حزب اليسار ألأوربي يطلق حملة انتخابية موحدة في بلدان القارة العجوز

رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 2652 - 2009 / 5 / 20 - 08:35
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    

بعد خمس سنوات على تأسيسه
حزب اليسار ألأوربي يطلق حملة انتخابية موحدة في بلدان القارة العجوز
رشيد غويلب
بعد خمس سنوات على تأسيسه يخوض حزب اليسار ألأوربي انتخابات البرلمان ألأوربي لأول مرة بحملة انتخابية واحدة في بلدان الاتحاد الأوربي المختلفة في السابع من حزيران المقبل.
انطلقت فكرة تأسيس الحزب من ضرورة العمل المشترك لليسار الأوربي على أساس الديمقراطية والمساواة ومن اجل التأكيد على المشتركات بين أحزاب اليسار الأوربي.
وقد كانت ولادة الحزب تجربة جديدة وفي ظروف جديدة أيضا، فبعد انهيار النظام الاشتراكي في بدابة التسعينات دخلت الأحزاب الشيوعية واليسارية الأوربية في أزمة حادة أسوة بعموم أحزاب اليسار في العالم، وقد احتاجت هذه الأحزاب عشر سنوات بعد ذلك الحدث المدوي ليلتقي في روما وفي عام 1998 عدد من الأحزاب الشيوعية واليسارية وبعض أحزاب الخضر الأوربية للتداول حول أشكال وسبل العمل المشترك في ما بينها.
يتكون الحزب من أحزاب شيوعية واشتراكية وأحزاب الخضر اليسارية وأحزاب ديمقراطية أخرى ذات خلفية تاريخية وتجربة سياسية وبرامج وأنظمة داخلية مختلفة، ولكن ما يجمع هذه القوى هو اتفاقها في السعي لتجاوز المجتمع الرأسمالي وبناء مجتمع يضمن التحرر للإنسان وتحرير النساء والرجال من كل إشكال الاضطهاد والاستغلال والإقصاء وهذا ما تعكسه الأهداف المشتركة للحزب والمتمثلة في النضال من اجل السلام ونزع السلاح واعتماد الحلول السلمية في مواجهة سباق التسلح واعتماد الحلول العسكرية للنزاعات الدولية.
يناضل الحزب من اجل الحفاظ على المكتسبات الاجتماعية وتحقيق المزيد منها على طريق تحقيق العدالة الاجتماعية وكذلك من اجل الحفاظ على البيئة وحمايتها ومن اجل المزيد من الديمقراطية المباشرة. ويرفض حزب اليسار اتفاقية لشبونة لأنها تسير على خطى الاتفاقيات الأوربية السابقة التي تكرس سياسة الهجوم على المكتسبات الاجتماعية وتسعى إلى المزيد من الخصخصة وتعتمد الاستمرار في سياسات عسكرة القارة، ولهذا يطالب الحزب بأجراء استفتاء شعبي حول الاتفاقية في جميع بلدان الاتحاد الأوربي.
إن حزب اليسار الأوربي حزب أممي يتعدى نشاطه حدود أوربا ويتجلى ذلك في مجاميع ولجان العمل التي يشكلها والتي تهتم بمواضيع الساعة في بقاع العالم المختلفة، وفي وفوده التي تساهم في المؤتمرات والمنتديات العالمية كقمة القوى البديلة والمنتدى الاجتماعي العالمي ومنتدى سان باولو، تلك المشاركات التي أدت إلى تطوير علاقاته بالقوى الاجتماعية والسياسية اليسارية في أمريكا اللاتينية. كما يولي الحزب اهتماما خاصا واستثنائيا لحل مشاكل الشرق الأوسط انطلاقا من أرضية التضامن مع الشعب الفلسطيني.
حظي تأسيس حزب اليسار والمؤسسات المرتبطة به بدعم النواب اليساريين في البرلمان الأوربي انطلاقا من قناعتهم بان المزيد من الاندماج بين البلدان الأوربية يعطي للعمل المشترك بين الأحزاب الأوربية أهمية خاصة، ويفتح إمام اليسار أفاقا للتأثير في الرأي العام الأوربي. ويتحسس هؤلاء النواب عن قرب إن العمل الواسع والمتعدد الجوانب في البرلمان الأوربي يحتم عليهم المبادرة لطرح المقترحات والبدائل من اجل المساهمة الفاعلة في تحديد ملامح أوربا الجديدة، ولمواجهة هذا التحدي يكتسب العمل المشترك مع أحزاب أوربا اليسارية واتحاداتها النقابية ومنظماتها الاجتماعية أهمية خاصة، ولذلك تنطوي عملية تأسيس المؤسسات ومراكز البحث التي قام بها حزب اليسار وكذلك الهياكل واللجان الحزبية التي شكلها لتفعيل النقاش وعلى أسس ديمقراطية لمواجهة سياسات الليبرالية الجديدة التي تعتمدها حكومات الاتحاد الأوربي على أهمية قصوى، وتشكل قي الوقت نفسه فضاءات واسعة للحوار مع المؤسسات العلمية و الحركات الثقافية والاجتماعية من اجل الوصول إلى أوربا السلام والديمقراطية.
يضم حزب اليسار ألأوربي تسعة عشر حزبا يتمتعون بالعضوية الكاملة إلى جانب أحد عشر حزبا بصفة مراقب تغطي واحدا وعشرين بلدا أوربيا ويضم في صفوفه 400000 عضوا، وبعد عشر سنوات على تأسيسه يعتبر خوض الحزب لأول مرة الانتخابات ببرنامج مشترك احد أهم نجاحاته.
يتضمن برنامج الحزب الانتخابي الذي صيغ على أساس المنطلقات العامة للحزب، المطالب الأساسية والتي تغطي العناوين التالية: السلام، الديمقراطية، حماية المناخ والبيئة، وقبل كل شئ العمل من اجل تحقيق العدالة الاجتماعية. ورغم اتفاق القوى المشاركة في الحزب على ما هو مشترك وعام ولكن هذا لا يلغي الاختلاف في تفاصيل عدة، ولا تعود هذه التباينات لكون هذه الأحزاب تعمل في بلدان مختلفة وتمثل مصالح مختلفة فقط وإنما تعود هذه الاختلافات إلى تعدد الرؤى حول العديد من مواضيع الساعة، بالإضافة إلى التمايز في المواقف من التجربة التاريخية لليسار الأوربي، وما انسحاب حزب العمال الشيوعي الهنكاري من عضوية الحزب مؤخرا إلا دليل على ذلك، وقد علل الهنكاريون انسحابهم بالاختلاف حول تقييم تجربة البلدان الاشتراكية السابقة وكون حزب اليسار الأوربي يسعي لتحسين الرأسمالية في حين يسعون هم إلى إلغائها. ومن الجدير بالذكر إن حزب العمال الشيوعي الهنكاري كان احد الأحزاب المؤسسة لحزب اليسار وانطلاقا من هذا التطور يعتقد بعض المحللين إن علاقة حزب اليسار الأوربي بالقوى التقدمية في شرق أوربا لا تزال هشة، فيما يؤشر قادة الحزب حصول تطور ايجابي في العمل المشترك مع هذه الأحزاب وان عملية من التعارف المتبادل تجري ألآن، إلا إنهم يؤكدون إن هذا قد لا يؤدي بالضرورة إلى انضمام هذه الأحزاب إلى حزبهم رغم إن المشاكل التي يعاني منها شرق القارة أصبحت تمثل تحديا لهم أيضا وعليهم أن يواجهوه.
يسعى الحزب لتعزيز الروابط بين عمل الأحزاب المكونة له على صعيد دولهم القومية وبين عمل الحزب على الصعيد الأوربي، ولعل الحملة الانتخابية التي بدأت ألآن تكون فرصة جيدة لتبادل الزيارات بين قيادات الحزب في البلدان المختلفة بهدف دعم الحملة الانتخابية وبالتالي الحصول على اكبر عدد ممكن من المقاعد في البرلمان الأوربي القادم، بالإضافة إلى ذلك يتجه الحزب لتنظيم العديد من الفعاليات الفكرية والتنظيمية التي تساعد على التسريع في الاندماج أو زيادة التنسيق بين القوى المكونة له، ويأتي تنظيم فعالية جامعة الصيف وهي فعالية فكرية مشتركة ستتناول الأزمة المالية الحالية وبدائل اليسار في مواجهتها.
محطات هامة في مسيرة الحزب
كانون الثاني 1999 : اتفاق 13 حزبا على النداء الخاص بانتخابات البرلمان الأوربي الذي تضمن تصورات هذه الأحزاب عن أوربا التي تسعى لبنائها. وعلى اثر نتائج تلك الانتخابات ولدت مجموعة اليسار داخل البرلمان الأوربي والتي تحولت الى كتلة تضم ألان 41 نائبا.
آذار 2003: الاجتماع ألتشاوري في اليونان بهدف تنشيط عملية تأسيس حزب اليسار الأوربي وجرى في نفس العام استكمال الحوار حول الوثيقة الأساسية للحزب ونظامه الداخلي.
كانون الثاني 2004 : اجتماع برلين الذي اقر نداء موجها الى الأحزاب اليسارية الأوربية الراغبة في تأسيس الحزب.
أيار 2004 : انعقاد المؤتمر التأسيسي للحزب في روما يومي الثامن والتاسع منه.
تشرين الأول 2005 : انعقاد المؤتمر الأول لحزب اليسار في أثينا الذي أكد على ضرورة النضال المشترك مع القوى اليسارية الأخرى و الاتحادات النقابية والمنظمات الاجتماعية من اجل أوربا يسودها السلام والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.
تشرين الثاني 2007 : المؤتمر الثاني للحزب في براغ الذي اقر نداء براغ الداعي الى إحداث التغير السياسي من اجل أوربا أخرى على أساس أهداف الحزب المعلنة.
تشرين الثاني 2008 : انعقاد الكونغرس الانتخابي للحزب الذي اقر البرنامج الانتخابي للمشاركة في انتخابات البرلمان الأوربي التي ستجري في السابع من حزيران المقبل..
نيسان 2009: إقرار البدء بالنشاطات الانتخابية المشتركة في أكثر من عشر بلدان أوربية.

#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات