ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)
الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 22:25
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
تعيش سوريا هذه الأيام لحظات حاسمة من تاريخها المعاصر ، فنظام العصابة تتسارع وتيرة أنهياره ، والجيش الذي ظل حتى الأمس القريب تابعا للنظام ، ها هو اليوم يعلن بعض ضبابطه وأفراده الانشقاق والإنسلاخ عن هرم العصابة المحتلة التي عبثت بتركيبة الجيش وعاثت بها فسادا لأجل ألا يتمرد عليها في يوم من الأيام .
لكن الصحوة الثورية التي يعيشها الشعب السوري اليوم ، انتقلت أيضا الى صفوف أفراد الجيش ، الذين آلمهم مشهد الدماء الغزيرة التي سفحت بدون سبب ، سوى أن أصحابها خرجوا يطلبون الحرية ، كما آلمهم أيضا مشهد التعذيب الوحشي الذي تعرض لها المواطنون في المعتقلات .
لا يمكن أن يتنكر الجيش لدماء الشعب السوري ، ولا يمكن أن ينسلخ عن هويته الوطنية ، مهما تلوثت عقيدته القتالية بالأيديولوجيا الحزبية ، وقد أثبتت التجارب ان الثورات الشعبية لا يتكمل نصابها إلا بتلازم الجيش والشعب .
فالجيش السوري لم يكن في يوم من الأيام قد هبط من الفضاء ، إنه من الشعب ، ولا يعقل أن يكون ضد نفسه ، أي ضد الشعب ، فالدلائل والمؤشرات على تحرك الجيش ضد العصابة المحتلة ، باتت قوية وواضحة للعيان ، بانتظار أن يكتمل التحامه بصفوف الثورة .. سيظل الشعب مستمرا في نضاله السلمي حتى اقتلاع العصابة ورحيلها عن تاريخ سوريا .
ففي تطور هو الأبرز من نوعه ، اندلاعت اشتباكات عنيفة في بلدة الزبداني بريف دمشق بين الجيش من جهة وعناصر من أجهزة أمن العصابة ، وقد سمع إطلاق نار كثيف في المناطق المجاورة استمر ساعات عدة كما سُمع إطلاق نار كثيف أيضاً وانفجارات قوية في مناطقَ عدة في اللاذقية.
من الواضح أن شرفاء الجيش السوري ، بدأوا يدركون حجم المخاطر الكبيرة المترتبة بعدم وقوفهم مع شبعهم ووطنهم ، فبعد أن غرر نظام العصابة بالكثيرين من ضباط الجيش ، وأعدم الضباط والجنود الذين لم ينفذوا تعلميات العصابة المحتلة بضرورة إطلاق النار على المتظاهرين بغرض قتلهم ، إلا أن انشقاق الكثيرين من زملائهم أربك العصابة ، ووضعها في مأزق كبير ، تتسع فجوته يوما بعد آخر .
فلا بد أن يأتي اليوم ، الذي سيقف فيه كل أحرار الجيش السوري وشرفائه مع الشعب الثائر ، ولا بد أن يأتي اليوم الذي سيسحب فيه البساط من تحت أرجل العصابة المحتلة .
#ثائر_الناشف (هاشتاغ)
Thaer_Alsalmou_Alnashef#
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟