هل الفوضى جديدة في مصر؟!!

صالح سليمان عبدالعظيم

الحوار المتمدن-العدد: 3427 - 2011 / 7 / 15 - 11:03
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

أكثر الاتهامات التي تُوجه للثورة في مصر هو "حالة الفوضى التي تشيعها الآن في كافة أنحاء المحروسة". يحاول أذناب النظام السابق وأتباعهم الترويج لهذا الاتهام وإلصاقه بالثورة، وبالتبعية بالثوار. ورغم أن مايقوم به الثوار هو رد فعل لمحاولة القوى المضادة الإجهاز على الثورة والعودة إلى ما قبل الخامس والعشرين من يناير، فإنه لم تثبت عليهم أية ممارسة من ممارسات العنف أو إشاعة أجواء من البلطجة وترويع المواطنين الآمنين؛ العكس هو الصحيح فكل اعتصاماتهم ومظاهراتهم تتم بشكل سلمي ومحترم مقارنة بأتباع النظام السابق من البلطجية ورجال الشرطة القتلة ورجال الأعمال اللصوص الذين يروعون الآمنين ويسعون لإشاعة الفتنة والخوف والهلع. ولأن الشيئ بالشيئ يُذكر يتناسى من يتحدثون عن الفوضى في مصر حالتها قبل الثورة، فهل كانت مصر آمنة ومنظمة ولا تنتابها الفوضى في عصر المخلوع مبارك وزمرته الفاسدة؟!! سوف نذكر هنا مجرد أمثلة على ماكانت عليه مصر فيما سبق:
1- حوادث السيارات والقطارات التي كانت ومازالت تنتشر في كافة ربوع مصر بما فيها العاصمة القاهرة؛ فهل اهتم أي مسئول بتلك الحوادث التي تقتل المصريين كل يوم؟!!
2- المرور الذي يعد الأسوأ في العالم، والذي يضيع ملايين الساعات يوميا على المصريين ويزهق أرواحهم؛ فهل قدمت وزارة الداخلية المعنية بالقتل والتعذيب أية خطة لتطوير مرور القاهرة وغيرها من محافظات مصر؟!!
3- هل نسى من يتحدثون عن فوضى الثورة الآن الفوضى التي كانت تشيعها زيارات مبارك في حياة المصريين وتوقف كافة وسائل النقل بما فيها مترو الأنفاق، واللعنات التي كان يصبها المصريون على الرئيس وزمرته الفاسدة؟!!
4- المشادات والمعارك التي تندلع أغلبها في المناطق الفقيرة ويموت بسببها العشرات يوميا في كافة أنحاء مصر، إن لم يكن المئات؛ فهل وضعت الداخلية بأجهزتها المختلفة خطة تأمين يومي للمناطق العشوائية من أجل الحفاظ على حياة المصريين؟!!
5- المخدرات التي أصبحت تباع على قارعة الطريق، وبشكل خاص البانجو، الذي أصبح مثل الملوخية بالنسبة للفقراء في المناطق العشوائية؛ فهل اهتمت وزارة الداخلية بمراقبة المخدرات في مصر، وقدمت خطة أمنية من أجل الحفاظ على شباب مصر؟!!
6- عشوائية البناء والتخطيط العمراني في كافة مناطق مصر، بما ذلك التعدي عى أراضي الدولة ومياها وكهربائها؟ فهل قات الوزارات المعنية بحصر للمباني المخالفة، وهل قدمت المخالفين للتحقيق، وهلى استردت الدولة الفاسدة مياهها وكهربائها؟!!
7- فوضي التعليم والجامعات والمدارس الخاصة التي قامت على أساس من المحسوبية والمصالح المادية بغض النظر عما تقدمه لمسيرة التعليم في مصر؛ فهل قامت وزارة التعليم العالي ووزارة التعليم بحصر لكافة المؤسسات التلعيمية في مصر، وقامت بتقييمها من أجل التعرف على حقيقة ما تقدمه للمصريين؟!!
8- فوضى المستشفيات في مصر والخدمات الصحية الهزيلة جدا التي تقدمها للمصريين، وما يرتبط بذلك من وفيات يومية هائلة بسبب إهمال المستشفيات وعدم وجود الخدمات الصحية المناسبة التي يجب تقديمها للمصريين، قهل قامت وزارة الصحة بدورها من أجل صيانة صحة المصريين وتأمين حياتهم؟!!
9- فوضى الإعلام وتخبطه والمسلسلات السخيفة التي روج لها التليفزيون المصري والبرامج التافهة التي أسست لحالة من فقدان العقل وتغييب وعي المواطن المصري؛ فهل قدمت وزارة الإعلام أو أي من الأجهزة التابعة لها أية خطة جيدة وعميقة تهدف لإعلاء وعي المواطن المصري وتطوير فهمه للسياقات المحيطة به؟!!
10 – فوضى السياسات الخارجية المصرية وتخبطها وضياع هيبة مصر أمام دول ليس لها تاريخ في المنطقة وعلى رأسها الرجعيات العربية الداعمة لمبارك والمبهورة به وبتبعيته لها؛ فهل قدمت وزارة الخارجية أي إطار عمل وطني من أجل تطوير السياسات الخارجية المصرية بما يتوافق مع المصالح الوطنية المصرية؟
هذه مجرد نماذج لما كنا نعيشه في مصر عبر عقود مبارك الثلاثة الفاسدة، والتي يحاول البعض من أتباعه وأزلامه نسيانها والإيهام بأننا نعيش في فوضى جديدة خلقتها الثورة المصرية. الثورة المصرية براء من أية فوضى، حققوا مطالب الثوار، التي هى مطالب الشعب المصري، وسوف يعود الجميع إلى العمل ويتركوا الميادين التي تؤرق مضاجعكم وتخيفكم ليل نهار أنتم ومن يحاولون العودة بكم مرة أخرى لدفة الحكم.

#صالح_سليمان_عبدالعظيم (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل