أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - جمعة أوسلو الحزينة














المزيد.....

جمعة أوسلو الحزينة


علي شايع

الحوار المتمدن-العدد: 3439 - 2011 / 7 / 27 - 12:42
المحور: الارهاب, الحرب والسلام
    


في جمعة حزينة استهدف متطرف أهوج قلب العاصمة النرويجية بتفجيره مفخّخة أعقبها بمجزرة مروعة استخدم فيها سلاحاً نارياً على تجمع شبابي أعزل. 93 ضحية ستبقى ذكراهم ماثلة كحدث مأساوي يشملنا بفداحته مادام فينا إحساس بالآخر وتمثّل لحظة حزنه.
عراقياً.. جمعة أوسلو لا تعدّ في حسابات أيامنا الموجعة، لكنها مفجعة وموحشة ويرعبنا فيها أن يلاقي الأبرياء ما لقينا. والنروج ليست بعيدة!، فحتى وقت قريب كان مدرّب منتخبنا الوطني النرويجي (دريللو) يسعى بكل قواه ليكون فريقنا متصدّراً. عاد بعدها إلى بلاده ليصبح مدربا لمنتخبها.. صلة لعلّها لا تكون قوية، لكن في دلالتها تواصل إنساني يربط هذا الرجل بين أن يحقق للعراق مجداً كروياً، وبين أن يرتقي الآن بفريقه الوطني إلى الأفضل.
تذكّرت هذا الرجل باهتمام رياضي قليل وبمحبة إنسانية أكبر ميّزته عن القاتل المتطرّف المتوحش (برييفيك) وهو يعلن تضاده مع التعدّد الثقافي والتواصل الإنساني، فشتان ما بينه وسعاة الغاية النبيلة.
أيضاً تحضر النروج في ذاكرتنا مع اسم الباحث وعالم الآثار النرويجي تور هيردال الذي عاش في أهوار الجنوب لأيام طويلة بنى خلالها سفينة القصب الشهيرة (دجلة)، ليكتب حكايته عن أناس أنصفهم كما لم ينصفهم قبله أحد، في كتاب يحمل ما يعجز عن فهمه سفاح أوسلو، لأن هيردال كان ينشد الصفاء الحقيقي لدى سكان راهن على حضارتهم وتواصل معهم خارج الدين واللون والعرق.
في عمق أهوارنا سيتذكّر أهل الهور ذلك النرويجي النبيل متعلقاً بروح الحضارة الممتدّ في أرواحهم، وهم يعيشون الحياة من منهلها الأصلي. كانوا يسمونهم "المعدان"! وكان يصحّح للقائلين؛ بل هم "المهدان" أي أهل المهد والباقين في كنف الطمأنينة. وسيواسي أصحاب هيردال أهل النروج لأنهم عانوا قبلهم مواجع الإرهاب وكانت أحراشهم ملاذاً للفرار من فتك الطغاة والقتلة.
عراقياً.. يتوجه الملايين بآمالهم إلى عالم آمن متحاب، يجول فيه تلاميذ (هيردال) من أهل المعرفة والاكتشاف بوثوق المطمئن في ترحاله، عالم لا يدركه المتطرّف في أي زمان أو مكان، مهما ادعى صلة بالأخلاق أو الدين، فمن أين لشرير أوسلو أن يفهم معنى كلمة السيد المسيح العظيمة وهو يقول: "إن أحببتم الذين يحبونكم فأي الأفضال لكم؟!" .. "أحبوا أعداءكم" لأنها محبة الإرادة الحقيقية، محبة القوة التي تغيّر كلّ شيء، وتنتصّر..انتصار الدم على السيف وعلى المُفخخات.
ليست هذه الكلمات وعظاً ولكنها تذكرة، فالمحبة هي السلاح الوحيد الباقي بعد فناء كلّ شيء، وهي النجاة، وفيها المُعتصم، وهي الدرس الأول بعد كل مأساة، ولعلّ من ينظر إلى تعاضد الناس في النروج سيدرك بعمق خيبة مسعى الإرهابي، لأنه أيقظهم إلى أن يميلوا على بعضهم بمحبّة.

--------------
كم أتمنى أن تكون كتابتي أعلاه منشورة في موقع الحوار المتمدن الأغر ومترجمةً الى اللغة النرويجية..طلبت من أحد الأصدقاء هذا وبانتظار فرصة للتواصل الإنساني في نبذ العنف والإرهاب والدعوة الى السلام العالمي ..ولعلّها تكون تعزية له ولأهلنا في النروج من أصدقاء ومعارف وشركاء في الأوطان عن مصابهم وما راع قلوبهم..



#علي_شايع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طين ودين..بين مدرستين
- منهومان لا يشبعان!
- الصحة والأمان
- تعارض وطني
- جحيم الحياد
- قصف الخضراء!
- أرأيت الهجّة؛ يوم حجّ الطغاة إلى جدّة؟!
- رفقاً بالمساكين!
- رسالة إلى العم فيدل
- وزارة الوزير!
- إرهاب المرور!
- مبدعات عراقيات!
- شيخ الشباب!
- إعجاز ديموقراطي
- البعث.. التأسيس دمشقي والنهاية أيضاً
- نقود الحكومة
- مبادرة صحفية
- الدفاع بالتبنّي!
- فن التغيير
- نوروز بوعزيزي!


المزيد.....




- ما علاقته بمرض الجذام؟ الكشف عن سر داخل منتزه وطني في هاواي ...
- الدفاع المدني في غزة: مقتل 7 فلسطينيين وإصابة العشرات بقصف إ ...
- بلينكن يبحث في السعودية اتفاق إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق ...
- مراسل بي بي سي في غزة يوثق أصعب لحظات تغطيته للحرب
- الجهود تتكثف من أجل هدنة في غزة وترقب لرد حماس على مقترح مصر ...
- باريس تعلن عن زيارة رسمية سيقوم بها الرئيس الصيني إلى فرنسا ...
- قبل تصويت حجب الثقة.. رئيس وزراء اسكتلندا يبحث استقالته
- اتساع رقعة الاحتجاجات المناصرة لغزة في الجامعات الأمريكية.. ...
- ماسك: مباحثات زيلينسكي وبايدن حول استمرار دعم كييف -ضرب من ا ...
- -شهداء الأقصى- تنشر مشاهد لقصف قاعدة -زيكيم- العسكرية


المزيد.....

- كراسات شيوعية( الحركة العمالية في مواجهة الحربين العالميتين) ... / عبدالرؤوف بطيخ
- علاقات قوى السلطة في روسيا اليوم / النص الكامل / رشيد غويلب
- الانتحاريون ..او كلاب النار ...المتوهمون بجنة لم يحصلوا عليه ... / عباس عبود سالم
- البيئة الفكرية الحاضنة للتطرّف والإرهاب ودور الجامعات في الت ... / عبد الحسين شعبان
- المعلومات التفصيلية ل850 ارهابي من ارهابيي الدول العربية / خالد الخالدي
- إشكالية العلاقة بين الدين والعنف / محمد عمارة تقي الدين
- سيناء حيث أنا . سنوات التيه / أشرف العناني
- الجدلية الاجتماعية لممارسة العنف المسلح والإرهاب بالتطبيق عل ... / محمد عبد الشفيع عيسى
- الأمر بالمعروف و النهي عن المنكرأوالمقولة التي تأدلجت لتصير ... / محمد الحنفي
- عالم داعش خفايا واسرار / ياسر جاسم قاسم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الارهاب, الحرب والسلام - علي شايع - جمعة أوسلو الحزينة