أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي ابراهيم - ملامح ألمرحلة ألقادمة في عراق ما بعد ألفاشية















المزيد.....



ملامح ألمرحلة ألقادمة في عراق ما بعد ألفاشية


فوزي ابراهيم

الحوار المتمدن-العدد: 1024 - 2004 / 11 / 21 - 12:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بغية ألتعرف وعن كثب بقدر ألأمكان على ملامح ألمرحلة ألقادمة من تأريخ ألعراق عموماً وبعد ألأنتخابات ألبرلمانية ألمزمع أجراؤها أواخر يناير كانون ألثاني 2005 على وجه ألخصوص، لا بد من تشخيص مظاهر ألمرحلة ألحالية بتحليل مستقل ورؤية واقعية عميقة غير منحازة حزبياً أو سلطوياً على ألأطلاق وترمي، في ألحقيقة، ألى ألتغيير نحو ألأفضل أي نحو أشاعة ألسلم وألعدالة ومستلزمات ألحياة ألكريمة وألآمنة للعراقيين أجمع من خلال بناء وترسيخ دعائم ألدولة ألديمقراطية ومن ضمنها تقنين مواثيق حقوق ألأنسان ألعالمية في ألدستور ألعراقي ألدائم ودساتير ألأقاليم ألتي يجب أن لا تتعارض معه أطلاقاً ومن خلال ألأيمان بسيادة دولة واحدة تأتمر بحكم ألقانون وحده وتحظر وبشكل قاطع كل أشكال ألتمييز ألقائمة على أسس قومية، دينية، طائفية وما شابه لأن كل ألعراقيين هم أبناء ألوطن ألواحد وذوو مصير واحد رغم تلك ألتنوعات ألزاهية وألمثرية للتشكيلة ألعراقية ألرائعة بأنتماءها ألى ألفروع ألصغيرة ألتي تنصب جميعاً في بوتقة ألوطن ألأم ألعراق ألضامن لحقوق ألجميع، تتعقب هذه ألمقالة، على قدر ألأمكان، كل معلم من معالم ألوضع ألحالي وألناشيء منذ يوم تحرير ألبلاد من ألسطوة ألطويلة وألحزينة وألمؤلمة للفاشية ألصدامية ألتي طبعت حياة ألعراقيين بكل عناصر ألهمجية وألسادية تماشياً مع قانون معلن مفاده أن ألحياة للأقوى وألأقوى هو ألصدامي ولا حياة لسواه وذلك لأكثر من ثلاثين عاماً.
وفي مرحلة ما بعد ألتحرير، حدثت أنقسامات طائفية وعرقية عميقة وخطيرة، ففي ألوقت ألذي عارض معظم أبناء ألطائفة ألسنية ألتغيرات ألعميقة ألتي حدثت بعد ألتاسع من نيسان 2003 متهمين ألسلطات ألعراقية وقوى ألأحتلال بتهميش دورهم في ألسلطة ألأمر ألذي تطور تباعاً ألى أندلاع أنتفاضة عسكرية سنية طالت كل ألمناطق وألمحافظات ذات ألأغلبية ألعربية ألسنية ليس ضد قوات ورموز ألأحتلال فقط كما هو مفترض أو ما ينبغي عليها أن تكون إذا كانت حركة تحرر وطني، بل ويجري أستهداف وبكل ألوسائل ألعنفية في نفس ألوقت مراكز وأفراد ألشرطة وألحرس ألوطني وحتى تفجير ألقنابل في ألمناطق ألسكنية ألتي تنفذها عصابات متطرفة ومما زاد في ألطين بلة وعقد ألأمور كثيراً هو عقد أتفاقات عمل عسكرية بين فلول ألنظام ألسابق وأغلبها من ألسنة ألذين أئتمن صدام جانبهم مع قوى ألأرهاب ألدولي كألقاعدة وأنصار ألأسلام وحتى أعداء ألنظام ألألداء من أمثال ألحرس ألثوري ألأيراني وألأصوليين ألعرب حيث نفذ هؤلاء ولا زالوا هجمات على دور ألعبادة ألأسلامية وألمسيحية في جرائم كثيرة في كربلاء وبغداد وألموصل وألكوفة في سبيل تحقيق حلم أبو مصعب ألزرقاوي ذي ألعقل ألمريض وألتفكير ألطائفي ألخطير وهو رئيس عصابة ألقاعدة في ألعراق وألمطلوب للعدالة ألا وهو، كما أعلنه بنفسه في رسالته ألسيئة ألصيت، تأجيج ألخلافات ألطائفية نحو أحداث حرب أهلية ماحقة بين ألسنة وألشيعة من أجل، حسب غاياته ألمعتوهة، أفشال ألبرنامج ألأممي وألعراقي ألوطني لأنشاء ألديمقراطية وأشاعة ألسلام في ألبلاد وفي مقابل ذلك، ألتزم أغلب ألشيعة، ما عدا عصابات مقتدى ألصدر ألتي دمرت ألكثير وتسببت في مقتل وتشريد وخطف وأبتزاز فئات وطنية لا غبار عليها خاصة من ألمسيحيين وألذي تم نزع سلاحها في مدينة ألثورة من خلال أتفاق ألمال مقابل ألسلاح ألمسروق ألمبرم مع ألحكومة، ألتزموا بفتوى آية ألله علي ألسيستاني ألقاضية بعدم ألتعرض لقوات ألأحتلال وسلوك أساليب ألمقاومة ألسلمية في ألوقت ألذي، ولأول مرة في تاريخ ألعراق، تتشاور ألحكومة أو مجلس ألحكم ألأنتقالي قبلها معه لأجل نيل موافقته على ألمشاريع ألسياسية ألهامة مثل صياغة ألدستور وألتشكيلات ألوزارية وألشؤون ألأنتخابية وما شابه من ألأمور ألمصيرية ألأخرى ومثل هذه ألسياسات ألتي تباركها قيادة ألتحالف وألجيش ولا ترى أي موجب لوقفها أو ألغاءها طالما يحتفظ سكان ألمناطق ذي ألأغلبية ألشيعية بألطرق ألسلمية في ألتعامل مع ألتحالف وألحكومة ولا ينتفضون في أنتفاضة مماثلة لما يجري في مناطق ألسنة وفي ألواقع أتت تلك ألسياسة بفوائد جمة لتك ألمناطق ألمتخلفة وألمعدومة فبدأت أموال دول ألتحالف وعوائد ألنفط تنهمرعليها من أجل ألبناء وألأعمار وبُدء بأعادة بناء مدن ألجنوب وألأهوار وتمكين سكانها من ألعودة للعيش بها حسب ألتقليد ألتأريخي ألذي لم يتوقف يوماً منذ ألأزمنة ألغابرة حينما كان ألسومريون ومن ثم ألكلدان سكانها وأسيادها سوى ألعام 1991 حيث أمر صدام حسين بتدميرها وتهجير سكانها أنتقاماً لأنتفاضة ألشيعة هناك آنذاك.
وما دمنا أمام واقع منقسم كهذا، فأننا ندعو ألقيادات ألدينية وألعلمانية لكلا ألطائفتين خصوصاً وكل ألقوى ألسياسية ألفاعلة في ألمجتمع ألعراقي ألى تنظيم أجتماعات ومؤتمرات ثنائية وجماعية لرأب ألصدع وتطويق ألخلافات ولأيجاد أرضية مشتركة لكافة ألعراقيين في سبيل شق ألطريق ألسلمي لأعمار ألبلاد وألمشاركة ألحقيقية لكافة ألطوائف وألقوميات في ألمجالات ألسياسية ألمتنوعة مع ألألتزام بنتائج ألأنتخابات ألنزيهة وألشاملة على كونها ملزمة للجميع كونها تعبر عن طموحات ألشعب أو على ألأقل ألأجتماع لمداواة ألجراح ووقف تعميقها وتأمين وحدة ألشعب ألعراقي بكافة مكوناته ألعظيمة.
أن ألنظرة ألى ألأنتخابات ينبغي أن تكون من خلال ألرؤية وألمصلحة ألوطنية وليس على كونها أنجازاً يزيد في أرصدة هذه ألفئة أو تلك، كما وأنها ممارسة ديمقراطية ألهدف منها هو تحقيق ألنظام ألديمقراطي وعلينا أن نحذر هنا أنه في بعض ألبلدان حيث ألتيارات وألأحزاب ألمعادية للديمقراطية تحظى بحصة ألأسد في مجال ألتأييد ألشعبي بسبب تخلف ألوعي بألديمقراطية وثقافة حقوق ألأنسان ألمرتبطة بها بترابط لا يمكن فصل عراه من شأن ألأنتخابات أن تجلب ألى ألسلطة قوى وأحزاب فاشية أو أصولية ومعادية للديمقراطية كما تسلق ألحزب ألنازي ألفاشي ألى ألسلطة عبر أنتخابات ألعام 1933 وكادت قوى مشابهة في ألجزائر لعام 1992 حيث فازت ألقوى ألأصولية ألمناهضة لحقوق ألأنسان ألموثقة دولياً وتناصب ألعداء للديمقراطية أنما يجري أستثمار ألأنتخابات في حالات معينة لوأدها وألفتك بدعاتها حال فوز تلك ألقوى بها ومن هنا فأن أجراء ألأنتخابات ينبغي أن يضمن توافر وعي ونضوج أدراكي عام بألقيم ألديمقراطية وألأنسانية ووجود مجتمع صناعي تنتعش فيه ألطبقات ألمتوسطة وألأستثمارية ألتي تسعى لحل ألنزاعات ألوطنية بألطرق ألسلمية وتجهد لتحقيق ألأستقرار ألسياسي لما يقدمان ذلك من فرص حقيقية لتطوير ألأنتاج وزيادة ألأستثمار وبألتالي ألأرباح ويخلق ذلك، بألضرورة أجواء مؤاتية للطبقات ألعاملة لأنتزاع حقوقها ومكاسبها ألمشروعة عبر كفاح ألنقابات وألتنظيمات ألأخرى وفي كل ألأحوال، فأن لجميع ألأطراف فائدة لتثبيت ألسلم ألأجتماعي وأتباع ألطرق ألسلمية بما في ذلك ألأضراب عن ألعمل ومطالبة ألدولة للتدخل لفض ألنزاعات بين ألعمال وأرباب ألعمل لكونها طرفاً محايداً بين ألفرقاء، إذاً فأن ألأنتخابات تصلح لمجتمعات معينة ولا تصلح لأخرى ضمن أجواء معينة ولكنها متغيرة للأسباب ألمذكورة وفي هذه ألحالات تقود سلطات ألدولة شعبها بشكل تدريجي وحذر نحو ألديمقراطية وأداتها ألأنتخابات ألتي هي ليست ألغاية بحد ذاتها على الأطلاق بل تحقيق ألنظام ألديمقراطي هو ألغاية وما ألأنتخابات ألا وسيلة لبلوغها.
إن قوات ألأئتلاف ألعالمي وعلى راسها ألولايات ألمتحدة لم تغزو ألعراق لأسقاط حكومة ديمقراطية شرعية كفلت لشعبها ألحد ألأدنى من مستلزمات ألحياة ألآمنة وألطبيعية، بل على ألعكس من ذلك فأن تلك ألقوات غزت ألعراق بطلب من ألمعارضة ألعراقية ألتي تمثل شرائح وفئات واسعة من ألمجتمع ألعراقي لتزيل وألى ألأبد نظاماً أتخذ من ألحروب ألمهلكة منهجاً له وأعتمد أساليب ألقمع وألتعذيب وألأعدام وألتسجين وألتهجير بحق ملايين ألعراقيين، علاوة على ذلك فأن نظام صدام أرتكب، بشكل يذكرنا بممارسات ألسلطة ألنازية ألهتلرية قبل وأثناء ألحرب ألعالمية ألثانية ((1939 ـ 1945))، جرائم أبادة جماعية كما حدث للأكراد وألشيعة وألآثوريين قبيل أنتهاء ألحرب ألعراقية ألأيرانية ومروراً بقمعه ألوحشي لأنتفاضة ألشعب في آذار من ألعام 1991 وأنتهاءً بحربي ألخليج ألأولى ((أحتلال ألكويت وأغتصاب شعبها)) وألحرب ألأخيرة ألتي أبتدأت يوم 19 ـ20 آذار 2003 وتوجت بأنتصار كاسح للأئتلاف وألمعارضة وأشعب ألمكبل عموماً وسقوط سريع للنظام حيث تم تحرير بغداد بعد ثلاثة أيام فقط من وصول قوات ألتحالف أليها ألتي كانت تساندها منذ ألبدء عناصر ومجموعات عسكرية ومدنية مختصة من قوى ألمعارضة ألسابقة وتم طي حقبة حكم ألفرد وألقبيلة يوم 9 نيسان من ألعام ذاته فيما تجسد ذلك في ألوجدان ألعراقي ألغاضب في ساحة ألفردوس ألبغدادية حينما دك ألعراقيون وجنود ألتحرير يداً بيد ذلك ألتمثال ألذي ظل لحقبة تنوف على ألثلاثين عاماً يخيم بثقل رهيب وألم شنيع على حياة ألشعب بحزنه ودمويته وقهره ودموعه وألذي لم تكن له حدود، هنا يتمكن ألسياسيون وألمثقفون ألعرب وغيرهم تفهم ظاهرة هجرة وتهجير وتشرد نحو 4 ملايين مواطن عراقي كانوا متشبثين بأرضهم ألى حد ألعشق وألجنون بسبب عدم تمكنهم من تحمل ألظروف ألكارثية وألقمع ألسلطوي وسلسلة ألحروب ألعبثية ألى بلدان لا يعرفون ألفها من ياءها فباتوا يعرفون بعراقيي ألمنفى!. وتفهم ظاهرة عدم دفاع ألجيش وألشعب عن ألنظام ألذي طالما كان ألسبب ألأول وألأخير في دماره عائلياً ومجتمعياً وخلقياً وأقتصادياً وتوسيع ألفجوة ألقومية وألطائفية وألدينية بين أبناءه حيث أتبع ألنظام خاصة بعد تسلم صدام لمقاليد ألسلطة كاملةً وبشكل منفرد في 17 تموز ألعام 1979 سياسة ألأرض ألمحروقة وقتل عوائل بأكملها لمجرد تتبعه واحداً من أفرادها لأسباب سياسية لا غير؟!
1 ـ ألتركيبة ألسكانية للعراق:
أقدمُ فيما يلي ألأعداد ألتخمينية وألنسب ألمئوية لمكونات ألشعب ألعراقي ألقومية وألطائفية مع ألتأكيد على أنه بأنعدام وجود أحصاء دقيق وأمين للسكان في ألعراق، فأن ألأرقام ألتالية ليست متكاملة ولا علمية وأنما تمثل ما يمكن أعتباره بأنها ألأقرب ألى ألواقع وألأكثر نزاهة في تحديده من خلال معاينة مسؤولة وطويلة للواقع ألعراقي ومتابعة واعية لأغلب ما صدر في هذا ألخصوص خاصة من تصريحات لمفكرين وعلماء مختلفين مستنداً على فرضية قريبة من ألواقع تفترض أن اجمالي نفوس ألشعب ألعراقي يبلغ 26 مليون نسمة.
أولا: ألعرب ألشيعة ـ ويشكلون نسبة 45,8 بألمائة أي نحو 11,9 مليون مواطن.
ثانياً: ألعرب ألسنة ـ ويشكلون نسبة 28,3 بألمائة أي نحو 7,3 مليون مواطن.
ثالثاً: ألأكراد ـ ويشكلون نسبة 14,4 بألمائة أي نحو 3,75 مليون مواطن.
رابعاً: ألتركمان ـ ويشكلون نسبة 6 بألمائة أي نحو 2,3 مليون مواطن.
خامساً: ألقوميات ألأخرى كالكلدان وألأشوريين وألسريان وألأرمن وألصابئة وألأزيديين وألشبك فيشكلون نسبة 5,5 بألمائة من أجمالي ألسكان أي نحو 2,1 مليون مواطن.
وحسب هذا ألتوزيع ألسكاني ألقائم على ألأسس ألقومية وألطائفية يكون مجموع ألمواطنين 26 مليوناً ومجموع حاصل ألنسب ألمضافة هو 100 بألمئة ويبقى أن نكرر هنا أنه في غياب أي تعداد سكاني شفاف ونزيه تبقى هذه ألمعطيات فرضيات ألأكثر قرباً من ألواقع ألحقيقي هذا ولم ندرج عراقيي ألمنافي في ألتقديرات ألسكانية تلك.
ثمة ظاهرة مركزية وحيوية لأي مشروع ديمقراطي وتشهد على مدى نضج ألمجتمع ألكردستاني وتقبله للأفكار ألعصرية وينبغى تعميمها على ألعراق كله تتمثل في تابعية ألمراجع ألأسلامية ألكردية للسلطات ألمحلية ألتي أقامها ألحزبان ألرئيسيان ألحاكمان في كردستان ألعراق وهما ألأتحاد ألوطني ألكردستاني وألحزب ألديمقراطي ألكردستاني كما وأن قوات ألبيشمركة على غرار ألقوات ألعراقية ألنظامية ألجديدة كلاهما يتبعان ألقرار ألسياسي ألذي تتخذه ألأدارات ألحزبية وألسياسية، مع ملاحظة وجود تشابك وتشابه بين ألطرفين يصعب فصلهما في قيادة ألحزبين كما هو ألحال في كردستان ألعراق، وألحكومة ألمركزية أي في باقي أرجاء ألعراق.
أن ذلك لا يعني كسر أرادة أو تهميش دور ألمرجعيات ألدينية ألمختلفة بقدر ما يعني
أ : ممارسة دورها كظهير للدولة ألديمقراطية ألتي وفرت كل ألأجواء ألمناسبة لممارسة ألشرائع وألطقوس ألدينية وألمذهبية ألمتنوعة.
ب : ممارسة دورها ألتقليدي في ألتركيز على ألشؤون ألدينية وتوعية ألمؤمنين بمناهجها ألعامة وكتبها ألمقدسة.
ج : تركيزها ألعملي وألمنهجي للتقريب بين ألمذاهب ألأسلامية ألمختلفة وألأديان ألمتنوعة لكي تؤدي دورها على أفضل وجه بتربية ألأجيال على روح ألتسامح وألتعايش وألمحبة من جهة ولتكريس ألسلام ألأجتماعي كنتيجة لذلك من جهة أخرى.
د: أرتكان ألقرار ألعسكري بيد ألقيادتين ألعسكرية وألسياسية وعدم أقحام ألعساكر أنفسهم في مجال ألسياسة ومن هنا تكمن ألأهمية ألقصوى لذلك في تعزيز ألأستقرار ألسياسي وألأجتماعي وألأقتصادي عبر عدم حاجة قادة ألجيش للقيام بألأنقلابات ألتي كانت ألمصدر ألرئيسي لدمار بلادنا خاصة وبلدان ألعالم ألثالث عامة.
كما تتميز هذه ألمرحلة وألتي تمتد منذ يوم أسقاط ألفاشية وحتى أليوم إضافة ألى ما ذكرناه بما يلي:
1 ـ بروز ألخطاب ألطائفي وألقومي بشقيه ألأعتيادي وألمتطرف وأرتفاع مؤشرات ألتطرف في ألخطاب وألممارسات ألأصولية ألدينية وألطائفية وتصدرها برامج ألمرحلة ألرئيسية للعديد من ألأحزاب ألكبيرة وألصغيرة على حد سواء على حساب ألتيارات ألوطنية وألديمقراطية وألعلمانية أي تلك ألتي تفتح أبوابها لجميع ألعراقيين بغض ألنظر عن ألأنتماءات ألعرقية أو ألطائفية أو ألدينية ... إلخ وتكافح لأجندة غير قومية متقوقعة أو طائفية منطوية على مستوى ألعراق وألمناطق ألجغرافية ألمعينة ((ألأقاليم)) وعلى حساب ألقوميات وألطوائف وألأديان ألصغرى في ألبلاد أيضاً وللتأكيد على ما ذهبنا أليه نذكر تيارات مقتدى ألصدر وألوهابيين وأنصار ألقاعدة على سبيل ألمثال لا ألحصر، أما فيما يتعلق بألتطرف ألقومي فيمكن ألأشارة ألى نزعات كردية أنفصالية برزت في زمن ألحرية ومشاركة ألأكراد ألفعالة في ألحكومة ألمركزية أضافة ألى أطلاق تصريحات تضر بقضية مصالح ألشعب ألكردي ألمشروعة بألتمتع بحياة كريمة وألمساواة مع أبناء ألعراق ألآخرين وألعيش بمستوى معيشي لائق بكل ألتضحيات ألتي قدمها ألشعب ألكردي على قرابين ألحرية وألحكم ألذاتي ((ألفيدرالية)) وألمشاركة ألفعلية في أدارة دفة ألأقليم وألبلاد أيضاً وألمساهمة في عجلة تحرير وتقدم ألعراق مثل أستعداد طرف كردي لشن ألحرب لضم كركوك ألى كردستان وفي ألحقيقة أن ذلك لا يصب في مصلحة ألأكراد وألعراقيين كما أسلفنا بل ينكأ جرحاً ليس ألعراقيون ومن ضمنهم ألكرد بحاجة له لاسيما وأن ألأرهابيين وألأصوليين وألصداميين أعلنوها حرباً مفتوحة ضد مسيرة ألديمقراطية وألأستقلال ألوطني وأدخلوا ألعراق في غياهب حرب دموية وعسيرة تغدو طاقة كل مواطن في غاية ألأهمية وصيانة ألوحدة ألوطنية أمراً مقدساً أمام عدو فاشي شرس أذا عاد ألى ألسلطة ـ لا سامح ألله ـ فحينها سيرتكبوا مجازر بشرية بحق ألشعب ألعراقي عامة ومن أعان بشكل أو بآخر لأنجاز عملية ألتحرير بحيث تبدو جرائم ألدكتاتورية ألسابقة بحق ألأكراد وألشيعة وغيرهم لعب أطفال قياساً بمخططاتهم ألمستقبلية ألشريرة وألأرهابية.+++
2 ـ تشكيل حكومة مؤقتة تتسم بغلبة ألتمثيل ألطائفي وألقومي ألشيعي وألكردي على ألتتابع، وتؤيد أستمرار بقاء قوات ألتحالف في ألبلاد مع تهشيم مقصود أو غير مقصود ـ حسب طبيعة برنامج ورؤى ألأحزاب ألمؤتلفة في ألحكومة ـ لبقية قوميات وطوائف ألشعب ألعراقي و توزيع ألمقاعد بشكل لا يمثل ألتركيبة ألسكانية خير تمثيل، ولربما يتسائل ألمرء: لماذا لا تمانع أحزاب وتنظيمات قومية أو أسلامية طائفية أو على تواجد ألجيوش ألأجنبية في ألبلاد؟ وألجواب ينطوي على كثير من ألمصلحة ألواقعية ألذاتية فألشيعة يخشون من تكرار أنفراد حكام وعساكر ألعرب ألسنة في ألحكم وتهميشهم أو أضطهادهم ثانية كما أن تلك ألجيوش آمنت أجواء مؤآتية جداً لممارسة طقوسهم ألدينية بكل حرية ومن دون أي مضايقة ألأمر ألذي كان معاكساً تماماً أثناء حكم ألأنظمة ألسابقة ووفرت ظروف سياسية مؤاتية للفوز بحصة ألأسد في أي أنتخابات وطنية إذ يشكل ألشيعة زهاء 46 بألمئة من ألسكان بينما يشكل ألعرب ألسنة أكثر من 28 بألمئة ، أما ألأكراد فتستند مصالحتهم في وجود قوات ألأئتلاف في مخاوف توحد ألعراقيين ألعرب وتشكيلهم سلطة عربية تتجاوز ألفروق ألمذهبية مثلما حدث مراراً في ألتاريخ ألمعاصر ومن ثم شن حملة دموية لأنهاء ألأستقلال ألفعلي للأكراد مع أنه ضمن حدود ألدولة ألعراقية ومعالجة ألمطالبة بكركوك عسكرياً كما وأنه يؤمن عدم تدخل ألجيش ألتركي حيث أنه من ألمعروف مناهضة تركيا لأية طموحات كردية في مجالات تثبيت ألهوية ألكردية خاصة أذا أرتبط ذلك بألأرض وألجغرافيا، وألقومية ألأكثر خسارة هي ألقومية ألكلدانية ألأشورية ألسريانية أضافة ألى ألأرمن وألصابئة وغيرهم من ألقوميات وألطوائف ألصغيرة ألتي تؤلف زهاء ألـ 6 بألمائة من أجمالي ألسكان وعلى ألعكس مما كان متوقعاً فقد تم أصضهادهم من قبل ضحايا ألأمس ألذين حولهم ألتطرف ألأسلامي وألحركات ألأصولية ألى جلاد جديد فعاثت هذه ألحركات ألسرطانية فساداً في أرض ألوطن وشرعت في عمليات ألقتل وألخطف وألأبتزاز، تلك ألجماعات ألتي أغشت عيونها ألحريةُ مثل ألجماعات ألوهابية وألسلفية وتيار مقتدى ألصدر وألقاعدة ألطائشة وألضاربة عرض ألحائط تعاليم دينهم وألمستهترة بضرورات وأهمية ألوحدة ألوطنية وحماية ألوطن وألتعايش ألسلمي ألأمر ألذي أدى ألى تشريد زهاء 100 ألف مواطن مسيحي من ألبصرة وبغداد وألموصل مما شكل ظاهرة خطيرة تهدف ألى ألقضاء على ألوجود ألسكاني لأهل ألعراق ألأصليين في وقت كانت ألحديث عن ألأنتخابات وألديمقراطية في أوجه؟! ومن ألجدير بألذكر أن ذلك ألأضطهاد لم يكن نتيجة لأي حركة سياسية أو عصيان عسكري أو أي شيء على هذا ألمنوال أطلاقاً سوى كونه نتيجة مأساوية للفهم ألخاطئ لعدد من ألنصوص ألدينية.
3 ـ ألأعداد لأنتخابات برلمانية عامة ستخوض غمارها في ألدرجة ألرئيسية ألقوائم ألحزبية وألأئتلافات ألسياسية ألمكونة حسب ما ورد في ألفقرة رقم 2 أعلاه مع تسليمنا بتنافس قوى وطنية وديمقراطية أخرى ألا أن ألأكثرية ستقترع على ألأسس ألمذكورة أعلاه.
4 ـ أحتدام ألأنتفاضة ألمسلحة ألتي تجري في ألمناطق ألعربية ألسنية ألأمر ألذي يعني أن غالبية قادة هذه ألطائفة لا يرون في ألأنتخابات مشروعاً مفيداً لبرامجهم أو لمستقبلهم كما أنه من ألمحتمل تماماً عدم قدرة أكثرية ناخبي تلك ألمناطق وألمحافظات من ألأدلاء بأصواتهم في ألأنتخابات ألمذكورة مع أن ألطابع ألغالب لمعظم تلك ألمناطق و ألمدن على وجه ألخصوص هو ألتنوع ألسكاني في ألمجالات ألقومية وألدينية وألحزبية وتنشط فيها قوى وأجهزة ألنظام ألسابق من فدائيي صدام وألحرس ألخاص وألمخابرات وتتعاون بشكل ملفت للنظر مع أعداء ألأمس مثل ألجماعات ألأسلامية كالقاعدة وألحرس ألثوري ألأيراني وتنفذ عمليات عنف في غاية ألخطورة على وحدة ألنسيج ألوطني كأغتيال رجال ألدين وتفجير دور ألعبادة لكل ألأديان وألطوائف ألمتعايشة في ألبلاد وتغتال رجال ألدولة وألسياسة وأفراد ألشرطة وألحرس ألوطني كما وفسحت ألمجال خاصة في ألمناطق ألحدودية ألغربية وألمحاذية لسوريا لتسلل أكثر ألعناصر وألمنظمات تخلفاً وحقداً وصورت ألصراع ألجاري على أنه ضد ألأسلام وهذا في ألواقع غير صحيح لأن شعبنا ألعراقي يناضل لأسترداد ألأمن وأستعادة ألأستقرار وألحياة ألطبيعية كما وأن كافة قواه ألمختلفة أو معظمها على وجه أدق دخلت في ألأئتلاف ألحكومي أو في أعمال ألمجلس ألوطني ألمؤقت ((ألبرلمان)) وتسعى ألتنظيمات ألأخرى وألصغيرة شأنها شأن ألأحزاب ألكبيرة قطف ثمار ألحرية ألتي جلبتها ألمعارضة وألتحالف ألدولي لتوسع تنظيماتها وتعزز نفوذها وتنشر برامجها على ألجماهير ومن هنا يمكن تقدير ألتجربة ألحديثة وألحية بتمتع ألبلاد بأكثر من 300 صحيفة يومية أو أسبوعية أو مجلات سياسية أو متخصصة في كافة ألمجالات من ألأدب وألفنون ألى ألعلوم وألتكنلوجيا وكل هذا لا يروق تلك ألقوى ألصدامية وألرجعية ألتي فقدت أمتيازاتها ألسابقة غير ألعادلة وألتي حصلت عليها عبر أرهاب وتشريد مبرمج للشعب فباتت تفجر ألقنابل في ألشوارع وألمباني وألأسواق ألمكتظة بألناس ألمدنيين ألأبرياء وتضرم ألنيران في حقول وأنابيب ألنفط ومنشآت ألماء وألكهرباء وتخطف ألصحفيين وألدبلوماسيين وسائقي ألشاحنات وغيرهم من ألعمال وألموظفين ألأبرياء ألذين كرسوا طاقاتهم لخدمة تقدم بلادنا ومعالجة معضلات كبيرة خاصة في مجالات توفير ألكهرباء وألماء ألنقي وألمجاري ألعصرية وبناء ألمعامل ألتي من شأنها توظيف مئات ألألوف من ألعراقيين ألعاطلين عن ألعمل كما وتم أستهداف ألعاملين في ألمجال ألأنساني وألخيري من ألأجانب وألعراقيين تارة وتقتيلهم تارة أخرى كما حدث لمبنى ألأمم ألمتحدة في بغداد ألذي تعرض لتفجيرين منفصلين أدى أخرهما في أواخر آب 2003 ألى أستشهاد مدير ألبعثة ألأممية سيرجيو دي لفيلا وألعشرات من زملائه ألعرراقيين وألأجانب
ورئيسة منظمة CARE ألسيدة ألعراقية ماركريت حسن ألبريطانية ألأصل وألأيرلندية ألمولد حيث جرى أختطافها وتعذيبها ومن ثم أعدامها رمياً بألرصاص يوم ألخامس عشر من نوفمبر تشرين ألثاني 2004 وغيرها من ألجرائم ألشنيعة ألتي يندي لها ألضمير ألأنساني ورغم كل ذلك فأن ألعديد من ألأنظمة ألأقليمية كأيران وسوريا وألمنظمات وألشخصيات ألعربية تسمي تلك ألتنظيمات ألأرهابية ب ((ألمقاومة))أو ألمقاومة ألوطنية ألمشروعة))؟؟ ويمدونها بألدعم أللوجستي وألمعنوي وبطرق أخرى بغية وضع ألعصي في دواليب مسيرة ألديمقراطية ألعراقية وألتطور ألمتعدد ألأوجه ووقف أو عرقلة مسيرة شعوبهم للتحرر وتحقيق ألديمقراطية وألسلام غير أن عزيمة شعبنا وقواه ألمؤتلفة بألتعاون مع ألقوة ألضاربة للتحالف ألعالمي ألمعادي للأرهاب ستضمن في ألمطاف ألأخير نجاح مسيرة شعبنا وتعميمها في ألمنطقة كلها كما وستؤدي ألى ألقضاء ألتدريجي على عصابات ألأرهاب ومنظمات ألقتل وألتفجير وشبكات ألموت وألرجعية أياً كانت مشاربها عقائدية متخلفة عفى عليها ألدهر أو قومية متطرفة موغلة كأختها ألأصولية في ألأحقاد ألتي شرب ألدهر عليها وأكل ومضاها في تزمتها وداست عليها ألشعوب في مسيرتها ألأممية ألواحدة لدحر ألأرهاب وسلطات ألقمع وألتنكيل وتحقيق حياة لائقة وأفضل للبشرية جمعاء.
وفي ألمقابل نرى بأم أعيننا سيادة حالة ألسلم وألأعمار في مناطق ألجنوب ذات ألأغلبية ألشيعية ويعود ذلك ألى حد كبير ألى مواقف ألأحزاب ألشيعية ألمعارضة سابقاً ومواقف ألمرجعية ألعليا ألمتمثلة بآية ألله علي ألسيستاني ألذين آثروا ألأنخراط في ألسلطة وتبني مشروع ((ألمقاومة ألسلمية للأحتلال)) وألذي بموجبه ينصرف ألناس نحو شؤون ألتعبئة للفوز بأكبر حصة أنتخابية وألعمل على تحسين أحوالهم ألمعيشية لا سيما إذا وضعنا في ألأعتبار أن أشتراك ممثلي ألشيعة في ألحكومة، بهذا ألشكل ألسيادي، يعد ألأول من نوعه على مدى ألتأريخ ألأسلامي عموماً وألعراقي خصوصاً حتى ألآن وهذا ما يثير حقد وحفيظة ألعنصريين ألعروبيين وأصحاب ألفتاوى ألسوداوية وأذا ما أستشرفنا نتائج ألأنتخابات وألتي نتوقع أن يحصل ألعرب ألشيعة على ألأكثرية في ألمجلس ألوطني ألمنتخب ((ألبرلمان)) فأن مواقف ألقيادات ألشيعية تعتبر بشكل عام أيجابية فهي لا تريد فرض نظام أسلامي بسبب تعدد ألمذاهب ألأسلامية في ألبلاد ومن ألمرجح أن تستمر ألحال كما هي عليه ألآن مع تخصيص ميزانية خاصة لأهالي ألجنوب لرفع مستوى ألأقليم ألى بقية أنحاء ألبلاد وأنغمار ألسكان في مشاريع ألتنمية وتحسين ألمستوى ألمعيشي مثل بقية أنحاء ألعراق ألمستقرة وبألتالي أنعدام حاجة تواجد قوات ألحلفاء في ألمدن وأنسحابها ألى مراكز بعيدة عن ألمدن مع عودة أغلبها ألى بلدانها بعد ألتمهيد لذلك عبر سلسلة من ألأجراءات مثل أقامة ألأنتخابات ألمحلية وألبلدية وعلى مستوى ألمحافظات، أبعاد شبح ألأرهاب وألأرهابيين وذلك بألتعاون مع ألمواطنين وأجهزة ألدولة ألمختصة وأستقرار ألأمور في ألعاصمة بغداد.
5 ـ أستهداف قوى ألأمن ألعراقية من شرطة وحرس وطني وجيش ومخابرات هذا أضافة ألى أستهداف قوات ألتحالف ورجال دولة ووزراء وقادة في أحزاب عراقية ومنظمات مهنية وفنية وغيرهم.
6 ـ هجرة أجبارية لمسيحيي ألبصرة وبغداد وألموصل وأغتيال ألمئات منهم وفقد عشرات ألآلاف لمساكنهم وأعمالهم وأملاكهم ألأخرى بسبب تفاقم ألمد ألأصولي ألذي أنطلق عنانه أمام حداثة ألحكومة ألمؤقتة وأرتكاب أخطاء جسيمة كحل كافة مؤسسات وأجهزة ألدولة ألعراقية مثل ألقوات ألمسلحة وخفر ألحدود وشرطة ألمرور إلخ... كما وأدت أعمال ألعنف وألعصيان في مدن ألفلوجة وألرمادي وسامراء وألموصل وتلعفر وألنجف وكربلاء وألكوفة وغيرها ألى هجرة مئات ألآلاف من ألمواطنين ألذين وقعوا ضحية مقصودة لقوى ألأرهاب ألمختلفة وخلقت هي ألأخرى كارثة أنسانية كان من ألمفترض عدم حصولها.
7 ـ حدوث فرهود شامل وكاسح لم يبق ولم يذر فتم نهب ألدوائر ألحكومية ومراكز ألشرطة وألجيش وألأسلحة وألمتاحف وألمواقع ألأثرية وحرقها وألأعتداء على ألمواطنين ألأغنياء وألأستحواذ بفعل عاملي ألعنف وألقتل على أملاكهم ألمنقولة وغير ألمنقولة كما وتستشري ظاهرة خطف ألمواطنين من أجل ألأثراء ألسريع ألتي ينفذها مجرمون عاديون كان نظام صدام قد أخلى سبيل أكثر من 50 ألفاً من ألمدانين بشتى ألجرائم ألعنفية قبيل أنهيار نظامه ألمتهرئ وذلك للأمعان في أيقاع ألأذى بألمواطنين ولأحداث ألخلل في وظيفة ألمجتمع.
6 ـ هجرة ما يقارب 100 ألف مواطن عراقي عربي من محافظة كركوك ممن أستقدمهم نظام صدام لأحداث تغيير عرقي فيها وفي ألمقابل شهدت ألمحافظة عودة ألأكراد وألتركمان ألمهجرين ألى ديارهم، أن هؤلاء ألعرب ألفارين ألذين لم يكن للحكومة ألفتية برنامجاً لأغاثتهم وأشغالهم كانوا ولا زالوا عنصراً هاماً في معادلة زعزعة ألأمن خاصة في ألمناطق ألتي نزحوا أليها وعلى وجه ألتحديد ألموصل وبغداد وما بينهما حيث أعمال ألعنف في تزايد مستمر ومطرد.
7 ـ ألأعلان في قانون أدارة ألدولة ألأنتقالي على أستمرار أستقلال كردستان ألعراق من ألناحية ألعملية كما ونص ذلك ألقانون على أنه لا يمكن تشريع ألدستور ألدائم في حالة رفض ثلثي سكان ثلاث محافظات ألأمر ألذي من شأنه أن يجعل ألجمعية ألوطنية ألمنتخبة في أجتماع ماراثوني دائم للأتفاق على ألدستور ومن ثم عرضه على ألشعب في أستفتاء عام لأختياره ومن شأن ذلك تأجيل ألأنتخابات ألعامة ألمخطط أجراؤها في ديسمبر 2005 لأختيار حكومة ورئيس منتخب من قبل ألشعب عبر ألعملية ألأقتراعية.
8 ـ ظهور خلاف كبير وخطير في طريقة أختيار ألحكومة وألبرلمان ففي حين يصر قادة ألطائفة ألشيعية على أسلوب ألأنتخابات كأسلوب أمثل وربما وحيد لمعرفة رغبات ألشعب في تلك ألأختيارات ألمذكورة، يرى قادة ألطائفة ألعربية ألسنية أن أسلوب تأسيس مؤتمر وطني شامل تقع على عاتقة ألتحاور ألجاد وألعميق في مستقبل ألبلاد وأختيار شكل نظامه ألمستقبلي وتركيبة حكومته وبرلمانه هو ألأسلوب ألأمثل في ظروف ألعراق ألراهنة ويعزى سبب ألأصرار على أجراء ألأنتخابات وبشكل سريع مع عدم أستيفاء شروطها مثل أجراء أحصاء سكاني نزيه لمعرفة عدد وهوية ألبالغين وأصدار بطاقات ألأقتراع وغيرهما ألى تمثيل ألشيعة ألأغلبية ألسكانية في ألعراق.
وحول فرض ألحكومة لحالة ألطواري في ألبلاد أبتداءً من يوم ألأحد 8 نوفمبر 2004 ولمدة ستين يوماً كما نص ألقرار يجب أن يكون صادقاً في أنهاءه مع حلول نهاية تلك ألمدة أو تقليصه ليشمل ألمناطق ألمضطربة فقط مع ألتأكيد على ضرورة أعادة الحياة في مجالات تنقل ألمسافرين وألمواصلات.
ألخاتمة
أن من ألمستلزمات ألرئيسية لأي نظام ديمقراطي أن تكون هناك قاعدة صناعية متينة أي ألتطور نحو ألمجتمع ألصناعي ألمتقدم كما وأن ألشرط ألآخر هو تغليب مصلحة ألوطن لدى ألجماهير وألأحزاب ألسياسية وألمنظمات ألمتنوعة ألأهداف وألخدمات على بقية ألمصالح ألضيقة من فئوية وقومية وطائفية وشخصية وما شابه وهذا لا يعني ألبتة ألتخلي عن بلوغ ألأهداف ألمشروعة لتلك ألمصالح ألضيقة بشرط عدم تعارضها مع مصلحة ألوطن ألأم ألعراق ألعليا وفي حالة وجود تعارض ما يتم تعويض ألمصلحة ألمعينة بكفالات ضامنة ومقنعة لصالح كلا ألطرفين وكما تشهد تجارب ألدول ألمتقدمة فأن ألمحكمة ألدستورية ألعليا تستنير بألدستور للحسم في ألقضايا وألشكاوى ألمدرجة في جدول أعمالها للوصول عادة ألى حلول ترضي كل ألجوانب من دون ألأجحاف بحق ألأطراف ألصغيرة ومن جانب آخر من دون ألتخلي عن روح ونص ألدستور وألقوانين ألتي سنها ألمشرعون ألمنتخبون في ألبرلمانات غير أن ألمشكلة ألحقيقية في ألعراق هي بألضبط كما يلي: من ستكون له كلمة ألحسم وألقرار هل سيكون ألجهاز ألقضائي ألمستقل حقاً وألمنتخب بحرية ونزاهة من قبل ألجماهير أم ستكون لرجال ألسياسة وألعسكر وقادة ألأحزاب وأمراء ألحرب؟ لقد حسم هذا ألصراع في ألغرب ذي ألقاعدة ألصناعية ألمتقدمة ألذي أنتقل ألى مرحلة ألثورة ألمعلوماتية وألوعي ألمتطور وألوطني ألمرافق له أما في مجتمع مثل مجتمعنا فأن ألشروط ألذاتية لبناء ألديمقراطية وأحترام حقوق ألأنسان فهي ما زالت في مرحلة ألرضاعة وأليناعة ومن هنا تضحى ألمساعدة ألفعالة وألداخلية للأمم ألمتحدة وألأئتلاف ألعالمي أمراً في غاية ألأهمية وألألحاح ذلك أن ألعراق يمر بألمرحلة ألأقطاعية وألعديد من ألأقطاعيين وألرأسماليين ألطفوليين تتشابك مصالحهم بل ووجودهم في قمة ألعديد من ألأحزاب ألعراقية في كافة أنحاء ألعراق!! كما وتتسم هذه ألمرحلة بعنفوانية ألتيارات ألطائفية ألتي رأت ألنور وأشعة ألحرية للتو بعد مرورها بأنفاق طويلة ومظلمة وفي حال مثل هذه ستزداد ألصراعات أضطراماً ولا أعني هنا مع قوى ألأرهاب فحسب بل ستندلع ألأضطرابات وألقلاقل من أحزاب وجماعات مؤتلفة حالياً في ألحكومة وذلك لتضارب مصالحها ألأقتصادية وألسياسية وألأجتماعية مع ألتطورات ألجارية نحو ألديمقراطية وحقوق ألأنسان ودولة ألقانون وما يعطينا ألثقة بألوصول ألى بر ألأمان وتحقيق ما يصبو أليه ألعراقيون ألوطنيون ألديمقراطيون هو بروز فئة ألشباب ألمثقف بألعلوم ألعصرية وألحديثة تلك ألعلوم ألتي تخلو كتبها من مفردات مثل ألعمالة وألعميل وألمرتد وألحدود وألفرائض تماماً كما حقق ألشباب في أوربا ألشرقية من أنتصارات باهرة أمنت ألسلام وألأستقرار لشعوبهم ورسخت ألديمقراطية في بلدانهم وألتحقوا بركب ألحضارة وألمدنية وسارعوا في بناء أقتصاد صناعي متين وقوي وأوطان تتمتع ألجماهير فيها بحقوق ألأنسان وألشراكة ألفعلية في كافة مجالات ألحياة مع ألعالم لا سيما ألعالم ألمتقدم.



#فوزي_ابراهيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ملامح ألمرحلة ألقادمة في عراق ما بعد ألفاشية
- معارضة ألأمس ومقاومة أليوم
- بعد محاولة طرده ألى إيران، ألصدر يحتمي بألسيستاني
- ألعراق ألجديد: نحو تأطير ألصراع بطابع جديد!
- ألديمقراطية وألأنتخابات في ألعراق!
- منابع ألأرهاب وألحلول ألعملية لدحرها في ألعراق
- مقترحات وتقييم لمجلس ألحكم ألانتقالي ألعراقي
- ألتعاون مع ألتحالف ومستقبل ألوطن وألشعب
- ألأخطاء ألرئيسية لقيادة وقوات ألتحالف في ألعراق
- أيُّـها ألجــارُ باعـــدِ
- تحرير ألعراق : فرصة ذهبية يجب إستثمارها للتحول إلى الديمقراط ...
- !رحلــةٌ إلـى ألحـلاّق
- بــــــغــــــــدادُ
- !ملاحظات فـي إصـول ألرد وألنـقـد


المزيد.....




- تربية أخطبوط أليف بمنزل عائلة تتحول إلى مفاجأة لم يتوقعها أح ...
- البيت الأبيض: إسرائيل أبلغتنا أنها لن تغزو رفح إلا بعد هذه ا ...
- فاغنر بعد 7 أشهر من مقتل بريغوجين.. 4 مجموعات تحت سيطرة الكر ...
- وزير الخارجية الفرنسي من بيروت: نرفض السيناريو الأسوأ في لبن ...
- شاهد: أشباح الفاشية تعود إلى إيطاليا.. مسيرة في الذكرى الـ 7 ...
- وفد سياحي سعودي وبحريني يصل في أول رحلة سياحية إلى مدينة سوت ...
- -حماس- تنفي ما ورد في تقارير إعلامية حول إمكانية خروج بعض قا ...
- نائب البرهان يبحث مع نائب وزير الخارجية الروسي تعزيز العلاقت ...
- حقائق عن الدماغ يعجز العلم عن تفسيرها
- كيف تتعامل مع كذب المراهقين؟ ومتى تلجأ لأخصائي نفسي؟


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - فوزي ابراهيم - ملامح ألمرحلة ألقادمة في عراق ما بعد ألفاشية