أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -35- حول المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية














المزيد.....

غربلة المقدسات -35- حول المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1023 - 2004 / 11 / 20 - 10:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في هذا العصر الذي اتسم بأنه عصر حقوق الإنسان بامتياز، لا تزال التنظيمات الإسلامية بمختلف تلاوينها تدعو لتطبيق الشريعة الإسلامية على ما هي عليه وكأن العودة إلى الوراء سمة غالبة تسم المسلم أينما كان وهو الأمر الذي يجعلهم خارج العصر من واقع هذه الدعوة التي تدفع بهم إلى حتمية العزلة عن حزمة المواثيق الدولية التي تتعارض مع الكثير مما تحفل به هذه الشريعة و التي لا تختلف عن الشرائع السماوية الأخرى في كثيرٍ من المسائل الحقوقية والجنائية..فهل يعقل في هذا العصر أن يكون هناك من يطالب بالعمل وفق ما تضمنته الشريعة الإسلامية التي استجابت في حينه لحاجات الناس ومستوى إدراكهم ..؟
لقد حددت الشريعة الإسلامية على سبيل المثال، عقوبة واحدة للسرقة هي قطع اليد وذلك بغضّ النظر عن حجم السرقة، وزمنها، فمن ينهب ثروات الوطن كمن يسرق نصف دينار من جيب الأمير فتقطع يد السارق اليمنى، فإن عاد وسرق، تقطع رجله اليسرى.. وهكذا إلى أن يفقد كافة أطرافه لكن بكلِّ سماحةٍ ولطف..! كما هي حالة الزانية المحصّنة حيث توضع بكل كياسة في حفرة وترجم بالحجارة حتى الموت، مع الإشارة إلى أن الزانية غير المحصنة تُجلد مائة جلدة فقط.... والأمر نفسه يُطبق على الرجل الزاني وهذا المصير لقيه رجل يدعى ماعز ابن مالك حيث أقر بفعلته أمام الرسول فسأله: ( هل تدري ما الزنى.؟) قال: نعم أتيت منها حراماً كما يأتي الرجل امرأته حلالاً. فقال النبي: ( هل غاب ذلك منك في ذلك منها.؟) .قال: نعم كما يغيب المرود في المكحلة.فأمر النبي برجمه فرجم.
وتتجلى السماحة الإسلامية في حوادث الاعتداء على أعضاء الإنسان فمن فقأ عين تُفقأ عينه..ومن جدع أنف إنسان ُيجدع أنفه.. أما إذا أفضى الاعتداء إلى الموت فيكون قتل المعتدي بنفس الطريقة التي ارتكب فيها جرمه..! روى الشيخان البخاري ومسلم عن أنس بن مالك( أن رجلاً يهودياً رضَّ رأس جارية بين حجرين فرضَّ النبي رأسه بين حجرين). وأكثر ما تظهر سماحة الإسلام حين يتعلق الأمر بالعبيد الذين أبقاهم الإسلام كما كانوا من قبل أي مالاً يباع.. ويورَّث..! لذلك ظلَّ الناس في الإسلام منقسمين إلى أحرار وعبيد فإذا قتل حرٌ عبداً لا تسري عليه عقوبة القتل بل يدفع ثمنه لصاحبه..! ويتمسك الفقهاء بصلاحية المقولة المتعلقة بالعبيد فيكررون دون طائل: أن الإسلام حسَّن وضعهم من حقيقة أنه شجع على عتقهم.. ومن حيث أصبح المعتدي على العبد بالضرب يعاقب لكنهم يلوذون بالصمت حين يواجههم المرء بأن الشريعة الإسلامية أبقت أوضاع العبيد من الناحية الحقوقية الإنسانية كما كانت من قبل فالعبد لا يمكنه استرداد حريته إلا إذا أعتقه صاحبه، وإذا ما هرب من مالكه فإنه يصبح كافراً بنظر الشريعة السمحاء..روى مسلم عن جرير أن النبي قال: ( إذا هرب العبد لا تقبل له صلاة ). وروى مسلم في صحيحه ( أن رجلاً من الأنصار أعتق ستة مملوكين عند وفاته فدعا بهم النبي وجزأهم ثلاثاً ثم أقرع بينهم فأعتق اثنين وأرقَّ أربعة ) أي أن النبي طبقَّ عليهم أحكام الوصية وهي عدم جواز الايصاء بأكثر من ثلث التركة..الأمر الذي يؤكد أن نظرة –محمد- للعبد هي نفسها نظرة الجاهليين، فالعبد ليس أكثر من شيء من الأشياء المادية –التركات- وتنطبق عليه ما ينطبق عليها.. وما يسري على العبد من انتقاص لإنسانيته يسري على المرأة أيضاً فدم المرأة لا يكافئ دم الرجل فإذا قتلها لا يُقتل بها بل يدفع ديتها ودية المرأة نصف دية الرجل..!
ويعترض بعض الذين يدعون حمل لواء الوسطية الإسلامية على توجيه تهمة العنف الشرعي الذي انتهجه أسلافهم ويروون الحوادث و الأحاديث التي تظهر مدى السماحة التي تحلى بها أولئك الأسلاف وحين يذكِّرهم أحد بالآية الثالثة والثلاثين من سورة المائدة (( إنما جزاء الذين يحاربون الله ورسوله ويسعون في الأرض فساداً أن يُقتلوا أو يُصلبوا أو تُقطع أيديهم وأرجلهم من خلاف أو ينفوا من الأرض )) فإنهم يتمترسون حول اطلاقية النص و لا يقبلون أن ينبري بعض المفكرين الجسورين الذين يحيلون النصوص المقدسة إلى زمانها التاريخي..!
لقد حددت الشريعة الإسلامية السمحة عقوبات رادعة لخمسة أنواع من (الجرائم ) أو المعاصي فيما بقيت معظم أنواع الجرائم الأخرى دون تحديد قصاص لها فراح القضاة الإسلاميون يحكمون وفق أمزجتهم الشخصية..! وقد سميت هذه العقوبات التي يقررها القضاة كما يشاءون: عقوبات التعزير.. واليوم فإن شرعة حقوق الإنسان تجِّرم مثل هذه الأحكام حيث نصت على مبدأ: ( لا جريمة ولا عقوبة إلا بقانون )..!؟
- المراجع السابق ذكرها



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غربلة المقدسات -34- متاهة الأحاديث
- حزورة رمضان.؟
- الدعارة الأيديولوجية
- غربلة المقدسات -33- المشترَكَات بين الجاهلية والإسلام
- غربلة المقدسات -32-
- غربلة المقدسات -31-
- الوحدة الوطنية أم الوحدة المدنية..؟
- غربلة المقدسات -30-
- غربلة المقدسات -29-
- غربلة المقدسات -28- الصلب والجزّ في التاريخ الإسلامي
- حزب الكلكة يفتي بتطليق زوجات شيوخ التكفير
- البوليس الثقافي
- التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل-2-
- التجمع الليبرالي في سورية: وقفة تأمل -1-
- وجه فرنسا القبيح..مجدداً
- معاوية : أول المورِّثين العرب
- الضربة السورية القاضية
- غربلة المقدسات -26-
- متعة الحرية في كوردستان العراق
- حول العمل والإصلاح: سورية نموذجاً


المزيد.....




- “ماما جابت بيبي”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على القمر الصنا ...
- الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يعلن تنفيذ 25 عمل ...
- “طلع البدر علينا” استقبل الآن تردد قناة طيور الجنة الجديد 20 ...
- إعلام: المرشد الأعلى الإيراني يصدر التعليمات بالاستعداد لمها ...
- غارة إسرائيلية على مقر جمعية كشافة الرسالة الإسلامية في خربة ...
- مصر.. رد رسمي على التهديد بإخلاء دير سانت كاترين التاريخي في ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا لقوات الاحتلال الاس ...
- القائد العام لحرس الثورة الاسلامية اللواء حسين سلامي: الكيان ...
- المقاومة الإسلامية في لبنان: مجاهدونا استهدفوا تجمعا لقوات ا ...
- قائد حرس الثورة الإسلامية اللواء سلامي مخاطبا الصهاينة: أنتم ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد نصره - غربلة المقدسات -35- حول المطالبة بتطبيق الشريعة الإسلامية