أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البتول الهاشمية - الى نور ...في عيد ميلاده














المزيد.....

الى نور ...في عيد ميلاده


البتول الهاشمية

الحوار المتمدن-العدد: 989 - 2004 / 10 / 17 - 11:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


عن ماذا سنحدثك يا نور ...و أي شئ تريد آن تعرف ...
مايك سيقتحم علينا الكوكب بعد شهور قليلة ..ألم تسمع به ...إنه ابن بيكهام ..أيضا لا تعرف بيكهام ..هو لا عب كرة القدم الإنكليزي الشهير و نجم البيبسى كولا الذي أهدى لزوجته عقد ماس بثمانية ملايين دولار و نصف ..أما أميرالبوب العالمي مايكل جاكسون فقد اغتصب طفلا بكل بساطة فيما انفع قرابة الثمانية ملايين إنسان من كل عواصم العالم إلى قاعة المحكمة ليعبروا عن سخطهم لاحتجاز نجمهم المصون هذا في الوقت الذي يقبع فيه الطفل مع أمه في كوخ حقير يحيط به الصمت الذي لا يمزقه إلا أصوات كلاب الليل الضالة ..فنم قرير العين لأنك محمي من تجار رقيق الأطفال في عالم النيو ليبرالية الجديد ...كما عليك أن تكون ممتنا لان وجباتك الغذائية تصلك بانتظام في الوقت الذي يهدد فيه شبح الجوع قرابة المليون طفل أفريقي فيما تتقاضى الفاتنة الأسترالية نيكول كيدمان ثمانية مليون دولار لقاء ظهورها في إعلان تجاري لا تتجاوز مدته الدقيقة الواحدة ..
و حتى لا نطيل عليك الحديث فان العالم صار أشبه بساحة رومانية قديمة تتناحر فيها الوحوش مع آدميين لا لشيء إلا لإمتاع تجار السلاح و مكدسي الأوراق المالية بعد أن مات تولستوي بغير أن يعثر على الاوكسير السحري الذي يجعل العالم تحب بعضها البعض .
أتريد أخبارنا نحن ..أما مازال هناك شيئا يهمك من امرنا ..لتسمع إذا ...أول ما نستيقظ نسأل كم قتل اليوم ..لم يعد غريبا أن يموت مائة و ربما آلف بل المستهجن أن لا يموت أحدا ..و بسرعة ننساها و في احسن أحوالنا نضرب على صدورنا كالندابات في المآتم ...و إخوانك في المفلوجة و السامراء و بغداد أدمنوا أزيز الرصاص و مناظر الاباتشي ..ينامون تحت الركام و هناك يقرؤون آخر الأخبار .. و يأكلون ... و يتزوجون .بماء و كهرباء أو بدونها.. الأمر سيان عندهم منذ أن اكتشفوا إن موت الحجاج لم يكن إلا إشاعة خلفها أجهزة الاف بي أي الأمريكية ..
.يصبحون على مائة قتيل و ينامون على مثلها فيما ينتصب السيد أياد علاوي أمام الكونغرس الأمريكي ليخبره بانكليزيته المتقنة إن العراق صار اكثر آمنا و افضل بكثير ...أما عن فلسطين فالأطفال يذهبون إلى مدارسهم فيما عيونهم ترصد بنادق القناصين و الطائرات المعربدة في الجو ...ثمان مائة طفل شهيد و ثلاثة آلاف مقعد و مليون آخرون ينتظرون دورهم .
أما عن المثقفين يا نور فالحديث ذو شجون ..فلقد احترفوا الرقص على حد السيف ...و عرفوا كيف يروضوا مفرادتهم المتمردة ..بعد إن فكوا الشفرة السرية وعلموا أن الكلمة في وطننا مثل اللغم قد تنفجر بصاحبها في أية لحظة فتبتلعه غياهب السجون المظلمة المثلجة ..هذه الكلمة التي صارت بحاجة إلى ألف ختم و طابع لتجتاز من بلد عربي إلى آخر حيث ينتظرها مقص الرقيب الذي لا يتعب و لا يرحم ..و نحن من خافهم يا نور محاصرين بالخطوط الحمراء و السوداء بعد أن اغتلنا بقية ألوان قوس قزح ...و نزع بعضنا عباءته التي صارت رمزا للتخلف و الرجعية حيث أصبحت دار الأزياء الكويتية فيلا مودا محط أنظار أباطرة الأزياء العالميين بعد أن وضعت حدا لسيطرة برادا و غوشي حتى نال ماجد الصباح لقب شيخ الأناقة عن جدارة بفاتورة كلفت خمسين مليون دولار فقط..فيما امرأة مسلمة في أفغانستان ترمي ابنها في النهر بعد أن عجزت عن إطعامه .
أما عن الوحدة العربية فقد تبخر الحلم يا نور .. و عدنا إلى دفاترنا القديمة علنا نجد في صفحاتها الصفراء ما ينسينا اللون الأحمر الذي بات يصبغ كل شئ من حولنا ...فقد بعنا خرائط الصحراء العربية ..و رمينا بوصلة الأجداد.. فالكسعي لم يعد يبكي قوسه و صار أهل مكة اجهل الناس بشعابها .
كم شمعة تريد يا نور في عيد ميلادك ... و ما فائدة إشعال الشموع في وطن كله يحترق ..فيما نصفق مهللين مكبرين لرمضان القادم ..و ماذا نهديك و ليس في جعبتنا إلا مفاتيح الأندلس التي نهشها الصدأ و مناديل لتجفيف الدموع ...و كيف عسانا نقترب منك و الأسلاك المكهربة و الشائكة تحاصر آخر ما بقي من جيوش صلاح الدين
عرب مع وقف التنفيذ
مسلمون بالعمامة و السبحة فقط
نور نحن عاجزون حتى النخاع عن لقائك ...فلماذا لا تمت و ترحم رفاقك .
الإهداء : إلى نور ابن الأسيرة منال غانم الذي منذ يومين فقط اكمل العام الأول من عمره في سجون تل أبيب .



#البتول_الهاشمية (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ليلة سعيدة
- تشجع .......يا كرم
- عفوا ....يوسف القرضاوي
- حديث الساعة
- لا......... لكاتم الصوت
- القفز ...لاجل امريكا
- كيف أتينا ....من اثينا
- و للطعام ....حديثه الخاص
- صاحب ...المائة وجه
- الأحياء لا .......الأموات
- هل تكون بداية النهاية
- المثقفين في الارض
- امبراطورية الخوف
- البهلوان
- للرجال ...فقط
- عقل حكيم ....و قلب امرأة
- واشنطن................دوت كام
- نحن و الأرقام
- للكلاب ...خصيصا
- و جاء ..............دورنا


المزيد.....




- إسرائيل تستهدف مقر رئاسة الأركان في دمشق وتحذر من مغبة مواصل ...
- إسرائيل تستهدف محيط مقر الأركان العامة في دمشق وتحذر من -ضرب ...
- هل ينبغي لزيلينسكي أن يستهدف موسكو.. بماذا أجاب ترامب؟
- مصور بلغاري يُطلق مشروعًا بصريًّا مبتكرًا: صالون تجميل تحت ا ...
- 20% من الذكور الإسرائيليين تعرضوا لاعتداء جنسي في صغرهم وبيئ ...
- ثوران بركان في آيسلندا يؤدي لإخلاء المناطق القريبة من منتجع ...
- حماية الهوية الشخصية من التزييف: قوانين تتسابق مع الذكاء الا ...
- -لماذا تتدخّل إسرائيل في سوريا؟- - صحيفة بريطانية
- السويداء ـ تجدد الاشتباكات وإسرائيل تطلب من النظام السوري - ...
- فرنسا: هل تستطيع الحكومة تمرير مشروع الموازنة؟


المزيد.....

- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي
- مغامرات منهاوزن / ترجمه عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - البتول الهاشمية - الى نور ...في عيد ميلاده