أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي هشام محمد العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!















المزيد.....

القاص المغربي هشام محمد العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!


فاطمة الزهراء المرابط

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 20:30
المحور: مقابلات و حوارات
    


- الحلقة 79-

من زاكورة الجنوبية، قاص مغربي يشكل من الحروف والكلمات قصورا قصصية، تزوره الكلمة في آخر كل ليلة في شكل امرأة تلهمه أحداث نصوصه، يعتبر المبدع ميت خارج فوضى المقهى، إلا أنه يجلس هناك للتفرج فقط، للتعرف أكثر على المبدع المغربي هشام محمد العلوي كان الحوار التالي...


سؤال لابد منه من هو هشام محمد العلوي؟

هشام محمد العلوي هو مبدع شاب من مواليد سنة 1980، ينحدر من مدينة زاگورة، أقصى هامش الجنوب الشرقي للمملكة المغربية، يشتغل بالتعليم وأب لطفل واحد. وُلد بالهامش ويعيش على وبالهامش. سحنته وملامح محياه الجنوبية تكسي عليه طابع السذاجة والطيبوبة والخجل، إلا أن نصوصه القصصية والروائية تفضح عن الكثير مما تخفيه ملامحه الوديعة. نصوصه تخوض في الممنوع والمحظور، لا يعرف مقص الرقابة مكماها ولا هي تعرف حدودا للطابوهات.

متى وكيف جئت إلى عالم الإبداع؟

لن أقول أنني منذ نعومة أظافري وأنا أكتب القصة على غرار ما يصرح به بعض الأدباء، لكنني أذكر أنه منذ سنواتي الأولى في المدرسة الابتدائية وأنا أحب المطالعة ونسج الحكايات على غرار ما تحكي لي جداتي، وكنت أحاول تدوينها ووضع رسومات أسفلها.
لكن أنا أعتبر هذا مجرد مرحلة عابرة لإثبات الذات وهي تحدث عند معظم الأطفال في ذلك العمر.. لكن بالنسبة لي ففي خلال مرحلة الدراسة الثانوية وبالرغم من توجهي العلمي حيث كنت أدرس تخصص شعبة العلوم التجريبية، إلا أن اسمي كان يؤثث المجلة الحائطية للثانوية، حيث كنت أكتب محاولات شعرية بالعربية والفرنسية والانجليزية.. لكن الانطلاقة الحقيقية لقطاري الإبداعي فوق سكته الأدبية جاءت بعد انضمامي لنادي الهامش القصصي، وفي طريقي تلك عرجت على محطات مهمة ككتابة سيناريو الأفلام التلفزية وإخراج الأفلام القصيرة التربوية.

المبدع الحقيقي هو من يصدر إنتاجا إبداعيا أو أكثر، ما رأيك في هذا الاعتقاد؟

مخطئ من يعتقد أو حتى يفكر في أن المبدع الحقيقي هو من أصدر إنتاجا إبداعيا سواء تعلق الأمر بالأدب أو الفن. فما يملأ الساحة الأدبية والفنية المغربية اليوم من الانتاجات قد يصعب عده، لكن لو نتفحص فيه لوجدنا أن نسبة قليلة جدا هي ما تستحق أن يُطلق عليها اسم عمل فني أو أدبي جاد. ليس كل من له منتج أو إمكانات مادية وأنزل للسوق شريطا غنائيا أو سينمائيا أو أصدر مجلدا أدبيا هو مبدع حقيقي. فتكدس الكتب على رفوف المكتبات وإغلاق دور السينما يعزى إلى العزوف عن القراءة و عن ارتياد دور السينما، وهذا مرده إلى أولئك الذين يدعمون ويشجعون الأدب والفن الساقطين.. هنالك مبدعون حقيقيون لهم صيت أدبي طويل لازالوا لم يصدروا ولو مؤلفا واحدا، معظم أعمالهم تنشر في الملاحق والجرائد الثقافية، لذا فليس كل من أصدر عملا أدبيا أو فنيا هو مبدع حقيقي.

ما هي طبيعة المقاهي في زاكورة؟ وهل هناك خصوصية ثقافية تميزها؟


المقاهي‼ ههه.. عفوا وأنتِ تتجولين في زاگورة تجدين بين كل مقهى ومقهى مقهى آخر، هي ملئى بالمقاهي وهم نوعان؛ مقاهي المنتجعات يرتادونها محبي الشيشة.... والمقاهي المطلة على الطرق العامة، فجل روادها هم من رجال التعليم والمشتغلين بالسياحة. ثلة قليلة فقط من تأبه بالأدب، والباقي حواراتهم تدور حول إضرابات الشغيلة التعليمية بالمنطقة أو الاستثمارات السياحية... لكن ما يميزها هو أن الجل يتفق على حب خفي ودفين في ذوات رواد المقاهي للإبداعات الهادفة، سواء تعلق الأمر بالأدب أو الفن. والأعداد الغفيرة منهم التي تتابع بشغف أنشطة جمعية الهامش القصصي الأدبية وغيرها من أنشطة الجمعيات الأخرى خير دليل على ما أقول. وأنبه هنا إلى أن هناك لوبيات تحاول تشويه صورة المدينة في الإعلام الرسمي لترسم عنها صورة سوداء وقاتمة وتحارب كل الجمعيات الجادة والمتزنة وتضيق عليها الخناق، وكل هذا لغرض ما في نفس يعقوب.

ما رأيك في علاقة المبدع بالمقهى؟

هذا السؤال جابهني أكثر من مرة. في الواقع ، طُرح علي هذا السؤال أكثر مما طُرح علي سؤال: أرني بطاقتك الوطنية؟ بصراحة المقهى والأدب هما وجهان لعملة واحدة، المبدع لا يحي إلا في فوضى المقهى، وبدونها يبقى عالم المبدع صغير ومقوقع يصعب فيه انتظار الإلهام وتدوين بنات الأفكار. والمقاهي التي لا يرتادها مبدعون تعيش حالات فوضى غير منظمة لأنها بحاجة لعين ترقبها وتتلقف زبد الكلمات المتطايرة مع عباب الفناجين الساخنة لتجعل منها تحفا أدبية أو فنية، لهذا لا يمكن لأي منها الاستغناء عن الآخر.


هل تلعب المقهى دور في حياتك الإبداعية والاجتماعية؟


عفوا، أنا أرتاد المقهى فقط لمتابعة مباريات المنتخب المغربي البائسة ومرات أخرى لتبادل أطراف الحديث مع صديق عزيز لم أره منذ مدة أو ما شابه ذلك، فأنا لست من محبين الاختلاط كثيرا بالناس والخوض معهم في الحديث، لكن أحب التطلع عليهم ومخاطرتهم عن بعد ومن زاوية تجعلني غير مشارك معهم في صنع الحدث، وبالرغم من كل هذا فأنا اجتماعي بطبعي، أهوى السمر والأصدقاء. أما عن إبداعاتي فالرغبة الجانحة للكتابة لا تزورني إلا في آخر الليل، حيث يكون الجميع قد خلد للنوم والراحة. عندها تأتي زائرتي في جنح الظلام لتمتطيني كجواد تحجزه لها ودون سابق إذن مني تعبر بي كل العوالم، لست أدري حتى هذه اللحظة من هي ومن أين تأتي. لكن كل ما أعرف أنها تخط بقلمي أحداثا ووقائع ترويها نساء عن نساء أخريات. فنصوصي لم تشهد حتى اللحظة أيا من الرواة الذكور. حقا لست أدري لماذا؟.


ماذا تمثل لك:زاكورة، القصة، الطفولة؟

زاگورة: سجن الفقراء وجحيم الأغنياء وجنة المبدعين. فالفقراء لا يجيدون بدا من التكيف مع صيفها الحار وشتائها القارس ولا منجى ولا مفر منها حيث عصر الحال عسره، أما الأغنياء الأثرياء فلا يجدون ما يكفي من المراتع والملاهي لتبدير المزيد من الثروات في الملذات، وأما من لم يكن من أي الفريقين وحُسب على ثلة المبدعين فيجد فيها المرتع الخصب للإبداع وتناسل الأفكار، فهي جنة من لا جنة لهم..
القصة: رموز وشفرات ظاهرها حكايات وهموم اليومي والمعيش لإناث لم يعشن حياتهن كما خططن لها ولكن كما حكم عليهم القدر ونفذه في حقهن المجتمع الذكوري. وباطنها أسرار وخبايا لعالم لطالما أحطته بالسرية والكتمان.
الطفولة: مجرد « بالونة» ما إن تنمو لدينا فكرة اللعب والاستمتاع بها حتى تنفجر هي من بين أيدينا. كذلك يحدث معنا فنحن لا تعرف طعم الطفولة ولا نتنبه إلى لذة حلاوتها حتّى نصير شبابا، حينها ندرك أن أجمل ما عشناه من لحظات كانت هي تلك التي حُسِبت على مرحلة الطفولة.

كيف تتصور مقهى ثقافيا نموذجيا؟

قبل أن نتصور كيف يمكن أن يكون مقهى ثقافيا نموذجيا، يجب أن أنبه إلى أنه يستحسن أن نفكر كيف يمكننا أن نخلق مثقفا نموذجيا وكيف يمكن أن نهيئ الظروف الملائمة لزرع بذور الثقة بين المثقف والكتاب. بعدها يمكنننا تصورالمقهى الثقافي النموذجي. أملي كبير في يوم يصبح فيه الإنسان المغربي ذاك التلميذ المجتهد بين باقي رفاقه من الشعوب العربية، وهذا لن يتأتى من خلال رغبات فردية، ولكن من خلال رغبة أمة، شعب برمته وحكومته، وزارة تشجع الكاتب وتعمل على نشر الكتاب وتوزيعه بأثمان زهيدة حتى يتمكن السواد الأعظم من المغاربة من اقتنائه، ونهج سياسات لترسيخ ثقافة القراءة وحب المطالعة، عندها يمكننا أن نشهد مقاهي تقدم لزبنائها مع مجاميع قصصية ودواوين شعرية رفقة قنينات المشروبات الغازية أو فناجين القهوة، وأنها يمكن لمرتادي المقاهي الاستمتاع بحضور المبدعين بينهم في جلسات أدبية وحميمية، وعوض أن نجد أطفال الشوارع يعرضون عليك سيجارة أو يستميلونك لتلميع حذاءك نجدهم يتهافتون عليك لاقتناء ماجد ووجد من المنتوجات الإبداعية.



#فاطمة_الزهراء_المرابط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الشاعر المغربي أحمد فرج الروماني…في ضيافة المقهى؟؟
- القاص والشاعر المغربي محمد منير... في ضيافة المقهى؟؟!
- إصدار قصصي جديد - سَتَّة وْسَتِّين كْشِيفَة- للقاص المغربي ا ...
- مدينة ابن أحمد تحتفي بالقاص المغربي حسن البقالي
- جمعية -النجم الأحمر- تحتفي بالقاصة الراحلة مليكة مستظرف
- جائزة أحمد بوزفور للقصة القصيرة
- إعدادية الوحدة بطاطا تحتفي ب-إدريس الجرماطي- و-فاطمة الزهراء ...
- زاكورة تحتفي بالقصة القصيرة
- إصدار قصصي جديد - رقصة الجنازة- للمبدع المغربي إدريس الجرماط ...
- أصيلا تحتفي باليوم العالمي للشعر
- اليوم العالمي للمرأة في ضيافة إعدادية النهضة بأحد الغربية
- فاس تحتفي بالمبدع المغربي عبد الرحيم مؤدن
- الملتقى الوطني التاسع للقصة القصيرة بفاس يكرم الأديب المغربي ...
- الدعارة ...واقع يطرح أكثر من سؤال؟؟ الجزء الثالث
- الشاعرة المغربية البتول العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!
- أصيلة تحتفي بالقاص المغربي أحمد السقال
- القاص المغربي أحمد السقال... في ضيافة المقهى؟؟!
- القاص والناقد العراقي وجدان عبد العزيز... في ضيافة المقهى؟؟!
- الشاعر المغربي محمد العناز… في ضيافة المقهى؟؟!
- بلاغ الملتقى الوطني التاسع للقصة القصيرة بفاس


المزيد.....




- بوركينا فاسو: تعليق البث الإذاعي لبي.بي.سي بعد تناولها تقرير ...
- الجيش الأمريكي يعلن تدمير سفينة مسيرة وطائرة دون طيار للحوثي ...
- السعودية.. فتاة تدعي تعرضها للتهديد والضرب من شقيقها والأمن ...
- التضخم في تركيا: -نحن عالقون بين سداد بطاقة الائتمان والاستد ...
- -السلام بين غزة وإسرائيل لن يتحقق إلا بتقديم مصلحة الشعوب عل ...
- البرتغاليون يحتفلون بالذكرى الـ50 لثورة القرنفل
- بالفيديو.. مروحية إسرائيلية تزيل حطام صاروخ إيراني في النقب ...
- هل توجه رئيس المخابرات المصرية إلى إسرائيل؟
- تقرير يكشف عن إجراء أنقذ مصر من أزمة كبرى
- إسبانيا.. ضبط أكبر شحنة مخدرات منذ 2015 قادمة من المغرب (فيد ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - فاطمة الزهراء المرابط - القاص المغربي هشام محمد العلوي... في ضيافة المقهى؟؟!