أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - اليسار في امريكا اللاتينية في بدابة القرن الحادي و العشرين* نشوء و تطور -يسار جديد- متعدد















المزيد.....

اليسار في امريكا اللاتينية في بدابة القرن الحادي و العشرين* نشوء و تطور -يسار جديد- متعدد


رشيد غويلب

الحوار المتمدن-العدد: 3186 - 2010 / 11 / 15 - 00:41
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


صورة اليسار اليوم في أمريكا اللاتينية هو نتيجة لتحول تاريخي عميق ، كان مؤلما وصعبا و صحبته عملية إعادة تحديد لمحتواه، ورغم إن البدايات تعود لعقود سابقة، إلا إن عقد التسعينيات مثل فترة التحول الرئيسية، و تأتي هذه التحولات بعد تغيرات في الأوضاع الاجتماعية التي حدثت في اغلب البلدان خلال سيادة الدكتاتوريات العسكرية و المدنية فيها، وارتبط ذلك بتمهيد الطريق لسياسة الليبرالية الجديدة على الصعيدين الاقتصادي و الاجتماعي، بالإضافة إلى انهيار النموذج الاشتراكي في الاتحاد السوفيتي وبلدان أوربا الشرقية والمتغيرات التي رافقت هذا الانهيار على الصعيد العالمي وما ترتب عليه من تأكيد لسلطة القطب الواحد متمثلة بالولايات المتحدة الأمريكية. إن تطبيق سياسة الليبرالية الجديدة اقتصاديا و اجتماعيا وفق الشروط التي وضعتها واشنطن في كل بلد على حدة وبأشكال مختلفة أدى إلى تغير أساسي في الهياكل الاجتماعية وخلق ظروف جديدة لعمل وتأثير اليسار. التحليل و التقييم الإستراتيجي للشروط الجديدة والتفاعل معها وكذلك الاختلاف حولها والتعلم منها جرت بوتيرة عاصفة و متطورة لم تشهد أية منطقة من العالم مثيل لها، كما هو الحال في بلدان أمريكا اللاتينية.

القوى اليسارية في أمريكا اللاتينية هي محرك ونتيجة لنضال، أوسع فئات الشعب، من اجل مصالحها الحياتية و ضد سياسة الليبرالية الجديدة و من اجل الديمقراطية، وفي الوقت نفسه هي الوريثة و المحافظة على نضالات الحركات التحريرية من اجل الاستقلال ومقاومة السكان الأصلين التي استمرت مئات السنين من اجل الثورات الديمقراطية و كذلك نضال العمال و الفلاحين في القرن العشرين وقيام الحركة الاشتراكية و الشيوعية في القارة، وهي ثمرة الثورة الكوبية والمحاولات الثورية الفاشلة في شيلي و بوليفيا ونيكاراغوا وصولا إلى مقاومة الأنظمة الدكتاتورية في الماضي القريب. تصف قوى اليسار في أمريكا اللاتينية نفسها باليسار الجديد دون أن تنسى امتداداتها التاريخية ويتجلى ذلك في الحفاظ على تقاليدها ورموزها التي تعكس هويتها مثل " سيمون بوليفار " و "جيفارا" .

إن أهم ما يميز يسار أمريكا اللاتينية اليوم عن يسار القرن العشرين، الذي تأثر بالمواجهة بين المعسكرين وعاش انشقاقات فكرية وارتكز على تفسيرات عقائدية للماركسية، هو التالي:

-لا تمثل الأحزاب السياسية في هذا اليسار القوة الرئيسية، بل تحتوي المؤسسة، التي تعمل على تطوير النشاطات المختلفة دفاعا عن مصالح الفئات السفلى ، إلى جانب هذه الأحزاب عدد كبير من المنظمات من مختلف القطاعات و المجاميع ذات المصلحة، التي تلعب دورها المستقل كعناصر فاعلة في الصراع الاجتماعي وفي المتغيرات السياسية نتيجة لوجود نضج عالي في الواقع الاجتماعي يستوعب ضرورة إحداث التغير. يضم هذا الطيف منظمات الفلاحين ونقابات العمال و منظمات الهنود الحمر(سكان القارة الأصليين) ومنظمات الشبيبة و الطلبة والنساء وحقوق الإنسان ومنظمات أحياء المدن التي تحتوي مجاميع مختلفة ذات مصالح معينة لا تمثل معاداة الامبريالية أولوية في مطالبها ولكنها تتبنى في الغالب أهدافا يتطلب تحقيقها تغيرا اجتماعيا، واثبت في كثير من الحالات قدرتها الكبيرة على تعبئة الجماهير والحزم في التنفيذ ما تخطط له تاركتا الأحزاب خلفها التي لم تعد تحتكر قيادة الحركة، بل تمثل هذه الأحزاب جزء من القوى التي تشكل اليسار.

- تعددية اليسار اليوم في أمريكا اللاتينية لا تنحصر في طبيعة تكوينها من أحزاب ومنظمات اجتماعية، بل تشمل هذه التعددية طبيعتها الفكرية ، أسلوب عملها، و أشكال تنظيمها، و بالمقارنة مع المراحل السابقة لا تقيًم هذه التعددية باعتبارها استمرار للتشرذم الذي اعتبر "طبيعة" لليسار، بل يشكل هذا التنوع ثروة من الأفكار و الأساليب وان كانت لا تستخدم دائما بالاتجاه الصحيح، ولكنها تمثل تقارب قوي و’مبرر أكثر مما كان عليه في الماضي، و هذا ما عكسه عمل قوى اليسار المشترك في منتدى سان باولو.

- منظمات اليسار، مع استثناءات قليلة اقل هرمية مما كانت علية في الماضي ، ولم يعد يسمح بممارسات التسلط عموما، فالمنظمات الاجتماعية تعارض بالأساس الممارسات التسلطية للقيادات وتمارس الدفاع عن نفسها وتنحل بسرعة عندما يسود هذا النمط من القيادة. التوجهات الديمقراطية شملت أيضا الحياة الداخلية لأغلب الأحزاب اليسارية، وهذا لا يمنع وجود توترات في بعض الحالات نتيجة للتعارض بين دور شخصيات قيادية مؤثرة و الرغبة في سيادة الديمقراطية في الحياة الداخلية لهذه المنظمات.

- شهد محتوى عمل قوى اليسار اتساعا، فبالإضافة إلى القضايا التقليدية اتسعت الدائرة لتضم محاور جديدة أو تفعيل محاور لم تتمتع بالاهتمام الكافي في المراحل السابقة، كموضوعة الديمقراطية في ظل العلاقات البرجوازية و المجتمع المدني كعنصر من عناصر الديمقراطية و إطار للنشاطات السياسية، والانتخابات و العمل البرلماني وكذلك المسألة القومية والوضع البيئي والمساواة بين الجنسين وعدم المساواة الاجتماعية والإمكانات المتوفرة لتحقيق التحول الاجتماعي، و كذلك المخاطر المستقبلية المحدقة بالبشرية ، و الدور المهم للعمل المشترك على صعيد القارة.

- لقد تطورت أنشطة اجتماعية جديدة ومتنوعة نتيجة للجهد الخلاق للمنظمات الاجتماعية كحركات المواطنين من اجل مشاركة العوائل في الجبهة المضادة لمنطقة التجارة الحرة ALCL و ضد الاتفاقيات الثنائية للتجارة الحرة، وفي النضال من اجل السيادة الوطنية وضد التدخلات الأجنبية (نشير هنا بشكل خاص للحركة المضادة للقواعد العسكرية كقاعدة مانتا في الإكوادور) ، ودور الحركة المدافعة عن حقوق الإنسان و ضد إفلات المجرمين من العقاب، غالبا ما كانت هذه الحركات تمتد إلى خارج الحدود الوطنية، وقد كان المحرك لها حركات الاحتجاج العالمية كالحركة المضادة للعولمة وحركة السلام وحركات و النشاطات التضامنية و خصوصا المنتديات الاجتماعية.

- يرفض اليسار في أمريكا اللاتينية اليوم ،مع استثناءات قليلة، العنف المسلح كوسيلة للوصول إلى التغير الاجتماعي وكذلك المزاوجة بين جميع أشكال النضال، وأعطى أولوية لتحقيق الإصلاحات من خلال النضال داخل مؤسسات الدولة أو باعتماد التعبئة الجماهيرية خارج اطر هذه المؤسسات (مثلا النضال من داخل وخارج البرلمان ) والتركيز على توظيف طبيعة وإمكانيات هذه المؤسسات لإحداث التغير، ولهذا تراجع التجريد المبني على ثنائية الإصلاح أو الثورة إلى الوراء إلى حد بعيد.

- سوف يزداد دور العامل الذاتي اتساعا في تغير وعي الناس وممارستهم للنضال من اجل مجتمع جديد.

- تواصل الحركات اليسارية مع الماضي سيضل قائما من خلال النضال لتحقيق المساواة و العدالة الاجتماعية والمشاركة الجماعية ومن اجل الديمقراطية على أسس جديدة باعتبارها قيمة يسارية باتجاه تحقيق التحولات الاجتماعية، فضلا عن التضامن ألأممي والدفاع عن السيادة الوطنية و مواجهة هيمنة سياسة الولايات المتحدة الأمريكية.

قوى اليسار التاريخية (الأحزاب الشيوعية، المنظمات التروتسكية، مجاميع الكفاح المسلح السابقة، النقابات اليسارية) لم تندمج إلى حد كبير، في التشكل الجديد لليسار بسهولة. إن محاولات الإعلام البرجوازي غير العادلة لتقسيم اليسار بين جديد وقديم أو بين واقعي "برغماتي" ومتطرف "غير مسئول" تجافي الحقيقة ولا تعكس المحتوى السياسي وتعددية اليسار في أمريكا اللاتينية.

*: أعدت هذه المادة على الأساس المحور الأول من الفصل الثاني من دراسة بعنوان "الاتحاد الأوربي و اليسار في أمريكا اللاتينية" صدرت في نيسان الماضي ضمن سلسلة أوراق روزا لوغسمبورغ التي تصدرها مؤسسة روزا لوغسمبورغ التابعة لحزب اليسار الألماني.

مسيرات نقابية تطالب بمزيد من الإجراءات الثورية



#رشيد_غويلب (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرشحة تحالف اليسار تفوز بانتخابات الرئاسة في البرازيل- اول ا ...
- أحزاب جديدة تنظم لحزب اليسار الأوربي و الفرنسيون يستضيفون مؤ ...
- تحالف اليسار الفنزويلي يحصد الأكثرية المطلقة من أصوات الناخب ...
- السياسة الطبقية لليسار الالماني
- وفاة أهم رموز مقاومة الدكتاتورية والزعيم التأريخي للحزب الشي ...
- في ضوء انتخاب الرئيس الألماني الجديد، دروس هل يتعظ الساسة ال ...
- امرأة دخلت التاريخ من أبوابه الواسعة
- أسئلة اليسار المفتوحة
- نقاش مفتوح حول مشروع البرنامج الجديد لحزب اليسار الالماني
- الذكرى الستين لتأسيس الصين
- حزب اليسار الالماني :نجاحات كبيرة في ثلاث ولايات و فرص اكبر ...
- هموم الشيوعيين دائما وطنية
- حزب اليسار ألأوربي يطلق حملة انتخابية موحدة في بلدان القارة ...


المزيد.....




- السعودية تعلن ضبط أكثر من 25 شركة وهمية تسوق للحج التجاري با ...
- اسبانيا تعلن إرسال صواريخ باتريوت إلى كييف ومركبات مدرعة ودب ...
- السعودية.. إغلاق مطعم شهير في الرياض بعد تسمم 15 شخصا (فيديو ...
- حادث جديد يضرب طائرة من طراز -بوينغ- أثناء تحليقها في السماء ...
- كندا تخصص أكثر من مليوني دولار لصناعة المسيرات الأوكرانية
- مجلس جامعة كولومبيا الأمريكية يدعو للتحقيق مع الإدارة بعد اس ...
- عاجل | خليل الحية: تسلمنا في حركة حماس رد الاحتلال على موقف ...
- الحوثيون يعلنون استهداف سفينة نفط بريطانية وإسقاط مسيّرة أمي ...
- بعد الإعلان التركي عن تأجيلها.. البيت الأبيض يعلق على -زيارة ...
- ما الذي يحمله الوفد المصري إلى إسرائيل؟


المزيد.....

- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب
- سلافوي جيجيك، مهرج بلاط الرأسمالية / دلير زنكنة
- أبناء -ناصر- يلقنون البروفيسور الصهيوني درسا في جامعة ادنبره / سمير الأمير
- فريدريك إنجلس والعلوم الحديثة / دلير زنكنة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - رشيد غويلب - اليسار في امريكا اللاتينية في بدابة القرن الحادي و العشرين* نشوء و تطور -يسار جديد- متعدد