ليلة سعيدة

البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:26
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لا أحد في المنزل.. أين ذهبوا جميعا....لعلهم في الحديقة أو في مكان ما..
نشاط غريب ذلك الذي اشعر به...فلا مبرر لعدم القيام بعدم التمارين الرياضية ولكن بعد متابعة آخر المستجدات العربية و العالمية ...
أدرت جهاز التلفزيون متوقعة إن أجد كالعادة انهار الدم تجري و لكن يا للمفاجأة ...ما هذا الذي أراه...المذيعة تتحدث عن طفل صغير ضبطه الكاميرا و هو يعمل في ورشة لتنظيف السيارات..الم يبقى لنا إلا هذه المشكلة لنتحدث عنها..يا ألهي الأحداث تتطور بشكل سريع حيث قوات الأمن تقبض على مالك الورشة و تحيله إلى القضاء..
خبر عاجل....لا بد انه تفجير في مكان ما...ولكن لا...استقالة ثلاث من الوزراء العرب بعد أزمة الطفل هذه...لا بد و أنها نكتة أو مقدمة لإعلان تجاري...قررت أن انقل الإرسال إلى فضائية أخرى...
النشرة الاقتصادية...لتكن البورصات و تنقلات رؤوس الأموال...العورو يتحكم في ارتفاع و هبوط الأسهم...انه اليورو لا بد إن هناك خطأ ما ..و لمن لا مكتوب العورو و بجانبه العملة العربية المشتركة ....أخيرا فطن العرب إلى أهمية تكامل اقتصادياتهم..و لو جاء ذلك متأخرا فلا بأس..فإن يفطنوا متأخرين لهو أفضل بقليل من أن لا يفطنوا أبدا..
يالها من أخبار سارة ..و باعتبار أننا اطمئنا على مستقبل الطفولة و الاقتصاد فلا بأس من من الانتقال إلى فضائية أخرى..و ها قد وصلنا إلى أخبار الرياضة..و على الأغلب ستبدأ الإزعاجات..و لكن مهلا من هؤلاء اللذين يتصافحون...يا للهول حشود هائلة من البشر تتبادل التحية و الابتسامات...انه جمهورا الفريقين..شئ لا يصدق
فأين قوات حفظ النظام لحماية الحكم...و لماذا لا نسمع سيل الشتائم و المقاعد المكسرة..يبدوا أننا اقتنعنا أخيرا إن الرياضة فوز و خسارة...لماذا توقف الإرسال فجأة و انتقلوا إلى مقر الفيفا ..فهمت انه التصويت على كأس العالم القادمة ....يا للغرابة إن كل أعضاء اللجنة اجمعوا على استضافة العرب للمونديال القادم...إذا فقد نجح العرب في فرض رأيهم على الآخرين بعد أن حشدوا طاقاتهم و وحدوا صفوفهم..حسنا فعلوا و لو أن ذلك جاء متأخرا...ولكن أن تغتنم الفرصة متأخرا لهو أفضل بقليل من أن لا تغتنمها أبدا...
من جديد عبثت أصابعي بازرار الريموت كنترول ...و ها قد وصلنا إلى الانتخابات الأمريكية..ما هذا..الرئيسان المتنافسان في سباق محموم لزيارة الماجد في الولايات الأمريكية لكسب أصوات العرب .. و أعضاء من الكونغرس يغلقون جريدة أمريكية بتهمة معاداة الإسلامية ...إذا فقد تنبه العرب إلى أهمية أصواتهم في أمريكا فعملة على توحيد خططهم و برامج عملهم ..نعم ما فعلوا ..وان كان ذلك متأخرا..ولكن إن تنبهوا متأخرين لهو أفضل بقليل من أن لا يتنبهوا أبدا ..أخبار تثلج الصدر و سأقرأ الشريط الإخباري ...
الرؤساء العرب يقترحون تقريب موعد القمة المقبل ...
إسرائيل تشتكي لمجلس الأمن انتهاك الطائرات العربية لا أجوائها..و أمريكا تستعمل حق النقض
جرس التلفون يرن ..اهذا وقته ...تابعت القراءة ...السلطات الأوربية تلقي القبض على بعض مواطنيها بتهمة الترويج للديموقراطية العربية ...الجيوش العربية تهدد بعض دول أمريكا اللاتينية لانتهاكها حقوق الإنسان هناك
جرس الهاتف اللعين يرفض أن يتوقف ...و لكن لن أفوت على المتابعة ..
رابطة النساء العربيات تعلن تضامنها مع المراة الأوربية لنيل حريتها ...جائزة العروبة للآداب تذهب لكاتب أمريكي طالما تقرب من العرب ..يبدو أن هذا الهاتف لن يكف عن إزعاجي ..حسنا ..سارد ..و أتابع ..
تناولت السماعة ..و جاءني صوت صديقتي هند
- صباح الخير
- صباح النور ......رددت و أنا انظر إلى الساعة
- هل نجحت الوصفة
- وصفة ماذا ........رددت مستغربة
- الم اقل لك إن بعض التمارين الرياضية قبل النوم تجعل الأحلام سعيدة
- آه...الان قد فهمت
أغلقت السماعة ...وبعد أن وعدتها باني سأكلمها بعد قليل ...نهضت بتثاقل...ووجدت جهاز التلفزيون أمامي ...أدرته ...مصرع خمسين عراقي بانفجار سيارة مفخخة ...و الرئيس الأمريكي يعلن في خطابه أمام أعضاء الكونغرس إن العالم أصبح أكثر أمنا
ألقيت بنفسي على الكنبة ...و أنا أفكر ..هل قدر هذا الأمة أن تجوع و تسجن و تذل و تذبح ...أم أن براقش فعلا هي التي جنت على نفسها ...شردت قليلا ثم قلت في نفسي ..لا مشكلة
فإن تستيقظ على أخبار كهذه لهو أفضل بقليل من أن لا تستيقظ أبدا.

#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل