أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - قصة زحف -العدل و الإحسان- على -20 فبراير-.















المزيد.....

قصة زحف -العدل و الإحسان- على -20 فبراير-.


حميد هيمة

الحوار المتمدن-العدد: 3438 - 2011 / 7 / 26 - 19:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


صحيح، أن "حركة 20 فبراير"، التي تلف كل التيارات الفكرية و السياسية المناهضة للسياسات المخزنية القائمة، هي حركة مفتوحة في وجه كل أبناء الشعب المغربي، و هي منبر حر لكل ضحايا الاستبداد و الفساد و انعدام الديمقراطية الحقيقية. و صحيح، أيضا، أن من يكفر بالديمقراطية، كفلسفة و آليات، لا يمكنه، بأي حال من الأحوال، أن يدافع على المشروع الديمقراطي و الحداثي الذي نناضل من أجله في "حركة 20 فبراير"؛ التي تعرضت، و تتعرض، لزحف هادئ من طرف "العدل و الإحسان". و من المؤكد أن تعاطي "العدل" مع "حركة 20 فبراير"، بمدينة سيدي يحي الغرب، يشكل مرحلة تجريب و اختبار مدى نجاعة هذه الأساليب في السطو و الزحف، حسب رؤية مرشدها، على "حركة 20 فبراير" وطنيا .

نقترح، للتأمل و التفكير، قصة زحف جماعة ياسين على "حركة 20 فبراير"، بسيدي يحي الغرب نموذجا. قصة تأرجحت فصولها و تفاعلت أحداثها، فشلا و نجاحا، غير أنها كشفت تربص الجماعة بـ"حركة 20 فبراير".


1- بداية القصة : الزحف على " 20 فبراير".

بعد أن اتفق مجموعة من المناضلين و المناضلات، بمدينة سيدي يحي الغرب، على تأسيس نواة لــ"حركة 20 فبراير...الشعب يريد التغيير"، استدعت لجنة الإعلام و التواصل، الناشطة في مجموعة الحركة على الفايسبوك، كل الحساسيات السياسية و الفكرية و الاجتماعية في اللقاءات التواصلية للحركة، بمقر الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، من أجل فعل فبرايري ديمقراطي يلف كل مناضلي المدينة على قاعدة المطالب المعلنة لحركة 20 فبراير في وثائقها التأسيسية.
بيد أن نشطاء الحركة بالمدينة، الذين أظهروا نضجا ديمقراطيا منفتح على كل الحساسيات، التقطوا إشارات غير مطمئنة من أتباع "جماعة العدل و الإحسان" بالمدينة المذكورة. و كانت الحساسيات الديمقراطية، بحسن نية، تعتقد أن انزالاقات جماعة ياسين معزولة و دون خلفيات سياسوية؛ غير أن العملية كانت مدروسة و ترمي إلى اختطاف الحركة و ممارسة الوصايا عليها.

بعد تواتر مجموعة من الأحداث الملتبسة، استغرب أعضاء "حركة 20فبراير" بالمدينة المذكورة، أولا، من قيام أعضاء "جماعة العدل و الإحسان" بإنشاء مجموعة موازية تحت اسم "20 فبراير.....تلاح". الأمر الذي أثار ردود فعل قوية في اجتماعات رسمية، اضطر معها أنصار ياسين، بتوظيف التقية، إلى الاعتذار و اعتبار هذه "الخطوة" خطأ غير مقصود، حسب تصريح عضو للجماعة؛ الذي سنفاجأ أنه يسير "ندوة" في فضاء خاص، وزع فيها الثمر و الحليب، باسم "حركة 20فبراير...الشباب يريد التغيير".

ثانيا، ما سيثير الأسئلة الجوهرية عن النوايا المضمرة للجماعة، التي ستؤكدها الأحداث اللاحقة، هو إصدارها "بيان" عقب أول وقفة لــ"حركة 20 فبراير...الشعب يريد التغيير" يوم الأحد 20 مارس الماضي؛ الذي شكل الإعلان الرسمي و الميداني لها بالمدينة. طبعا، الجماعة اعتبرت "البيان" مجرد انزلاق لشبابها.

ثالثا، اصطدمت أهداف "العدل و الإحسان" المضمرة، في السطو على الحركة، بمحاولة تأسيس، ما أسموه، " تنسيقية الدعم المحلي" في محاولة يائسة لتثبيت وجود الجماعة في الفرع المحلي ل"حركة 20 فبراير"، و تهربوا من العضوية الفردية لأنها لا تشبع طمعهم في الاستيلاء عليها . أما المبرر، الذي يغطي كل انزلاقات أعضاء " العدل و الإحسان"، الذي حفظه المناضلين من فرط تكراره، هو عدم فهم "العدليين" للآليات التنظيمية و لطبيعة "حركة 20 فبراير" نفسها .

رابعا، فجر أنصار الجماعة المذكورة طمعهم بالسيطرة على الحركة بمدينة سيدي يحي الغرب، خلال المسيرة الشعبية الحاشدة و غير المسبوقة في فاتح ماي، العيد الأممي للطبقة العاملة، بعد أن تصدروا المسيرة و شرعوا في توزيع بيان مركزي لجماعتهم. و هو ما أثار ردود فعل المشاركين في المسيرة، الذين عبروا عن احتجاجهم و سخطهم من مثل هذه الممارسات التي تمس بمصداقية الحركة و تؤكد جشع الجماعة. و لم يستسغ أنصار ياسين مضمون التنبيه، كرد فعل على توزيع البيان، الذي لا يعني "حركة 20 فبراير" (...الخ).


إن هذه السلوكات المشينة، و التي تواترت من طرف "العدل و الإحسان"، كشفت عن نواياها الحقيقية في اختطاف الحركة و تسخيرها لخدمة أجندتها الخاصة. و هو ما سيتنبه إليه نشطاء الحركة، من المؤسسين لفرعها بالمدينة، فاتخذوا بعض الإجراءات التنظيمية فشلت في الحفاظ على استقلالية الحركة و وحدتها التنظيمية(...الخ) .

و استمرت "العدل و الإحسان"، خلال المحطات التنظيمية و النضالية اللاحقة، في محاولاتها لقرصنة "حركة 20 فبراير" . كيف ذلك؟ عناصر الجواب في مسار القصة .

2- في مسار القصة: شق "حركة 20 فبراير".

مهدت "العدل و الإحسان" عملية الانشقاق في "حركة 20 فبراير"، بعد إدراكها محدودية توجيه الحركة وفق رؤيتها السياسوية، بنهج أسلوب التباكي على "الإقصاء" الذي يتعرض لهه مريدوها، و "عدم استيعابهم" لطبيعة الحركة و آليات اشتغالها، غير أن هذا التكتيتك الملتوي كان مدخلا لشرعنة شق الحركة؛ بعد فشل الجماعة في الزحف و السطو عليها (الحركة) لاحقا.

و عمل أعضاء "العدل و الإحسان"، بشكل ممتد في الزمن، على ممارسة الضغط على الحركة، في الجانب المالي، حتى يضطر نشطاء "20 فبراير" لمسايرة جشع الجماعة في توجيه الحركة محليا. ولاختزال هذا الضغط، في قالب من السخرية، تساءلنا: هل تريد "العدل و الإحسان" الخلافة على منهج ياسين ب 50 درهم؟

و الحقيقة، أن نشطاء الحركة قاوموا، في الجانب المالي، ضغوط جماعة ياسين؛ رغم أن أعضاء الجمعية الوطنية لحملة الشهادات المعطلين بالمغرب يشكلون القاعدة الأساسية و الفاعلة في الميدان لحركة 20 فبراير.

غير أن أهم اللحظات، التي كشفت فيها الجماعة عن تطلعها للسطو على الحركة، هو تهريب مقررات " حركة 20 فبراير"، المنبثقة عن اجتماعاتها الداخلية، و تنفيذها باسم "شباب" حي (....). و الحال أن هؤلاء "الشباب" لم يكونوا إلا أنصار الجماعة المتهمة، عن سبق إصرار و ترصد، باستهداف استقلالية الحركة و العمل على توجيه محطاتها النضالية وفق أجندة أتباع الجماعة بالمدينة.

لكن المثير، في مسلسل زحف "العدل و الإحسان" على "20 فبراير" بسيدي يحي الغرب، هو توظيف الأساليب الخبيثة بتخوين مناضلين و مناضلات الحركة و فعاليات سياسية و حقوقية مناضلة؛ باتهامهم بــ"العمالة" للمخزن (......)، علما أن هذه الفعاليات نفسها أعلنت تضامنها مع الجماعة في عدة محطات (...الخ). غير أن الطمع أعمى بصيرة أتباع الجماعة و أفقدهم صبرهم للسيطرة على "20 فبراير " محليا.

و من المؤكد أن تعاطي "العدل" مع "حركة 20 فبراير"، بالمدينة المذكورة، يشكل مرحلة تجريب و اختبار مدى نجاعة هذه الأساليب في السطو و الزحف، حسب رؤية مرشدها، على "حركة 20 فبراير" وطنيا .

أعلنت، بصراحة وو ضوح، أن مصادر تهديد الديمقراطية في المغرب هو : الأصولية المخزنية و ربيبتها الشرعية الأصولية الدينية. و ارتفع منسوب قناعتي بعد معايشتي لهذه السلوكات المنفلتة عن الأخلاق و السياسة بمضمونها النبيل. هذه السلوكات تعكس، في جوهرها، حقيقة و نوايا "العدل و الإحسان". و دافعت، إلى جانب المناضلين /ات، على استقلالية الحركة و على العضوية الفردية فيها (....).

مقتنع، كذلك، بأن "حركة 20 فبراير" هي ملك لكل مكونات الشعب المغربي التواق إلى الحرية و الديمقراطية و العدالة الاجتماعية و الكرامة، غير أنني مقتنع، أيضا، بضرورة الحفاظ على استقلاليتها؛ لأنها شرط جوهري، في تقديري، للنجاح في أهدافها و في مقدمتها إسقاط الفساد و الاستبداد و التأسيس لنظام ملكية برلمانية؛ كما هو محدد في الوثائق التأسيسية للحركة .

صحيح، أن "حركة 20 فبراير"، التي تلف كل التيارات الفكرية و السياسية المناهضة للسياسات المخزنية القائمة، هي حركة لكل أبناء الشعب المغربي، و لكل ضحايا انعدام الديمقراطية. و صحيح، أيضا، أن من يكفر بالديمقراطية، كفلسفة و آليات، لا يمكنه، بأي حال من الأحوال، أن يدافع على المشروع الديمقراطي و الحداثي الذي نناضل من أجله في "حركة 20 فبراير".


3- نهاية القصة: انشقاق "العدل و الإحسان

بعد أن تيقنت عناصر الجماعة من فشل تكتيكاتها، التي أدركها المناضلون/ ات، منذ البداية، في الزحف، كما يثمثله شيخها، على "حركة 20 فبراير" ، عملت على شق "حركة 20 فبراير...الشعب يريد التغيير" بالتأسيس لحركة رديفة أطلقت عليها اسم "حركة 20 فبراير...الشباب يريد التغيير"، و نظمت، تحت هذا الغطاء، ندوة سياسية أطرها عضو بالجماعة، كما أصدرت "بيانات" في مناسبات عديدة.
و كانت لحظة فاتح ماي، في المسيرة الحاشدة التي نظمتها الحركة بالمدينة، لحظة إعدام خطة "عدلنة" حركة 20 فبراير بسيدي يحي الغرب، مما أجبر الجماعة على إعادة صياغة خطتها الميتة، لكن هذه المرة بخلق انشقاق في الحركة .
و أظهرت أشرطة الفيديو و الصور المنشورة، في المنتديات الاجتماعية، كل الذين تباكوا على دمقرطة "20 فبراير" يذبحون استقلاليتها و يشيعون، في مأتم تليت فيه آيات من مشروع الجماعة، المرحومة "الديمقراطية".

إنها نهاية مآساوية.



#حميد_هيمة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان الملتقى الشبيبي (أنوال) لحركة الشبيبة الديمقراطية التقد ...
- قمع و حصار 20 فبراير بالقنيطرة
- لماذا ستستمر -حركة 20 فبراير - ؟
- البيعة الدستورية
- استفتاء 98.50 في المائة : -20 فبراير- بين أمنيات موتها و تطل ...
- مخزنة الديمقراطية و دمقرطة المخزن .
- هل يستطيع -التراكتور- ( حزب الأصالة و المعاصرة) العيش خارج م ...
- حركة 20 فبراير و حزب البام : إعدام سيناريو -تونسة- العمل الس ...
- كونفدراليو القنيطرة في وقفة احتجاجية ضد الطرد و محاربة العمل ...
- -هريدو- ل-الرهان- : منطقة وزان تعاني من التهميش و استشراء ال ...
- معطلو المغرب : نضال مستمر في مواجهة تصلب الجهات المسئولة .
- الشعب يريد (1) : دستور ديمقراطي الآن .
- ملتقى وطني ل-بنجبلي - : هل هي مقدمات الانشقاق في 20 فبراير ؟
- القمع الهمجي تعبير عن العقيدة الأمنية للجهاز الأمني المخزني ...
- الائتلاف الوطني من أجل ملكية برلمانية الآن بالمغرب
- حركة 20 فبراير : مطالب الشعب المغربي – النقاط ال 20 الملحة .
- لماذا نجت حركة 20 فبراير قبل انطلاق مسيرتها ؟
- اللجنة المحلية للدفاع عن الخدمات الصحية بمشرع بلقصيري : تحتج ...
- جرائم مروعة تسائل الوضع الأمني بسيدي يحي الغرب .
- جغرافية الجريمة بسيدي يحي الغرب .


المزيد.....




- تحويل الرحلات القادمة إلى مطار دبي مؤقتًا بعد تعليق العمليات ...
- مجلة فورين بوليسي تستعرض ثلاث طرق يمكن لإسرائيل من خلالها ال ...
- محققون أمميون يتهمون إسرائيل -بعرقلة- الوصول إلى ضحايا هجوم ...
- الرئيس الإيراني: أقل عمل ضد مصالح إيران سيقابل برد هائل وواس ...
- RT ترصد الدمار في جامعة الأقصى بغزة
- زيلنسكي: أوكرانيا لم تعد تملك صواريخ للدفاع عن محطة أساسية ل ...
- زخاروفا تعليقا على قانون التعبئة الأوكراني: زيلينسكي سيبيد ا ...
- -حزب الله- يشن عمليات بمسيرات انقضاضية وصواريخ مختلفة وأسلحة ...
- تحذير هام من ظاهرة تضرب مصر خلال ساعات وتهدد الصحة
- الدنمارك تعلن أنها ستغلق سفارتها في العراق


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - حميد هيمة - قصة زحف -العدل و الإحسان- على -20 فبراير-.