أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بيتر جميل - دوجما الاخوان















المزيد.....

دوجما الاخوان


بيتر جميل

الحوار المتمدن-العدد: 3414 - 2011 / 7 / 2 - 08:52
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


يبدو من عنوان هذا المقال انى احاول الربط بين الدوجما و جماعه الاخوان المسلمين بشكل او بأخر لذا يظهر ثمه تسأول عند احد القراء,هل من علاقه بين هذا و ذاك ام ان كاتب المقال مجحف و مغالى فى هذا التشبيه؟
وحيث انى الكاتب فأنا معنى بالضروره بتفسير هذه العلاقه المزعومه اما بتأكيدها او الطعن فى صحتها اما العنوان فيتكون من كملتين و اما هذه الاخيره فهى التى سنبدأ بها

ما هى الدوجما؟

الدوجما فى معناها الاولى هى ضد الشك و مع الالتزام بالمذهب و فى اصلها اللغوى تعنى الامر او القاعده و هى عند الفيلسوف كانط تعنى"الاعتقاد الزائف فى قدره الانسان على اقتناص المطلق لأن الانسان عاجز بحكم طبيعه العقل عن هذا الاقتناص"
يعرف البعض الدوجما انها"اتباع مذهب او فكر ما دون وجود اى دليل"

واذا تحدثنا على المستوى التاريخى نذكر الاتى: فى عهد اثناسيوس اوغسطين اطلق لفظ دوجما على قوانين المجامع المسكونيه و من هذا المنطلق اصبح من غير الممكن على الاطلاق نقد الدوجما لأن نقدها يعتبر هرطقه اى كفر,فالتكفير اذن ملازم للدوجما و تاريخ الدوجما شاهد على ذلك

بعض ملاحظاتى على الدوجما:

-الدوجما من حيث انها ضد الشك و الشك بالتبعيه يستلزم التفكير و التفكير بالتبعيه من الممكن ان يتبعه اكتشاف بعض الاخطاء و من ثم تصحيحها فهى ضد التفكير بشكل اساسى وبالتبعيه ضد اكتشاف الاخطاء و تصحيحها و مع الالتزام بالفكره حتى فى حاله الخطأ

-الدوجما لا تعترف بالضروره الا بنفسها بمعنى انها ترغم الجميع على ان ينصاع لها او الموت بسيف المطلق و فى هذه الحاله لا تنشغل بماهيه هذا الاخر سواء كان مطلقا اخر او نسبيا فهى ستحارب الجميع لأن فى استمرار الاول تدميرا لها و فى استمرار الثانى تفكيكا لها

-ليس بالضروره ان تأخذ الدوجما طابعا دينيا من ناحيه و من ناحيه اخرى لا علاقه خاصه بين الدوجما و دين معين دونا عن الاخرين فجميع الاصوليات الدينيه فى الشرق و الغرب رعت او ترعى الدوجما.

-نلاحظ ان الدوجما ترعى بعض القيم و تنبذ البعض الاخر فهى على سبيل المثال لا تعرف التسامح ازاء الافكار المختلفه عنها لذا فهى بالتبعيه ضد التعدديه و حريه الرأى و الحوار و التعايش السلمى مع الاخرين المختلفين و هى بالضروره ترعى قيم اخرى مختلفه مثل الاقصاء للمخالفين و النبذ و الكراهيه فى ادنى الدرجات و التكفير و القتل احيانا فى اقصاها

-تمتد يد الدوجما بشكل سرطانى الى كل ما تلتفت اليه فتسعى مثلا بصوره جاده الى مطلقه جميع المعارف و استقطابها تحت عباءتها و بحكم انها مطلق فهى لا حدود لها و فى مسعاها لهذا الغرض يسعى الدوجمائيين(رعاه الدوجما) دائما الى التفكير فى النسبى بما هو مطلق و ليس بما هو نسبى و بالتبعيه تخلق رفضا تاما لأى فكره مختلفه عن الاطار التى بلورت فيه جميع هذه المعارف و تسعى بكل حسم للقضاء على كل هذه الافكار و ترفض محاولات الشك او التأويل او اعمال العقل ونذكر هنا على سبيل المثال لا الحصر سقراط و كوبرنيكوس و جاليليو و برونو وابن رشد و على عبد الرازق و طه حسين و فرج فوده كأمثله على هذه الافكار التى تم نبذها و محاوله استئصالها بزعم انها خاطئه و ذلك بغض النظر عن صحه افكار هولاء من عدمها

هذا عن الدوجما فماذا عن الاخوان؟

الاخوان المسلمين جماعه دينيه دعويه تتمتع بشعبيه كبيره غنيه عن التعريف تأسست عام 1928 على يد الامام حسن البنا فى مدينه الاسماعيليه اما الربط بين الاخوان و الدوجما بشكل خاص امر غير محايد لأن الدوجما لا علاقه لها بالجماعه فحسب بل تمتد هذه العلاقه الى جميع الجماعات الدينيه الاخرى التى تدعى اقتناص الحقيقه المطلقه بما فيها الكنيسه المصريه الارثوذوكسيه اما الذى اود ان يشير اليه فى هذا المقال مختص بالاخوان فقط لأنها بعيدا عن كونها جماعه دعويه الا انها تشتغل بالسياسه و هى لاعب سياسي اساسي فى ملعب الوطن و تسعى(بغض النظر عن ما تصرح به قياداتها) الى حكم مصر مسعى جميع القوى الاخرى من ليبراليين و يساريين و قوميين و من هنا تأتى خطوره الدور الاخوانى و علاقه هذا الدور بالدوجما و لهذا نكتب هذا المقال اما قبل الشروع فى شرح العلاقه المزعومه وحيث اننا معنيون فى الاساس بالدور السياسى للجماعه نسأل ما هى السياسه؟

-لغويا تأتى من ساس,يسوس يمعنى قاد او رأس و اصطلاحا تعنى رعايه الشؤون الداخليه و الخارجيه

- يعرفها البعض بأنها تدرس كيفيه توزع القوه و النفوذ فى مجتمع ما و يرى العض الاخر ان السياسه هى دراسه السلطه التى تحدد من يحصل على ماذا كيف.

-يرى بعض الواقعيون ان السياسه تعنى "فن الممكن" أى دراسه و تغيير الواقع السياسى تغييرا موضوعيا
-يمكن ان نستخدم لفظ السياسه للدلاله على تيسير امور جماعه من الناس فى مجتمع و قيادتها و معرفه كيفيه التوفيق بين جميع افراد هذا المجتمع الواحد.

اما بعد كل هذه التعريفات نخلص الى الاتى:


-ان السياسه معنيه بدراسه و تحديد شكل و نظام الحكم بل و كل ما يتعلق بأداره الافراد لبلادهم على مستويات شتى.

-ان السياسه امرا عاما اى ليس حكرا على فئه من الناس فألى جانب الساسه علماء الاجتماع و الاقتصاديون و الفلاسفه و الفيزيائيون معنيون بالسياسه كما ان ممارستها ليست مقتصره على جنس او عرق او مله.

-ان السياسه تنشغل بكل ما هو نسبى و لا علاقه لها بالمطلقات ببساطه لأنها امر انسانى بحت يتعلق بحياه الانسان و كيفيه ادارته لمنحى من مناحى حياته و لا ترتبط بأى من اشكال الميتافيزيقيا و لا ينبغى بأى حال من الاحوال الخلط بين السياسه و المطلق لأن فى ذلك مفسده للاثنين معا

-السياسه عمليا تخضع للتوافقات و لا تنحنى ابدا للمطلقات. نخلص من كل ما سبق ان ثمه تناقض حاد بين كل ما هو سياسى و كل ما يتعلق بالدوجما لأن السياسه علم نسبى يشبهه فى ذلك الفيزياء و الطب يقبل الشك و اعاده التأويل او الخطأ و اعاده التصحيح اما الدوجما فهى مطلقه بشكل حازم و حاسم لا تقبل الجدل.

لذا فخطوره الخلط بين ما هو نسبى "السياسه" و ما هو مطلق" الدوجما" تنبع من نزوع المطلق الى مطلقه هذا النسبى و يترتب على ذلك :-اما تدمير المطلق و ذلك يحدث عن طريق تجاوز النسبى للمطلق و التفوق عليه بمعنى ان النسبى (كل ما هو انسانى) سيدمر المطلق للفكاك من براثنه و ما يترتب على ذلك من خطوره الى اى مجتمع(المطلق هنا من الممكن ان يكون الدين او المؤسسه الدينيه)
-و اما تدمير النسبى فى حاله ضعف هذا النسبى و عدم قدرته على الفكاك من انياب المطلق(السياسه و هى رمز للانسان) و ما يترتب على ذلك من بشاعه.

لقد شرحنا فى هذا الجزء ماهيه الدوجما و ذكرنا بعض ملاحظاتنا عليها و تعرضنا للسياسه بالتعريف و الاشاره بالتعليق عليها
و يبقى لنا فى الجزء القادم ان نشرح علاقه الاخوان بالسياسه ونحلل كل ما سبق

الى اللقاء فى الجزء القادم



#بيتر_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا لا نختلف؟
- ابليس
- سجون العقل العربى
- مصر و الديمقراطيه
- هرطقه و رد اعتبار


المزيد.....




- السعودية.. ظهور معتمر -عملاق- في الحرم المكي يشعل تفاعلا
- على الخريطة.. دول ستصوم 30 يوما في رمضان وأخرى 29 قبل عيد ال ...
- -آخر نكتة-.. علاء مبارك يعلق على تبني وقف إطلاق النار بغزة ف ...
- مقتل وإصابة مدنيين وعسكريين بقصف إسرائيلي على ريف حلب شمال غ ...
- ما هي الآثار الجانبية للموز؟
- عارض مفاجئ قد يكون علامة مبكرة على الإصابة بالخرف
- ما الذي يمكن أن تفعله درجة واحدة من الاحترار؟
- باحث سياسي يوضح موقف موسكو من الحوار مع الولايات المتحدة بشأ ...
- محتجون يقاطعون بايدن: -يداك ملطختان بالدماء- (فيديو)
- الجيش البريطاني يطلق لحى عسكرييه بعد قرن من حظرها


المزيد.....

- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح
- حزب العمل الشيوعي في سوريا: تاريخ سياسي حافل (1 من 2) / جوزيف ضاهر
- بوصلة الصراع في سورية السلطة- الشارع- المعارضة القسم الأول / محمد شيخ أحمد
- تشظي الهوية السورية بين ثالوث الاستبداد والفساد والعنف الهمج ... / محمد شيخ أحمد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - بيتر جميل - دوجما الاخوان