أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عزيز الخزرجي - أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح10















المزيد.....



أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح10


عزيز الخزرجي

الحوار المتمدن-العدد: 3407 - 2011 / 6 / 25 - 00:25
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    


أسفارٌ في أسرار الوجود ج3 – ح10

طرق تحقيق ألأقتدار و درءِ ألأستضعاف

في آلحلقة ألسابقة تحدّثنا عن ثلاث محاورٍ لتحقيقِ ألأٌقتدار لضميرنا آلباطن أو "آلحدس" أو "آلبصيرة" و غيرها من آلمصطلحات ألكثيرة ألّتي تُعبّر في مضمونها عن جوهر ألأنسان, ألذي يتّصف بخصوصياتٍ عديدةٍ تُمثّل إنطباعاً لفطرتهِ آلألهية ألتي تُؤشّر للحقيقة دائماَ, لكنّ هذه ألحقيقية لا مصداق لها في وجود ألمنحرفين, لأرتكابهم ألذنوب و آلموبقات لنشاط مفرط في قواهم ألغريزية ألتي لا تسمعْ و لا تعقلْ, بل تُريد آلنّهم و آلّلذه بآلأعتماد على آلغير لأشباعها على آلدّوام! و لذلك ركّزنا في أسفارنا على كشف جوهر ألأنسان لتفعيل بصيرته .. ألتي تُفعّل ألفكر ألحُرّ ألمُبدع.

إنّ أكثر آلناس بسبب ضعفهم لا يعتمدون آلمنطق و آلفكر و آلمنهج ألأمثل في آلحياة إلّا من خلال ألتّقليد و هو أسهل ألطرق و أدناها كما أشرنا سابقاً, حيث يجعل ألأنسان محدوداً مُقيّداً خاملاً فاقداً للأصالة يعتمد على غيره في قالبٍ و إتجاهٍ واحد ينعدمُ معهُ آلأبداع و آلتجديد و آلعشق و آلمحبة, لهذا قلت و سأقول دائماً؛ بأنّ آلذي يعيش على نتاج غيره يعيش صغيراً و يموت صغيراً و يُبعث صغيراً, أمّا آلذي يعيش للآخرين و يُحاول أن ينتج و يُبدع .. فأنّه يعيشُ كبيراً و يموتُ كبيراً و يُبعثُ كبيراً.

لهذا حاول عزيزي آلباحث أنْ تُكملّ معنا هذا آلسِفر آلطويل حتى آلنهاية فنحن بعون الله و عن طريق البحث آلعلمي و آلأشراق نكشف لك جواهر الوجود و نُحوّل لك الأسرار إلى معلومات لتستفيد منها لِيُخلد إسمك مع آلعاشقين في جريدة آلوجود .. ألذي لا معنى له في سِفرنا بدون آلعشق .. عشق آلخير و آلجمال و آلسماء و آلأرض و كلّ شيئ في عالمنا آلمرموز خصوصاً ألجمال(1):

رابعاً: قآنون تفعيل ألأمر

يقول وليم شكسبير: "أحوال الناس عبارة عن مدّ و جزر تأخذهم آلأمواج بإتجاه آلخير"!

لقد عبّر شكسبير عن طبيعة حركة الوجود بدقّة مُتناهية, لكن تلك الطبيعة آلخيرة لا تأخذ مداها في آلنّاس بوجود ألحاكمين آلطغاة و قهر ألمنظمة ألأقتصادية آلعالمية ألتي تتحكم بها مجموعة الواحد بآلمئة في آلعالم(2), و آلّتي سيّرتْ ألناس عبيداً يلهثون وراء فرصة عملٍ أو لقمةِ خبزٍ بعد ما سيطروا على جميع آلمنابع و آلأموال و آلشركات!

إنّ آلخير لا يتحقّق مع تلك آلموهبة آلإلهية ألسّيالة في حركة آلأنسان و آلوجود .. و ألتي أشار لها لسان الغيب و ألفيلسوف سعدي الشيرازي قبل شكسبير و شوبنهاور و إسبينوزا و ديكارت و نيتشه و غيرهم .. ما لمْ يتّم كتابة و ثبتْ ألآمال و آلأمنيات ألذهنية ألتي تحتاج إلى معرفة ألنفس بعد آلتثبتْ على آلحق كما بيّنا سابقاً, و ذلك من خلال قانون ألأمر لتظهر و تنعكس في آلأنسان و آلوجود أكثر كما سنبين ذلك!

"قانون ألأمر" هو آلمفتاح لنيل آلقدرة و آلتسلط, فعبارة "ألأمر" تعني إختياركم آلإرادي و سيطرتكم و جدّية سعيكم في آلحياة .. ألأختيار هو آلأنتخاب ألواعي للتّحكم في آلآمال و آلأمنيات, لتجسيدها عملياً في حياتنا.

نظرة آلناس عموماً للحياة تتلخّص عبر نظرة دونيةٍ .. يرونَ أنفسهم من خلالها محكومين من قبل ألحاكمين, و كأنّ تلك آلحاكمية قدرٌ محتوم و جبلٍ عالٍ مُمْتدٌّ فوق روؤسٍ صغيرةٍ ضعيفة لا يُمكن تجاوزها, و قانون "ألأمر" يُساعدنا للوصول ثم آلوقوف فوق قمّة ذلك آلجبل و عبوره للعيش في فضاآت أرحب بإقتدار!

يتطلب قانون "ألأمر" أنْ نَنْظر للحياة و للعالم نظرةً نتحسّس معها آلأختيار و آلأقتدار لجني ثمار ذلك آلموقف!

سرّ قانون آلأمر هو:

إعلان و إظهار ذلك آلذي نُريد تجربتهُ في آلحياة تحديداً, إنها تجربةٌ قد تأخذ بنا ذاتَ آليمين و ذاتَ آلشمال و تجعلنا أمام مواقف و مطبّاتٍ عديدةٍ, لكننا سنرى كيف إنّ كلّ تلك آلمواهب آلمعروفة ستتجسد لنا بسرعةٍ و سهولة .. عندما نتقدم في خوض غمار آلحياة بشجاعة و ثقةٍ و بصيرة, لترى كيف إنك ستحصل على كلّ آلآمال و آلأمنيات ألتي تصورتها, حيث تنفتح آلأبواب أمامنا!

أ ليس آلله تعالى خلق آلكون بمُجرّد أنْ قال: كن فيكون؟

نحنُ أيضاً قادرين أن نكونَ مثلهُ بإذنه؛ لنقول للشيئ كنْ فيكون(3)!

و إنّ قانون ألأمر بسيط .. فبعد أنْ نكون قدْ هيّئنا فهارس و برامج آمالنا و تصورناهُا بوضوح في أذهاننا و كأنّها تحقّقتْ جميعاً .. لنظهرها من خلال كلامنا ومقالاتنا و مواقفنا .. ثمّ نأمرها كي تتبدلْ بفعل "ألأثير" ألقوة آلخصبة(4) إلى واقعٍ ملموس, فآلله تعالى وعدنا في كتابه ألحكيم بتحقيق ذلك بقوله تعالى: " و نريدُ أنْ نمُنّ على آلذين إستضعفوا في آلأرض و نجعلهم أئمةً و نجعلهم آلوارثين"(5), و بذلك نستفيد بإعجاز من ذلك آلقانون ألأعجازي ألعملي ألبسيط بشكلٍ طبيعي و علميّ و منهجي, رغم إن الناس يستفيدون من ذلك لكن بطريق آلخطأ – ليحصل لهم ما لا يُريدون وقوعهُ .. كردّ فعلٍ إنعكاسيّ للتفكير آلخاطئ ألغير مُبرمج!

إنّ تكرارَ آلعباراتُ آلتي تُجسّد ألآمال يوميّاً في آلخفاء و آلعلن .. هي بمثابة أوامر و أحكام أثبتَ آلكثيرون تحقّقها في حياتهم! بعد تجربتها .. و آلتكرار يتمّ بآللسان و آلقلبْ .. و صدّقني أنهُ لكون آلأمر سهلٌ إلى آلدرجة ألتي لا يستطيع أكثر الناس ألأيمان بها لسهولتها, فيبحثوا عبثاً عن طُرقٍ معقّدةٍ و خطيرةٍ تُكلّفهم ألكثير أحياناً.

حين يُبان عبارات آلأمل على لسانك .. و يتمّ تأكيدها على آلدوام طبقاً لنواياك .. مع إمْتِناعِكَ بآلمقابل منْ ذكر ألأمور ألتي لا تُريدها و لا تُحبّذها .. فأنك ستُعَوّد ذِهْنك على آلنظر و آلسعي بقوّة للوصول إلى آفاق كبيرة و مديات واسعة غير مرئية .. لتدخل في آلفضاء آلأثيري لتتوسع آثارها و تأثيراتها رويداً .. رويداً, حتى يتمّ تجلي آلآمال في وقتها و مكانها المناسب بشكلٍ طبيعيّ!

و كلّما كرّرنا ذكر مواهبنا و أمنياتنا على لساننا, فأننا نُشاهد بشكلٍ أفضل ثمراتها, أبداً لا تسمح بآلألقاآت آلسلبية عبر آلكلام من النفوذ و آلـتأثير في تحقّق تلك آلآمال آلكبيرة, لأنّ آلكلام – بذبذباته .. بمصطلحاته .. بنبرته .. ببلاغته .. بقوّة معانيه – هي التي تصنع عالمنا و تؤطر مُحيطنا, كما كان الله تعالى عندم خلق آلعالم!

ألمؤمنون بآلحب و آلحياة و آلمستقبل .. يرونَ هذا آلقانون و برفقه ألأدعية و آلآيات ألقرآنية من أسهل آلطرق لنيل ثمار ألآمال في آلحياة, و يكفي أنْ ندعم هذه آلنظرية بذكرها خمس مرات يومياً عقب آلصلاة لتأكيدها في وجودنا و مُحيطنا, و بآلتالي نفوذها و إنتقالها عبر آلأثير لتدخل مراحل آلتطبيق و آلعمل.

علينا آلأعتقاد بأنّ كلّ آلناس و خصوصاً ألمُحيطين بنا هم منْ سيُساعدونا لتحقيق هذا آلأمر, و سنكون عوناً و نصيراً لهم, في طريق تحقيق آلسعادة و آلأمن و آلرفاه و آلحياة ألكريمة.

و علينا أنْ لا نتردّد لحظةً من آلأستفادة من هذا القانون! و إنّ آلدّعاء و آلتّضرع للآخرين و للأخوان و طلب ألخير لهم بظهر الغيب تُحقّق ألمعجزات.

حيث وردتْ تأكيداتٌ في أحاديث رسولنا آلكريم(ص) و أئمتنا آلطاهرين(ع) حول هذا آلأمر .. مرفقةً بوجوب آلشكر و آلأمتنان لخالق آلكون, على ما أولانا من آلنعم و آلخيرات ألتي أحاطتْ بنا, أو تلك التي ستصيبنا عاجلاً, كما أن آلتخلي مع آلنفس في أوقاتٍ مُعيّنةٍ خصوصاً في آلليل تُحقّق آلمعجزات!

يؤكد آلدكتور لويس داننكتون؛ بأنّ أكثر آلأفراد ألناجحين ألذين حققوا آلكمال في آمالهم و مطالبهم .. كانتْ لهم نظرةً إيجابيّةً مُدعمةٌ بآلثقة بآلله و بما يأملون, و آلمفارقة ألجميلة ألتي حدثتْ في حياة هذا آلعالم هو أنّ مُستمعي مُحاضراته أكدوا لهُ؛ بأنّ آلأدعية ألتي كانوا يُكرّروها دائماً كانتْ لها أثراً كبيراً على تحسين حياتهم و تحقيق آمالهم! ممّا حدى به آلأمر ألأنتباه لئن يفعل ذلك مع نفسه ليرى آلمردودّ ألأيجابي ألفعال لذلك في حياته شخصياً ..و كانت عباراته التأكيدية أثناء آلدعاء تتركّز على آلله تعالى.

لقد رأيتُ شخصياً إحساس الناس بآلغربة رغم ذهابهم للعمل و إنشغالهم بآلأسواق و إختلاطهم مع بعضهم من آلخارج, و آلقليل منهم يتوجس آلراحة و آلأمان آلأحساس من آلداخل بتوجهم إلى نهج آلطريق ألمعنوي .. ألذي يجعلهم يُحسّون طعمَ آلسعادة و آلأمان و آلأستقرار و آلنعم من حولهم!

و قد أثبتتْ ألتجارب ألعملية بأنّ آلدعاء مع شخص آخر يُشاركهُ في آلهمّ و آلمحنة و يُوافقه في آلرأي له آثار قويّة و إعجازية في تحقيق آلآمال في آلحياة! و قد جرّبتُ بنفسي أثر دعاء آلخير لي من آلآخرين في سير حياتي و رفع آلصعوبات من طريقي! و كلّما كان عدد ألداعين أكثر كان آلمردود آلأيجابي أكبر و أجدى(6), كما أنّ آلدعاء و آلصلاة عند آلصباح مع بدء يومٍ جديد(7) له مردودٌ سحريّ في نشاط ألأنسان و شحذ همّه و جلب ألبركة له عبر آلتأكيد بآلقول: " ألآن هو زمن آلكمال ألألهي و تكامل آلأنسان بتجليّ عظمته في آلوجود من خلال عطاء ذلك آلجوهر آلأساسي ألمكنون في كلّ شيئ, أليوم كما كلّ يوم .. هو تجليّ آلعشق ألألهي و حكمه في مسير تطلعاتي و آمالي".

كثيراً ما لا يجد أحدنا مكاناً و مُتّسعاً لتفريغ ما بداخله من هموم بسبب عدم وجود جليس يعرف أسرار و أخبار آلقلوب .. في هذا آلوقت عليه أنْ يدعو بصوته مُكرّراً أدعية آلخير و آلأمل .. و في نفس الوقت يمكننا كتابة تلك آلأدعية و قرائتها مع أنفسنا خصوصاً عند سكون الليل, فأنها تفعل ألمعجزات في النفوس.

إننا نؤكد على مسألة هامّة في قانونِ "ألأمرْ" و نعتبرهُ صمامَ آلأمان في تحقيق مقولتنا هذه؛ و هي: ألتأكيد مع أنفسنا دوماً : " بإستحالة أيّ أمرٍ سلبيّ أو مُنكرٍ ألدخول إلى قلبي و حياتي, لأنّ إتكالي على الله في سعي" و أليس آلله بكافٍ عبده؟

فبابهُ مفتوحٌ دائماً للطلب و آلوغول!

يُمكننا أنْ نطلب من الله كلّ ما نُريد .. فخرائنه تعالى لن تنقص أبداً, و هو آلذي أمرنا بذلك, و أوجب بآلمقابل على نفسه بآلأجابة في حديث متواتر أسميتهُ بـ "حديث آلحقوق", حيث ورد عن الرسول(ص) في حديث قدسيّ:
[ قال آلله تعالى: ألحقوق أربعةٌ؛حقٌ لك و حقٌ عليكَ و حقٌ بيني و بينك و حقٌ بينك و بين آلناس, فأمّا آلذي لك فهو؛ ألعمل آلصالح أثيبك عليه, و أمّا آلذي عليك فهو؛ أنْ تعبدني و لا تُشرك بي شيئاً, و أمّا آلذي بيني و بينك فهو؛ آلدعاء و قد ضمنتُ لك آلأجابة عليه, و أمّا آلذي بينك و بين آلناس فهو؛ أنْ تُحبّ لهم ما تُحبّ لنفسك].

و إنها لحقيقةٌ .. عندما يُعَيّن شخصاً لنفسهِ و للآخرين أمراً مُقتدراً لنهجه .. فأنهُ سرعان ما تظهر آثاره بينهم بشكل عمليّ, علينا أنْ نكونَ حذرين جدّاً من عدم تفعيل قانون آلأفكار ألسلبيّة في وجودنا – لكون ألنفس أمّارةٌ بآلسوء – و إستبداله بقانون ألتضخم ألأيجابي!

و إننا شئنا أمْ أبينا فأنّ آلتخريب و آلأنحراف قائمٌ بين آلبشر عموماً لجهلم بأنفسهم و بمعنى الوجود .. و لذلك من واجبنا درء ذلك بفعل الخير و آلدلالة عليه و آلتواضع و مشاركة ألآخرين همومهم للتقليل من آلفساد و آلانحراف على آلأقل, و هذا عملٌ عظيم يرتقى إلى مصاف رسالات السماء إن لم يكن أسمى منها, لكون الرُسل كانوا يمتازون بدعم مُباشر من الله, أما نحن فبشكل غير مباشر!

ألبعض لا يعلمون مدى آلتخريب عندما يُقرّرون و يُركّزون على وضع آلآخرين ألسلبي عن طريق بياناتهم و تعاملهم .. لأنهم إنّما يُحاولون طبقاً لقانون ألجذب ألذهني إلى دعوة آلناس لتلك آلأوضاع ألسلبية و تركيزها في وجودهم!

حاول أنْ تتجنّبْ ألنظرة ألسلبية على آلآخرين, و تيقّن بأنّ ما تُصوره من خلال ضميرك و وجودك عن آلخارج سيرتدّ إليكَ أضعافاً مُضاعفة لتكون أمامها وجهاً لوجه .. و إنّ تلك آلتجارب بآلأضافة لذلك ستتجلى في وجودكَ حتماً!

عليك دائماً عند آلتماس أو آلأرتباط بآلآخرين أن تتحلى بآلغنى و آلأيجابية و آلبشر و آلخير, و إذا تكلم آلناس معكم عن آلأوضاع ألصعبة و آلمشاكل و آلمحن .. لا تنزعجوا و لا تسأموا و لا تُشاركوهم في ذلك, لأنكم ستصابون بنفس تلك آلتجارب و آلمشاكل إلّا آلمخلصون و هم إستثناء من بين ألمبدعين في هذه ألقاعدة(8).

و ختاماً فأنّ من عوامل تحقيق ألدّعاء كأمرٍ و طلب مُباشر .. بآلأضافة لما ذكرنا هو آلألحاح و آلأصرار على تحقيقه .. بإعتباره أمرٌ مشروع أمرنا به آلباري تعالى نفسه, فلماذا نُقصّر في ذلك!؟

و لا تنسى كل يوم من مُراجعة و كتابة كلّ أمرٍ يتعلّق بآمالنا في ما أسميناه بـ "دائرة الحظ" و تلقيها و كأنها واقعة لا محال, عبر آلأصرار على تحقيقها .. و إطمئن بأنّ آلسير في هذا آلمضمار لن يوقفه أية قوّة فآلخير ألألهي سينساب و سيتناثر من حولنا كما يتناثر سقوط الثلج و آلأمطار!

خامساً: قانون تفعيل ألعشق و آلأيثار؛

إنّ آلذي يرتبط و يُحبّ آلوجود و ما فيها و يتناغم مع نبضات ملكوته و حركته و علله – بكلّ مكوناته - إيجابياً سيعشقهُا و يأنس معها .. لأنّهُ سيكتشف جمال آلكون و أسرار آلحب .. ألذي سيعطيه زخماً نحو آلتعمق في مكوناته و أسراره, و هذه ألمعادلة قد تبدو صعبةٌ و مُعقّدة نسبياً للبعض حسب مراتبهم و مستواهم, لكون ألأنسان ألذي يأتي على رأس هذا آلوجود يحوي بداخله مفاتيح و قوى و أسرار معرفة ذلك آلجمال لكنهُ يجهل مواضعها و معاييرها و أهميتها و طُرقَ تفعيلها و آلأستفادة منها .. لذلك كثيراً ما يفقدها و يهملها وسط آلأضطراب و آلفوضى و آلقضايا آلصغيرة أليومية ألتي تخنقهُ لتضيع إلى آلأبد مفاتيح تلك آلأسرار في بحور غرائز آلنفس ألمتلاطمة ألمجنونة, و هموم ألحياة ألتي لا تنفك أبداً.

إنّ آلعاشق ألحقيقي يتجاوز بشجاعة و إقتدار و بتوفيق من الله تعالى قوة أمواج تلك آلبحور و آلقضايا آلجزئية ألمُعوقة ألتي تحولُ دون كشف ذلك ألجمال ألحقيقي و سرّ آلوجود ألذي يتجلّى في من خلال؛

ألأول: هو آلجوهر آلأصلي خالق ألوجود.

ألثاني: هو آلجمال ألمُتجلّي في آلمرأة - ألأنسان أولاً .. و آلرجل - ألأنسان ثانياً.

ألثالث: هو جمال آلطبيعة و ظواهرها و كنه آلمخلوقات آلاخرى و إرتباطاتها و دورها في عملية إدامة حياة ألمخلوقات ألأخرى.

و آلمتعاطي في تعامله مع تلك آلتجليات لا يحدّهُ أمرٌ و لا قانونٌ و لا قوّة في مسير آلعطاء و آلأبداع و آلأيثار لكشفه معايير ذلك آلجمال, و لذلك لا يُصانعُ بعدها في مسعاهُ إلّا جمال وجه آلله تعالى ألذي يُغنيه عن كلّ شيئ بكلّ شيئ! و هنا فقط يتحقّق آلأخلاص و آلصّدق مع آلذات في وجود ألأنسان, بعد ما أصبح آلعشق زاده و آلأيثار ديدنهُ.

سادساً: قانون تفعيل ألقدرة ألخارقة

لا تتحقق آلقدرة آلخارقة في وجود آلأنسان ما لم يكن عاشقاً ثائراً, و لا يكون ثائراً إذا لم يكن قوياً, و لا يكون قوياً إذا لم يكن صادقاً, و لا يكون صادقاً إذا لم يكن مُخلصاً!

إنّ آلبشر .. كلّ آلبشر يمتلكون بآلأضافة إلى آلقدرات ألظاهرية كآلمشاهدة و آلنظر و آلأدراك و آلّلمس و آلتذوق و آلعضلات .. قدرات خارقة ذهنية كآلشهود و آلتجسيم ألخلاّق! لكن الذين يقفون على حقيقة تلك القدرات آلخارقة هم آلندرة, و قد عرّفنا في حلقاتٍ سابقةٍ, ألقدرةُ آلخارقةُ.

إنّ آلذين عُرفوا بعباقرة ألعالم و نوابغهم هم وحدهم من تمكّنوا من شحن وجودهم بآلشجاعة و آلأقدام, و أنصتوا مليّاً ثم إ ستجابوا لنداء ألباطن ألخفيّ(ألضمير آلباطن), و إستثمروا آلتّصور ألخلّاق بداخلهم .. و أطاعوا أوامره للهداية و تحقيق آلمعجزاتْ, رغم إنهم لم يستخدموا سوى ما بين 7% - 9% من قدرة العقل كما بيّنا ذلك في الحلقة السابقة(9)!

إنّ آلأنصياع للأوامر و آلأرشادات ألباطنية لها ثمراتٌ عجيبةٌ, بحيث يتصوّر آلكثيرون .. أنّ أصحابها من آلنوابغ و آلعباقرة, وفي آلحقيقة إنّ هؤلاء لا يملكون قدراتاً إستثنائيةً .. غير عاديّةً تختلف عنْ قُدراتَ غيرهم من آلنّاس .. كلّ ما في آلأمر أنّ آلفرق بين آلفريقين هو؛ أنّ آلعباقرة بَدَلَ أنْ يُخنقوا تلكَ آلقدرات ألغير مرئيّة بإطلاقهم آلعنان لنشاط جبهة ألغرائز ألتي تعاكس نشاط تلك القدرات آلخارقة .. إستفادوا منها و فَعّلوها على أفضل وجه عبر آلتّصور ألخلّاق ألذي كان في وجودهم في مقابل كبح جماح ألغرائز و آلشهوات أكثر من اللازم و آلمعقول, هذا هو كلّ ما في آلأمر!

أنا نفسي كانتْ لديّ فطرة شهودية, أو بتعبير آخر إلهامٌ و بصيرةٌ تأمليّة فعّالة و تصوّر عميقٌ نافذ رافقتني منذ بداية حياتي بفضل الله تعالى, و كنتُ أعبّر عن ذلك آلألهام و آلتّصور بطريق فنّ آلرسم(10) و آلهوايات آلأخرى, و حصلتُ مراراً على جائزة محافظة واسط للفنّ ألتشكيلي في آلعراق وقتها, حيث حصلتُ على آلجائزة ألأولى للمحافظة في آلأبتدائية بينما عمري لم يتجاوز حينها ألعشر سنوات.

و قد أنسى لكنّي لا أنسى أستاذي في آلرّسم و آلنّحت عبد ألخالق ألرّكابي(11) ألذي قالَ لي عبارته ألمعروفة؛ "ألتأريخ سيذكرك بأحرفٍ من نور .. إنّ فنّكَ بديعٌ و قريبٌ من آلكمال", و لعلّ آلكثير من آلأصدقاء ألقُرّآء و آلأساتذه ألذين يعرفونني من تلك آلفترة من محافظة بغداد و واسط و قضاء بدرة يعرفون ذلك آلتأريخ تفصيلاً, لكنني كأستاذي ألرّكابي قد غيّرتْ آلأقدار و آلقوى آلخفيّة مسيري إلى دراسة ألهندسة بَدَلَ آلفن ألتشكيلي بعد إكمالي للدراسة ألأعدادية, هذا على آلرغم من أنّ آلأستاذه نزيهة سليم(12) درجتْ إسمي مع أربعة آخرين كأفضل خمسة فنانين من آلعراق مُرشحين للقبول في معهد آلفنون ألجميلة بدون إجراء ألمُقابلة أو آلأختبار ألتقليدي عام1972م, كما إنّي لم أزاول مهنة الهندسة طويلاً أيضاً سوى في فتراتٍ قصيرةٍ, حيث كان همّ ألعمل ألتغييري و آلأعلام طاغياً على كلّ جوانب حياتي كأصلٍ له الأولوية في حركتي و منهجي في آلحياة, لهذا كلّفني هذا آلأمر أجمل سنوات عمري.

أثناء دراستي لعلم ألهندسة آلكهربائية وقفتُ على مواضيع هامّة فتحَتْ أمامي آفاقاً رحبة في معرفة نشوء آلمادة و آلكون و علاقتها بآلطاقة(ألروح), فآلذّرة و مكوناتها أجساماً غير ماديّة و لا مرئية لكنّها منشأ ألمادّة, و بذلك إستيقنتْ نفسي بقوى و قدرة آلرّوح و دورها في الواقع كأساس للطاقة في آلوجود ألذي لا وجود له لولا ذلك آلأساس ألّلامرئي, بآلأضافة إلى أن نظرية تعدّد آلذّرات ألتي إكتشفتْ قبلَ أقلّ من قرن, قد قدّمتْ وحْدها ألعلوم و آلتكنولوجيا آلافاً من آلسنين إلى آلأمام(13), و من هنا عرفتُ معنى و عظمة ألغيب(14) و علاقتها بآلشهود, و ما أدراك ما آلغيب ألمشهود!؟

لعلّ تغيّر تلك آلحالات و آلأوضاع ألتي تزامنتْ مع فترةِ ألمُراهقة ألغير مُستقرّة بطبيعتها آلغرائزية ألماديّة أيضاً؛ كانتْ سبباً لعدم إستيعابي وسيطرتي ألكاملة على آلضمير ألباطن و توجيه قدراته آلكامنة في وقتها, بآلأضافة إلى عدم إيمان أكثر أساتذتي بأصل آلوجود كقوّةٍ فاعلةٍ في مسيرة حياتهم, فآلبعض كان منتمياً للبعث خوفاً و تستراً و بعضهم كان مؤمناً بآلفكر آلشيوعي و آلبعض لا هذا و لا ذاك و لا هم يحزنون!؟ و أتذكر جيداً كيف زجرني أستاذي في آلصف ألسادس ألأبتدائي و هو يُحذّرني من مُطالعة كتاب "ألنظرات" و "آلعبرات" لمصطفى لطفي ألمنفولوطي بدل أن يُشوقني لقرآئتها .. بآلقول:"هذه ألكتب ليست بمستواك و لا يُمكنْ أنْ تستفيد منها لأنها تُجمّد عقلك"!؟

و لهذا سبّبتْ تلك آلأوضاع و آلحالات و آلأساليب ألتربوية ألخاطئة إصابتي و أكثر ألعراقيين بألكثير من آلأضطرابات و آلهيجانات و آلثورة و آلخجل ألمُدمر بداخلي في وقتها, و لأنّي لمْ أكنْ قادراً على إستيعابها و هضمها و تحَمّلها؛ كان يُصاحبني إحساسٌ عجيب .. كثيراً ما تصورتُ معه في حالة إطاعتي لتلك آلتجلّيات سوف أنقلبُ إلى موجود غريب عن آلآخرين .. مُختلفٌ عن كلّ ألذين يُحيطون بي, و لتردّدي في كشفها و بيانها و تثبيتها كانتْ تختفي في عالم ألنسيان! و دارت آلأيام و لم يكن بآلمقدور و أنا ذلك آلصبيّ ألمثقف بآلهموم - بسبب ألسياسة ألبعثية ألمتخلفة و آلظروف ألأجتماعية و آلتربوية و آلسياسية و آلأمنية و شيوع ألتقاليد آلعشائرية و آلدينية ألخاطئة و وجوب ألسكوت أمام آلكبار – لم يكن بآلمقدور تفهيم آلآخرين بتلك آلأسئلة و آلأشارات و آلأسرار ألعظيمة, لذلك طالما كنتُ أتعرّضُ إلى آلشرود ألذهني و آلضغوط ألنفسية ألتي كانت أكبر من أنْ أحتملها أو أستوعبها لوحدي.

و كنتُ على ثقةٍ رغم كلّ شيئ بأنني لو أطعتُ و نفّذتُ بآلتفصيل أوامر آلقلب(ألحدس) و تلك آلتجليات لكنتُ نِلتُ ثمراتاً عظيمةً و كبيرةً .. لكنّ آلجو ألعام و آلقوانين ألدكتاتورية ألسادة ألتي كانت تطغى عليها آلعنف و آلقسوة و آلظلم و آلخطوط ألحمراء كانتْ تحولُ دون ذلك, حتى تركنا ذلك آلوطن ألجريح و آلحبيبة بصمت في سكون آلليل لنعيش آلغربة حتى يومنا هذا .. بعد ما أكملنا آلدراسة ألجامعية في تلك آلأوضاع رغم كلّ تلك آلصعوبات.

من أهمّ آلمفارقات ألأخرى ألتي لا أنساها أبداً هي أنّ آلدّين ألذي كان سائداً و ما يزال في أوساط آلعراقيين و كذا آلعرب و آلمسلمين .. لم يكنْ دين الأسلام ألحقّ! و إنّما كانتْ مجموعة تقاليد و طقوس و شكليات خالية من آلروح و آلمعنى و آلعرفان, و لا أثر لها في آلسلوك و آلتعامل فيما بين آلناس, إلاّ في حدود ألعبادات ألشخصية ألضّيقية, و كان لهذا آلعامل أكبرَ آلأثر في آلتلاعب بمبادئ آلأسلام ألأصيلة, إلى آلحدّ ألذي صار معهُ مُجْرماً مُحترفاً ساديّاً كصدّام يدّعي آلتدين حتى كتب آلقرآن بدمه آلنجس, و آلأنكى من هذا كلّه أنّ آلناس إعتبروه مُجاهداً! و أصبح آل سعود حماة ألحرمين ألشريفين في آلجزيزة ألعربية, و آلأنكى ألأنكى من هذا و ذاك أن أنصاف ألمثقفين إعتبروا آلأسلام مجرّد مجموعة قوانين قد أكل عليها آلدهر و شرب و إنّهم وحدهم من سيقوم برسم ألطريق حسب مقاساته, معلّقاً كلّ شيئ على شماعة ألديمقراطية, ليضيع آلحابل على آلنابل وسط فوضى ثقافيةً لا بداية و لا نهاية لها, ليصبح آلمثقف بدوره مصدراً للفساد و آلفوضى و حتىّ آلأرهاب ألفكري ألذي هو أصعب من كلّ آلأنواع الأخرى, لكونها منشأ كلّ آلمحن(15)!

لقد ضاع أهمّ أصل في أعظم رسالة وسط من حملها أجدادهم آلعرب, ليبقى هيكلاً عارياً من آلمعنى و آلأصالة, إصالة آلمحبة و آلعشق و آلعرفان و آلأبداع ألذي وحده يبعث الأنسان و يُفعّل قدراته آلخارقة و ضميره آلباطن على أرض الواقع بين الناس.

لقد ثبتَ أنّنا إنْ لم نملأ وجودنا بآلعشق و آلمحبة و آلتواضع للآخرين .. و آلدعوة لهم بآلخير و آلموفقية, خصوصاً لعوائلنا و أبناءَنا و أرحامنا و حتى للذين يُعادوننا .. فأنّ ذلك سيكون له مردودٌ سلبي علينا جميعاً, و سيعم آلأرهاب و الفوضى و العنف و آلأغتيال و آلذبح في أوساطنا, فما وقع و يقع في العراق آليوم ما هو إلا نتيجة ألتزوير و الخيانة و آلظلم من قبل ألذين تسلطوا علينا خلال حُقب آلتأريخ ألسوداءة, و آلتي سميتها بآلأزمنة آلمحروقة في مقال سابق!

ما حدث مع إسلامنا العزيز في آلساحة ألعراقية, هو أن القائمين على آلأمر مرجعيات و حركات قد تمسكوا بآلمبادئ ألشكلية و آلطقوس ألعبادية, و تركوا آلأساس و آلروح فيه, و لهذا لم يردعهم هذا الأسلام ألشكلي من إرتكاب المحارم و تقسيم الأمة عبر آلتيارات و الأحزاب و التكتلات ألتي غرقت في بحر ذاتها و أهدافها القصيرة المدى لنيل بعض المناصب أو ألألقاب!

بآلنظر لما حولنا نرى آلذين يملكون قدرات خارقة و مبدعة .. لا يُفكرون أبداً بما قد يُفكر به آلآخرون من حولهم, حيث لا يهتمون بما يخططون لهُ, لهذا نرى دوماً معارفَ جديدة تنبثق من وجودهم و تفيض من حولهم.

إن الدُنيا آلتي نعيشها آليوم في العراق بكل إشكالاتها و إضطراباتها و في كل بلدٍ في العالم مع الفارق .. بحاجة إلى أناس مثل هؤلاء! و بغير ذلك فأن الظلم و آلارهاب و آلعنف ألغير منظم و آلغير مقبول لدى بعض الأوساط .. سوف يتطور و ينتظم طبقاً لقوانين دستورية يتم آلتصويت عليها من قبل مُمثّلي ألناس أنفسهم, لكونهم باتوا لا يعرفون المعروف .. بل يرون المعروف منكراً و آلمنكر معروفاً.

ألناس و أكثرية آلعالم لم يتوصلوا إلى آلآن إلى ما يملكون من قدرات خارقة للعادة, و آلذين ركّزوا كي يُنمّوا تلك آلحالة في أنفسهم, يتلقاهم منْ يُحيط بهم مع أكثرية الناس بعيون غريبة و شاذه, بل و علموهم أصحاب آلنوايا السيئة بأنْ لا نهتم لمثل هؤلاء آلناس للأسف!

ففي آلوقت الذي نعيش آليوم مع التجديد و التكنولوجيا و التطور .. لكننا لا نعرف شيئاً عن قدراتنا آلذهنية و آلمواهب العظيمة التي بداخلنا, فعلينا من أجل إيجاد آلأقتدار في وجودنا .. علينا معرفة و كشف تلك القدرات و إستنهاضها في وجودنا, و بغير ذلك فأننا قد لا نصمد أمام حتى الآلات آلحاسبة ألتي يتحكم فيها مجموعة لا تعرف آلرحمة و آلأنسانية في آلمنظمة آلأقتصادية ألعالمية, و آلتي إستطاعت بفعل المال و التكنولوجيا من إستتباب ألأمور في أنظمتهم لضمان إستمرار مناهجهم و إعلاناتهم عن طريق إشاعة الفواحش و آلملذات آلجنسية بين الناس لإبقائهم أغبياء لأستمرار سيطرتهم, فالمواطن الغربي باتَ لا يهتم سوى إلى نفسه لاهثاً يميناً و شمالاً من أجل تسديد فاتوراته و مخارجه بآلكاد!

من أهم موانع عدم كشف تلك القدرات الخارقة هي أننا في حركتنا و فعالياتنا عادةً ما نُركّز على الخارج و في المحيط الذي حولنا, لذا لا نسمع أبداً نداء الشهود و آلضمير أللاواعي(ألباطن), و لا نتفهّم مآربها و تعاليمها آلصحيحة, و قد أشرنا في آلنقاط السابقة إلى طرق إستنهاض هذا الكنز آلجوهري في داخلنا و ذلك بآلأختلاء مع أنفسنا و آلبحث عن الحقيقة من الداخل و بآلعمق لمدّة معينة.

ألشهود يعني ألمعرفة و آلألهام آلظاهر لأمرٍ بدون آلأستدلال و آلمنطق؛ لأنهُ أمرٌ باطني حساس نستلمه كصورة أو فكرةٍ أو مُخططٍ يتجلى للعقل ألظاهر ألفعال, و هذه ألأشارات و آلنبضات تُوضح لنا و تُعطينا ما نكُنّهُ و نَضْمرهُ في ضميرنا آلباطن ألذي يتّصل بدوره بمراكز أخرى خارجة عن إرادتنا.

في هذا آلعصر ألمضطرب و آلحشر آلعام للناس بلونٍ و إتّجاه واحد كآلعبيد مع آلشهوات .. علينا أنْ نقف بجدٍّ و بصدقٍ لنُقَيّم وجودنا و نستشرف مُستقبلنا .. ثمّ لِنَشُذّ عن هؤلاء آلهمج ألرعاع بجرأةٍ و شجاعةٍ لنكون أنفسنا بوضوح! و هذا لا يعني ألسعي كي نكون إعجوبة غريبة غير مألوفة للبشر! بل كما كان آلرسول محمد(ص) حين خاطبه آلباري تعالى بقولهِ: "فأستقم كما أمرتْ و منْ تابَ معك و لا تطغوا إنه بما تعملون خبير"(16), و لهذا طالما كان يقول آلرّسول(ص)؛ "شيّبتني سورة هود" لثقل و صعوبة ألمسؤولية ألتي كلّف آلله تعالى بها نبيّنا آلكريم سلام الله عليه!

بل ما نعنيه هو تحطيم تلك آلشرنقة ألتي وَضَعَنا فيها آلقوى آلحاكمة في آلأرض, و عدم آلقبول بحياة عاديّة أو حتى متوسطة لا يحتمل معه أن تحصل فيه على كامل حريتك و حقوقك بإتجاه التكامل ألأنساني أو آلسعي لإظهار فكرةً جديدة من رأسك.

ما يُعذّبني في وجود ذلك آلعدد آلكبير من المتخصصين و اصحاب آلشهادات في آلعراق و في الدول ألعربية و حتى بلدان ألعالم ألأخرى؛ هو أنهم يريدون فقط مُجرّد آلتوضيف و آلعمل في دائرة أو وزارة ليرتزقوا قوتهم و يستمروا بحياتهم كما هو حال مئات بل آلاف ألملايين من آلناس, من دون آلنظر إلى آلآفاق ألأخرى في الحياة كآلكرامة و الشرف و آلحرية و آلمحبة, ليعيشوا كلّ حياتهم محدودين في رؤيتهم و سعيهم من دون آلتفكير ألجدّي بأيّ عملٍ إستثنائي و مُبدع!

و هذه آلحالة أنما تأصّلتْ في أوساطنا لأسبابٍ عديدة, و بغض آلنظر عن سياسات ألأنظمة ألحاكمة و آلأوضاع ألقائمة في بلادنا؛ فأنّ آلعامل ألأهم من بين تلك العوامل هي حالة الأتجاه الواحد ألذي عليه تطبع ألمتخصص أو صاحب ألشهادة ليعيش ذيلاً ذليلاً للأنظمة, لتراه يحاول أداء عمله فقط بدون آلألتفات إلى ما يجري حوله في بقية التخصصات و الفروع, بآلأضافة إلى حالة ألنزعة ألفردية و التوقع الذي يتمتع به كل مختص و كأن الناس و ما يجري عليهم لا شأن له بهم.

لا تظهر القدرات الكامنة في وجود أي إنسان مهما وصل من درجة علمية ما لم يُلمّ على آلأقل بما يدور حوله في باقي العلوم, و آلسبب هو أن آلعلم و التكنولوجيا أصبحتْ وحدة واحدة في عصرنا يرتبط بعضها ببعض و لا يُمكن آلتقدم في مجال معين دون مجال آخر, فآلصحة الجسمية أو آلروحية لا تتحقق بوجود أخصائين حتى في جميع آلتخصصات الطيبية على سبيل المثال ما لم يترادف مع وجود آلكهرباء و أجهزة الفحص و آلحاسوب و غيرها بجانب ألنظام ألتعليمي و ألأداري ألفعال و شيوع آلأمن, و تأمين آلحياة آلأجتماعية, و غيرها من الآليات و آلآلات ألتي بها جميعاً نُحقق مستوىً عالٍ في سلامة حياة الناس ألجسمية و النفسية و آلأجتماعية, و هكذا بآلنسبة للجوانب آلعلمية آلأخرى.

كما تجدر ألأشارة إلى أننا لا نعتبر ألأنظمة "ألديمقراطية" ألحاكمة في آلغرب هي آلمثال ألنموذج لتطبيق ألعدالة و آلمساواة و الحرية بين آلبشر, لأسباب عديدة؛ بحثنا أهمها في كتابٍ سابق(17), أكدنا فيها على جانب تدني مستوى ألعدالة و المساواة و الحرية كضرورات و أركان أساسية في حياة الأنسان و مسعاهُ لنيل الكمال, فآلقوى الأقتصادية ألكبرى و من أجل آلقضاء على الركود آلأقتصادي للأستثمارات ألكبرى و قضايا آلأنتاج سحقوا شخصية آلأنسان و ساقوها في قوالب طبقاً لمنافعهم بحيث يتعذّر على أحد ألخروج من دائرتها.

في آلسنوات ألأخيرة أصبح من آلمتعارف بين الناس .. ألسير مع آلركب, و عدم ألشذوذ عن القاعدة ألعامة, و آلأتجاه ألسائد بين أفراد المجتمع, لأنّ آلسير عكس آلتيار أو مُحاولة إبراز ما يُخالف ذلك سيكون مستهجناً و غير مقبولاً, فهناك ضغوط قاهرة للتأقلم مع آلوضع كيفما كان, و لا نُريد آلبحث هنا في جذور ألسياسات ألتي يتبعها ألمتسلطون في خلق و تحكيم تلك آلأجواء و آلأنظمة من أجل منافع طبقة خاصة تتحكم في آلأوضاع خصوصاً ألوضع ألأقتصادي من آلأعلى, فقد بحثنا هذا آلموضوع في دراسات أخرى.

إنها حقيقة مرّة يصعب أليوم تجاوزها خصوصاً في أنظمة ألغرب ألتي إعتبَرها آلبعض من الدول ألمستقرة ألثابثة, حيث يستحيل ألوقوف بوجهها منفردين, و هنا تكمن نقاط ألقهر ألتي سبكت حياة آلشعوب في أُطرٍ ديمقراطية طبقاً لمعايير و أصول لا تصبّ منفعتها آلكبرى سوى في جيوب ألمتسلطين و آلحاكمين على آلبشر.

إنّ آلذي يلزمنا في هذا آلعصر .. و مع إنكشاف ألكثير من آلأقنعة و آلأسرار هو؛ ألشجاعة و آلجرأة أكثر لحفظ خصوصيتنا آلأنسانية, لكون آلحاكمين لا يُريدون ذلك كي يبقى الأنسان رهين شهواته و غفلته عن حقوقه و عن ما في هذا الوجود و ما حوله, و بغير ذلك فإنّ أخطاراً كبرى ستواجه مستقبل جميع آلبشرية و على كلّ المستويات!

إنّ حفظ خصوصيتنا آلأنسانية يستلزم ألركون إلى نداء ألباطن و تفعيل ألقدرات ألخفية, و آلخضوع إلى أوامر آلقلب ألتي تُحقق ألمعجزات و بآلتالي ألسعادة و آلتكامل للبشر.

لعل الكثير منا لم ينتبه لحقيقة تلك آلقدرة لعدم قناعته و ثقته ألكبيرة بها, متصوراً أنّه بحاجة إلى زمنٍ و وقت كي يتحرّى حقيقة آلأمر للأقدام على ذلك عملياً.

إنّ آلشهود لا يعتني كثيراً بآلأدلة و آلمنطق في وجودنا, و إنما يُؤشر فقط للطريق, و يجعلك في نفس ألوقت حُرّاً في قبوله أو رفضه.

إنّ آلعباقرة و آلنوابغ هم من آلذين يثقّونَ بأنفسهم, و يؤمنون بآلألهام ألباطني, ألذي يتغذى من آلغيب و جميعهم مؤمنون بآلله كخالق عظيم لهذا آلوجود, و لا يتّبعون آلأستدلال و آلنظريات للتحقّق من ذلك! لهذا يكونون من النوابغ و آلأستثناآت, عوام آلناس ألعاديون بضمنهم أكثرية أصحاب آلأختصاص و آلشهادات ألجامعية .. يلهثون فقط وراء آلأثباتات و آلبيانات و آلأدلّة لأداء أعمالهم ألروتينية, و يهملون آلأستدلالات ألعقلية ألباطنية.

ألشهود يتجلّى لنا في أحيانٍ كثيرة كنتيجة للألهام ألداخلي, و أحياناً يأتينا عن طريق ألخارج, أو على شكل قبول بـ (نعم), و أحياناً بآلرفض بـ (لا), و قد يكون آلأيجاب أو آلقبول بشكلٍ هادئ و بطيئ و مُتناغم بحيث لا نراهُ إلّا باهتاً و غير جدّياً, كونه لا يسعى لجلب رضى هوانا, و عند إهمالنا لهُ فأنه سرعان ما يأتينا مرّةً أخرى و أخرى بهدوءٍ في أذهاننا حتّى نعيها و نُثبتها.

يبدو أنّ آلمُمانعة(لا), و آلتي تُمثل ألجانب ألشهودي ألسلبي يظهر في وجودنا بشكلٍ أقوى و أشدّ, و من هنا كثيراً ما نرى آلناس قد تعودوا على الخلاف إبتداءاً بقول لا.

ألكثير .. مثلي يتصوّرون بأنّ حالة ألشهود(ألألهام ألداخلي) تتجلّى لهم طويلاً عن طريق ألأحساس بآللاأمن و آللاإستقرار من خلال آلرفض بتعبير(لا), و لذلك طالما يتجلى آلألهام ألسلبي ألشهودي(لا) بشكلٍ أقوى و أشدّ تأكيداً بآلقياس إلى حالة ألقبول!

إنّ آلأحساس بعدم ألراحة و عدم ألأستقرار ألمنبعث من(لا) يكونُ قوياً و شديداً و طاغياً .. بحيث لا يبقى أمامنا سوى آلطاعة و آلأنصياع له!

و آلشهود لا يتحقق فينا .. ما لم نختلي .. فآلخلوة و آلصمتْ مُقدّمات لازمة لسماع صوت ألشهود و توجيهاته .. كما إنّه لا يجبرنا و لا يُلزمنا بعمل أو تنفيذ شيئ, بل ينتظر و يصبر حتى يتحقّق ألهدوء و آلطمأنينة في وجودكم .. عندها يتجلى صوته في وجودكم بشكلٍ مؤثّرٍ و واضح, و لو أنّ آلضرورة أوجبتْ أحياناً .. فأنها تؤدي وظيفتها و تعطي ثمارها آلكونية حتى في آلأذهان ألفعالة و آلمنشغلة بآلأمور العادية آليومية.

و هناك خطوات أساسية تُنمّي فاعليّة ألضمير ألباطن و تجعله أكثر شفافيةً و مقدرةً على آلأداء و آلعطاء سنشير لها في آلحلقة ألقادمة إنشاء الله بآلتفصيل, و لا حول و لا قوّة إلا بآلله العلي ألعظيم.

عزيز الخزرجي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) كلّ الناس و بمجرّد سماعهم لكلمة ألجمال تتّجهُ أفكارهم و نظرتهم نحو "آلمرأة"أو ربّما عند آلبعض نحو آلرّجل, لكنْ مهما يكن جمال آلرجل فأنّهُ لا يُضاهي جمال آلمرأة بكلّ وجودها و حيثياتها! لإيماننا بأنّ آلمرأة تكتنف بعض أسرار آلجمال و آلكون في وجودها و حدسها و مظهرها أكثر من آلرجل .. فآلله تعالى قد إهتمّ بهيئتها و قامتها و تكوينها عشرة أيام ؛ إلاّ أنّهُ بجانب هذا يُوجد في آلكون جمالاً غاب عن أكثر آلناس لقلة معارفهم بسبب ضعف بصيرتهم "حدسهم", و سنبحث موضوع آلجمال و أسراره في آلجزء ألرابع من سلسلة مباحثنا إنْ كانت لنا بقيةً من آلعمر بإذن الله!
(2) هي المجموعة ألتي تتحكم بإقتصاديات و موارد العالم و في مقدمتها آلنفط عبر آلحكومات ألتي تسير في نهجها, للمزيد راجع؛ "مُستقبلنا بين الدين و الديمقراطية".
(3) جاء في حديث قدسي: "عبدني أطعني تكنْ مثلي تقول للشيئ كنْ فيكون", لكن معنى الحديث يستبطن كل معاني أسفارنا هذه, حيث يتطلب معرفة الله و قبلها معرفة النفس(ألأنسان) ثم معرفة الوجود, و إلتزام طريق الهدى بعد إستيعابنا لتجارب ألهادين!
(4) راجع حلقاتنا آلسابقة حول قوّة و دور ألأثير و فاعليته في تفكيير و حركة الأنسان!
(5) سورة ألقصص / 5.
(6) أكّدتْ ألنصوص آلشرعية ألأسلامية على وجود أكثر من خمس و عشرين شرطاً و أدباً لإستجابة آلدّعاء, يأتي في مقدمتها من كان مكسور آلقلب وحيداً غريباً مظلوماً, حيث يُستجاب دعاءَه على الفور, أمّا أهم آداب و شروط الدعاء؛
أولاً: أن يكون الداعي على وضوء ، سيَّما إذا أراد آلدعاء عقيب الصلاة ، فقد رَوَى مسمع عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنّهُ قال:
(يا مسمع ، ما يمنع أحدكم إذا دخل عليه غَمٌّ من غموم ألدنيا أنْ يتوضأ ، ثمّ يدخل مسجده ، فيركع ركعتين فيدعو الله فيهما؟).
ألثاني: الصدقة ، وشمُّ الطيب ، والذهاب إلى المسجد:
روي عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
(كان أبي إذا طلب الحاجة .. قدَّم شيئاً فتصدق به ، وشمَّ شيئاً من طيب ، وراح إلى المسجد).
ألثالث: ألصلاة:
و يستحب أن يصلي الداعي ركعتين قبل أن يشرع بآلدعاء ، فقال الإمام آلصادق (عليه السلام):
(من توضأ فأحسن آلوضوء ، ثم صلى ركعتين ، فأتمَّ ركوعهما وسجودهما ، ثم سلَّم وأثنى على الله عزَّ وجل وعلى رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ثم سأل حاجته فقد طلب الخير في مظانّه ، ومن طلب الخير في مظانّه لم يخب).
ألرابع: ألبسملة:
ومن آداب الدعاء أن يبدأ الداعي دعاءه بالبسملة ، لقول رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) (لا يُرَدُّ دعاءٌ أوَّله بسم الله الرحمن الرحيم)
ألخامس: الثناء على الله تعالى:
ينبغي للداعي إذا أراد أن يسأل ربه شيئاً من حوائج ألدنيا والآخرة أن يحمد الله ويثني عليه ، ويشكر ألطافه ونعمه قبل أن يشرع في الدعاء .
يقول أمير المؤمنين ( عليه السلام ): ( الحمد لله الذي جعل الحمد مفتاحاً لذكره ، وسبباً للمزيد من فضله).
ألسادس:الدعاء بالأسماء الحسنى: على الداعي أن يدعو الله تعالى بأسمائه الحسنى ، لقوله تعالى :
[وللهِ الأَسمَاءُ الحُسنَى فَادعُوهُ بها] (الأعراف / 180).
وقوله تعالى : [قُلِ ادعُوا اللهَ أَوِ ادعُوا الرَّحمَنَ أَيّاً مَّا تَدعُوا فَلَهُ الأَسمَاءُ الحُسنَى] (الإسراء / 110).
وقال رسول الله ( صلى الله عليه وآله):
(لله عزوجل تسعة وتسعون اسماً ، من دعا الله بها استجيب له).
السابع: ألصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام).
لابد للداعي أن يصلي على محمد وآله ( عليهم السلام ) بعد الحمد والثناء على الله سبحانه ، وهي تؤكد الولاء لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ولأهل بيته المعصومين ( عليهم السلام ) الذي هو في امتداد الولاء لله تعالى ، لذا فهي من أهم الوسائل في صعود الأعمال واستجابة الدعاء .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله):
(لا يزال الدعاء محجوباً ، حتى يصلى عليَّ وعلى أهل بيتي).
ألثامن: التوسل بمُحمّد وأهل بيته (عليهم السلام).
وينبغي للداعي أن يلج من آلأبواب ألتي أمر الله تعالى بها ، وأهل البيت ( عليهم السلام ) هم سفن آلنجاة لهذه ألأمَّة .
فحريٌّ بمن دعا الله تعالى أن يتوسل إلى الله بهم ( عليهم السلام ) ، ويسأله بحقهم ، ويقدمهم بين يدي حوائجه .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله): (الأوصياء مني بهم تُنصر أُمتي ، وبهم يمطرون ، وبهم يدفع الله عنهم ، وبهم استجاب دعاءهم).
ألتاسع: ألإقرار بالذنوب:
وعلى الداعي أن يعترف بذنوبه مقراً ، مذعناً ، تائباً عمَّا اقترفه من خطايا ، وما ارتكبه من ذنوب .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام): (إنما هي مدحهُ ، ثمّ آلثناء ، ثم الإقرار بالذنب ، ثم المسألة ، إنه والله ما خرج عبد من ذنب إلا بالإقرار).
ألعاشر: ألمسألة:
و ينبغي للداعي أن يذكر - بعد الثناء على الله تعالى والصلاة على النبي وآله ( عليهم السلام ) والإقرار بالذنب - ما يريد من خير الدنيا والآخرة ، وأن لا يستكثر مطلوبه ، لأنه يطلب من ربِّ السموات والأرض الذي لا يعجزه شيء ، ولا تنفد خزائن رحمته التي وسعت كل شيء .
الحادي عشر: معرفة الله ، وحسن الظن به سبحانه:
وهذا يعني أن من دعا الله تعالى يجب أن يكون عارفاً به وبصفاته .
فعلى الداعي أن يوقن برحمة الله اللامتناهية ، وبأنه سبحانه لا يمنع أحداً من فيض نعمته ، وأن باب رحمته لا يغلق أبداً .
قال رسول الله(صلى الله عليه و آله): ( قال الله عزَّ وجل : من سألني وهو يعلم أني أضرُّ وأنفع ، استجبت له).
وقيل للاِمام الصادق ( عليه السلام ) : ما بالنا ندعو فلا يستجاب لنا ؟!
قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم تدعون من لا تعرفون).
ألثاني عشر: العمل بما تقتضيه المعرفة: على الداعي أن يعمل بما تقتضيه المعرفة لخالقه ، بأن يفي بعهد الله ، ويطيع أوامره ، وهما من أهم الشروط في استجابة الدعاء .
قال رجل للإمام الصادق ( عليه السلام ) : جعلت فداك ، إن الله يقول : (ادعُونِي استَجِب لَكُم) (وإنَّا ندعو فلا يُستجاب لنا) ؟!
قال ( عليه السلام ) : ( لأنكم لا توفون بعهد الله ، لو وفيتم لوفى الله لكم).
ألثالث عشر: الإقبال على الله:
من أهم آداب الدعاء هو أن يقبل الداعي على الله سبحانه بقلبه ، وعواطفه ، ووجوده ، وأن لا يدعو بلسانه ، وقلبه مشغول بشؤون الدنيا .
فهناك اختلاف كبير بين مجرد قراءة الدعاء ، وبين الدعاء الحقيقي الذي ينسجم فيه اللسان انسجاماً تاماً مع القلب ، فَتَهتَزُّ له الروح ، وتحصل فيه الحاجة في قلب الإنسان ومشاعره .
قال الإمام الصادق(عليه السلام) : (إن الله عزَّ وجل لا يستجيب دعاء بظهر قلبٍ ساهٍ . فإذا دعوت ، فأقبل بقلبك ، ثم استيقن بالإجابة).
ألرابع عشر: الاضطرار إلى الله سبحانه:
لابد للداعي أن يتوجه إلى الله تعالى توجه المضطر الذي لا يرجو غيره ، وأن يرجع في كلِّ حوائجه إلى ربه ، ولا ينزلها بغيره من الأسباب العادية التي لا تملك ضراً ولا نفعاً .
فإذا لجأ الداعي إلى ربه بقلب سليم ، وكان دعاؤه حقيقياً صادقاً جاداً ، وكان مدعوُّه ربَّه وحده لا شريك له ، تحقق الانقطاع الصادق بالاضطرار الحقيقي إلى الله تعالى الذي هو شرط في قبول الدعاء .
ألخامس عشر : تسمية الحوائج:
إن الله تعالى محيط بعباده ، يعلم حالهم وحاجاتهم ، وهو أقرب إليهم من حبل الوريد ، ولكنه سبحانه يحبُّ أن تُبثُّ إليه الحوائج ، وتُسمَّى بين يديه تعالى ، وذلك كي يُقبل الداعي إلى ربه ، محتاجاً إلى كرمه ، فقيراً إلى لطفه ومغفرته .
قال الإمام الصادق ( عليه السلام ) : ( أن الله تبارك وتعالى يعلم ما يريد العبد إذا دعاه ، لكنه يحبُّ أن تُبثّ إليه الحوائج ، فإذا دعوت فسمِّ حاجتك).
ألسادس عشر: ترقيق القلب:
ويستحب الدعاء عند استشعار رقة القلب وحالة الخشية التي تنتابه بذكر الموت ، والبرزخ ، ومنازل الآخرة ، وأهوال يوم المحشر ، وذلك لأن رقَّة القلب سبب في الإخلاص المؤدي إلى القرب من رحمة الله وفضله .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : ( اغتنموا الدعاء عند الرقة ، فإنها رحمة).
ألسابع عشر: البكاء والتباكي:
خير الدعاء ما هيجه الوجد والأحزان ، وانتهى بالعبد إلى البكاء من خشية الله ، الذي هو سيد آداب الدعاء وذروتها ، ذلك لأن الدمعة لسان المذنب الذي يفصح عن توبته وخشوعه وانقطاعه إلى بارئه . والدمعة سفير رِقَّةِ القلب الذي يؤذن بالإخلاص والقرب من رحاب الله تعالى .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام ) لأبي بصير :
(إن خفتَ إمراً يكون أو حاجة تريدها ، فابدأ بالله ومَجِّدهُ واثنِ عليه كما هو أهله ، وصلِّ على النبي ( صلى الله عليه وآله ) ، وَسَل حاجتَكَ ، وتباكَ ولو مثل رأس الذباب . إن أبي كان يقول : إن أقرب ما يكون العبد من الرب عزَّ وجل وهو ساجد باكٍ).
ألثامن عشر: العموم في الدعاء:
ومن آداب الدعاء أن لا يخصَّ الداعي نفسه بالدعاء ، بل يذكر إخوانه المسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات .
وهذا من أهم آداب الدعاء ، لأنه يدل على التضامن ونشر المودَّة والمحبة بين المؤمنين ، وإزالة أسباب الضغينة والاختلاف فيما بينهم . وذلك من منازل الرحمة الإلهية ، ومن أقوى الأسباب في استجابة الدعاء ، فضلاً عن ثوابه الجزيل للداعي والمدعو له .
قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله): (إذا دعا أحدكم فليعمُّ ، فإنه أوجب للدعاء).
ألتاسع عشر: التضرع ومدُّ اليدين:
ومن آداب الدعاء إظهار التضرع والخشوع ، فقد قال تعالى : [وَاذكُر رَبَّكَ فِي نَفسِكَ تَضَرُّعاً وَخِيفَةً] (الأعراف / 205).
وقد ذمَّ الله تعالى الذين لا يتضرعون إليه ، في قوله تعالى: [وَلَقَد أَخَذنَاهُم بِالعَذَابِ فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ] (المؤمنون / 76).
وعن محمد بن مسلم ، قال : سألت أبا جعفر ( عليه السلام ) عن قول الله عزَّ وجل :[ فَمَا استَكَانُوا لِرَبِّهِم وَمَا يَتَضَرَّعُونَ] فقال ( عليه السلام):
(ألاستكانة هي الخضوع ، والتضرُّع هو رفع اليدين والتضرُّع بهما).
ألعشرون :الإسرار بالدعاء: فيستحب أن يدعو الاِنسان خُفية ليبتعد عن مظاهر الرياء التي تمحق الأعمال وتجعلها هباءً منثوراً .
فقال تعالى : [إدعُوا ربَّكُم تَضَرُّعاً وَخُفيَةً [(الأعراف / 55).
وقال الإمام الرضا ( عليه السلام ) : ( دعوة العبد سِراً دعوة واحدة تعدل سبعين دعوة علانية).
الواحد و العشرون : التَرَيُّث بالدُّعاءِ:
ومن آداب الدعاء أن لا يستعجل الداعي في الدعاء ، بل يدعو مترسلاً ، وذلك لأن العجلة تنافي حالة الإقبال والتوجه إلى الله تعالى ، وما يلزم ذلك من التضرُّع والرقة . كما أن العجلة قد تؤدي إلى ارتباك في صورة الدعاء ، أو نسيان لبعض أجزائه .
الثاني و العشرون: عدم القنوط :
وعلى الداعي أن لا يقنط من رحمة الله ، ولا يستبطىء الإجابة فيترك الدعاء ، لأن ذلك من الآفات التي تمنع ترتب أثر الدعاء .
وهو بذلك أشبه بالزارع الذي بذر بذراً ، فجعل يتعاهده ويرعاه ، فلما استبطأ كماله وإدراكه ، تركه وأهمله .
فعن أبي بصير ، عن الإمام الصادق ( عليه السلام ) أنه قال :
(لا يزال المؤمن بخير ورجاء رحمة من الله عزَّ وجل ما لم يستعجل فيقنط و يترك الدعاء)، فقلتُ : كيف يستعجل ؟ قال ( عليه السلام ): (يقول قد دعوت منذ كذا وكذا ، وما أرى الاِجابة).
ألثالث و آلعشرون: ألإلحاح بآلدعاء :
وعلى الداعي أن يواظب على الدعاء والمسألة في حال الاِجابة وعدمها ، لأن ترك الدعاء مع الإجابة من الجفاء الذي ذَمَّهُ تعالى في محكم كتابه بقوله:
[وَإِذَا مَسَّ الإِنسَانَ ضُرٌّ دَعَا رَبَّهُ مُنِيباً إِلَيهِ ثُمَّ إِذَا خَوَّلَهُ نِعمَةً مِنهُ نَسِيَ مَا كَانَ يَدعُو إِلَيهِ مِن قَبلُ] (الزمر / 8).
وقال أمير المؤمنين (عليه السلام ) لرجل يَعِظُهُ :
(لا تكن ممن إنْ أصابهُ بلاءٌ دعا مضطّراً ، وإنْ نالهُ رخاء أعرض مُغترّاً).
ألرابع و آلعشرون : ألتَقَدُّم في آلدعاء
و من آداب ألدعاء أنْ يدعو آلعبد في آلرخاء على نحو دعائه في آلشدة ، لما في ذلك من آلثقة بالله ، و آلانقطاع إليه ، و لفضله في دفع البلاء ، و إستجابة ألدعاء عند آلشدة .
فقال الإمام الصادق ( عليه السلام):
( من سَرَّهُ أن يُستجابَ له في الشدة ، فليكثر الدعاء في الرخاء).
ألخامس و آلعشرون: ألتَخَتُّم بآلعقيق و آلفَيرُوزَج :
و يُستحب في آلدعاء لبس خاتم من عقيق أو من فيروزج ، و ذلك لقول ألإمام آلصادق ( عليه السلام ) : ( ما رُفِعَت كفٌّ إلى الله عزَّ وجل أحبُّ إليه من كفٍّ فيها عقيق).
ولقوله ( عليه السلام ) : قال رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) : قال الله عزَّ و جلّ : (إنّي لأستحي من عبدٍ يرفع يدَه و فيها خاتم فيروزج فأَرُدَّهَا خائبة).
(7) قال تعالى في مُحكم كتابه الكريم: " .. إن قرآن الصبح كان مشهوداً"(سورة ).
(8) بآلطبع قد يكون هناك منْ يمتلك آلقدرة و آلمؤهلات و آلأمكانات آلكبيرة .. تُؤهلهم لئنْ يُساهموا في حلّ مشكلات آلناس و ذلك بتدخلهم إيجابياً لمساعدتهم! لكن ليس آلكلّ قادرين على ذلك , لأنّ آلموضوع كما قلتْ يحتاج إلى إمكانات و مستويات خاصة من آلمعرفة و القدرة و آلأهّم من ذلك هو آلأخلاص ألذي يُعتبر سرّ آلله تعالى يقذفه في قلب منْ يُحبّ, و هو أمرٌ عظيم عند آلله تعالى, لأنه يدخل في مجال كشف الكربات عن المظلومين و المضطهدين و صاحبه يتقدم حتى على آلمبدعين و آلعارفين بأسرار آلوجود, لكونه يجعل وجوده بآلكامل في خدمة آلناس بعد ما حصل له الفناء في آلذات آلأزلية!
(9) أجرى العلماء تحقيقات واسعة على دماغ آينشتاين و غيره و توصلوا إلى أنهم إستخدموا آلعقل بنسبة لا تتجاوز ألـ 9%.
(10) تعلمتُ آلرسم قبل تعلّم القرآءة و الكتابة, بينما كان عمري سنة واحدة حسب ما أكدّت ذلك أميّ و بعض أرحامي, حيث كنتُ أقلب كتب مدارس آلكبار للسنوات السابقة و أبحث عن ركنٍ أو صفحة بيضاء من الكتاب لكي أرسم فيها نخلةً أو شمساً أو قمراً!
(11) ألأستاذ عبد آلخالق ألركابي(ألبدراوي) نحّاتٌ و فنّانٌ ماهر بإمتياز قبل أن يصبح كاتباً معروفاً أيام آلنظام البائد, و بعكس ما هو مُشاعٌ و معروفٌ عنه في آلوسط العراقي و آلعربي بأنه أديبٌ و كاتب و شاعر .. و هو كذلك أيضاً, حيث كتب آلكثير من الروايات و القصص و المقالات و آلقصائد, لكنّ فنّه و نحته بنظري كان شيئاً آخر, لم يدركه سوى القليل من الذين يعرفونه حقّ آلمعرفة, و كان بطبيعته - خصوصاً بعد تركه للتدريس يُفضل آلكتابة و الشعر و آلأدب أكثر من النحت و الرسم!
(12) ألفنانة نزيهة سليم أستاذة معهد ألفنون ألجميلة, و هي أخت ألفنان ألعراقي ألمعروف جواد سليم صاحب نصب الحرية في ساحة ألتحرير ببغداد.
(13) لقد سبّبتْ كشف تلك آلنظرية, قفزة كبيرة في جميع آلأختصاصات ألعلمية ألمعروفة آلآن, فمثلاً صناعة ألتلفزيون و آلكومبيوتر و آلأنترنيت ما كانت تعرف لولاها, فقد كان آلمهندسون على سبيل المثال يتصورون أن صناعة آلتلفزيون و لأجل إستلام صورة على شاشة مرئية يعتمد على آلأتصالات ألميكانيكية و وجود عوامل إتصال ديناميكية مباشرة لأظهار الصورة و الحركة, و قد أجرى المهندسون في وقتها الكثير من آلتجارب ألتي باءَتْ بآلفشل, إلى أن تمّ إكتشاف آلموجات ألكهربائية و آلذبذبات ألصوتية و آلموجات التصويرية و آلتي بواسطتها يمكن إرسال آلأشكال و الصور و إستلامها عبر جهاز مُعدّ لذلك في مكان آخر, و بذلك نجحوا فيما بعد من إختراع جهاز التلفزيون و غيره, و بدأت ألمسيرة ألعلمية تخطو خطوات سريعة جداً نحو آلأمام, بدأت بعصر آلحجر ثم عصر ألزراعة ثم آلرعي ثم آلنحاس ثم عصر الحديد ثم عصر البخار ثم عصر الكهرباء ثم عصر آلأجهزة الصوتية(مقاومة, متسعة. ملف) ثم عصر ألترانسيستور ثم عصر الدوائر ألأليكترونية(ألأنتكريت سركت) فآلكومبيوتر, ثم عصر ألدوائر المعقدة(ألجبس), ثم عصر ألفايبر كلاس, حتى يومنا هذا!
(14) قال تعالى في أوّل سورة البقرة: [ألم, ذلك آلكتابُ لا ريب فيه هُدىً للمُتّتقين, ألذين يؤمنون بآلغيب ...](سورة آلبقرة / 1و2).
(15) راجع مقالنا ألموجود على الأنترنيت بعنوان: "إغتيال الفكر تعميم للارهاب".
(16) سورة هود / 112.
(17) للتفاصيل راجع كتابنا: "مُستقبلنا بين آلدّين و آلدّيمقراطية", ألفصل ألسادس؛ هل آلديمقراطية هي أفضل آلنُظم ألسياسية؟



#عزيز_الخزرجي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح9
- إغتيال ألفكر تعميمٌ للأرهاب
- ألحضارة الأسلامية أكبر حضارة عرفتها البشرية
- اسفار في اسرار الوجود ج3 - ح5
- مستقبلنا بين الدين و الديمقراطية(7)


المزيد.....




- أطلقوا 41 رصاصة.. كاميرا ترصد سيدة تنجو من الموت في غرفتها أ ...
- إسرائيل.. اعتراض -هدف مشبوه- أطلق من جنوب لبنان (صور + فيدي ...
- ستوكهولم تعترف بتجنيد سفارة كييف المرتزقة في السويد
- إسرائيل -تتخذ خطوات فعلية- لشن عملية عسكرية برية في رفح رغم ...
- الثقب الأسود الهائل في درب التبانة مزنّر بمجالات مغناطيسية ق ...
- فرنسا ـ تبني قرار يندد بـ -القمع الدامي والقاتل- لجزائريين ب ...
- الجمعية الوطنية الفرنسية تتبنى قرارا يندد بـ -القمع الدامي و ...
- -نيويورك تايمز-: واشنطن أخفت عن روسيا معلومات عن هجوم -كروكو ...
- الجيش الإسرائيلي: القضاء على 200 مسلح في منطقة مستشفى الشفاء ...
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 680 عسكريا أوكرانيا وإسقاط 11 ...


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - عزيز الخزرجي - أسفار في أسرار الوجود ج3 - ح10