أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة














المزيد.....

الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة


شاكر فريد حسن

الحوار المتمدن-العدد: 3396 - 2011 / 6 / 14 - 08:48
المحور: الادب والفن
    


الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة
شاكر فريد حسن
يلعب الشعر الشعبي الفلسطيني دوراً تعبوياً وتحريضياً هاماً في معركة الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال البغيض ، ورفد المقاومة الشعبية في سبيل التحرر والاستقلال الوطني . ولم يقتصر هذا الدور على التعبير عن الثورة وانما تجاوزها وكان حارساً ومرشداً لها ، لأنه نابع من صميم الوجدان والنبض الشعبي.
وقد ساهمت عوامل عدة في انتشار هذا اللون من الشعر ووصوله الى معظم شرائح وفئات وقطاعات شعبنا ، أهمها الظروف الصعبة والقاسية التي يحيا فيها الانسان الفلسطيني في ظل الاحتلال ، من غربة وتشرد وألم ومعاناة وحنين نوستولوجي وشوق متدفق نحو الحرية والانعتاق والاستقلال. اضافة الى أن حركة الاهتمام بالتراث الشعبي الفلسطيني خلقت مناخاً لانتشار هذا الشعر بين الجماهير العريضة الواسعة في الأرياف والمخيمات الفلسطينية .
وشكلّ هذا الشعر أحد أشكال التعبئة والنضال والمقاومة ضد ممارسات الاحتلال ، والظلم والقهر الواقع والجاثم على صدر الشعب الفلسطيني ، المتمثل بالعقاب الجماعي والاعتقال التعسفي ومصادرة الحريات العامة والشخصية وجد صداه في هذا الشعر ، الذي يرفض هذا الظلم ويقاوم من أجل زواله ، ويبث روح الأمل والتفاؤل في القلوب الحزينة البائسة ، ويشحن عواطف وعقول الجماهير ويلهبها.
وقد بذلت سلطات الاحتلال جهوداً لمنع ووقف انتشار الشعر الشعبي واتساع مساحة الأغنية الشعبية الفلسطينية ، من خلال الأوامر العسكرية للزجالين والقوالين والشعراء الشعبيين ولمنظمي المهرجانات بعدم الهتاف والغناء للوطن والثورة والمقاومة . لكن هذه الجهود فشلت في محاصرة الغناء الشعبي الفلسطيني ، ولم تنجح في تعطيل دور الكلمة في المواجهة والمقاومة والتصدي، كأحد أسلحة الوعي في معارك الصمود في وجه المحتل الغاصب.
ومن أبرز الفنانين الشعبيين الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1967 المرحوم راجح السلفيتي (أبو أحمد) صاحب الابداع الشعبي الجميل والسهل الممتنع ، المرتبط والملتصق بقضايا الشعب والهموم الجماعية ، الذي كان له الباع الطويلة في ميادين الزجل والحداء منذ عهد الانتداب البريطاني وحتى انتفاضة الحجر الفلسطيني ورحيله عن الدنيا عام 1990. وأغنى التراث الثقافي والحضاري الفلسطيني بأزجاله وأغانيه وأهازيجه الشعبية والوطنية والثورية الكفاحية ، التي ستظل سلاح وخبز وحجارة وقمح الوطن وجماهيره الكادحة المسحوقة. وقد عرفته ساحات وشوارع وبيادر القرى والمخيمات الفلسطينية في حفلات الزفاف ، وعرفته ليالي السجون والزنازين الطويلة والمملة ، وعرفته مخيمات العمل التطوعي ومهرجانات الثقافة والفن واحتفالات العمال في أول أيار ، وساحات الجامعات الفلسطينية.
ويعتبر سجل السلفيتي الغنائي والزجلي، سواء في المناسبات الخاصة أو العامة، سجلاً تاريخياً لمعاناة الناس وآلامهم وأوجاعهم وعلامات في طريق كفاحهم التحرري الاستقلالي . انها هتافات في المظاهرات وشعارات سياسية ، وقصيدته تحليل سياسي وبوصلة لنضال الشعب من أجل الحرية.
كذلك عرفت الساحة الفلسطينية العديد من الشعراء والزجالين الشعبيين نذكر منهم : محارب ذيب ، العراني ، العجاوي، الجبعي ، ابو حسام الجلماوي، أبو عدنان الكفرداني ، أبو جاسر العرابي ، موسى الحافظ ، أبو الناجي، نعمان وعصام الجلماوي، مصطفى الخطيب، ابراهيم صبيحات ، أكرم البوريني، ثائر البرغوثي وسواهم كثيرون.
وقد غنى الشعراء الشعبيون الفلسطينيون وهتفوا للأرض والوطن والحب والنضال، ولانتفاضة الحجر والشهداء الأبرار، وللفقراء ورغيف الخبز المغمس بالدم والعرق،وأبدعوا في انتاج وخلق قصائد شعبية رقيقة لامست القلوب ودغدغت المشاعر والأحاسيس الفلسطينية المرهفة.
وخلاصة القول ، الشعر الشعبي الفلسطيني أدى دوره في تعبئة الناس وشحن الجماهير، وعبّر عن الواقع المعاش ، وعكس الألم والجرح الفلسطيني النازف . وهذا الشعر هو تعبير صادق عن نبض الشارع، وعن تفكير، وسلوك ، وعطاء الانسان الفلسطيني وتجربته النضالية والكفاحية ، وهو يعكس الماضي والحاضر ويستشرف المستقبل والتطلع نحو الشمس والفرح القادم .



#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة من الماضي
- صدور عدد حزيران من مجلة -الاصلاح- الثقافية
- الكاتب العراقي مصطفى عبود .. مسيرة مضيئة
- سعود الأسدي وفدوى طوقان وسلة الزهر ..!
- حال الثقافة الفلسطينية بعد معركة بيروت
- هل يصبح احمد رفيق عوض وزيراً للثقافة..؟!
- الصحافة الأدبية الفلسطينية تحت الاحتلال .. هم البدايات!
- تراثيات أمير الشعر الشعبي الفلسطيني سعود الأسدي
- بيروت القصيدة والملحمة الخالدة..!
- أثر النكبة في الشعر الفلسطيني
- ما قاله الشعراء في رثاء القائد والمناضل الفلسطيني كريم خلف
- نصف قرن على صدور مجلة (الأفق الجديد)
- الارهاصات الأولى للثقافة الفلسطينية في الداخل
- أيها الغائب الجميل / الى روح الشاعر محمد حمزة غنايم
- أين الابداع الفلسطيني المقاتل..؟!
- الجوع .. والفقر.. وحكاية عصام العباسي
- أحداث امبابة والكارثة التي تهدد المجتمع المصري
- نقطة ضوء على دور النشر الفلسطينية في بدايات الاحتلال
- مظف النوّاب يعود الى عرينه..!!
- أهلا ب-أبو عرب- صوت الثورة وشاعرالحنين الفلسطيني


المزيد.....




- «بدقة عالية وجودة ممتازة»…تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجدي ...
- إيران: حكم بالإعدام على مغني الراب الشهير توماج صالحي على خل ...
- “قبل أي حد الحق اعرفها” .. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 وفيلم ...
- روسيا تطلق مبادرة تعاون مع المغرب في مجال المسرح والموسيقا
- منح أرفع وسام جيبوتي للجزيرة الوثائقية عن فيلمها -الملا العا ...
- قيامة عثمان حلقة 157 مترجمة: تردد قناة الفجر الجزائرية الجدي ...
- رسميًا.. جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 لجميع التخصصات ...
- بعد إصابتها بمرض عصبي نادر.. سيلين ديون: لا أعرف متى سأعود إ ...
- مصر.. الفنان أحمد عبد العزيز يفاجئ شابا بعد فيديو مثير للجدل ...
- الأطفال هتستمتع.. تردد قناة تنة ورنة 2024 على نايل سات وتابع ...


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - شاكر فريد حسن - الشعر الشعبي الفلسطيني في المواجهة