات المعاهدة إلى الموافقة عليها لاحقا، أما من حيث المحتوى فيمكن توظيف الاستفتاء الشعبي للمطالبة بإنشاء صندوق للتنمية الاجتماعية وفرض الضرائب على التعاملات في الأسواق المالية وتغيير الدور الذي يلعبه البنك المركزي الأوربي.
أكد المؤتمر على ضرورة تطوير العمل المشترك مع القوى اليسارية في أمريكا اللاتينية والتضامن معها في سعيها لتعميق الديمقراطية وتوسيع مشاركة السكان في الحياة السياسية، ولتحقيق ذلك سيشارك وفد من الحزب في أعمال " منتدى سان باولو السابع عشر الذي سيعقد في العاصمة االنكاراغوية " مناغوا". الجدير بالذكر أن" فالتربومر" السكرتير التنفيذي لمنتدى سان باولو قد شارك في أعمال المؤتمر.
اختتم المؤتمر أعماله بنشيد الأممية الذي ردده المندوبون سوية بلغات متعددة.


محطات هامة في مسيرة الحزب
كانون الثاني 1999 : اتفاق 13 حزبا على النداء الخاص بانتخابات البرلمان الأوربي الذي تضمن تصورات هذه الأحزاب عن أوربا التي تسعى لبنائها. وعلى اثر نتائج تلك الانتخابات ولدت مجموعة اليسار داخل البرلمان الأوربي والتي تحولت إلى كتلة تضم ألان 35 نائبا.
آذار 2003: الاجتماع ألتشاوري في اليونان بهدف تنشيط عملية تأسيس حزب اليسار الأوربي وجرى في نفس العام استكمال الحوار حول الوثيقة الأساسية للحزب ونظامه الداخلي.
كانون الثاني 2004 : اجتماع برلين الذي اقر نداء موجها الى الأحزاب اليسارية الأوربية الراغبة في تأسيس الحزب.

أيار 2004 : انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب في روما يومي الثامن والتاسع منه.
تشرين الأول 2005 : انعقاد المؤتمر الأول لحزب اليسار في أثينا الذي أكد على ضرورة النضال المشترك مع القوى اليسارية الأخرى و الاتحادات النقابية والمنظمات الاجتماعية من اجل أوربا يسودها السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
تشرين الثاني 2007 : المؤتمر الثاني للحزب في براغ الذي اقر نداء براغ الداعي الى إحداث التغيير السياسي من اجل أوربا أخرى على أساس أهداف الحزب المعلنة.
تشرين الثاني 2008 : انعقاد الكونغرس الانتخابي للحزب الذي اقر البرنامج الانتخابي للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوربي التي جرت عام 2009.
حزيران 2009 : تشكيل كتلة اليسار الجديدة في البرلمان المتكونة من 35 نائبا منهم 17 ينتمون لحزب اليسار الأوربي.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات