ايهما نصدق ....هوليود أم الفلوجة

البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 1022 - 2004 / 11 / 19 - 10:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

الجثث ملقاة على الأرض بترتيب عفوي في مشهد يعيد الذاكرة إلى كل الحكايات و الأساطير التي حيكت عن هولوكست هتلر أو حلبات الدم في هيروشيما المنكوبة ....الصمت يلف المكان ...فقط جريح عراقي يصرخ مستهدفا السلامة فيما عينا الجندي الأمريكي تراقبان بانتصار الضباع الفريسة الممددة ....
لحظات عصيبة تمر و وحده الله يعرف ما لذي دار في مخيلة هذا المقاتل ....أتراها كلمات سيده بوش في إنها حربا صليبية .....أم تعليمات قائده كانت واضحة جدا إن عاملوهم كالكلاب كما سبق و اعترف الجنود المتورطين في أبو غريب ...أم واحدة من عمليات غسل الدماغ التي كان يقوم بها كاميروني السفاح للجنود في فيتنام ...و في نهاية غي متوقعة يوجه رجل المارينز فوهة بندقيته إلى الجسد الممدد و في مشهد يستحضر كل ما في تاريخ البشرية من موروث دموي تنطلق ثلاث رصاصات باتجاه الهدف البشري تكفيه ليدخل صمته الأبدي ...القتيل رضي النهاية الدرامية و أوقف صراخه غير أن القاتل تابع العبث برصاصه المجنون في بقية الأجساد الممددة لإسكات صوت الأنفاس المزعج ....و كالعادة فان النغمة البغيضة عادت من جديد للظهور و أطلت السيدة اربر الجالسة فوق قمة الهرم في مفوضية حقوق الإنسان و التي على ما يبدو قد أثارت حفيظتها تفاصيل المشهد الدامي فطلبت محاكمة سريعة لكل جندي يعتدي على جريح ....
محاكمة !!
رد جنرالات الجيش الأمريكي و ادميرلاته ....حسنا فلتكن المحاكمة
الجندي يقف أمام المحقق المحنك ليواجهه بسؤال غاية في الإحراج ....هل عندما قتلت الجريح كنت تشعر انه يشكل خطرا عليك ...
و هكذا فان كل الملايين التي تابعت الصورة و رأت شخص اعزل يصرخ و يئن ...يصبح رأيها بلا قيمة لان بيت القصيد هو ما شعر به الجندي الذي أجاب بنعم لقد كان يحاول أن يصل بيده إلى بندقية ملقاة ....فالحالة كما هو واضح دفاع عن النفس ...و كلنا أصبنا بخداع بصري عندما رأينا يدين تتوسلان في الهواء و وحده هذا الأمريكي كان يرى بوضوح ...غير أن الأمر لا يمكن أن يمر بسلام فأياد علاوي ...عفوا ر رئيس الجمهورية العراقية هدد فضائية الجزيرة و غيرها ممن تقوم بخر وقات للحظر المطبق عليها و توعد باتخاذ إجراءات رادعة ..
إذا فويل للذين يثبت تورطهم بالتقاط صور خطيرة كهذه ....
عذرا أمريكا و من حلفائك ..نحن محتارين في امرنا ...
تنعتين المقاومة بالإرهاب ...مع أن زعيمك الأوحد بوش – المرسل من الله لنشر الديموقراطية كما يردد- قال لو أن بلاده كانت محتلة لكان أول من يحمل بندقية ...
تطاردين المقاومين باسم العدالة مع انك تقيمين آلف تذكار لجورج و اشنطن لأنه طرد الإنكليز من أرضه
نشاهد نجومك في هوليود رموزا للشرف و الشجاعة فإذ هم على ارض الواقع جبناء سفلة لا يتورعون عن التعذيب و الاغتصاب و حتى التمثيل بالجثث ...فأيهما نصدق هوليود أم الفلوجة .....و سط كل هذه الفوضى و اللغط فإن سؤالا مهما من المفترض أن يشق طريقه إلى منابر وسائل الإعلام يتلخص باذا كان ما استطاعت الكاميرات أن تقتنصه من أبو غريب و الفلوجة هو مجرد غيض ...فكيف يا تراه يكون الفيض الذي أخطأته العدسات ......اللهم رحماك
خبر عاجل : قيادات الجيش الأمريكي توزع على جنودها و رعاياها أقنعة واقية هي بالطبع ليست للزينة و كل المؤشرات توجس بان أنابيب الغاز السام في الطريقة لمغادرة جرارها إلى أروقة المدينة التي ما زالت ترفض مبدأ الراية البيضاء ...فيما العراقيين يراقبون بذعر تفاصيل الواقعة و لسان حالهم يصرخ :
صدام حسين بالله عليك ارجع إلينا.....فالشوق يمزقنا و يؤرقنا الحنين إلى أيام القتل الفردي .

#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل