أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل عبد الحسن - قراءة في كتاب د. صالح الرزوق (الاجتماعي والمعرفي في شعر أديب كمال الدين)















المزيد.....

قراءة في كتاب د. صالح الرزوق (الاجتماعي والمعرفي في شعر أديب كمال الدين)


فيصل عبد الحسن

الحوار المتمدن-العدد: 3401 - 2011 / 6 / 19 - 07:43
المحور: الادب والفن
    


سبق نقدي لإحصاء خسائر الشاعر وأرباحه في هذا العالم

قراءة في كتاب د. صالح الرزوق (الاجتماعي والمعرفي في شعر أديب كمال الدين)


ليس من السهل الكتابة عن تجربة شاعر لم تكتمل تجربته الشعرية بعد، ولا يزال حيا يواصل التجريب، والاكتشاف، ولكن يبدو أن تجربة الشاعر أديب كمال الدين التي تعتبر أحد أهم التجارب الشعرية المتفردة في الوطن العربي، قد ألهمت الناقد السوري المعروف د. صالح الرزوق لأصدار كتابه النقدي المهم، الذي كان عنوانه "الاجتماعي والمعرفي في شعر أديب كمال الدين"، وقد أتت قراءته للقصائد، التي نشرها الشاعر كمال الدين عبر دواوينه الكثيرة، سواء تلك التي صدرت في وطنه العراق، أو التي صدرت في السنوات الأخيرة في استراليا البلاد التي يقيم فيها حاليا، وقد درس الناقد تجربة الشاعر عبر عدة فصول، حملت العناوين التالية: "ملاحظات تمهيدية – الشكل العام لقصائد أديب كمال الدين – اتجاهات الحداثة في شعر أديب كمال الدين – الأسطورة و الرمز الديني في شعر أديب كمال الدين – معنى الوطن في شعر أديب كمال الدين – المضمون الاجتماعي والمعرفي في قصائد الـ (مواقف)– ملاحظات ختامية – ونبذة عن حياة الشاعر أديب كمال الدين."
وقد أعطى تبويب الفصول للناقد فرصة للتحرك بحرية في العديد من قصائد الشاعر، لينقل لنا خلاصة تجربته بأقل قدر من صفحات كتابه، وبطريقة البحث المعهودة في الدراسات البنيوية، التي تناولت معظمها نصوصا ثورية في ادبنا الشعري المعاصر، وقد نجح بعضها نجاحا منقطع النظير في تحليل قصائد لكثير من شعراء الوطن العربي المهمين، الذين قادوا طلائع شعراء قصيدة النثر كوديع سعادة وأنسي الحاج وادونيس، والماغوط، وأمجد ناصر وعباس بيضون، وسيف الرحبي، وغيرهم، فهو يتناول في تمهيده، الذي أعطى فيه مبررات أختياره لهذا الشاعر فقال: "كنت أتحرى الخطوط العريضة التي تركت عدة علامات، و لنقل عدة ندوب، أو جراح تنزف، فوق القصيدة. ولا شك أن التركيز على مبنى ومضمون الحداثة، كما حاول الشاعر أن ينقلها إلينا، له ما يبرره. ولكن هذا لا يفصله عن الضفة الأخرى: الهم الوجودي والعميق، الهم الأصيل الذي يعبر عن جدلية الأمكنة، ثم جدلية الحاضر والماضي، ولا سيما التاريخ المكتوب و السرد المعاصر. وأود أن أنوه أيضا أن هذه المقالات كانت بعيدة عن المجاملة وعن الإطناب، ولم تستنفذ كل جوانب الشاعر، ما له و ما عليه. لقد كان ديدني أن ألاحظ الظاهرة، وأن أعمد لتأويلها، من غير أي تدخل شخصي. إنها قراءة في المفاهيم والأخيلة، مع نوع من التحري في الأسباب والدوافع، ولا سيما المنظومة الفردية، وهي في لحظة المواجهة مع مصادر الألم و الشقاء".
لقد وضع الناقد نصب عينيه الندوب التي خلفتها قصائد هذا الشاعر في تجربة الجيل الشعري العراقي، الذي جايله كمال الدين في العراق في بداية السبعينات من القرن الماضي، وأنتهاء بتجربة الشاعر الأسترالية، التي أنطلق فيها من تجربة حياتية غنية في العراق بالمواقف الحياتية المصيرية، كالموت والسجن، المرض والجرح والفقر والغنى، الخيانة والصداقة، الحب والكره، والبحث عن موقع في حياة ضاجة بالمتزلفين والمنافقين، وأصحاب العاهات النفسية، الذين خلفتهم الحروب الكثيرة التي أدخل النظام السابق فيها العراق من دون مبررات حقيقية، وانتهى فيها إلى استراليا حيث بدأ في هذا البلد يحصي خسائره وأرباحه، فهو إذن سبق نقدي لأحصاء خسائر الشاعر وأرباحه في هذا العالم، ولكن هيهات أن يصلح تغيير الأمكنة الروح التي أدمتها الأيام.
ويتناول الناقد في فصله المعنون "الأسطورة و الرمز الديني في شعر أديب كمال الدين" فيورد ما يلي: "أما بالنسبة للتصوف الذي يوظف الشاعر مفرداته الخاصة في أكثر من مناسبة، فھو یبدو لي أقرب إلى أنه إشاعة، أو وجبة محضرة في مطبخ مختلف. و لماذا لا نتحلى بالجرأة و نقول : إنه نفس الظاھرة التي یعزوھا بوفون إلى الأسلوب، باعتبار أن الرجل ھو أسلوبه، بمعنى أنه تكنیكه. لقد كانت الغاشیة الصوفیة، وھي التي تتحمل أعباء معنى أھل الباطن و أھل الظاھر أو عالم الثبوت و عالم الغیب، متنحیة من مجمل الصورة، و كان یعوزھا في ھذه الحالة ما یزید على نصف العناصر التالیة : 1 - شدة الوجد، 2 - تجربة الاتحاد، 3 - الدخول في غیبوبة السكر، 4 - صوت الھاتف الإلهي، 5 - الاستفاضة بالكلام بلا قیود" .
وربما يختلف مع الناقد د. صالح الرزوق كثيرون غيري، فيما ذهب إليه الناقد من اعتباره لمحاولة الشاعر الصوفية في قصائده النثرية، بانها أشاعة أو وجبة محضرة!! كما أشار إلى ذلك في النص المجتزأ السابق من مقاله، في الحقيقة لقد جعل أديب كمال الدين المفردة اللغوية الشعرية في قصائده تحمل أكثر من معنى، وأكثر من رمز، فجاءت عباراته ورؤاه لتذكرنا بما كان يقوله ابن عربي والتوحيدي وابن الفارض والسهروردي، وغيرهم من لبسوا في شعرهم ونثرهم لبوس الفيوضات الصوفية، ورموزها، وأيحاءاتها، وعمقها الروحي الغامض.
ولكن الناقد يصيب كثيراً في بحثه عن أسرار أستخدام الحروف في نص كمال الدين الشعري، ولنجتزىء ما قاله في هذا الصدد "وردت مفردة نقطة في مجموعة (أربعون قصيدة) 18 مرة ربما للإشارة إلى العلاقة بين محيط الدائرة (التجربة أو الموضوع أو الصورة) و مركزها (الإنسان أو الذات أو النفس الكلية)، و كأنه ينقل لنا رسالة ابن عربي : إن الإنسان هو روح الله، و له رمز نقطة مطلقة لا تقيدها الدوائر. وإن أصل هذه الفكرة يعود إلى (المذهب الذري) الذي يرادف عند علماء المسلمين معنى (الجوهر الفرد) و الكثافة (انعدام الفراغ في الداخل). و كان وراءها تخيلات نصف علمية لها ضرورات إيمانية، لتبجيل الخالق، و ليس ضرورات خطاب اجتماعي تحليلي متعقل، لذلك غابت عنها (الصفات) لا سيما أن الله ليس كمثله شيء، و لم تتدرج من المحسوس إلى المعقول، و خاطرت بالمنهج في طريق الخيال و الصورة، ثم المجازات و الاستعارات (كما ذكر حسن مروة في معرض حديثه عن المعتزلة-.
بالمقابل ورد حرف الباء (6) مرات، و الحاء (4) مرات. و هما حرفان خافتان و متعاكسان (شفوي و حلقي)، و لهما معنى عاطفي مضمونه (حب)، و هذه أصغر مفردة ذات معنى في اللغة العربية، لو تغاضينا عن الأفعال الأوامر و النواهي المجزومة (مثل : ق وما شاكل ذلك). على أية حال لم يكن الشاعر مهتما بحرف دون آخر. و قد توزع مخطط حروفه في مجموعة (أربعون قصيدة) على النحو التالي : الباء (6) مرات، الحاء (4)، الدال (4)، الألف (3)، الواو (2)، الخاء (2)، الراء (1)، السين (1)، النون (1)، الميم (1)، التاء (1)، الغين (1)، الهمزة (1). و كما هو واضح إن الفونيمات القريبة في نطقها من مقدمة الفم و ذروة اللسان تبلغ 17 مرة، مقابل 11 تكراراً لفونيمات موزعة على ما تبقى من مناطق. و هذا دليل آخر على أن القصائد ليست معدة لاحتفالات جماهيرية، ولا لأغراض التحميس، و لكنها مكتوبة بوحي من الوجدان و التأمل الذاتي الرقيق و الشفاف."
لقد أنجز الناقد د. صالح الرزوق في دراسته لشعر الشاعر أديب كمال الدين سبقا نقديا سيحسده عليه الكثيرون من النقاد، خصوصا في هذا المد الكثيف من الشعراء، الذين لم يكتبوا قصائد مهمة، لكنهم نالوا الكثير من الشهرة، والنفاق الاجتماعي الذي صيّرهم شعراء مبجلّين يشار إليهم بالبنان، ويانفوا حتى من الحديث مع الناس أو تقبل نقد الصادقين منهم !!
• صدر الكتاب عن منشورات مجلة ألف لحرية الكشف في الإنسان – دمشق، قبرص/ لوحة الغلاف للفنان علي رشيد/ الطبعة الأولى 2011.
^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^^
• فيصل عبد الحسن : كاتب وناقد عراقي يقيم في المغرب
[email protected]



#فيصل_عبد_الحسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة في -أقول الحرف وأعني أصابعي- للشاعر أديب كمال الدين
- -أربعون قصيدة عن الحرف- لأديب كمال الدين:
- الطوفان* لمحمدعبد حسن وعثرات الكتاب الأول..
- امرأة لم تخلق للحزن
- ردني إلى بلادي
- الكيد للكلاب
- أيها الشاعر.. خذ قصائدك واستراتيجيتك وابتعد نادما


المزيد.....




- شاهد: فيل هارب من السيرك يعرقل حركة المرور في ولاية مونتانا ...
- تردد القنوات الناقلة لمسلسل قيامة عثمان الحلقة 156 Kurulus O ...
- مايكل دوغلاس يطلب قتله في فيلم -الرجل النملة والدبور: كوانتم ...
- تسارع وتيرة محاكمة ترمب في قضية -الممثلة الإباحية-
- فيديو يحبس الأنفاس لفيل ضخم هارب من السيرك يتجول بشوارع إحدى ...
- بعد تكذيب الرواية الإسرائيلية.. ماذا نعرف عن الطفلة الفلسطين ...
- ترامب يثير جدلا بطلب غير عادى في قضية الممثلة الإباحية
- فنان مصري مشهور ينفعل على شخص في عزاء شيرين سيف النصر
- أفلام فلسطينية ومصرية ولبنانية تنافس في -نصف شهر المخرجين- ب ...
- -يونيسكو-ضيفة شرف المعرض  الدولي للنشر والكتاب بالرباط


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فيصل عبد الحسن - قراءة في كتاب د. صالح الرزوق (الاجتماعي والمعرفي في شعر أديب كمال الدين)