أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح هادي - اختصار مميت/ملحمة شعرية طويلة للنشر















المزيد.....



اختصار مميت/ملحمة شعرية طويلة للنشر


صلاح هادي

الحوار المتمدن-العدد: 3417 - 2011 / 7 / 5 - 15:28
المحور: الادب والفن
    


اختصار مميت
ملحمة

( يوم قررت أن اعود اذا بالعراق هو المسافر )

صلاح هادي

يكبر الحلم
يكبر العمر
عند حافة الوطن والحب
نتشظى
بقايا من خبز الغروب
أشياء وأشلاء بلا معنى تطايرت
من عمق الحضيض
واللاجدوى
نتذكر
المدفع العملاق
الوطن الممدود لخطاه
لأعقاب رذائله
وتلك الحالمة
بعد كل نشرة أخبار
تسقي في فراشها (السندانة)
وتدندن:
حبيبي سيأتي إجازة
سيبعث أهله خطابة
وهو في مستشفى مهملة
اشلاؤه تبكي
ذكرياته تلهث
وبقايا من سطور
بقايا من معضلة
تدعى الوطن
الحب في صمت وصيام
في وجم
وأرجوحة القهر
لازالت تغني أنشودة السياب :
مطر
مطر
مطر
والأمل يتثاءب
يتبختر
كالكحل بنشوة سارق
يغمز للمشانق
للمنافي
خذوا
هذا حالم
ذاك صاعد
وهؤلاء يجتمعون بكثرة
و
و
والنخلة تحفظ عهد الحب
هذا ما يمقته الباغي
بسرعة النزف يسلب منها فرحة البيت
ودفء الجار
عروش الطغاة
تأتي نهاياتها على ظهور السلاحف
وأمهاتنا
بسرعة الهم يتناسلن النعوش
في قلب الوالدة
مرارة
أمنية
أن تتحرر من خوفها على ولدها
تريده مطراً
تريده ضوءاً
تريده بكامل الملامح
تريده
تريده
تريده
والحصرم أيضا يريده
قهر
هجوم
ثم لافتة سوداء على بيتها
لا تحمي الحديقة من العطش
ولن تصبح دالية
هل لهذا اللهب في صدر الإنسان من استراحة
من مطفأة
من شقلبة
من زوال
من غودو أو منتظر
هل سنبقى نشقى ولا نلقى
وتتبولنا آبار النفط
هل أشق قميصي وسط الشارع
وأحرق نصف التاريخ
هل أتبول في العتمة على صورة جدارية
ولن ترصدني عيون الجيران المدربة
هل
هل
هل لازالت حبيبة عمري
تحفظ كلماتي وصوري
أم هي الأخرى
قد أصاب عشقها السوفان
صليت ذات مرة
وتساءلت في صلاتي
لو ركب الرحمن (مشحوفاً) في الأهوار
هل كانت ستذبح هكذا بلادي
الغرباء والمرتزقة
ينتشرون حول عباءة المرحومة أمي
عباءة المرحومة جدتي
وما من طوفان
صوت السوط يعوي
كالريح فوق سنبلة
العقارب والأقارب
تترصد بدايات سقوط الحلم يا أبتِ
تعزف الجنائز على أوتار الروح
صديق جذب للفقد صديقاً
والشعارات التالفة تردح
هل نكبح الحب في القلب
ونصبر كما الناقة
أم نلعق أصابع سيدة
لايهتز في يدها فنجان القهوة حتى في العاصفة
إلهي
نتخبط مابين الحلم وبين اللطم
ما بين النوم في بقعة
وبين قرفصة على سجادة
والأحضان مقفرة
اهترأ العمر يا أبتِ
الصبر يردح في حانة
حالم ينتظر القمر
وما مل الظلام صوت حزن القطار
صلي لأجلنا يا سماء
ألا تهزك هذه الارتكابات
احتلال
وباء
قصف
سفهاء
وطن يباع حتى في (الخلاء)
غني ياروحي في العراء
غني
غني
(الريل وحمد)
غني
(مكتوب اشوفك من بعيد)
غني
(اظلمت وانتِ متانيه)
حتى يأتي يوم
يزأر فيه الباب
وينتفض الدم والعزم
والهوى
فيهزم الفرح كل التجاعيد
هل هذا
حلم
لطم
إغواء
أم هذه كأسي
وقد فاضت بالإقياء
في رقبة الوطن سلسال
منافقون
متطوعون
أرامل
عملاء
وعذراوات عراقيات
للنزهة في شوارع دمشق وعمان
مناسبات
ديانات
مذاهب
عمائم
مصاحف
حصار
مقابر
كل هذا ولا ينفجر الوطن
كل هذا ولا يثور ليبني مجداً
امتلأت المقابر
وشحت المزابل
الوطن مملوء بالسجون
بالشجون والمحن
هل هذا عصر الصكوك
أم عصر فن التجاعيد
أقلام الطغاة تمطر قرارات
مكافآت
إعدامات
مناسبات
إلهي
أيّ طعم للحب في هذا الوطن
وأي شِعر أو معنى
وهو كالنخلة بين القبور
حلمت ببيت مصنوع من قش
لا قدرة لي على احتمال البيانات
حلمت ببيت ينام في أحضان دجلة
ويعشق في الفرات
حلمت
حلمت بقارب يجيد العوم
وناي يزيح الرعب
حلمت ببعض الحنين
حلمت يد الدهر تصافح وتلين
حلمت
حلمت
حتى كرهت
ولم يركب حلمي
ولا حتى عربة من طين
إذاً
لأفرد جناحي وأتذكر
ريثما يندحر عصر التشليح
وألملم أشلائي وأعود
لكن
لمن أعود
وأمي ماتت يتغمدها الشوك برحمته
وبنت جاري
لازالت تجهل أخباري
تجهل
أني أعيش أيامي المصفرة
أتذكر
يوم كنا نشعل الشموع
لنضيء النهر
أتذكر
تلك المصطبة
التي حملت كل لقاءاتنا
ولم تحمل منا طفل العمر
رحلت
حاملاً معي جنازتي
وتزوجت هي
أي حزن في هذا الوطن
وأية لعنة
كل ذكرياتنا
قتلى
فراق
عزاء
انتظار طويل الأمد
ضع يدك على هذا النزف يا ربِ
لملم هذا الشحوب
وحيي روح الشاعر آدم حاتم
كان يرتدي معطفاً حتى في الحر
كان يحلم
بنثر قصائده
فوق دموع مدينته
والقصف المشتد عليها
لكنه مات بعيداً
وحيداً
وما حققت له الدنيا
ولا حتى همزة
هل هذا عمرٌ يا ربِّ
هل في هذا القيح سيكبر ولدي
أأغلق بابي
لا حلم ولا وتر
لاعشق ولا قمر
لا مواعيد أو جلسات سمر
ولن يترصدني أحدٌ
أو تشي بي ثيابي
إنتبه
ناب الطغيان قوي
يعلك حتى الغائط
والعمر يتلاشى في فلك لغوته
ناب الطغيان قوي
قد يهرب كالجرذ ويكابر
ناب الطغيان
قوي
عمري مقابل أن أشبعه ركلاً
وأمطره بالقنادر
لن أغلق بابي
لن أقطع وتري
لن أهدأ
وليستنشق طفلي كل صنوف السم
مخنوقٌ أنا يا أبتِ
مدفونٌ أنا يا أمي
لا أدري بماذا أبوح
أحلم
حتى في الحلم الهَم يبدل هَما
آه يا أمي
آه من هذي الدنيا الطائشة
من هذي الدنيا المجرشة
من هذي الدنيا المضرطة
كأزيز الرصاص تستقبلنا
وبأقدارٍ واجمة
آه من هذي الدنيا الآثمة
آه من هذا وذاك ومن حظي
مخنوق انا يا أبتِ
متعب أنا يا أمي
متعب من شِباك هذا الحظ العاق
متعب من مئات السنين
متعب من رجالات النفط والأسفين
متعب من أمنية
أن تعود لروحي روحي
لكن وبحسب التقويم الملتحي
أمنيتي ولدت فاجرة
والألعن جعلوها
تبغاً لغليون العم سام
أحبطني كل هذا يا أبتِ
وهدني
لاتبكي يا أمي
في حوض الأسماك يجيف الماء
وتموت السمكة تلو السمكة
الأبناء يفتتون الوطن
بعض يجر الحلم
بعض يجر المشانق
والسادة الجدد كالجرذان
متعبٌ انا يا أبتِ
متشظٍ أنا يا أمي
يسري من فوقي وتحتي الحلم
فيلطمني
دبابات وقوميات
ديانات ومذاهب
محاجل ومحافل
مطارق ومزالق
معافط ومضارط
مابالكم تفتتون الوطن
ما بال عيونكم لا ترى الدم !
لا ترى العكاز
والحلم الملقى على الفحم
سيتقيأكم حتى الدود
يا قتلة بلادي
ما بين أنفاسي وأطرافي
اسئلة كسيحة
لماذا ينضج السجن قبل الخبز
وآمالنا يتلفها الوعد
وكل حلم تحته لغم
كفاهٍ كريه يتصيد نهداً
لماذا ولماذا
لماذا نسيل فوق النرد
لماذا ولماذا
آه يا روحي
من يسكت صرختك الآن
من يبعد عنك غبش الفجر الكاذب
حلمت بحبيبة عمري
تمطر علي حباً
ليتني مافقت من هذا الحلم
بين الرصافة وحظي
تاهت عيون فلانة
سقطت فوق الحد
داخت من حبٍ ما زال معلقاً بحبل أمانيه
وأمنية لا تعرف أن تمشي على عجلٍ
مابال هذه الدنيا لاتكترث
لا تثمل
لاتسوق الليل من الأسفل
فوقي كل العتمة الآن
كل القحط
عن أي شيء تفتشين يا نفسي
عن أي فيافٍ أو أغانٍ
وفي حقيبة سفري
لا يوجد غير عود بخور
وعقبٌ من نفسي
وبعضٌ من جلجامش
وسوط الجلاد يطاردني
يجلد حتى أسلافي
يجلد
يجلد
يجلد
لا أنا أرضى أن (أصيح)
ولا هو يرضى أن يستريح
آه من هذا العمر القبر
آه من هذا وذاك
ومن حظي
طفلتي القادمة تحلم بأن تصبح زنوبيا
ليت عروبتها تصبح لها درعاً
ولا تفجع
ليت
وليت
وليت
ليت شرفتها
تنزل لعندي
لأسحب نفسي من الظل
وأنام
أنام بها كل العمر وأرتاح
لا أتقيأ أو أسأل
هل فوقنا شمس
أم شرطي
هل فوقنا قمرٌ أم (طنطل)
آه من هذي الدنيا المجرشة
نزرع الورد
قبله نذبل
يصنعون الجريمة
يمارسونها
يرتكبون المعاصي
ويتناسلونها
لا سفلس أو سيلان
لا انحدار إلى الجحيم
ينشرون شياطينهم في كل الأقاصي
يقيمون صلواتهم فوق دمائنا
ولا يشتد غيظ إله
لا يرتفع سعر الدم قليلاً
لا يهبط وحي الأديان
وأنا
لن أتعوذ من كلمة أنا
أنا
في هذي الأوقات المذبوحة شُلَّ صبري
فوق نزيز يمتص حكايا الجميز
والقلب بحاجة تجميع الأضلاع
هذا الضلع كُسر هناك
في أول شك بالتاريخ
وذاك الضلع لا لزوم لتجبيره
فهو الناطق بجوع الناس
والمتسبب بتكسير جميع الأضلاع
لكن
هذي الأضلع يازمني خلاصة عمرٍ
أرادوه كالطبل الأجوف
أرادوه أن يتلاعن كالأزياء
أن يحيا تحت الفستان
هذي الأضلع يا قلبي من حقٍٍ
أصبح يخلط ما بين الأشياء
لا يتواضع
يمرغ بالجوع جبين كرامتنا
آه يا حمامتي
أعترف
بأني غريب
أعترف بأني غريق
أعترف بأني
لا أستطيع أن أغطي
بجناحي فرجك
او قهرك
من شدة أوجاعي
بالكاد ألفظ اسمك
وكأسي
أشرب منها
عزلة ذاك الحلم
ورعب الزنزانة
أشرب منها الطريق والحريق
وفي أحضانك أتحسس آثار التعذيب
حمامتي
لا عش لي الآن
سوى كأسي
كل السم
كل الحلم
كل الهم
فياضٌ بك يا كأسي
أشرب منك
عزلة ذاك الشارع
وقرف الزنزانة
كنا نبني وطناً في الحلم
فتحقق لنا وطنٌ
تدخله قبلنا أقدام الهم
آه يا أمي
أمنيتي أن أتحرر من هذا المضغ
وأصطبح بوجه بائعة القيمر
أتدري يا كأسي
أعتقد أننا جئنا للدنيا
لكي نفرح
لكي نغني
لا لكي يتعقبنا النصل
وتلوكنا الشعارات
لا ليضحك علينا
ذاك المارق
أو يجلدنا هذا السلطان
من منا الآن
لا تعصره أمنية
من منا
لم يمش في حقل للألغام
من منا
لم يتعثر
بجثة صاحب
أو نخلة
داستها أقدام الحكام
أتعرف يا كأسي
سأغني لك أغنية
عسى أن يخجل منك
من توهموا يوماً
بأنهم أسيادٌ
أو جداً أزلام
أو تعالي لنضحك يا كأسي
فلقد أثبت قادتنا للكل
أن القرد هو أصل الإنسان
آه ياروحي
آه على قلب نزف الضوء
آه على عاشق
لم يحظَ بحبه
ولا بحبة مطر
من سيفتح باب المسلخ
ويطلقنا للضفاف
من سينعش القلب المثقوب
أ لهذا القهر ثأرٌ بنا
أم هو قضاء وقدر
تتناثر في قلبي الأسماء
الأشياء
الأسئلة
الأمكنة
ولا أدري متى سيعشق الواقع الأمنية
حبيبتي
انتظري
ليس بيدي
لازال الفَرج يتعتق في أقبية السماء
لازال القصف شديداً
وما زال يتبجح هلال العيد
آه
لا أدري متى نهدأ
وبيوتنا تستريح
آه
تتملكني رغبة بالغناء
بالبكاء
حبيبة عمري لو تدري
ما أغلاها
أعوامٌ مضت
ولم أرها
وما زلت بنفس الحب
بنفس الهياج
وفي روحي ما زال طعم الشهد الأول
طعم أول قُبلة
أضعت القِبلة
وما جفت تلك القُبلة
هدأ الموج
وما هدأت روحي
وهو
لا ندري بأي لغة نحاوره
نتفقد أنفسنا بالعتمة
يتلمس عضوه بالعلن
يسعدني ان أكنس هذا المسخ
أنهض متفائلاً
أمتلئ بالخراب
متى يتلملم هذا الغروب يا ربِّ
متى يزهق هذا الشحوب
بين البنادق والأناشيد
بين ( شعيط ومعيط
وجرار الخيط )
بين جلدي والمخافر
ضاع العمر يا أبتِ
والفَرج أوصد أبوابه
سأبقى وحيداً
سأبقى ورقة
لملمي يا أمي
لملمي معي أشيائي
لا تفزعي من أشلائي
هذا كل ما تمنوه لابنك الحالم
لابنك الضائع
لابنك القتيل
تدحرجت أحلامنا يا أبتِ
والوسائد من هشيم
ركلوا أعمارنا
والزمن يلهط كل عود أخضر
هذه متعته
والويل لمن لا يلتفت بحذر
دخان
بغاء
عويل لا تسمعه السماء
سأمضي بعيداً
بعيداً جداً
أفرغ حلقي من كل الكلام
لا أزقزق
لا أغازل
لا أبكي
لا أتذكر
لا أقع في فخ الوهم
أو النغم
أوالملاحم
عدة ثقوب في سترتي
والشمس حجبها غربال
من سيكنس كل تلك الألغام والصقيع
من سيسلخ جلد هذا الزمان
وأنا
لاقلبي ينعس
ولا عمري ينتهي
يا ربِّ
أهلكنا هذا العمر المر
أما من طوفان
متى تهبط جيوش الملائكة
و يهدأ عنا هذا الإعصار
سئمت العيش مع نفسي
بعض مني يجلدني
بعض مني هجرني
وبعض مني يبصقني
والقِِبلة لا تمنحني الدفء
سأبتعد عن قلبي
وعن شهوتي
سأبتعد عن ملاحم اوروك وبابل
سأرحل الى حيث تموت اللقالق
ولن أبقى حنظلة يا ناجي
آه يا روحي
آه يا أمي
مهزلة هذا العمر
للأسف قبلته بسرعة
لا فرق بين العاقل والمجنون
بين المرعوب والمستقتل
بين الشريف والمستشرف
بين حنانها وخداعها
بين بيوت الدين وحمامات السوق
هل لكل هذا يرجع قلبي
هل لأجل هذا أطوف او أُدلف
وحبيبتي
منذ أن افترقنا
واللهاث يتصاعد إلى الذكرى
أشهقه وأغني
وأُمضغ وحدي في الظلام
والسماء تمدني بالدمع
شكراً
ماعادت في العمر فرصة
ما نفع أن أتذكر
أو أشهر سيفاً
مامعنى أن تعيش بحلم
وتموت من شدة اللطم والطم
الى أي صديق أو وطن
سيشتاق كل هذا الكلام
حاولت تفسير مايحدث
لكني لم أنضج بعد
هذا مايقوله شيخ الحانة لمفارز التفتيش
وحبيبتي
حبيبتي
وحدها من تقرأ نفسي
وصمتي
عيناها جميلتان جداً بلا كحل
لكن
لا نصيحة ولا رفيقة
أحتاج بعد اليوم
فات الأوان قبل الأوان
لا أستطيع أن أبدأ من حديد
ولا أعتذر
عن كل ماتبدل بي أو أتأسف
لم أعش لحظة ود أو صفاء
وشى بي حتى ظلي
خانني المخلصون
دمعي وكلماتي
ورصيف عليه أوجاعي تنام
أأخدع نفسي
أم أطلقها للخراب من جديد
لم يعد شيءٌ يغويني
لم يعد شيءٌ يُنسيني
مرعوب من يقظتي
من وحشتي
من القائد الجديد والجند
أي جبل هذا الهم يا ربِّ
كل أشيائي وحتى دوائي
في مهب القيح
وعرضة لبسطاره المحموم
العين أعمق من البحر
احذرها
هذا ما علمنيه والدي
لكنه ماعلمني
كيف أقاوم
اذا استبد بي الشوق
وكثرت في قلبي الرماح
او تسمرت أمام خراب البلاد
جر
كر
فر
نحر
دفر
سجل يا عداد الخرائب
سجل يا عداد الذنوب
سجل
مدننا ذابت قبل الشمع
أثناء قيلولة الآذان
قبل قرع الأجراس
قبل صياح الديك والطوفان
سجل
وما من طوفان
من منا الآن
لا تبكيه رائحة التنور
من منا الآن
لا يحن لتلك الجسور
المتاحف
وحتى للقبور
آه
بعض منا
خان
أضاع
ضاع
ولا ندري
ما نفعل مع كل هذا الدم
اللؤم
الورم
التآكل
الطابور
الانحسار
الانحشار
المذاهب
والفوضى
لا ندري
ماذا علينا أن نفعل كي لا نخصى
ماذا علينا أن نحرث
كي لا تتدلى علينا القوارض
اللافتات
المصاحف
هل نهرب
أم ننكسر
أم نضيق
أم نبقى بهذا الحال العاق
هل هذي دنيا أم مرحاض
ننفلت يترصدونا
نصطدم لا ينقذونا
نخسر
لا يتركونا
والمنفى دواء عقيم
العمر مليء بالغصات
بالذبحات
العضات
المراهنات
المداهمات
والسواد في كل المناسبات حاضر
نلعق الحلم في الليل
نصطبح بوجه المدفع
ونعوش على باب المقبرة
تدندن
متى يهطل المطر فيغسلنا
متى تأتي الملائكة لتدفننا
متى يهطل المطر فيغسلنا
متى تأتي الملائكة لتدفننا
متى يهطل المطر فيغسلنا
متى تأتي الملائكة لتدفننا
هذه خرافات العشق
وأماني المدن
التي تغطت بوحل النفط
بحار وقوارب
وعود ووجود
وفتيات يحلمن ببدلة العرس
وإن لبست تلك البدلة
لا تدري
إن كانت ستزف الى قتيل
أم مسجون
وعود ووجود
ياجوج وماجوج
وبعدد النجوم هي الفواجع
قابيل
هابيل
شرشبيل
هذا ما اعتاد عليه سكان الوطن المفضوح
وأنتِ
في أي كوكب محشورة
بدأ النقر ينخر أحشائي
صرت أستشيط من حياتي
حكاياتي
فك هذا الوثاق يا ربِّ
اقطع حبل الاستذكارات
الى متى يبقى هذا العمر في المستنقع
إنسف هذا البؤس يا ربَّ
أو اجعل حظي بالمقلوب
آه يا أمي
تطاير من عمرنا الحب
الفرح
صرنا نتقافز كالأرانب في ساحات الوغى
وكالضباع للمنفعة
آه يا أمي
ليتني
لا أرى
لا أسمع
ويذهب كل سفهاء بلادي الى هاديس
عيني عليك ياعراق
لا لحاف يغطيك الآن
سوى الظلمة
لا تاج هدأ على رأسك
ولا ارتاحت في أحضانك مدينة
فقط جَلد وعتمة
وحلم صار جمجمة
تحارب يغدرونك
أعزل يطعنوك
أي عدل أو حصص تنشدون
وهذا الدم المراق
والجفاف الذي ينتظر الرافدين
أي وجه
سيحتمل اللطم بعد
عار يجر عاراً
دار تهدم داراً
ولا تدري النخلة ما تفعل
أمام كل هذا العث والمعدن
سجون
جوامع
حسينيات
الطب العدلي
وحماة المدن هم القتلة
في الليل
حين تجوب الشوارع وحيداً
ويسير معك الجوع
وحشد الذكريات
لا ترى ابتسامة في الظلام
لا أرجوحة
لا مكان للنوم
تتمنى لو أنَّكَ ما وقفت يوماً
لتحية العلم
لا أدري
لماذا تهبط أرواحنا إلى جوف الباغي
ليتبرزنا
ليشبعنا ركلاً و سجوناً
لماذا الهروب
والأقنعة
لماذا
لماذا
لهفتنا للمقهى
لم تعد كما كانت
ولم يعد دواء صداعنا
(إستكان الشاي )
وأنت
عيني عليك
عيناك تطرب لرفيف أجنحة
غير أجنحتي
وكنت يوماً قبلتك
أ لا تذكرين
ليتني أمشي أبعد من حظي
لم أنل منه ترفاً
كل ما طلته
البؤس
وحياة مرقعة
مابالي يوم كنت طفلاً
وكانت أمي تهدهدني
ما انتحرت
أهلي
لا جدوى مني الآن
أصابني التلف
هذه الدنيا لم يعد فيها طهراً
حروب وبغاء
قصور عث
زوارق عشق في العباب
وحماة المدن هم القتلة
ميراث من الغدر
ميراث من العهر
ميراث من الدم والندم
يا سادة نباع في المزاد
صوت معمم:
اطمئنوا
اطمئنوا
الحوزة بخير
يا سادة نباع في المزاد
معمم آخر:
جاهدوا
جاهدوا
حور العين احلى من فتيات نهر السين
ما كان علينا أن نغفل
ما كان علينا أن نقبل بهذا الوضع الشاذ
ما معنى أن تقضي عمرك
تبحث عن فسحة
عن محارة
وفي نهاية ضعفك
لا تجد سوى المنفى
كم هائل من الأوراق
سأكتب
وكم هائل من الإقياء
أي دواء يشفي جرح الروح
أي عناق
في السماء لن تبرد الروح
لأني سأدخل معركة
جريت نحو طفولتي
بعد أن شق الدم
وجه بلادي
آمنت بالسحر
لأستريح
حتى
اخترت لي ركناً
فيه أحلم
وفيه أغيب
أحببتك ياوطن
تحدثت عنك
كتبت عنك
أهديك الورد
تهديني الفحم المتقد
كأنك ما وجدت إلا لتجلب لي المأساة
أحببتك
وبأمر منك
زحفت على وجهي إلى المنفى
ولم يكن نفيي عادلاً
ماذا أفعل مع هذا التعب
هذا الظمأ
هل أضع على وجهي قناع
كي لا يعرفني حظي
هل حقا ستريحني العزلة
هل أبقى أحلم
بفسحة مستحيلة
أم أصبر
أم ألعن و أحمل (توثية)
جُرِح قلبي
نعم
لكنه لم يتهدم بعد
أول رسالة عشق وصلتني
أحفظها
حرائق بغداد
أتذكرها
الشواطئ التي كانت تعزف لحن الوله
الشواهد المذهلة
حتى الصواريخ الخائرة
العيوب ووجهات النظر
كل من كان يُجلد
ولا ينحني
كل من وقف في الطابور
على كسرات خبز يابسة
ونحن بلد الخير
هل الخلل في الحكام أم فينا
هل نحن ضحايا القدر
أم ضحايا حادثة
أصرخ
أصرخ
حتى أتعب
ثم أرمي بروحي على النرجس
فيعتريني الصفد
يعتريني العشب
وتعتريني للأبد قصيدة (الريل وحمد)
بين
نبع وفيضان
نعمة ونقمة
تتأرجح عيونها
أثمان المحاباة
وذاك الوغد
يترصد
خشخشة خلخالها والأهداب
عشق خرافي
عطش وجوع
نزيف
بطولة
حياة سافلة
ساعة الرحيل
حزن أثقلني
فجر قلب الوالدة
دمر حلاوة زمن الطفولة
هذا الوجع
يمتد جسراً للأقبية
للموت من أجل أمسية
تعبت يا أمي
أرهقني هذا العمر المر
وهدني
نحن نشتكي
نبكي
نودع
ندفن
نعزي
وهو في أوج البذاءة
ندبي
نلبي
بكوعه يسبب لأعمارنا التلف
نأكل في العتمة
يتلمس عضوه في العلن
ليتني أرحل
وليت يتسع الكفن
أي كفن
سيضم هذا العمر الشاق
في الليل
يصب الحلم
روحه بغنج
تلهث خلفه الوساوس
في الصباح
يتفطر القلب على موت أمنية
وأنت
أتآكل
أمام شرفتك
أتيبس
ومفاتنك بلا ودٍ
تغلقين كل مساماتك
تنتقمين بي
من كل عصور الرجال
آه ياروحي
في المدى
في العمق
في الغد والدجى
وساعة الرجى
أسطوانة الخرف
الهروب من الدنيء
الشك
الحجب
الترهات
المزاج
الإيقاع
الأعمار المنهارة
المصاحف والصحف
ذاك اللقاء المحتضر
الثمالة
أدير صفصافتي
لكني
أبقى مزروعاً في الوصال
تعبت
استويت على الجانبين
بت لا أفهم نفسي
حتى حضور الحبيبة
بات لا يسر
في الوعر يسير مركبي
يسير
إلى حيث مسرحيتي
بلا حشود أو كواليس
بلا عنترة أو أخيل
بلا جنائز نتأبطها
المشهد الأول
كانت هناك حلوة
تسير بفرحة
سدت خلفها باب الضجر
تسير وكأن عيون السلقلقية
لن تراها
تسير مثل أي فعل مجيد
لم تشعر بالتعب
الظمأ
كانت تسير باتجاه شمعة
أطفأها فحيح أفعى
لكن هل يدعها السلطان تمشي بإرادتها
تمشي بفرحة
لتشعل تلك الشمعة
راحت تركض
كظبي هارب من أنياب جائع
شبح النهاية يقترب
وواعظ المدينة في قيلولة
لم يوقضه ارتعادها
تركض وهي تلهث
آخر لوعات العمر
تنادي أمها
أ لهذه النهاية انجبتيني يا أمي
ما بالك لا تنقذيني
ويل لي
لم أُقبل يوما
شفاه من أحببت
لم أطارح أمنية
هذا مشهد احتضاري
وموتي
ما ردك يا غالية
تقفز المأساة إلى
المشهد الثاني
جارتها عمرها ستة عشر عاماً
فرحة بحريتها
وروعة جسدها
خلفها تسير بوابات الزواج
لا يزال العمر مبكراً
رجال يطحنون بشفاههم
حتى الحجر
يودون التهامها
هي لا تدري
تمشي بلا وحي
تسرها الفراشات في الحقول
يرعبها المذبح المنصوب
وسط المدينة
أيَّ ذنب اقترفت الشاة
لماذا لا يجمد الدم قبل أن يسيل
لكي لا يرعب العين
هل يمتنع رجالات العرفي والمتع
زحفت عليها جيوش الالتهام
ركضت صوب القمح
صوب الزهور
تجمدت اقدامها عند بوابة المذبح
تحاصرها الحشود
قالت
سيدي
ماذا اقترفت بحقك
أي ظلم او أو ظلام
نشرت من حولك
لألتقيك و المذبح
ما ذنبي
وأنت ألهبتني شهوة في صدرك
تصلي لمفاتني في سرك
المذبح مكان مريع
لا تؤمُّه الآلهة
قال لها أمير
أحبك
قالت
أنا أحلم بالقمر
صاح أتباع الأمير
يجب ان تُذبح
بكت
أنا هالكة لامحالة
روحي للفردوس
ستحملها الطيور
أرواحكم ستقضي كل العمر
تبحث عن مخدع
أدخلوها المذبح
وراحوا يفتشون عن أخرى
لم يطأها حلم بعد
وحبيبتي المفقودة
ليتها فقط تعرف
يوم يدي صافحت يدها
في أول لقاء
كم قبلت يدي
وصبغتها بالحناء
كم ألبستها من خواتم
الحلم مجرد نزهة
ألم كبير
ولا ندري
في الصباح يرحل القمر
تنطلق الحماقة
سرعان ماتغشى الروح
وتبقى الرصاصة
تكتب كتابات مشوهة
على شرائح حلم فاسد
ومعطف من حمى
حمى
حمى
ليتني و حظي نتواجه في ميدان
لعلمته الحروف الأبجدية
وعلمته التراخي
الحب
ولن أعلمه الانتظار
أو طولة البال
سأصفعه بالنعل
إذا امتعض أو استدار
سأبقى في جَلد
إلى أقصى درجات الرفض
سأشق ولدي
إذا أصبح من كتّاب السُلطة
ماذا أفعل لروحي
تهوى أن تموت
لكن
ماذا أفعل
لخلايا الشبق
ماذا أفعل
لعمري
الحالم بضفاف نبوخذ نصر
لعمري
الطائر على الورق
حلمي بعيدٌ جداً
حُر أنا
وبغلٌ عنيد
أحمل كآبة هائلة
لكن
لن ألتقي موتي مصادفة
كان لي هدف
فصرت أنا هدفاً
حلماً فانتقاه الصفد
فشلت
هلل الرجال
سلمت للواقع
صرخ جلجامش قد صِرت ضحلاً
كانت لي أمنية
صارت تمرح بالبعر
أتمنى لو أنسف هذي الأرض
أتمنى ان أحرق سفن اجاممنون
وأدعو على البحر بالتخمى
والبئر بالوحل
ولا مكان للغضب
لا قصور للطغيان
لا جنرالات على غضاريف الحياة
لا حواجز أو زعل
لا حكم بالموت
والطمث يصيب الرجال
ولا من شعاع مركزي
أوشخصية متعفلقة
او هيكل لسليل آلهة
أمنيتي
أمشي بخطوات واثقة
ولا يتبعني اجلاف السلطان
أمنيتي
لو قُتلت مبكراً
وما عشقت مبكراً
أمنيتي
أمنيتي
لو ما خُلقت بصورة إنسان
ليتني
اكتفيت بالقليل من الحب
بالقليل من العمر
ليتني
وليتني
وليتني
حتى مشيت بنصف نعل
شقني هذا العمر المر يا أبتِّ
متى نرتاح من هذا الغشم
من قيد الهزائم
كأننا نعيش في جيب كنغر
مع قفزاته نتساءل
نرحل أو لا نرحل
سنتضاجع أو نتبعثر
نتقيأ
نتعثر
نتهشم
ولا أصدقاء وقت البكاء
لو كان موعد عشاء
لأحضروا كل قططهم وزوجاتهم الأربع
اذهبوا إلى الجبهة
إلى القتال
أنتم جنود الوطن
دافعوا عن أمهاتكم
حبيباتكم
أولادكم
نحن سنمدكم بالأطباء
سنطرزكم بالنياشين
مهلاً يا سيد القرارات
دعني أغسل وجهي
أشرب شاي الصباح
ليس مهماً
نريد حرباً
نريد دماء
نرضى
وبخطوات كلها نعي ورثاء
نذهب الى الجبهة
هل هذا عمر يا ربِّ
هل في هذا القيح
سيكبر ولدي
بطل
بطل من يصمد في أول جولة
من يفجر مجنزرة
من يرفس قاضياً
بطل
من يبقى بلا انضباط
بطل
من يحرق بدلته العسكرية
بطل
من يمرر خيالاته
ولا يرعبه العقاب
كل زعيم يأتينا
يحلم بتحرير فلسطين ودمج الأوطان
كل زعيم يأتي نهلل له بسعف النخيل والريحان
وبعدها لا نرى منه غير المعتقلات وبالألوان
آه يا أمي
مكتوب عليَّ أن أتذكر
أمواج البحر
التجوال بين السعف والجمار
الحلم واللبلاب
الصحف والمصاحف
العدل والطغيان
المناجل
المشاجب
التجوال في الخرف
الهجاء
الحب
طرق العودة
وهم العبادة
وسبل النجاة
في كل هذا
أصادف إعداماً يا أبتِ
ما ذنب الثور
إن هاج في ساحة المصارع
والحوريات
إن شربن الزبد
ماذنب المقابر المتخمة
ماذنب الجرة
إن فاض منها الماء
ما ذنبي
اخترتُ لك ثوباً مطرزاً بالأفراح
اخترت لي كل المواجع
ويلي من حظي
ما من فرحة لامست حتى نعلي
طرق محتقنة بالثاكلات
وجوع يعوي
نوافذ مغلقة
مصابيح منسية
عدل كسيح
رعب الطبول
الفحيح
الثقوب
أمام كل باب ناب
هل حقاً لا تكتمل سعادة الميت
إلا إذا بني قبره بالمرمر
في ساعة مبكرة من الصباح
أعددت قهوتي
لأحاور مافي الخاطر
لأستكشف
أي الطرق أخصب للأسطورة
أول رشفة
تذكرت حليب أمي الدافئ
تذكرت عظمة أوروك وبابل
الرشفة الثانية
رأيت القبائل تلوك بعضها
الرشفة الثالثة
بحثت عن سيفٍ خارقٍ فلم أجده
فضاعت عليَّ فرصة القتال في الطف
الرشفة الرابعة
شعرت بالاختصار المميت
فرميت الفنجان
وتقيأت دراما الأهل
أتمنى أن أمشي أبعد من حظي
من دون أن تتعقبني المفارز
أن أتنفس
ولا ترمقني المواجع
أتمنى
أتمنى لو حبيبتي أمامي الآن
حتى ولو لاطريق للمضجع
فقط بأمانها أنعم وأنام
حبيبتي
خلف داري
سأرمي أسراري
خلف داري سأبني داري
خلف داري
ضعي مولودنا
وليته يكون ذكراً معاقاً
حتى لا يثأر لي او يحيا بحظي العاق
اشتقت إليكَ يا أبتِ
اشتقت إلى العمر الضريح
قلبي يرتعش
مغشوش أنا وخيالي
أوجاعي تأخذني لأبعد من عمري
أجري لاهثاً
ولا أتكور
أصعد بجرحي إلى السماء
تردني السماء لحظي
ليت أمي ولدتني حياً
لا جمجمة
وحبيبتي
منصوبة أمامي كالمقصلة
هل علي أن أطوف حول الكعبة
بروحي المهشمة
هل مكتوب علي
أن أتدحرج في كل الأرض
حتى أُعتق
يا أيها الفضاء المفتون بنفسه
يا أيها الفضاء الذي لا يخجل
ما لنا و كل هذي الحكايا
نحن بشر لا غزلان
كم عمراً أحتاج لأحصي خيباتي
إلى متى أنام كل يوم على قارعة حريق
ويغلق مساماتي الطين
ليتني أختصر هذا العمر
بضغطة زناد
ولا أواصل المشي بنصف نعل
ليتني مع آخر سيجارة
أكتب آخر عبارة
ليتني أنتشي
أستعيد رغبتي
ولا يترامى الحلم على الصحون
فتلعقه الأديان من أول السهرة
و يلوكه الحكام بلحظة
ليت حلمي لا يغص
أو يصاب بشهقة
سنون ونحن نتقشر
ونقف طوابير أمام السجون
سنون ونحن نزرع الدواء
ولا نحصد غير الداء
سنون ونحن نركض
فتسبقنا السلاحف
سنون ونحن نرعى الغصن
فتطيح علينا الشجرة
سنون ونحن نلملم الألوان
فيبتكر الرئيس حرباً
بعدها لا أتساءل
مالنا دائماً بالثوب الأسود
ويختصرنا المعمم
على عدد حبات المسبحة
عام يجرعام
أستشيط في كوتي
والمحققون كالقمل
لماذا أحببت
كيف أحببت
ما عدد دقات القلب
وحياة خصيتك سيدي
أرغب بالاقياء
بالشتائم
بالانتحار
ليت الأهل والحبيبة
ليسوا في فلكي لصحت أنا الحق
لصحت وصحت
أنا الحق
ذات يوم غير معلب
خرجت من بيتي
أنبض عكس الساعة
دخلت فردوسي اليومي
رفعت أول كأس
بصحة سرب لقالق
مر من فوقي ولم يعد
رفعت الكأس الثاني
بصحة ماتبقى من العمر
فأتلفني إقيائي
الوطن يترقرق في اللبان
على أنغام الوليمة
وكل الطرق تؤدي الى المشرحة
حتى اسم الحبيبة المنقوش على الساعد
لا يسلم
محقق متنمرد
يحطم نصف العمر
وغزو يجر غزواً
نار تمتطي ناراً
و ابنة معدوم
في وسع الكون محصورة
تنظر لقرص الشمس
لا تبتهج
يهرب الفرح من دمعتها مفضوحاً
وحبيبتي
هزمتِ من أول صولة
من صولات الأهل
فغابت عني كل هذا العمر
وصَلتِ الى فراش المخبر
وأنا وصلت الى المنفى
أمضي بقهري كالكسيح
جثتي كالناي تسبقني
ومع كل إشراقة
تعرج علي المحطة
ومن منفى إلى منفى
تُصفع روحي
ولا أملك بوصلة
كم من مرة ارتبكت أمام الباص
أركبه
أم سيركبني
فأقضي دربي أتمشى
أتمشى
أصادف زجاجات خمر هنا وهناك
وأسماء عشاق على الاشجار محفورة
وربما رحلوا
معاقون
وارتعاشات تجار وصرافين
سخط وثرثرة
علب أدوية فارغة لم تعالج الهدم
عربات تغسل الشوارع
لا تغسل الدم
فتيات كأعقاب السجائر
انزلاقات
حتى أصل لكأسي ثملاً
و أنفتق كالربابة
آه
كنت أنثر ضلوعي للحب
لا أشرب منه غير لوعتي
تخنقني المسافات
وفي كل مرة يعرج علي القطار
ولا أغني له غير (الريل وحمد)
أحلم بها
لكني
حتى في الحلم أتوجع
أتوجع
والصباح
كالصاحب حين يخون
لا تتأسفي يا روحي
وأنتِ
لا تكرهي ما أنجبتِ من غيري
إنها حكاية ابتلانا بها معتوه
وصوت القطار يئن
كخيباتي
كثوب عرس
اغتصبت صاحبته قبل أن تُزف
لمن أصل بروحي
بجروحي
للحب المعاق
لحذاء جديد لا يسعده العيد
لمن
لزنبقة مخنوقة
لجلجامش الذي أرهقه الخلود
وهدّه
لمن
وليل يجر ليل
أناغي القصيدة
وأكتب على الرمل
عجل يا نوح
طفلي يرفض أن يولد
كأنه يعلم
سوف لن يجن في حياته وطناً
معه حق
من يستمتع بالزهرة في هذه الزفرة
يحلق أمامي الغد
بغثيان ممتد
ينادي ويتتبع
يتتبع اسماً
يتتبع رقماً
يتتبع زناداً
لا يدري
حتى تركته ودخلت ذاك السوق
المزدحم بالناس وبالباعة
وأسماء التجارالمنسوبة
والعباءات السوداء
والفتيات المرهقات الحالمات
والشبان وجوههم كالحوافر
والبضائع تالفة
دخلت السوق لأشتري نافذة
أصوات التآكل تعلو
ارتفاع الأسعار يحطم
تدخل الفتاة الى محل
لتشتري فستاناً
تخرج ( حاملاً )
يا ربِّ (حامل)
لغط وسخط
دموع يتامى
أرامل
استحالة القدرة على الدفع
حصار وقنابل
صرخت
لا أريد من هذا السوق شيئاً
ما لي والنافذة
وأنا كموتهم بالضبط
من بعيد
و أنا تالف
أنظر الى دارها
أتآكل
دارها ينأى عني
دخان سيجارتي
يصل الأولمب
ولا يصل دارها
أتحسر
أتشقق
اللقاء أبعد ما يكون عني
والدها
بكل اللغات يشتمني
وفضيحتي
يرويها أصدقائي في المقهى
آه من ذاك الأرعن
نفث حكمه القاهر بوجهي
دعها ووحلاوتها
دعها باحتقانها
لا تترجمها
لاتناغيها من بعيد
وإلا ..
تتزاحم الشواهد في خرائبي
يرعبني الغد
اين سأُدفن
لا أدري
أسير بالتهابي نحو الأفق
الأفق يضيق كفرج العقرب
ويردني إلى حظي
أحاول الصمود
أشرب في كل درب
جرعات الحب للعبور
تظهر أمامي ميدوسا الحكام
فأستشيط عناداً
وأواصل حمل جنازتي
وكلما استدرت إلى حضارتنا السابقة
أراها تشرفنا
أستدير إلى حضارة الآن
أراها حضارة سفلس وقرفصاء
آه يا أمي
محظوظة رحلتي قبلي
لو شاهدتِ تلك الأم
أيقظوها من حزنها
كان صباحاً شرساً
كثلاجة قصاب
شاهدت ابنها أمام الباب
ومن حوله أصدقاؤه
فرحت
ظنت قد أطلقوا سراحه
لكنهم
يريدونها أن تحضر حفل إعدامه
صرخت
هذا ولدي
ابن حضني
لماذا أخذتموه
وغيبتموه عني
أجابوها بعبارات سمجة
بنادق
اصطفاف
استعد
لا تسترح
البصرة
بغداد
حلبجة
ثم انتهى حفل إعدامه
وراحوا يفتشون عن آخر
لا يصيح من الركل
وأنا
يا ويلي
عبرت سياج البيت
فعشت كل عمري معطوباً
وها أنا أحمل حزني
وحسرات الحب
وأهلي
وخسائري تنظر إلي
وتعتقل ظلي
أكابر وأمشي
قبل أن أمشي أتعرق
أكتب أتعرق
أتنفس عطر الحقول
أتعرق
حتى وأنا في الماء
أتعرق
ذاك الأرعن
فصمني
أقصاني
ولم يتعرق
سأشرب الآن قنينة (عرق)
لأتعرق
تتسابق التجاعيد فيما بينها
يذوب الشمع
ويشتد وجع الدمع
الأماني تمشي بلا عبير
سكك الحديد تزني
ولا تنعطف
وحنيني كله أنين
ويا أما الموت أو الموت
الى أين تقودني ارتجافاتي
شتائمي
والزمن الأوحش قادم
الأضراس فيه تكبر
والنوم يطير
البصاق مثل المطر
والبحر كبصقة في بئر
والشمس باردة
والقمر أظلم
و أنا أقهقه
أُرتل ندمهم
وأقهقه
لأني لن أموت
وفي حرقتي شتيمة لم تسمع بعد
لن أموت وفي حلقي كلمة لم اقلها بعد
أنا
كالقارب المدني
ينتحر إذا ركبه الجند
أنا هدف الطغاة
أنا محارب
سأحارب
أنا الآن حر
كالحريق
تحليت بجزع المقاتل
ولأجلك حبيبتي المعذبة أقاتل
وأعسكر فوق سطح البحر
وأن كبرت الفخاخ
ضعفها سأكبر
أنا محارب
لن أرفل في أقبية الأسر بالقمل
وتموتي قهراً من (شمّاتي)
لا لن أُقهر
لأني اتذكر ذاك الصدر الذي كان كالقرنفل
وكنت في الطين أنام وأصحو
وكنت بالطين أتمضمض
وأسعل
أسعل بحرقة
كنت أسعل عمري ولا أدري
و أنت كالندى
تحملت لأجلك أكثر مما يحتمل القلب
كي لا نختصر اختصاراً مميتاً
آه من قدري
اللعنة على حظي
أهرب من ترحالي في هذا الكون المترامي
لكن يعاسب الأمس
تعيدني إلى اختصاري
أحبها
ما نفع هذه الكلمة الآن
من يستمتع بالزهرة في هذي الزفرة
كل الليالي التي مررت بها
كانت موحشة وحزينة
ذكريات تمزق خاصرتي
أتعرج بمشيتي
من شدة ضعفي
يظنون بي عاهة
لايدرون قد أضناني طريق العودة
لملمت وجعي
ووضعته في جيبي
كي لا يقوىَ على الرفض
استنشقت عود بخور
حتى تتم الرحلة بسلام
لكن يا خيبتي
كُلي أحترق الآن
أنازع
ولا أولد من حديد
وكأني غزال لا إنسان
تثقلني الحكايا
تضنيني اعترافاتي
يبكيني جداً
حظي العاق
ابقى على رأسي ياليل
لم يعد الصباح يهمني
لا لم يعد
أرجوك يا صباح
اتركني أنام كالقلم
فرح بما كتب
سعيدٌ بما حلم
أرجوك يا صباح
اتركني أنام كالقلم
فرح بما كتب
سعيدٌ بما حلم
أرجوك يا صباح
اتركني أنام كالقلم
فرح بما كتب
سعيدٌ بما حلم
آه
أين أمضي
بالأوراق التي في قلبي
أتذكر
أبكي
أشعل كل ليلة شمعة
وأشهق حبيبة عمري
أتخيل
على أية شفة من شفتيها سأسهر
أو
إلى أي ميتة سأرحل
عبرني الغروب
عبرني الفراش
عبرني العابرون
وأنا كالعبد
أنحني وألبي
أدفع راتبي الشهري وقلبي
وبعد كل تعب
أنعطف إلى الحدائق
لأشم الصفاء
وفي كل مرة معي جريدة
وتفاحة
هذه المرة جلست على مصطبة
لم يندلق عليها قَطر العشاق
مصطبة خاسرة
لكنها بالنسبة لي
آمنة جداً
لا سياط تحوم حولها
ولا ضباع
بمن أبدأ
بالصفحة الأولى أم بالتفاحة
أحتار بمن أتسمم أولاً
ثم
أغادر مسرعاً إلى عتمتي
وبغداد تحترق
الدموع تسيل من الضلوع
تسيل على طرقات ناقمة
طرقات محتقنة
كيف تسللت الينا جرثومة التخاذل
هل حقاً غادرنا الله منذ سنين
لا أدري
لا ندري
هذي الدنيا يرويها مدفون
أتلفت حولي
علّي أصادف طريق
ليست فيه وحشتي
علّي أصادف باب الفرج
لا دروب أحباب قضوا
أجلس على أريكتي
أرتعش كرعشة الحمام
كرعشة سقف من طين
والضباع مستمرة في بحثها عني
و أنا كلي نحول
لاحول لي ولا معجزة
من كل قطرعربي أنزف
و جرذان الآن
ناقص يطرح زائد
جاهل يُكعب عالم
صلف يقسم وطن
وسجل يا عداد المهازل
سجل ياعداد الذنوب
ماينقصني الآن
هدوء ونعاس
ماينقصي
شفائي من قيح الأمس
من حظي العاق
صرت
أفرح كالبائس حين يسكر
أرضى بالفائض من الوميض
لكن لا
لن أرضى أن أُدفن للنصف
هذي الدنيا كعفطة بغل
يرويها بهلول
تتقافز في الطريق
ملايين العناوين
ملايين الأوراق
ملايين الوجوه المكسورة
ملايين الفهارس المتعبة
وتلك الليلة
أحب أن أدونها
ليلة بين شاة وراعٍ
أعلفتها في الصباح لهفة حضوري
في الظهيرة نثرت عليها الرذاذ
وبعد أن شقني الانتظار
دخلت من شباك غرفتها
كانت كأجمل سوسنة
كحبة فستق مكتملة
اقتربت منها بخطوات حالم
لا بخطوات بوم
صارت ترتفع كالبرج
وتميل
تنهدت
من عذابات ستطول
همسنا
هل تكفيني ألف قبلة
وهي كفورة نبع
هل تكفيني مليون قبلة وهي
كلها مفاتن من شعرها حتى نعلها
هاجت في بحري
كحورية تكره الزبد
و أنا أتحاشى كنوزها
تكورتُ كالقنفذ
وهي ترغب بالمزيد من التحطيم
تحطيم المسافات التي
سنحزن في وسعها ولا تدري
ترغب
ترغب
لكني انطفأت
كيف أدندنها
وهي لم تصبح زوجتي بعد
وخلفي فك الجنرال
لا
لا لن أرضى لها الفضيحة
قبلت كل وجهها
دموعها
وغادرت
ثم همست لريشة
من القاع أحاول أن أفر
حلقي فوق الرؤوس
بارتفاع منخفض
لا بارتفاع منحط
أشغِلي عيونهم عني
أريد أن ألملم ما تبقى من براعمي
وأرحل
أطلقتها في الهواء
راقبت ارتفاعها
بدأت ألملم
وقلبي يشعر بالسعد
لحظات
حتى سقطت على وجهي
هي
وعصفور مقتول
نتأرجح أحياناً
كي لانسقط في النسيان
لكن
أي نعل نرفع
لنلطم فك الجنرال
في زنزانة قذرة حجروني
تهمتي كانت الكآبة
حقق معي طبيب سلطوي
لماذا أنت كئيب
ارتجفت
نزفت
قلت له
يجلد
يقصف
يهدم
يؤخر ولا يقدم
يرفع ولا ينصب يضرطنا ظنه يعربنا
هو يلوك ونحن نجوع
ولم أشاهد على مدار شهر كامل
برنامج الرياضة في أسبوع
صفعني بمسكن
وأرسلوني بعدها إلى الجبهة بلا بندقية
ما أقسى وطني
أقولها وكلي حنين
لم أخطئ بحقه يوما
عشت فيه نصف عمري معطوباً
لم أحظَ بحبيبة عمري
تزوجها مُخبر
وها أنا أهلوس في منفاي
و أناجي إلهي الغائب منذ سنين
وأتمتم
الليل صال
التوسد طال
عفونة
الجار الطيب شال
يا حريمة
الصحو مال
ثمالة
الدمع سال
مطر
التفتيش ما نال
شراعي المتيبس
الجيش جال
المذيع بال
والتمر كان مراً
الأجنحة من زجاج
يا حسافة
نصف محارة
قوس بلا قزح
ليل بلا فجر
خيبة على طول الطريق والعمر
وآخر الأنباء هزيمة
مطر
مطر
مطر
رحل السياب وكله قهر
الصواريخ حلقت في سماء العراق أكثر من الطيور
من المطر
ولم تُصب الأقدار المجرمة
أو تنحسر
من لوح سأصنع سفينة
سأبني مدينة
سأرفع سلماً يصعد للرعد
ومن فوق سوف أصيح
هنيئا لكم هذي الدنيا المعدمة
ادنُ مني أيها المساء
لكن لا تفجعني
ادنُ مني أيها البعيد
لكن لا تلدغني
ادنُ مني ياحب
ياوجعاً محققاً
وحمى
يا وجعاً
كشلال بلا حتف
وراء الحائط مغير
عرق يتصبب من القلب
يقرع المنحوس جرسا مبحوحاً
يهرول لملازمته الغمام
يقال الأماني في الشِعر
ضاق الشِعر
اين سأستحلم وأنام
هل أبقى أتقيأ على الرف
ونفس العبارة المكتوبة تحتي
احذروا هذا العصفورالبغل
ومن منفى إلى منفى
أحمل على ظهري حباً عليلا
ريحاً تعصف بجرح
شوقاً لآخر الطفح
أتباطأ بخطواتي
أناكح خشبة المسرح
وأنا محموم
فيتفرج الناس على هياج
لا يليق بأقنعتهم
لا يليق بكواليسهم
وقبر هنا
نايٌ هناك
أصدقاء من هنا رحلوا
وبيتي صار أبعد من أبعد كوكب
أدق الطبل
أشق اليقين
أنشق
أتفرج على شيخوختي من أسفل الباب
ومع خلجات الرهف
يغوص الملاذ
يتمايل السهاد
يعلو الفشل
غيبوبة
صحوة
عطشى
وحلاوة نكاح رجيم
محظوظ
جرذ المطبخ محظوظ
يأكل ما يشاء
لا ينام على مصطبة
بعيدٌ عن الحوافر
و أضرحة الموتى
لا يقرض نفسه
كشرف البلاد
حين يصبح من اصناف الوليمة
سيدي
ماذا حل بوجهتي
أين أجنحتي
سيدي
أين النعم
سيدي
جرب أن تقف في الطابور
آه من هذي الدنيا المجحفة
يارائحة البدر الشهية
ما لي كلما صادفت ماءً
أجف
مالي كلما انعطفت
أُنسف
يجرني الغارق بالفخامة
بالملبس
إلى حيثيات
لا دراية لنصف عمري بها
النصف الأول صدر من كذا علقم
والباقي أُتلف
الوطن مسجي على دمه
من كذا درب
كذا خراب
كذا حَلّب
أصبح كالدف
والأمل كعندليب
لا أحد يشتريه في المزاد
فيموت من الخجل
هذه الظهيرة باردة جدا
والشمس حارقة
باردة هذه المصطبة
بارد هذا الرغيف
تلك الحلوة مابالها تسعل
ذاك المقهى ماباله بائس
ما لي أرتعش
من أين كل هذا البرد
من أين
من أين
حتى اكتشفت أني في المنفى
لا أحيا في مسرح
أحيا في معمل للثلج
آه يا أمي
ماذا سأحمل معي إلى القبر
هل أحمل معي سجني
رماد حبيبة عمري
كتاباتي
هل أحمل ذكرياتي
عسى
ألقيها في صومعة الملائكة
فتندم
هل أحمل معي خنجرا
ثأرا لعمري
ماذا أحمل
هل أحمل معي
أغاني كاظم الساهر
ماذا أحمل
سأحمل
أحمل
أحبل
ياليت يتسع القبر
ضاجعت ذات يوم يقظة
أتممت فيها حج النوارس
و أنا في النشوة
انطوى الجناح بحسرة
أجوب الأهوار بحثاً عن نفسي
عن قيمر
عن قصبة تمتد لآخر الشارع
لا لأول القحط
وأنت
أين مختبئة
في أي طريق
أو مبولة
في أي
حديقة
أناقة
سوق
في أية صلافة
عام
و أنا أرقب
درب المحرقة
الأغنية
درب الخيول
البريد
يعطش نحولي
فيشرب المر
أمشي مع السواقي
عسى
ألتقيك في عطش
عسى
عسى
عسى
فأنام على صدى قهقهة
يكسرني لهاثي
حلمي
وكل ما ضاع
كهذا الوطن
يشرب دموعه على الريق
لا تنفعه الصلوات
ولا تعدله الأدعية
يُبكيني الآن قلبي الموجوع
ويطيب خاطري حفار القبور
أتجول في ذاكرتي
في الخرف
ولا أنسى تلك الفتاة
التي كانت على وشك أن تُنحر
شمعة ذائبة كانت على جبيني
شربت نخب العبور
ثم ركضت لحسرتها كالفرح
عبرت الكثير من المدن والجثث
عبرت ثمالتي و الغلاف
وصلت إليها
كانت بآخر قبس
فحملتني وصية
ضع الفتحة محل السكون
والحب بعيداً عن القبب
رحلت منتصرة
و أنا أدور في فلك التهلكة
كجرح فاغر
كميتة بائسة
ومن منفى إلى منفى
يصفعني حظي
وأرواح عابرة
معدن
عزلة
غرغرة
مقاصد
مشاجب
انطفاء
لافتات
ترحال ثكنات
ترنح
كدمات
فلقة
هامش
محطة
رفعة علم
رفعة عدم
رفعة سيقان كارهة
كيف سينجو الحلم
ويسلم من هذا المضغ
ذات تلبد
طارت بروحي إشراقة
فراشة بأجنحة نورس
ريح ملحدة
دفعتها نحو صبري
نحو ثمالتي
لم أحلق عالياً
حطام أيامي كان أثقل
والأمل
كالدم حين يتخثر بلحظة
يستشيط النهوض
يرتفع مستبشراً
لكن بسرعة الاعتقال في بلادي
يرقد في كفن
لم أصدِّق
يوم قالت لي
انتهينا يا حبيبي
الخاتمة باتت قريبة من مشارفنا
المر سيطعم شفاهنا
بيدها وردة
هم
يزينون المقصلة
سألتُ لماذا
لم أسمع غير صدى قهقهة
إلهي
أريدها
هي كل ما أعشق من دندنة
كل ما أحتاج من هذي الدنيا
بكينا
انتشر الغيم الأسود
دنت ساعة السقوط
صرختُ
ظهرت مبارزاً
ازدادت القهقهة
ثم انحدرت إلى الرحى
تاركاً هذي الخلاصة
(في دمدم البرجح
يتنمنم الملدوغ
فتنبلق الخناجر
على كومة المرابق
كن طوح
لاتكن جافر
في غد المترافي
يصعد البسوح
الى رمام التواري
فتعلو التورجسات
قعر حضيض التوذرم
تنشط الى قرنابتين
جادلتين كالتبجح )
أنا الآن لا أحيا في المسرح
أتخثر في معمل للثلج
مضادات أحلام هنا وهناك
وحديث المُله بالقارب
يغازل بركة حبر
و(ينعثل)
عند تقاطع الرغبة
نزق الوضوح
انبطاح الحرس
حب طار مع القّبرة
ارتقاء البلاهة
رصيف قرب القمر
بلاء المآثر
تحمل لسعات الفلقة
أغانٍ مدجنة
صدى قهقهة
نفخت على القارب بقوة
اختفى هو
بقي الحبر والقارب
هل أنا أحمق
كي أركب قارباً مثقوباً
توضأت بالحبر
ومشيت
نحو الموت المعلن في بغداد
مهلا يا أولاد الليل
الوطن
لازال يزفر الدم
هذا الوطن ليس جمجمة
ليس جمجمة ليدعسه بسطار
تفاصيل كثيرة
أوزان كبيرة
في تاريخ البغل
من تراثه حتى موته الأخير
وذاك الجدار المستفحل بيننا
تحطمت بيوتنا
ولم يتحطم
ازحفي يا خطاي
لاتتساقطي
لازلت متقداً
ارفعي معي رأسي
احملي معي همي
صوب ارتعاشة جميلة
صوب الضفاف
لكن
أيّ ضفاف والقارب مثقوب
ليتني غجري لا وطني
يدفعني الألم نحو
شفاه لم أُقبلها بعد
أنا مصعوق من هذا الخراب
حزينٌ من ذاك اليوم
يوم عدت من المدرسة
كنت جائعا جداً
ما فكرت بصديقي
الغائب عن المدرسة
كنت أفكر بأمي
وما أعدتْ لي من دواء
دخلت الشارع
فوجئت بشاحنة يصعد اليها الأثاث ببعثرة
يا ربِّ
هذا بيت صديقي الذي غاب عن المدرسة
ماذا
لماذا
كيف وإلى أين
بكى وقال
لقد باع أبي هذا البيت المظلوم
لنرحل بعيداً
بعيداً جداً
لنرتاح من ذكريات وسيرة اخينا المعدوم
والقهقهة
إلى عنقي صعد الطي
لعنتي
أحتار على من أصبها
الجيوش تسرح وتتبول في المدينة
( طوبز زين تاخذ زين )
أفحمني سؤال
والجواب أربك صاحبي
المسرحي الراحل د.عدنان نعمة
كنا نتجول في الخرف
باغتني بسؤال
مارأيك بهاملت
قلت له
لماذا هاملت وليس انكيدو
لماذا هاملت وليس وضاح أو غيلان
لماذا هاملت وليس أنت
جرني من يدي بقوة
و أدخلني إلى أعتق بار
بار كل معداته من المعدن
لايؤمه سوى الباعة
و الأشقياء
كم ثار هو
وضحكت أنا
كم ترحمنا على بشر
وبصقنا على فهارس
وكم أرادوا ضربنا
بعد تلك العاصفة
أنا دفعت الحساب
فهو يكره ان أن يحاسبه أحد
لذلك رحل قبلنا
رحل منتصراً
أنا ذاهب لأتمشى
هذا ماقلته لأمي
سأعود
حضري لي فراشي
نامي قبلي
قد أتأخر
لا تنبضي بكل الحواس
قد أتعب و أنام في بيت صديق
لاتنظري لوجهك في المرآة فتريني
لاتفسري خروجي لكذا معنى
سأعود
ابقي في البيت
حضري لي بدلة عرس
لقد كبرت
و أحتاج
الى صهوة
الى أحداق
الى موسيقى
لاتختلط عليك الأمور يا أمي
سأعود
سأعود
خرجت روحها ولم أعد
عَلي اللعنة
هيامي محروم ويكره الحافلة المزدحمة
يداي مقفرة
بلا صاحب أسير
لا أعيش في المسرح
أعيش في معمل للثلج
أرقص يا أخضر في الهواء
ارقص
على الريق
ونادِ كل قبائل العرب
لتفرح الأرامل
اتركوا المهاجع
تعالوا
لقد سقط (بطيحان)
هل ارتاحت مؤخراتكم الآن
يا نوح
اصنع لي مركبا
لم أعد أحتمل السباحة في الطين
أريد أن أستريح
بهجتي أراها في الغد
ترفل أيضاً بالسياط وبالقمل
بالجوع
بالصرخات
بالوحل
وجعي مدَّني بالكثير من الذكريات
أريد أن أرتوي ولو لمرة بالماء
يكفيني كل ذاك وهذا النزاع
مللت من كحولي
ضقت ذرعاً من دنياكم و ديني
وما زلت أبحث عن صديقي
أين هو في أي معتقل أو تربة
محراب
منفى
عبوة
أو إلحاد شقي
يمضي بي الطابور إلى ضوء
ليته لا يكون الكآبة
أو ظبية متآلفة
لا أريد من جديد أن يصادفني حبٌ بالمقلوب
من بعيد
أرى ثياباً راكضة
جنوداً يسلخون جلودهم
أطفالاً يرضعون الدم
مصباحاً نصفه منطفئ
بلبلاً يصفف ريشه المتيبس
تقف لتنتظر الباص
تقف أمامك مجنزرة
عيون هائجة كالنار
فقهاء خاب ظنهم
حديقة من جماجم
قطة في يرقة
امرأة تتقيأ جنيناً
حُجاجاً يرقصون في بار
خلخال حبيبتي من نار
حرة أمامها جامعٌ مغلقٌ
لاتدري
تنحرف أم تتوسل
قبور في الساحات العامة
في رياض الأطفال
الكل في حالة إسهال
إعلان كبير على شاشة السماء
استعدوا
القيامة الآن
ربِّ زدني صبراً
زدني علانية
أريد أن أنتهي من هذا الهم
الذي أهلكني
و أهلك روح الوالدة
دعني أستكمل طقوس ثأري
دعني أفصِّل كفني بمرام
أنا إقياء
أسير بسرعة ألف جرح في الساعة
من لها الرغبة في خطبتي
فلتتقدم
ليلي يحدثني عن مهرجانات خرائب
ماكان عليَّ أن أتذكرها
نسيتها منذ كذا سكرة
نسيتها مع سقطتي الأولى
نسيتها يوم لم يك هناك متسعٌ للعواء
مالي الآن أتذكر
رباه
مطحون من الزحمة
أتوجع حتى من أنيابي
كونها لا تقوى على مضغ الحسرة
أمضي بشك إلى أصحابي
فيعيدونني إلى تدحرجي
احترت كثيراً
كأن السماء في سكرة
كم ضاجعت أنغاماً في عمري
كم صرت بوجه المدفع
لكني
لم أصل يوماً إلى حلمي لأحطمه
ليتني كنت خروفاً
لأُذبح مرة واحدة
فأحيا مع البقية
مع الحلاج
المتنبي
اخيل
النعمان بن المنذر
زنوبيا
ابن صومعة
جلجامش
زهور حسين
نعيمه عاكف
إبراهيم جلال
عبد الجبار كاظم
أطوار بهجت
عوني كرومي
غرندايزر
السندباد
اشهدوا ياقوم
تذكرت كل هؤلاء الأشقياء بسكرة
هذي الدنيا يرويها بهلول
آهٍ يا أمي
أنكمش على روحي ساعة الكيل
كي لا أساوي قتيلا
فيلحقوني به
لازلت أريد الحب
لكن لا أريد خراب القلب أكثر
وعارضة الحب
تطاردني
ماذا تريدين مني
لا توجد في جيبي حتى قشة
أبحث عن فيء
وحتى عن ميتة
أنتِ تبيعين الحب
ترقصين فوق المحار
و أنا تائهٌ في مكة
تشربين من القهوة فقط قشوتها
وأنا
أشرب الكأس والناس
وأبقى أتحسر على غياب شفة
عارضة الحب ماذا تريدين مني
اتركيني وسوادي
اتركي ذهبا قد لايشع
اتركيني لمسرحي
وإلا سأبليك بالكآبة
وتشتد أوجاع الثاكلة
يتيه ابن الحلال
ولا يتيه السراب
أي صبر له
أن يصمد في هذا الهوى المبحوح
وذكريات السيوف
والدفوف
وتحت السجن يوجد سجن
فوق السجن
يوجد سجن
بين ذاك السجن
وهذا السجن
يتساقط الخلان
ومن وراء الشبك أرى ظلي
فأحسده
أعرف أنَّ كأسي
ذات يوم ستمضي بي إلى حتفي
ليتها تستعجل
و لها مني أرقى عبارات الشكر
هذي الدنيا يرويها بهلول
وأنا
مع انطفاء ضوء بابها
والحلم
غادرت إلى عمر جديد
عمرٍ يضج بالشيب
الخرس
الورد المندثر
الصداع المبدع
الفقه المدبر
الزحف و الإنسان
الجرح المبحر
السياج الواطئ
عتمة الدروب
النوارس والغثيان
القمم المخادعة
الجلد والعض
حروب الحلب
الفحولة والرعونة
الحلم المر
اشتعال حرف الجر
البوم والهلال
القتيل والثأر
القمر أقرع الرأس
المغوار الذي أهلكنا
يطلب في سجنه
مشمشاً و موزاً
هذي الدنيا يرويها بهلول
وأنا
على حافة حلم جديد
أنتظرك حبيبتي
لكن
قبل أن تخرجي من القاع
اخلعي عنك جلد خوفك
أنتظرك
لكن
اغتسلي بالنبيذ أولاً
لا أريد أن أرى أثراً
ليد لامستك
حتى لو كانت يد أمكِ
ولاتلبسي الكعب العالي
كي لا تتمايلي في الطريق
تتعثري
فيخطفك مني هذه المرة
مخبر من ميليشيا اللا ندري
فنُختصر
اختصارا مميتاً
إنَّها دنيا يرويها بهلول
وأنت ياروحي
لا تميلي
اتركي المراهنة
لافرق بين القمح والقيح
صدقيني
نحن لسنا أكثر من ترياق للآخرة
وفي بعثرة
من تهوى شكلي
من ترغب بعناقي
ولا تتكئ عليَّ كعكاز
من تصهل باسمي
وترضى بسكري ساعة الصلاة
فلتتقدَّم (شقلبة)
أخيراً
صار صوتك يصلني بجنون
صرت كالبركان
زهقت فراشه
تبللت برذاذ الشعر
كرهت قرارت الأهل
صرت تكرهين خضوعك للذهب
اشتهاؤك لي
فاق حد الحزن
بمركب مثقوب
تريدين أن تركبي
أخيراً
خيبتك قادتك إليَّ
لاتصدقوا هذياني
إنَّها رغبة بالشماتة لا أكثر
ليت القيامة الآن
صار الموت
يرى بأبعاده الثلاثة
احتلال
عملاء
أدعياء
هل نقول سلاماً يا وطن الهدم
لا ندري
متى تصبح وطناً للنوم
لا وطناً للطم
تساؤلات كثيرة
ما زالت في رأسي المتشظي
في رمقتي
لكني أشعر بالحزن
بالدوران
كوني لا أنام في المسرح
أنام في معمل للثلج
كوني عاشق مطحون
كوني
لا أقوى
على عدل وطن مقلوب
أحبها يا ربِّ
دلني على طريقة للقياها
إلهي
لا أريد عرشا
لن أرد نعشا
أريدها هي
لكن بلا أجنحة طير
أريدها هي لا غير
أريدها
أريدها
ويا خوفي
بعد كل قتالي لأجلها
وعلى عتبة دارها
يدوس على ظهري عريسها
لكي تحيا
عليك بثلاث
(بُطل عرق)
(سمك مسكوف)
و(فلتة) من وطن فهرسه آثام
أخبرتني مرة قطرة مطر
عن سر الخلود
عن سر السقوط
عن سر الوطن
لكني لم أصغِ ساعتها
كنت مبتلياً بالمسرح
بالحلوات
بالسُكر
بالشفة
حتى ضعت في خارطة قانطة
وتقوسي ما زال صامدا
ما زال يمقت الدرس
أركض مع الريح
أشتعل أسرع من الكبريت
أمزِّق الشوارع بزحفي
لا أتقطر من قمع
ولن أرضخ لك يا صاحب القهقهة
لا تحزن يا أبتِ
فأنا لم أُهزَم
أو أتقاعد بعد
أستطيع أن أتسلق أشجار الشتاء
وفي غرام
لكن
أجهل طريق العرس
أرهقني هذا العمر المر يا أبتِ
وهدني
أقترب من حلمي
أجده أصغر من همي
غادرت سريري رغماً عنك
درت وسرت وطرت
وأستلفت النعل والورقة
وحتى طعامي
أرهقني هذا العمر المر يا أبتِ
وهدني
كم من صديق صار بعمري حريقاً
وكم من امرأة توسمت بها خيراً
فداست على روحي ولم تشعر بالذنب
العمر يضيق يا أبتِ
و أنتَ لا تزال تبحث عن بقايا مني
و أنا غيرالقهر لم أجنِ
انسَ يا أبتِ
فأنا لا أزال أسير خيبتي
وما زلت أحبها
لا أزال أؤم الحانات لأجلها
لم اسأم ذكرياتي
صرت مدمناً أكثر
هي تلعن حظها
وأنا تلوكني الحسرة
تخذلني المواعيد
تتلفني الدروب
لا أدري
بماذا ينفع رذاذ الشعر ما لم يغسل الدرب
ويصرخ بوجه الذنوب
هذي الدنيا يرويها بهلول
صدى غريب في كل الفصول
كسجن على مد النظر
يخفق الحزين
الموبوء بالشعر
بجنائز المدن
الحرير لايليق على مسلوخ الوطن
روعة الخمر لاتضاهيها روعة
كل الطرق والعصور يجب أن تؤدي إليها
من يحدق جيداً سوف يفهم
ولا يشعر بأن هناك وقتاً للجدل
أو لعدن
كلنا ترياق الآخرة
أتمنى لو أتقيأ كل المنفى و أرتاح
أتمنى لو أصل للجولة التالية
للإعدام الأخير
في الليل ينفتح جوعي
يبكيني ذبولي
ينسال من قلبي حبا عتيقا
تحبل الأوراق بالجمل
أتحسر على مسكن للوحدة
أتعذب من شدة البرد
لا طعام في جيوبي
إلهي
لا أقوى على بلع جرذ
أتحامل على قدري
على صبري
أندفع إلى خمرتي
أبحث عن مصدر للموسيقا
مذياعي كسرته في الأمس
أغني لنفسي
يعلو صوتي فوق النجم
يطرق الجيران بابي
فأصمت كالقبر
أنظر إلى سريري
الصقيع نائم عليه
أبحث عن دفء
لا أرى سوى أوراقي ومعطفي
من أشعل منهما
المصيبة
في الحالتين سأتعرى
وأنت
كنت رَجلك
حلمك
الغدير
الطريق
الوطن
شافي غليلك
ما الذي تكسر أو تعكر
لماذا وحدي في الحب الآن
لماذا وحدي في الصدمة
سأرجع
لابد من نهاية
صحوت من صمودي
بلاد الأفلام ليست بلادي
لا أقوى على النوم في أحضان الشهد أكثر
اشتقت لمرارتك
لضيق الوقت
للخناق
وحتى للاختناق
أنا الآن أصنع مركبي
استعدي لصفعي
للبكاء على صدري
لا لم تخسر وحدك
أنا مثلك خسرت
لاعتاب
فقط
افرشي في الحديقة
بأحضانها سننام
لا ألومك حياتي
كل ما ارتكبتِه
أنتِ بريئة منه
زحفت عليك أقاويل الناس
فارتعدت
ليثبت أهلك سلامة بكارتك
زوجوك من غيري
والآن حان الوقت لكي تندثري
أهديتها ذات مرة
باقة ورد يابسة
ثارت
شتمتني
استنجدت حتى بالآلهة
لم تك تعلم
بأني قطفت الورد اليابس من حديقة منزلها
مطر
مطر
مطر
ظهرت من أنتظرها منذ قرون
ظهرت ربة الحب والجمال
ظهرت كعود بخور
كنت أراها في كل الإناث
مطر
مطر
مطر
أحبها
كنت أبحث عنها
وها هو قلبي مرابض عند نعلها
عند قاعها و إيقاعها
و أخشى
أن لا أرى في أفقها غرفة عرس
هذي الدنيا يرويها بهلول
وأنا في المتحف العراقي غاف
في رحاب أسلافنا
أحسدهم ارتاحوا من كذا قرن
وحين صحوت
وجدتهم قد وزعوهم على أسواق العالم
كغبار ثمين
آه منكم يا جرذان اليوم
( طوبز زين تاخذ زين
طوبز زين يا وطن )
أسمع أنينهم
اكتمل السطو على بغداد
وها هي تشقى
ترتجف
و أنا أكتب نفسي
أضاجع الحائط وحظي
ضعي يدك في الماء
قبلي الهواء
استعيني بالذكريات
عسى الكارثة توصلك إليَّ
لم يك ظني في محله
عندما اعتقدت بأن ماتعلمته في الحياة
سينجيني من الاختناق
من السأم الموجع
من الاحتراق
لم يطرق بابي زيوس
ولم أطالع هاديس
هذه كانت غلطتي
ينخر الفراق حياتي
يفرش أمامي الحانات
يَجلد قلبي
و أنا أتأمل صورتها والفجر
و إذا تألق حرف
يدهسه موكب الرئيس
هذي الدنيا يرويها بهلول
الجلاوزة يحرّفون حتى خارطة الوطن
ينفوه بجرة قلم
وبابل لم تعد بابل
غرناطة لم تعد غرناطة
تلاشت الأقداح
ظهر الشص والشبك من جديد
وعنترة صار خردة
وحظي العاق
يلطم وجهي
تملؤني الحكايا بالأحزان
أدير وجهي إلى التي أرضعتني
أراها تبكي في قبرها
أعبر إلى الحلوة
السارحة بالنغمات
بالأزياء
علّي أنام مع طيفها
لكن الأقدار تتربص خطى وضوحي
يفضحني القمر
فأعود للزحف من جديد
فوضى هذي الدنيا
هراء
دمعة كبيرة في العين
محرقة للحالمين
والبسطاء
سأتابع عنادي
لن أتلفت ورائي
لن أحاذر الريح
ولا حتى الرماة
لن تبرد دمائي
لن أجف
ولن أموت من أجل رغيف خبز
ولن أموت وفي حلقي كلمة لم أقلها بعد
متى يتبدل هذا الحظ العاق
أو عني يغفل
يعقل
اترك جراحاتي لتجف
اخلع عني السواد لأفرح
لكن استحالة
أن تضاء ولا تُطفأ
مع المسافة
بدلت دمائي ألف مرة
خبأت رأسي في الكأس
في النهر
بين نهديها
وما خلصت
متى أكون فاتحاً بلا إقياء
من فمها بدأت ألوك خيبتي
همست لها في السر
أحبك
اشربي كأس الرحيق هذا
امطري
لاتخافي من الليل
أو الحر
لاتذبلي
رعيت هيامها
عطشها
نمت حتى في دغلها
وفي النهاية أصهل
أصهل
كشيخ في آخر الحب
حولي ألسنة النار
الحصار
كأن حصاني تمثال
مقصلتي أجرها على ظهري
بين مفاتنها واشتياقي
رحلة عليَّ أن أمضيها بقرفصاء
ويسأل هل من داع
أنت مملكتي الليلة
أنت العزف و أنا النزف
أنت خمرتي
و غداً نجمتي الآفلة
تعودت أن أراكِ في كل أفق
على الوسادة
على الأرض الرطبة
وحتى على النقالة
أحبك
ألف أحبكِ
لكني أكتب فوق قبري ولا أدري
تعرق قلبي في الشتاء
يدفعني إليها حزني
ضعفي
تتعبني التفاتاتها
هذا الحاضر الأحمق
ذاك الحلم البعيد
تلك الزوارق تتلاطمها الشطآن
اشتياقي
احتراقي
ماذا أفعل
هل أبني لروحي قبراً فترضى
ما انطوى قد انطوى
لا صلاة نفعت
ولا حتى أحضانها
إلهي
إذا تقيأت حطامي
هل سأرتاح
إذا صليت
هل سترتاح
إلهي
إذا تقيأت حطامي
هل سأرتاح
إذا صليت
هل سترتاح
إلهي
إذا تقيأت حطامي
هل سأرتاح
إذا صليت
هل سترتاح
إلهي
إذا تقيأت حطامي
هل سأرتاح
إذا صليت
هل سترتاح
أرصد خلاصي
أصعد بكل احتقاني لله
فيرجعني إلى ضريحي
إلى نوافذها المسدلات
وساعي البريد لا يحمل لي غير الوجع
لا مكان لي
أبل ريقي بالماء المج
آه
آه يا أمي
لملمي معي أشيائي
لا تفزعي من أشلائي
هذا كل ما تمنوه لك ولي
تعب أنا يا صاحبي
تعب
لملم معي أشلائي
لا تهرب
لا تتسافل
لن أقول أنت من باعني
آه يا أمي
محظوظة رحلتي قبلي
وحدي في الحرقة
في المحرقة الآن
لا فلان ولا فلتان
الى الحج هذه المرة
علّي أفيق
يفيق
يلملم معي سوادي
يدفن معي كوابيسي
يواسيني
لا يعصرني
عسى تفرج ولا تضيق
ولا تنتابني في كل أمنية نوبة
إلهي
حلمت ببيت مصنوع من قش
بمسرح
بكسرة خبز
بحبيبة
ما توقعت
أن يضيق صباحي
أو أحيا بعمر لا يعقل
أستنشق الزفرة
ألصق جسدي بطيفك
بأقاصيك
فتصلني الخيبة مقهقة
عمري يرفل بالذكرى
بالبلاهة
بالقهقرة
آه من زماني
رماني كعُقاب على أسلاكٍ شائكة
استدار قلبي لصياح بوم
وقع فريسة الصباح
البوم بوم
و إن كان كومة شؤم
فهو يبحث عن لقمة عيش
رقت له أعذاقي
فأطلقته باتجاه البلاد
يا لتعاستي
لمن أبعث اختناقي
لمن سألوِّح بيدي
لقد تمادى الموت على أحبائي
حسرة في قلبي
حسرة مرة
تكفي لتخثر كل العمر
لكن
لابد من خلاص
اختلاط
عابرات
مطر
صارية
وغيم اشرب منه الخمر
في السر أعددت سريري
عطر لا أملك
سوى عرق جسدي
شهوتي تنتظر من كذا عصر
أنا الطريد
هي الطريدة
لا أدري
كل ما أدري
السرير أُعِد على أكمل بدر
ستأتي ماشية
فوضى
على دبابة
لايهم
المهم أن نسعد أنا و السرير
ساعة
أنتظر
كل لحظة يتبدل لوني
يتوغل حتى خمبابا بصدري
لم تأت
اصطادتها عبوة ناسفة
ما اقساك يا دنيا
كل ما أريده الآن أرجوحة
أنتظر عليها عدالة السماء
وشفقة المطر
بعد سنين من السكر
قبضت على قلبي فتاة من بلاد الغرب
كلها حب
كلها حرب
كلها روعة
أحببتها
أحبتني
نلتقي في الظلمة والفجر
قلت هذه من سأعيش معها ما تبقى
هذه من ستنسيني عشقي الأول
من سترفع عني زهقي
وتصفع حظي
خرجنا للألوان معاً
غسلنا وجهينا بضوء القمر
بعد فترة نحل جسمها
بهتت
لم تعد ترقص مثل الأول
احترت
لعنت
شربت الخمر حتى في النعل
ثم صارحتني بأن لها صاحب
صاحب من وطنها
وأنا غريب
قبعت للحظة في صبري
قلت لها اتركيه
قالت الآن أتركه
لكن لأعرف أولاً من أيٍّ منكما أنا حامل
انقهرت
بكيت
تقيأت
غنيت أغنية موعود لعبد الحليم وغادرت
غادرت
هذي الدنيا يرويها بهلول
تعبر الآن من فوقي أمواجي
وصلت
ما وصلت
لن تصل
خفق ذكرياتي
تحشرجاتي
والمخفر عنيد
لا فرصة تبدو لزيارة جثتي
أدركني يا ذاك
اعدِل أو اعتدِل
اعدل أو اعتدِل
اعدل أو اعتدِل
أنظر لطلعة هلال العيد
أسأله عن عيدي القادم
عن عمري الأغبر
فيحاججني ببرود
أرقص أفضل من أن تعوي
أو أركب المراجيح لو تقدر
لماذا ينكسر قوسي لحظة الشد
لماذا أنحل ساعة الصفو
لماذا أُعتقل حين اندلاع شفتيها
لماذا
ولماذا
أنا قبلت الحياة بكل أمزجتها
وما وصلت سوى إلى العدم
وما ارتدى عمري
لا أبيض ولا وردي
وهي كلها مفاتن من شعرها وحتى نعلها
كيف أصعد لها
على أيّ سفح أنتظرها
هل سأراها
أم ستهبط علي أنقاضي
وأدفن وحدي في النشيج
والدنيا
حمل ودواهي
عبادة للعرض
أسوار وسيول
كوبونات تموين
ملثمون
اكتمل السطو على بغداد
تبرعم
تلعثم
تقلم
تجقلم
تورم
تخضرم
حتى استسلم
ماذا أتوقع بعد كل هذا الدبق الآثم
الشبك
الهجوع
اللجوء
قطب ركض نحو الاختلاج
وقطب نام قبل السهرة
اسم العشيرة وحده لن يكفي لصد الزحف
القادم من القمامة
أين سجل وفاتي
هل أحرقوه
أم تركوه مع ظلال الحلاج
وحطام المنصور
عزلتي الآن
كالفرس المنهك في ساحة الميدان
أنتظر طيفها
أين طيفها
ربما داخ في الطريق
حتى هذه اللحظة المخرومة
لا زلت مكسوراً
على متني تواريخ متصدئة
ربما
لم أحفظ الدروس جيداً
لم أتدرب قبل الاقتتال
لهذا أتعثر
قفي عندي
تفقديني
لا ترتعبي من هيكلي العظمي
أنا في حال
لايعلم به فقط السم الذي أتجرعه كل ليلة
أمي حملتني ولم يحملني من بعدها ضلع
كأس
فانوس
ناقوس
هذا ما أحتاجه لتخطي ماتبقى من العمر
لم أجد مقعداً لي في حفل زفافك
لم يصلني صوت المغني ولا حتى الحلوى
سطلتك الهلاهل
وشظتني
جالسة كنت كالوردة اليابسة
كنيزك تسوقه الجاذبية الرعناء إلى حتفه
الحاضرون
كلهم شامتون
كلهم ضدك وضدي
غضبي كان سيغير عليكم
لكن
وحق كل حلاوتك المغتصبة
ما كنت سأفرح ولو كنتُ سأنام على فراشك ساعتها
تزوجتِ
ألف لعنة على حظي
و ألف مبارك لك
يغني إثمي
الصاعد من شفتيها
بيننا سكر
بيننا شعر
بيننا كفر
يسيل من جنوني ظمئي
عيناها لاترحم
لا ترسل سوى الهم
لا أنا بعبد فأثور
ولا أنا بقاتل كي أجرم
يدنو
اللغم من أقدام الحلم
رائحة البحر بدأت تتعفن
احمَّر البدر
لقد حانت ساعت السكر
موصدة كل الأبواب
يا حظي
الجبال لا تعين البغال
تعاليمه
ونشرات الأخبار
تدحرج أسطوري إلى الشتات
شكوى الجند
لن تعود عليهم سوى بالهرولة
صمتي
أضوائي
ذاتي
أبراجها العالية
كذب ظنوني
ماذا عليَّ أن أدفع
لأفك عمري من هذا الاختطاف
من هذا القيد
برجي يقول
اذهب إلى المدى
كي تصل النبع
هناك بعض التقلبات في الرقابة
ستفرح
وستبكي في نفس الوقت
البس ( شروالا)
كي يستعصي عليهم فهمه
سترى أنثى مجنحة
وسترى أرجيلة
لا تقف عندهما
أو عند القصر
أكمل مشوارك
غليانك
لا تتلفت بكثرة
هناك أضراس تترصد
غائط عند البحر
ستهبط عليك ملائكة من الضوء
ضع على رأسك خوذة
لا تبقَ هناك
اذهب إلى صديقك الراقد في المقبرة
ولاطفه
وأنت هناك
لا تقرأ له الشعر
كي لا يصعد عليك النمل
إذا سألك الصباح كيف كانت ليلتك
قل له
قضيتها أطرد أحلام الأمس
وابتسم
سيصادفك لغم
سر عليه
ستفقد طرفاً من أطرافك
ليس مهمّاً
سر بطاعة
بخضوع
لا تبك
حتى تجد أمامك جبلاً
إذا أزحته ستصل النبع
هل هذا برج الأسد
أم برج البغل؟!
هذي الدنيا يرويها بهلول
أتذكر الوعود
أتذكر
فأبوس ذكرانا من النصف
وأنام في الحكايا
حتى إذا صحوت
أجد نفسي في قبضة الرعود
في قبضة البديل
وهو كالخنجر المسموم
أبحث عن زورقي في الأحلام
في المقابر
في الخمور
في العويل
وبين وجهي ووجها
ألف كوكب و ألف جيل
يسري في دمي الحلم
يشدني من قلبي العتيق
ذاك الحب الجميل
ذاك البعيد
فأصرخ كالطفل الوليد
كذاك الهارب من الحريق
أو لم ترى عيناي ساحة الشهيد
ساحة البديل
أو لم أبكِ ساعة الحب
وساعة الرحيل
وفي قلبي يخفق الملام
كالمنايا في الدم وفي العظام
من يطيب خاطر النخيل
من يهتف للحب العتيق
للبوادي
للحلول
لملمي يا أمي
لملمي معي أشيائي
لا تفزعي من أحشائي
هذا كل ما تمنوه لابنك الحالم
لابنك الضائع
لابنك القتيل
محظور هذا الطريق
ذاك النادي يغتصبه ابن الرئيس
مجلات
لا تقرأ مجلات
اختصِر العمر
لا تمش مع النهر
قف
استعد
استرح
هيا اذهب إلى معركة الفجر
مهلا يا سيد القرارات والإذاعات
ماذا عليَّ أن أفعل بحلمي
بقلبي الضاج بالحب
بموعدي معها
كل برازك وسر
اعترف
ضيعتك
ليس بيدي
تنهدت ساعت الأذان
ولم أدرِ
هذي الدنيا يرويها بهلول
أمي
أنا ذاهب
إلى أين
(كراج النهضة) إلى
وهذا العشاء لمن أعددته
لا أقدر
اسمي مكتوب في سجل المفقودين
لقد منيت بمهنة شاقة
هي الذكرى
أحدِّق
أتوسل
أباغت
فلا أجد العراق
وجلدي لم يعد يحتمل الدبغ
هي
تفعل له مايريد
و أنا أفعل لها ما تريد
ولا أدري من منا المخدوع
في سرتي
كل الحروب
وكل الدروب
صففي شعرك الجميل
تباهي
سأتطاول
سأزهر
سأزأر
ولن يهمني ثوبك الجميل
يا أوتاري
يا بقايا قلبي
يا آخر الليل
صعدت إلى حملي لأحطمه
صعدت
صعدت
هل كنت أصعد بعكاز طري
غيبتني أسوار المدينة
هاجن بدغلي العذارى
تحت ظل شرفتها كنت أقضي إجازتي
بين يعاسبها أنام و أصحو
ورحى الحرب تدور
وهو يدلل بعضوه
في الظلمة وفي النور
كل يد خطت شعاراً
هي يد آثمة
عبرت من فوقي الأعوام
ما داعبتني زنبقة
ما حكت لي الوطنية عن مكائدها
عشت تعباً
وما قامت لعزلتي صلاة
تعرجات طويلة لا تزال أمامي
الفضاء لن يتسع لصراخي
أطلال مدن عظيمة أحمل على ظهري
أمشي في الأسواق الشرسة
أقلِّب في أكداس الكتب المُتعبة
وقبل أن أعلن عصياني
و أطلق لعناتي
تنزل عليّ الستارة
فأعود من جديد للتجديف
للهرولة
ولاسلام على من يتبع الأنابيب
أو يغني للرئيس الجديد
تعبنا من الركض خلف الأمنيات
نرى الدماء أكثر مما نرى بقية الأشياء
أو العشاء
ستتبدل حياتي
هذا ما تنبأه لي العراف
هل حقا سوف لن أبقى في أمعاء الحزن
لن اُدبغ او أُدلف
سيعيش قلبي بلا صمغ
ودربي سيشع
هل حقا سأتزوج أنثايَ
ولن أتمرغ بالوحشة
أو أتمضمض بالوحل
ورداء الذكريات المُرة
الذي أرتديه سيغسله النهر
وتكويه الفرحة
ووطني لن تحل عليه أيَّ لعنة
على أيّ حال و أحوال
إذا لم تصدق نبوءته فثمة سكرة
أردت أوراقاً
مسرحاً
ريشة و ألواناً
هل في هذا ذنباً أنا ارتكبت
حتى أستحق كل هذا المنفى العريض
كل أسئلتي لم أجد لها من مجيب
وجوه بلهاء
وأفواه فاغرة
ماذا أنسى لكي أنسى
رأيت سبعة عشر مليون قتيل
فتعجبت
ما أطول صبرك يا رب
لملمت دمعي
بصقت على قيدي
فأبكتني أحوال الناس
مالي إذاً أبالي بحالي
في حضنها الآن كل القيح
وأنا الناحل كالناي
بماذا ستنفع انتفاضتي
لن يتغير شيءٌ
سيغير عليها
متعطراً بدم الغزلان
وهي ستقبل
بعذاب يذهب و يجيء
ولا ملاك متفرغ
يقتادها إلي
إلى جرف النهر
هذي الدنيا يرويها معتوه
كان الشيخ نائماً في الكواليس
أيقظه واعظ الباب
فقدم أمانيه باجتثاث الهَول
مشى على راحة يديه
قهقهت بوجهه تسعيرات السوق
احمر من شدة الدعك
فاشترى كيس طحين
قِدّر لا يدري من أين سيحصل عليه
فابتكر سفينة
حملها بكل الجند
فأوصلنا إلى هذا النحيب
كانت ليلة غائمة
تضمر كل السم
وكل الذكريات
دخلت إلى بارٍ
يقع قرب نصبٍ لشهيد
أو نصبٍ للثورة
أو لمجنزرة
لم أعد أدري
كان النصب شاحبا
بسب قصف أو رعب
لا أدري
علقت معطفي الصابر
وعيناي عليه
لا أريده أن يسرق مني
هو كل دفئي
ولا ا أشعر بالأمان من غيره
ولا يسمحون بارتدائه
كان البار مزدحما بالناس و بالكتاب الأقواس
ورحى الحرب تدور
والبلاد عالقة بالخوف
بعد أن شربت سادس كأس
لمحت عيني فتاة وحيدة
تشرب وتتمايل
تشرب وتتحايل
تقدمت إليها
بعد أن زادني الزحام ثمالة
وصلت إليها
إلى نفسها الطائر بلا خاتم
تبادلنا الأسماء
ابتسمنا
كأنها كانت تنتظرني
بدأت أحدثها عن نفسي
عن الثعبان الذي تدلى علي
عن المنفى الموعود به
تعبي من الذكريات
الفوضى الكبيرة
رحلة جلجامش
الشوارع والأتربة
الجوع الملحمي
العقول المبرمجة
عروش الطغاة
وكيف أحاول أن أنسى نفسي
سكرت هي
تمايلت
رمت بنفسها على صدري
تنهدت
ثم قالت
لم تخبرني كم تقبض من كل هذا التصريف
ثم غادرت مع غيري
تركتني
كالطفل الذي يخر من شدة البكاء
على نستله
خرجت أزور الأصدقاء في المقبرة
وعسى أجد لنفسي قبراً
أرتاح فيه من القرفصة
لقد احتملت
أكثر مما يحتمل عمري
ما انطفأت مع السيجارة وارتحت
تتوارد الخواطر
تشتبك في الطريق و القفار
يأتي البريد
محملاً بالصحراء
بالنجوم البعاد
وسريري عارٍ
لا همسة ولا غطاء
أجوب المنايا
والبدر في أبعد بلاد
أسابق البرق والمقابر
والضحى
وإذا مددت يدي لأقطف الثمار
تنتابني رعشة و اصفرارٌ
و أسمع صدى رثاء
فأسعى إلى غيبوبتي بلا انبلاج
كلي احتراق
هذي الدنيا يرويها بهلول
كنت البارحة في وجدها
في الأعماق
أتذكر الوداد
النشوى
والغيم مسرع
أقفز كالموج
أذهب و أعود كالصدى
أتعطش إلى رحيقها كي أقوى
فأنام على دمعي
أشربه و أسكر
ورجال الأمن بمحاذاة الدمع
في السماء وفي الشارع
حتى في المبولة
أُجلد بسرعة البرق
وبالزق تدخل إلى جوفي الكآبة
بطل أنا في غرف التعذيب
لا صرخة مني ولا حتى عواء
بماذا أعترف
بحضرته
سيأكله العث
كما يبيع البائع اللاشائع
فيحظى بأحلى النساء
وبعد شهور
يعرض حتى ملابسه للبيع
أصارح أمواجها
وبين اسمي واسمها
دنيا من قطارات وشدو
دنيا من معارض وغزو
دموعي غاضبة
لكن وحدي من يغرق بها
كلما لحقت الوطن
ونثرت دعواتي
لا أرى أكثر من شراع على لوح من طين
فأوهم نفسي
بأن خطاه قادمة
وأني قد وصلت عيوني للتو
أنزوي عندما أتذكر
أخدر
وهي تجف كالوردة في قصر من مرمر
المصابيح لا تسأل
هناك حصار أم لا
أين سيمضي نزوحي
وجهي
نظراتي
إلى أين
ليس مهماً
نم في المصباح لو تقدر
وددت لو أصافح السماء
كي لا أحمل في جيدي أكثر من هذا العناء
رعناء
كل الطرق من حولي
رعناء
وهي كأنها القيامة
مد وجزر حضورها
وجميلة حتى في الهجاء
ياصمت
يا رب القدر
يا قطعان البصر
أسير باستواء
ساعة الحب وساعة الضجر
تمر من خلالي المحارق والمزالق
و أنا مغرم بالوقائع
بالتاريخ
بالزوارق
وحتى بدفنها
أجوف أنا
أم مسلول
حتى قبلت أن أحيا بعمر مكسور
كانت هنا
أمام عيني
على تلك الوردة
فرضيت أن أنام على العكاز
في الشِعر
وتحت ثقلها
الموتى يضحكون علّي
يمرحون
و أنا في بابل الحديثة
لا غناء
ولا خمر
لاسكر به فأحيا
أمل في نفسي
وشفاء
سأقتحم عزلتي ذات انبلاج
وأمضي
بلا معونة من دعاء
سأمضي
بلا نواح
بلا آلهة
و إن كان ثمة مستحيل
سأصب نفسي في البحر و أرتاح
آه يا دنياي
ألا ليت ظهري كان كالجماد
يزحف المسخ على الأضاحي
فأتكوَّر في ساحة الشهداء
أنازع
أنتشي
أنثر قلبي وأجمعه
أطرح وأجمع
ولا يصدق خيال
أو يتواضع إله
مقضوم من النصف
دخت من الرف
هلكت من إكمالها و أسمالها
وذباب الرسالة
هل أحملها فوق انكسارها حلمي المعتق
أم اطلقها لحظها
وعسى يتواجد إله
من ستأتي بعد كل هذا البعد
بعد كل هذا (العجاج)
جارية من القصر الأموي
أم التي لا يسقط من يدها فنجان القهوة حتى في العاصفة
و أنا لا أدري إن كان لي رب أم لا
وشاح أسود حول عنقي
مغشي في كل حالات جدول الضرب
هل أموت كالأشقياء
أم أقبل حتى يعاسيبها و أرحل
هل أطرح نفسي وأجمعها
أم ابقى انتظر نهايتي على ضحل دجلة والفرات
فهما مثلي الآن
و أنا في أقصى القحط
تلهبني ذكرياتي
كالسوط
أموت و أحيا
أنثر حالي وأجمعه
تبكي
أبكي
بكيتِ
ما بكيتِ
أنا الآن يجرفني انكفائي
أتمرغ بالظلمة
أتمضمض بالوحل
أموت و أحيا
وأنت هناك في معبد الرقص
أتلوى من شدة الدمع
أتمنى
أتوسل
ياليت تنفع الذكرى
في الزحمة تعارفنا
أنا أجر
ذاك يجر
وحتى صاحبي العجوز يجر
وهي عابرة
حلوة
لأجلها نشرب الأسيد لا الخمر
تضحك
ونحن نترنح
وأيضا ظهر لها سائس
من أذم الآن
بعد كل هذا الانزلاق
أحببت
مشيت
ركضت
حلفت
كفرت
فلم أصل الأرض
ولم أحلِّق في السماء
مطعون حتى من أقرب وريد
زحمة أشواقي ما أوصلتني لعيونها
غرست أسناني حتى في الحجر
وضعتها على اسمي وساماً
ثم
هزيلاً مضيت
و جائعاً أمضي
ربِ
بست عينيها
هذا ما أتذكره
حاربت لأجلها أعز أوردتي
تمشي و أنا أنحني
تطلب و أنا ألبي
قبلتها
وما ربحتها
ها أنا الآن أجمع بالربيع
مبلولاً بالبكاء
لاجواد يحمل معي همي
ولا يشفيني دواء
عيناي منذ شروقي
وحتى وقفتي على جسر الورق
تختلج
تباهيت ببصيرتي
وما همني الآتي
صعدت فوق الموج وكبرت بأسمها
فلم أصل
وكفي غارق بدمي
فتشت في الألوان
في السكرات عن ملمسها
آمنت بالمصاحف لاجلها
ولم أجد في النهاية
سوى عشاً بارداً
فصار قبري
خرجت بدمي للشوارع
أطالب بالخمر وفمها
مصعوق من صمت الريح والضريح
ومن تلف السرير
أبحرت باحتراقي نحو صمتها
والسلاح الذي بين يدي هو قوس قزح
أمضي إلى السم و إلى العدم
فيأخذ مني انتظاري ما ليس بيدي
فهل يعتقل القمر
قلبت عذابي
ليظهر آخر اليوم بلا أوجاع
و إذا
بعمر شاسع مابين الباب
والطرقات الزاعقة
قلبت عيني
كي أراها
حتى
غلفت قلبي
كي على عجل أفوت
وعسى مع الفجر أطير
مع الطير أطير
فلا تتقاسمني الذابلة والثاكلة
وأبقى
مثقباً
مضرجاً بالأماني
تهت في أسفل التمايل
أكتب انكفائي على الحائط
أمر على جسدي
والنبض
ما زال في النسيان
رحيقها
سال مني في التمني
فقدته
من بداية ثديها وحتى خرائبي
وكهل ما زال يربت بالطين على ارتقائي
ولا هناك ولا حتى حرف
التصق به كي أنجو
عيوني وفنوني
و أسراب الأماني
وما وراء الرصافي
وطن من شدة الجلد يغني
سقطت
نازعت
قمت
صليت
ويوم قررت أن اعود
إذا بالعراق هو المسافر
كنت أتغزل بها
أصعد إلى روحي وشفتيها
مع رائحة الأيام أطير
أحلف بالحانة
بدربها الطويل
ويميني هو اسمها
أتثاءب في الصلاة
أصفف التاريخ والملاحم
وأحيي البدع
و أملي لبها
و إذا أردت عناقها وأنا في جناح الحروب
بسرعة ترسل لي دعواتها
وللموت سريعاً أعود
أمام أنفاسي كنت أقف
أعد اشتهائي للحدود
لا أملك جواز سفر كي أمر من خلال السؤال
الطائرات المغيرة تمر
لاتتيه ولا تنعطف
ابتعد بشق النعاس عن حتفي
متيبس
أُقلب الحضارات
وحظي
الجدار عال يا ربِ
و الأسلاك كفك الجنرال
و أنا في جثتي صامد
جواز سفري هو شهادة وفاتي
وها أنا عائد
غادري دموعك
ارتدي العلياء والهوى
بارحي التسبيح
اثلجي ما انكوى
ضعت في اللجاجة
مابيدي
روعتني المنايا و الحكايا
أسقمتني عزتي
تهت في دروب ليست للمحب
للسُكر
للهوى
قصر هناك وضباع هنا
فسميت باسمك
قالوا قد كفرت
قبلت دربك
قالوا قد خنت سيدك والجند
و أنا لا صافحت قرداً
ولا غازلت هدهداً
أو اشتركت ببيعة
لا أدري
إلى أين سأمضي بكل هذا الطيب
بكل هذا الخوف
بكل هذا الحب
السُكر
أو ليشتمني أحدكم فيعدلني لو يقدر
وها أنا انازع الآن
وكل الحمد للمنفى والشكر
ماذا بوسعي أن أقول أكثر
ما بوسع صومعتي أن تتذكر
ماذا بوسعي أن أكتب
أن أحلم
و أنا بالمصائب أرفل
وبالوحل أتمضمض
و إذا أردت أن أحصي المآسي والمواجع في بلدي
فهي ستحتاج لأكثر من عمر
ستحتاج لأطنان من الدمع
للكثير من المشانق
لذلك
سأبقى في الظل البغيض
أتعاطى مخدر الحب الجميل
أراقص نفسي
وأخدعها بـ سيشتاق عما قليل
وأبقى أرددك حبيبي
وربي ومصدر الهوا
وأعرف سابقى كما أنا
رسالة حب أضاعها ساعي المنى
أعزائي القراء
بعد كل هذا الحب
الصدع
الجزع
الورم
الصرع
بعد كل تلك المثل
الثمالة
الخدع
الغضب
السقوط
الإصرار المغفل
أقنعة الحب
كل وجوه الموت
التأهب الخائر
السوفان
الإنسان
الإقياء
الحريق
أرجو أن لا تدفنوا جثتي إذا صادفتموها في طريق

مسرحي وسينمائي عراقي مقيم في الولايات المتحدة منذ العام الفين



#صلاح_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الكتابة
- نادراً ما يحتاج الطغاة إلى ذرائع
- ما الفائدة من خطف الصحفي الامريكي ستيف وزميله المصور اولاف و ...


المزيد.....




- خداع عثمان.. المؤسس عثمان الحلقة 154 لاروزا كاملة مترجمة بجو ...
- سيطرة أبناء الفنانين على مسلسلات رمضان.. -شللية- أم فرص مستح ...
- منارة العلم العالمية.. افتتاح جامع قصبة بجاية -الأعظم- بالجز ...
- فنانون روس يسجلون ألبوما من أغاني مسلم موغامايف تخليدا لضحاي ...
- سمية الخشاب تقاضي رامز جلال (فيديو)
- وزير الثقافة الإيراني: نشر أعمال لمفكرين مسيحيين عن أهل البي ...
- -كائناتٌ مسكينة-: فيلم نسوي أم عمل خاضع لـ-النظرة الذكورية-؟ ...
- ألف ليلة وليلة: الجذور التاريخية للكتاب الأكثر سحرا في الشرق ...
- رواية -سيرة الرماد- لخديجة مروازي ضمن القائمة القصيرة لجائزة ...
- الغاوون .قصيدة (إرسم صورتك)الشاعرة روض صدقى.مصر


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صلاح هادي - اختصار مميت/ملحمة شعرية طويلة للنشر